تجدد «حرب الجسور» في الخرطوم

«الدعم السريع» تتوسع وسط السودان


صورة متداولة على وسائط التواصل الاجتماعي لجسر «شمبات» الذي يربط بين مدينتي أمدرمان وبحري بعد تدميره
صورة متداولة على وسائط التواصل الاجتماعي لجسر «شمبات» الذي يربط بين مدينتي أمدرمان وبحري بعد تدميره
TT

تجدد «حرب الجسور» في الخرطوم


صورة متداولة على وسائط التواصل الاجتماعي لجسر «شمبات» الذي يربط بين مدينتي أمدرمان وبحري بعد تدميره
صورة متداولة على وسائط التواصل الاجتماعي لجسر «شمبات» الذي يربط بين مدينتي أمدرمان وبحري بعد تدميره

تجددت «حرب الجسور» في السودان؛ إذ تبادل الجيش و«قوات الدعم السريع» الاتهامات، أمس، بتدمير جسر استراتيجي في الخرطوم، يربط مدينتَي أم درمان وبحري، وهو أحد أهم جسور العاصمة المثلثة التي يقسّمها نهر النيل إلى ثلاث مدن، كما أنه ثالث جسر يتم تدميره أثناء القتال بين الطرفين المستمر منذ أبريل (نيسان) 2023.

وقال الجيش في بيان إن «الدعم السريع» أقدمت على تدمير جزء من جسر «الحلفايا» من الناحية الشرقية، ما ألحق أضراراً بهياكله الخرسانية. وأضاف الجيش أن ما حدث يعتبر «استمراراً لعمليات تدمير البنية التحتية والمنشآت الحيوية، ومنع الجيش من أداء واجبه في تطهير الوطن من دنسهم».

من جانبها، اتهمت قوات «الدعم السريع» في بيان الجيش «وكتائب الحركة الإسلامية المتسترة برداء القوات المسلحة، بتدمير الجسر للتغطية على الهزائم المتواصلة التي تلقاها الجيش».

في غضون ذلك، قالت «الدعم السريع» إنها توسعت في وسط السودان؛ إذ «حررت (اللواء 67 مشاة) و(اللواء 165 مدفعية) التابعين للجيش في مدينة سنجة»، وبسطت سيطرتها التامة على المنطقة.


مقالات ذات صلة

«مؤتمر القاهرة» للقوى السودانية يطرح رؤى لإنهاء الحرب

شمال افريقيا حضور لافت خلال مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية بالقاهرة (الخارجية المصرية)

«مؤتمر القاهرة» للقوى السودانية يطرح رؤى لإنهاء الحرب

استضافت العاصمة المصرية القاهرة، السبت، فعاليات مؤتمر «القوى السياسية والمدنية السودانية» تحت شعار «معاً لوقف الحرب».

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا مشاركون في مؤتمر لقوى سياسية سودانية بالقاهرة مايو الماضي (الشرق الأوسط)

«قوى سودانية» تجتمع في القاهرة بحثاً عن «توافق» لوقف الحرب

دعت مصر إلى مؤتمر يجمع القوى السياسية السودانية بهدف «الوصول لتوافق حول سبل بناء السلام الشامل والدائم في السودان».

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا 
سودانيون فرّوا من ولاية سنار بعد وصولهم إلى مدينة القضارف (أ.ف.ب)

«الدعم السريع» تتقدم قرب حدود جنوب السودان

بينما تتصاعد المواجهات بين طرفي النزاع العسكري في السودان في عدد من المناطق الاستراتيجية، أعلنت «قوات الدعم السريع» أمس (الخميس) الاستيلاء على مدينة الميرم.

أحمد يونس (كمبالا) وجدان طلحة (بورتسودان)
شمال افريقيا مرفأ بورتسودان على البحر الأحمر (سونا)

مدير الموانئ السودانية: لم نستقبل بوارج أميركية في بورتسودان

أكد مسؤول سوداني حكومي رفيع أن ميناء بورتسودان الرئيسي في البلاد لم يستقبل أي بوارج أميركية حربية.

