«فيديو مفبرك» لمفتي مصر يُجدد المخاوف بشأن الذكاء الاصطناعي

تحركات قانونية ضد مصادره... وتحذير من «تزييف الوعي»

مفتي مصر شوقي علام (دار الإفتاء المصرية)
مفتي مصر شوقي علام (دار الإفتاء المصرية)
TT

«فيديو مفبرك» لمفتي مصر يُجدد المخاوف بشأن الذكاء الاصطناعي

مفتي مصر شوقي علام (دار الإفتاء المصرية)
مفتي مصر شوقي علام (دار الإفتاء المصرية)

جدد مقطع «فيديو مُنفَّذ عبر الذكاء الاصطناعي» لمفتي مصر، الدكتور شوقي علام، يروِّج لأحد تطبيقات الألعاب الإلكترونية، المخاوف بشأن تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي، فيما نفَت دار الإفتاء المصرية في بيان رسمي، مساء الجمعة، صحة مقطع الفيديو، ووصفته بـ«المفبرَك».

وحذرت «الإفتاء المصرية» من «خطورة استخدام التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي في تزييف الوعي، واستغلال ثقة الناس في المرجعيات الدينية والشخصيات العامة، في فبركة الفيديوهات التي تروِّج لمنتجات أو تطبيقات مشبوهة بغرض النصب على الناس»، وفق البيان.

وقال خبير أمن المعلومات في مصر أحمد طارق، لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذه ليست المرة التي يجري فيها استخدام وجوه معروفة، سواء دينية أو فنية، في محاولة توجيه الجمهور لاستخدام لعبة أو تطبيق محدد، مع وجود سوابق لعدد كبير من المشاهير وقعوا ضحية فبركة هذه الفيديوهات عبر الذكاء الاصطناعي».

وأضاف أن «ما حدث مع مفتي مصر، لن يكون الأخير في ظل الحسابات الوهمية التي تنشأ من جانب مسؤولي التطبيقات، الذين يضخون إعلانات ممولة على الفيديوهات المزيفة لتصل إلى أكبر عدد من مستخدمي مواقع التواصل، سواء من خلال الحساب الرسمي للتطبيق، أو حسابات جديدة تكون مقتصرة على الترويج للتطبيق بما يجنبها المسؤولية عنها».

وأرجع طارق عدم ذكر دار الإفتاء اسم هذا التطبيق في بيانها الرسمي، إلى «كون (الإفتاء) لا تريد الترويج لهذا التطبيق، لذا امتنعت عن ذكر اسمه خلال بيانها».

كان الممثل المصري أحمد حلمي قد نشر في نهاية مارس (آذار) الماضي، مقطع فيديو عبر حسابه على «إنستغرام»، نفى فيه علاقته بـ«مقطع منسوب إليه» روج فيه لأحد التطبيقات. وسخر حلمي حينها من الانتشار الواسع الذي حققه «الفيديو المفبرك» الذي ارتبط بتطبيق للتربح المالي.

دار الإفتاء في القاهرة (أرشيفية)

وأعلنت «الإفتاء المصرية» اتخاذ جميع الإجراءات القانونية لمعاقبة كل من شارك في إنتاج أو نشر هذا «الفيديو المزيف». داعيةً إلى توخي الحذر من مثل هذه «الصفحات والفيديوهات المضللة».

في حين أوضح المحامي المصري محمد عبد السلام، أن المسار القانوني للتعامل مع هذه الفيديوهات المفبركة «يكون من خلال تحرير محضر بمباحث الإنترنت من أجل تتبع مصدر الفيديو، وتحديد موقع بثه وتتبعه، لضبط القائمين على نشره، وهو أمر سبق أن تم إجراؤه في عديد من الوقائع وباستخدام تقنيات متطورة».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أنه في حال كون ناشر الفيديو شخصاً أو شركة تعمل في مصر تجري ملاحقتها قانوناً وتوقيف المسؤول عنها، حيث يواجه عقوبة تصل إلى السجن والغرامة بموجب قانوني «العقوبات» و«جرائم الإنترنت»، مشيراً إلى أن عدداً ليس بالقليل من القائمين على هذه الفيديوهات «لا يكونون موجودين في مصر مما يصعب عملية الوصول إليهم ويعقدها». ولفت إلى أن القانون المصري يحتوي على نصوص رادعة في هذا السياق لكن تبقى المشكلة في «آلية التطبيق حال وجود مصممي هذه الفيديوهات خارج البلاد»، موضحاً أن هناك بلاداً محددة ينشط فيها القائمون على هذه الصفحات بما يسمح لهم بالهرب من الملاحقات القانونية.

عودة إلى خبير أمن المعلومات في مصر، الذي أشار إلى إدراك القائمين على إدارة الشركات العالمية المالكة لمنصات التواصل الاجتماعي، لخطوة استخدام تقنيات «تزييف الفيديوهات» باستخدام الذكاء الاصطناعي، وهو ما يدفعهم إلى الاتجاه إلى «فرض ظهور علامات تؤكد أن الفيديو الذي سيجري مشاهدته مُنفَّذ باستخدام الذكاء الاصطناعي».​


مقالات ذات صلة

مصر تنوع دعمها للصومال بقافلة طبية وسلع غذائية

شمال افريقيا القافلة الطبية المصرية للصومال (وزارة الصحة المصرية)

مصر تنوع دعمها للصومال بقافلة طبية وسلع غذائية

عززت مصر من دعمها للصومال بإرسال قافلة طبية موسعة والإعلان عن تعاون مع مقديشو في مجال الأمن الغذائي.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا واجه المرضى نقصاً في الأدوية خلال الشهور الماضية (وزارة الصحة المصرية)

مصر: تعهدات حكومية بإنهاء أزمة نقص الأدوية خلال أسابيع

تواصلت التعهدات الحكومية في مصر من جديد بإنهاء أزمة نقص الأدوية خلال أسابيع.

أحمد عدلي (القاهرة)
شمال افريقيا وزير الخارجية المصري خلال لقائه نظيره الصيني في نيويورك (الخارجية المصرية)

مصر لدعم موقفها في نزاع «سد النهضة» بتحركات مكثفة بنيويورك

كثّفت مصر من تحركاتها الدبلوماسية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لدعم موقفها في نزاع «سد النهضة» الإثيوبي.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا أسعار الطماطم سجلت مستويات قياسية في مصر (المصدر: موقع سوق العبور)

«الطماطم» تعاند موائد المصريين وتواصل الارتفاع

سجلت أسعار الطماطم، التي تُعد غذاء أساسياً للمصريين يدخل في الوجبات والأكلات كافة، مستويات غير مسبوقة.

محمد عجم (القاهرة)
شمال افريقيا مقر وزارة الداخلية المصرية (صفحة الوزارة على «فيسبوك»)

انتقادات متصاعدة بشأن مقطع صوتي لـ«اعترافات طبيبين بالتحرش» في مصر

تصاعدت في مصر الانتقادات بشأن مقطع صوتي متداول لحديث جرى نسبه إلى «طبيبين»، قالا إنهما «قاما بالتحرش بالمترددات على المستشفيات للعلاج».

أحمد عدلي (القاهرة )

السلطات الجزائرية تعلن مناطق شاسعة «بؤرة وباء»

السكان المتضررون طالبوا الرئيس تبون بـ«تدخل سريع لإنقاذهم من الوباء» (د.ب.أ)
السكان المتضررون طالبوا الرئيس تبون بـ«تدخل سريع لإنقاذهم من الوباء» (د.ب.أ)
TT

السلطات الجزائرية تعلن مناطق شاسعة «بؤرة وباء»

السكان المتضررون طالبوا الرئيس تبون بـ«تدخل سريع لإنقاذهم من الوباء» (د.ب.أ)
السكان المتضررون طالبوا الرئيس تبون بـ«تدخل سريع لإنقاذهم من الوباء» (د.ب.أ)

أعلنت السلطات الجزائرية، السبت، مناطق شاسعة بأقصى الجنوب الشرقي «بؤرة وباء»، وذلك إثر تفشي الملاريا والدفتيريا وسط السكان. وفيما أكدت وزارة الصحة أن «عدوى وصلت إلينا من بلدان مجاورة»، قالت مصادر طبية محلية إن الأضرار التي لحقت بشبكة توزيع المياه الصالحة للشرب في الأيام الأخيرة، بعد الفيضانات التي اجتاحت المنطقة، كانت سبباً في انتشار أوبئة.

لم يجد سكان تيمياوين وتين زاوتين، وبرج باجي مختار، إلا حساباتهم بالإعلام الاجتماعي لإبراز مدى خطورة الوضع الوبائي في مناطقهم، وذلك بنشر صور المصابين منتشرين في الشوارع وعند مداخل المشافي. ووفق ما جاء في هذه الحسابات، فإن هذه المناطق تواجه الدفتيريا والملاريا منذ 25 من سبتمبر (أيلول) الحالي. وأبرز أصحابها أن الأمطار الغزيرة التي هطلت على هذه المناطق الصحراوية، الأسبوع الماضي، تسببت في اختلاط مياه الشرب مع مياه الصرف الصحي، ما أدى إلى مئات الإصابات، حسبهم، مبرزين أن عدداً من المصابين توفوا بسبب عدم توفر الرعاية الصحية اللازمة.