وجدان طلحة (بورتسودان)
العالم العربي نزوح نحو 10 ملايين شخص داخل البلاد وخارجها منذ اندلاع المعارك في السودان (أ.ف.ب)

قوات «الدعم السريع» تعلن سيطرتها على منطقة حدودية بين السودان وجنوب السودان

أعلنت قوات «الدعم السريع» التي تحارب الجيش في السودان منذ أكثر من عام عن سيطرتها على منطقة الميرم الحدودية مع جنوب السودان التي تضم أحد اللواءات التابعة للجيش.

«الشرق الأوسط» (بورت سودان)

مصر وسوريا تحذران من خطورة اتساع الصراع في المنطقة

السيسي والأسد خلال لقائهما على هامش القمة العربية - الإسلامية بالرياض نوفمبر 2023 (الرئاسة المصرية)
السيسي والأسد خلال لقائهما على هامش القمة العربية - الإسلامية بالرياض نوفمبر 2023 (الرئاسة المصرية)
TT

مصر وسوريا تحذران من خطورة اتساع الصراع في المنطقة

السيسي والأسد خلال لقائهما على هامش القمة العربية - الإسلامية بالرياض نوفمبر 2023 (الرئاسة المصرية)
السيسي والأسد خلال لقائهما على هامش القمة العربية - الإسلامية بالرياض نوفمبر 2023 (الرئاسة المصرية)

حذرت القاهرة ودمشق من «خطورة» اتساع رقعة الصراع في المنطقة. وأكد الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والسوري بشار الأسد، خلال اتصال هاتفي، السبت، رفضهما «تهجير الفلسطينيين داخل أو خارج أراضيهم».

الاتصال الذي جاء للتهنئة بالعام الهجري الجديد، وتناول المستجدات على الساحة الإقليمية، عُد بمثابة «خطوة على طريق عودة العلاقات بين البلدين إلى ما كانت عليه قبل عام 2011»، لا سيما أنه يأتي عقب «تطورات في طريق التقارب بين البلدين منذ الزلزال الذي ضرب سوريا العام الماضي».

وأشار المتحدث باسم الرئاسة المصرية، المستشار أحمد فهمي، في إفادة رسمية، السبت، إلى أن اتصال الأسد بالسيسي استهدف «التهنئة بالعام الهجري الجديد»، موضحاً أن «الرئيسين تناولا خلال الاتصال مستجدات الأوضاع الإقليمية، وتبادلا الرؤى بشأن خطورة التصعيد الذي تشهده المنطقة». وأكدا «ضرورة تجنب اتساع رقعة الصراع وحفظ الأمن والاستقرار الإقليميين»، كما «شددا على الرفض التام لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين».

الدخان يتصاعد بعد قصف إسرائيلي على مدينة رفح الفلسطينية (أ.ب)

فخ التطرف

وأكد السيسي «مواصلة مصر جهودها الرامية لوقف إطلاق النار بقطاع غزة، وإنفاذ المساعدات الإنسانية بصورة مستدامة وبالكميات التي تلبي احتياجات الفلسطينيين، مع استمرار الدفع في اتجاه إنفاذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة»، بحسب المتحدث الرئاسي المصري.

بدورها، أشارت الرئاسة السورية إلى أن «الأسد هنأ السيسي خلال الاتصال بذكرى ثورة 30 يونيو (حزيران) التي انتصر فيها الشعب المصري على التطرف»، بحسب ما نقلته «وكالة الأنباء السورية». وأكد الأسد أن «ثورة 30 يونيو أعادت مصر إلى مكانها الطبيعي الذي يعبر عن ثقافة الشعب وقيمه ومفاهيمه»، مشيراً إلى أنه «لو سقطت المنطقة في فخ التطرف والتشدد الذي نُصب لها، لكان من الصعب أن تقوم من جديد». وقال إن «وقوف الشعبين السوري والمصري دائماً في وجه التطرف أسهم في حماية دول المنطقة وشعوبها كلها».