صورة لمصابين بالملاريا ضاقت بهم المصحات والمشافي (متداول)

وأطلق أحد سكان تيمياوين عبر حسابه بـ«فيسبوك»، الجمعة، نداء استغاثة إلى «جميع السلطات العليا في البلاد، من رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، إلى وزارة الصحة ورئيس الجمهورية»، مطالباً بـ«تدخل سريع في الشريط الحدودي مع مالي، خصوصاً في تين زاوتين تيمياوين، و إن قزام، وبرج باجي مختار، لإنقاذنا من الوباء». مبرزاً أن هذه المناطق «تشهد إصابات كثيرة بحمى الملاريا والدفتيريا، وانتشاراً سريعاً للمرض». ووفق صاحب الحساب، «يتم إحصاء 50 وفاة كل يوم في مناطقنا».

وكتبت صفحة «كل شيء عن تمنغست» (أشهر مدن الصحراء)، أن الملاريا والدفتيريا والبوحمرون «تضرب بقوة... وفيات بالعشرات يومياً، وغياب تام لمخطط استعجالي من الجهات المختصة والمسؤولين لإنقاذ الأرواح، وتوفير المستلزمات الضرورية للعيادات المحلية لتقديم خدمات أفضل للمرضى».

وأرفق مسير الصفحة المنشور بعدة صور لعشرات المصابين وهم ملقون على الأرض، في محيط المشافي والمصحات، التي لم تعد قادرة على تقديم خدماتها، بسبب كثرة المرضى وزيادة أعدادهم بمرور الساعات. وحتى سيارات الإسعاف المتوفرة لم تعد كافية لنقل المصابين إلى مصحات المحافظات المجاورة، التي تبعد نحو 600 كيلومتر.

سيارات الإسعاف المتوفرة لم تعد كافية لنقل المصابين إلى مصحات المحافظات المجاورة (الشرق الأوسط)

من جهتها، قالت وزارة الصحة في بيان إنها «تطمئن» سكان المناطق المتضررة من الوباء، بأنها «ستتكفل بكل حالات الإصابة، وفق بروتوكولات العلاج المعمول بها».

وأكدت أنها «تتابع يومياً الوضع الوبائي على المستويين المركزي و المحلي». موضحة أن ما تشهده هذه المناطق، هو «دفتيريا وملاريا وافدة»، في إشارة إلى أن المصابين بالمرضين ينحدرون من بلدان جنوب الصحراء، وهم من نقلوهما إلى مدن الصحراء الجزائرية المتاخمة لحدود هذه البلدان.

وأوضح بيان الوزارة بأن الجزائر «حصلت على شهادة منظمة الصحة العالمية للقضاء على الملاريا»، مشدداً على أن «الحالات التي تم إحصاؤها هي حالات وافدة من بلدان موبوءة»، من دون ذكر أي بلد.

كما أشار إلى أن الوزارة أوفدت، الجمعة، «لجنة طبية متكونة من 14 خبيراً للمناطق المنكوبة، إلى جانب إرسال طائرة محملة بكميات كبيرة من الأدوية، والأمصال المضادة للدفتيريا، ووسائل الحماية اللازمة إلى مناطق تمنراست و إن قزام و برج باجي مختار».

مصاب بالملاريا في مصحة طبية تواجه ضغطاً شديداً بسبب تفشي الوباء (متداول)

وأضافت الوزارة أنها «أوفدت، الخميس، بعثة خبراء إلى ولايتي تمنراست وإن قزام للوقوف على الوضع السائد، وتوفير حصة من الأدوية والأمصال المضادة للدفتيريا. ومن المقرر أيضاً إرسال مهمة ثانية، الأحد، إلى ولاية برج باجي مختار، مجهزة أيضاً بحصة من الأدوية والأمصال المضادة للدفتيريا».

وأوضح بيان الوزارة أن المنتجات والأدوية التي تحدث عنها «يجري توزيعها على مدار السنة (بالمنطقة)، في إطار تقديم الدعم للمؤسسات الصحية، وما يتم نقله خلال هذه المهمات ما هو إلا مكملات إضافية».