ومنذ الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا في فبراير (شباط) 2023، شهدت العلاقات المصرية - السورية تطوراً مع زيارات متبادلة لوزيري خارجية البلدين، وأجرى الرئيس المصري اتصالاً بنظيره السوري عقب الزلزال، كما التقى الرئيسان للمرة الأولى في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على هامش القمة العربية - الإسلامية في الرياض للتضامن مع فلسطين، حيث تم تأكيد الموقف الثابت للدولتين من حيث «رفض تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين».

وعدّ مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسين هريدي، الاتصال بين السيسي والأسد، بمثابة «خطوة في الاتجاه الصحيح تعكس إرادة سياسية لتوطيد العلاقات بين البلدين». وقال هريدي لـ«الشرق الأوسط»، إن «الاتصال يأتي في إطار مساعٍ جدية لعودة العلاقات بين القاهرة ودمشق تدريجياً إلى ما كانت عليه قبل عام 2011». وأضاف أن «تعزيز العلاقات بين البلدين من شأنه أن يكون رافعة للاستقرار والأمن في المنطقة»، موضحاً أنه «تاريخياً أثرت الخلافات بين البلدين على المنطقة وعلى مصالح الشعبين أيضاً». وأكد أن «تعزيز العلاقات المصرية - السورية من شأنه أن يكبح جماح العدوان الإسرائيلي، وهذه أكبر خدمة يقدمها البلدان للقضية الفلسطينية».

أطفال فلسطينيون يصطفون للحصول على الطعام في مطبخ خيري بغزة (رويترز)

التقارب المصري - السوري

التقارب المصري - السوري تزامن مع عودة سوريا لمقعدها في جامعة الدول العربية بموجب قرار مجلس وزراء الخارجية العرب، وفي مايو (أيار) 2023، منهياً قراراً سابقاً بتعليق عضوية سوريا بالجامعة صدر في نوفمبر 2011، بعد 8 أشهر من اندلاع الاحتجاجات في سوريا.

ومنذ تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، مرت العلاقات بين القاهرة ودمشق بمراحل عدة، كان أبرزها قرار الرئيس المصري الأسبق المنتمي لجماعة «الإخوان» محمد مرسي بقطع العلاقات مع دمشق عام 2013. وبعد الإطاحة بحكم «الإخوان» عقب «ثورة 30 يونيو» عام 2013، تطورت العلاقات على مستويات مختلفة، حيث زار رئيس «مكتب الأمن الوطني» السوري، اللواء علي مملوك، القاهرة مرتين في عامي 2016 و2018، وهو ما أبرزته «وكالة الأنباء السورية» في حينه، بينما لم يصدر عن القاهرة نفي أو تأكيد بشأن الزيارتين.

ورعت مصر إعلان هدنة في ريف حمص عام 2017، واستضافت أيضاً عدداً من الفصائل السورية التي وقّعت اتفاقاً لوقف إطلاق النار عام 2018. والعام الماضي، أعلنت سوريا تعيين السفير حسام الدين آلا، سفيراً لها لدى مصر، ومندوباً لدى الجامعة العربية في القاهرة، بعد غياب 12 عاماً.

أستاذ العلوم السياسية في مصر، الدكتور جمال سلامة، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن اتصال الأسد بالسيسي «يأتي في إطار محاولات دمشق تطبيع العلاقات مع الدول العربية، لتعود إلى ما كانت عليه قبل عام 2011»، مشيراً إلى أن «ذلك يأتي في أعقاب عودة سوريا لمقعدها بالجامعة العربية». وأضاف أن «دمشق ترى أن هناك انفراجة في العلاقات بينها وبين الدول العربية، وهو الأمر الذي تعمل على استغلاله والبناء عليه».