واشنطن تُعيد الجدل في ليبيا بالحديث عن «الأموال المزيفة»

بعد اتهامها لشركة روسية بطباعتها

الكبير يتوسط المبعوث الأميركي إلى ليبيا ريتشارد نورلاند «يسار» والقائم بالأعمال جيريمي برنت (مصرف ليبيا المركزي)
الكبير يتوسط المبعوث الأميركي إلى ليبيا ريتشارد نورلاند «يسار» والقائم بالأعمال جيريمي برنت (مصرف ليبيا المركزي)
TT

واشنطن تُعيد الجدل في ليبيا بالحديث عن «الأموال المزيفة»

الكبير يتوسط المبعوث الأميركي إلى ليبيا ريتشارد نورلاند «يسار» والقائم بالأعمال جيريمي برنت (مصرف ليبيا المركزي)
الكبير يتوسط المبعوث الأميركي إلى ليبيا ريتشارد نورلاند «يسار» والقائم بالأعمال جيريمي برنت (مصرف ليبيا المركزي)

أعاد حديث واشنطن عن «الأموال المزيفة» في ليبيا الجدل بين مؤيد ومعارض لهذه الخطوة، وذلك على خلفية الأزمة التي اندلعت بعد ضبط أوراق من فئة «50 ديناراً»، قال المصرف المركزي بالعاصمة طرابلس، إنها «مزورة»، وأمر بجمعها من السوق.

وجاء الجدل بعد أن قالت وزارة الخزانة الأميركية، مساء (الخميس)، إن شركة «غوزناك» الروسية «متهمة بطباعة أكثر من مليار دولار من العملة الليبية المزيفة»، مشيرة إلى أن الشركة «ذات المسؤولية المحدودة، مؤسسة مملوكة للدولة في روسيا، ومسؤولة عن إنتاج العملات والأوراق النقدية والمنتجات الأمنية، مثل جوازات السفر».

وبدأت قصة الـ«50 ديناراً»، عندما أعاد محافظ المصرف المركزي، الصديق الكبير، الحديث عن وجود ورقة نقدية من «فئة 50 ديناراً مزورة»، رُصد تداولها في الأسواق منذ قرابة عام، وتحمل توقيع علي الحبري، نائب المحافظ بشرق ليبيا المُقال، مبرزاً أن المصرف أحال عينات منها إلى النائب العام، المستشار الصديق الصور.

محافظ المصرف المركزي الصديق الكبير (الشرق الأوسط)

وجرى الحديث في ليبيا عن وجود «دنانير مزورة»، بعد انقسام المصرف عام 2014، الذي أدى إلى ازدواجية السلطة المالية. وفي نهاية مايو (أيار) 2020 أعلنت «الخارجية الأميركية» أن السلطات المالطية صادرت أوراقاً نقدية ليبية طبعتها شركة «غوزناك» الروسية الرسمية لحساب حكومة شرق ليبيا، بقيمة تقدر بنحو 1.1 مليار دولار، ووصفتها بأنها «مزورة»، وهو الأمر الذي نفته موسكو في حينه، حيث أفادت وزارة الخارجية الروسية وقتها بأن روسيا «أرسلت شحنة عملات ليبية إلى طبرق، وفقاً لاتفاق عام 2015 مع البنك المركزي الليبي».

نموذج من ورقة من فئة 50 ديناراً (المصرف المركزي)

وعلى خلفية مناكفات سياسية، أعادت وزارة الخزانة الأميركية، الخميس، الحديث عن «الأموال المزيفة» في ليبيا، بعدما أدرجت شركة «غوزناك» الروسية على القائمة السوداء.

وكانت مجلة «منبر الدفاع الأفريقي»، التابعة للقيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)، قد أعادت في مايو الماضي القضية إلى واجهة الأحداث، عندما قالت إن هناك تقارير تشير إلى أن سلطات شرق ليبيا «أغرقت البلاد بنحو 12 مليار دينار ليبي، طبعها الروس بين عامي 2015 و2020»، الأمر الذي عدّه سليمان الشحومي، مؤسس ورئيس سوق الأوراق المالية السابق، في تصريح سابق لـ«الشرق الأوسط»، «مجانباً للصواب»، وقال إن هذا الحديث «لا دليل عليه» يؤكده.

الصديق الصور النائب العام الليبي (مكتب النائب العام)

وبعدما راجت أحاديث في ليبيا تتهم موسكو بطباعة «الدنانير المزوَّرة» في مزرعة على مشارف بنغازي، تقع تحت سيطرة «الجيش الوطني»، بقيادة المشير خلفية حفتر، ودعم هذه المزاعم الصادق الغرياني، مفتي ليبيا السابق، نفت السفارة الروسية لدى ليبيا ذلك، ووُصفت هذه الأنباء بـ«الأكاذيب».

وعلى وقع انقسام سياسي، تعتقد أطراف بغرب ليبيا أن الأموال المزيفة لعبت دوراً خلال السنوات الماضية في دعم حرب (الجيش الوطني) على العاصمة طرابلس عام 2019، والإنفاق على عناصر (فاغنر) الروس، وهو ما عدّه موالون لحفتر بأن مثل هذه الاتهامات «مكايدات سياسية».

غير أن الشحومي قال إنه خلال فترة انقسام المصرف المركزي عام 2014 كانت تجري طباعة العملة في روسيا بكميات محددة، وكانت صادرة بحسابات الإصدار بالمصرف، وفق «آليات معروفة وقرارات صادرة بهذا الشأن من قبل مجلس إدارته»، وقال موضحاً: «بعد توحيد المصرف المركزي الآن جرت مراجعة وإدماج حسابات الإصدار»، مبرزاً أن المصرف المركزي في طرابلس أصدر بعد تنسيق مع البرلمان قراراً يقضي بسحب إصداري الـ(50 ديناراً) التي جرت طباعتها من قبل طرابلس (غرب) والبيضاء وبنغازي (شرق).

ووفق نشرات سابقة لمصرف ليبيا المركزي، يقدَّر إجمالي العملات النقدية من «ورقة 50 ديناراً المزورة» بـ6.3 مليار دينار حتى نهاية عام 2023.

وفرضت وزارة الخزانة عقوبات على أكثر من 100 فرد وكيان، من بينهم «غوزناك». وتحدُّ العقوبات من إيرادات روسيا المستقبلية من الطاقة، بناءً على العقوبات السابقة التي عرقلت تطوير مشروع Arctic LNG 2 الروسي، وغيره من مشاريع الطاقة المستقبلية الروسية.

ووسط حالة من اللغط وتباين الآراء، قالت مجلة «منبر الدفاع الأفريقي» إن الدنانير المزيفة «تُستخدم لدفع مستحقات مقاتلي عناصر (فاغنر) الموالين لحفتر، وبعدها انتشرت في أرجاء ليبيا»، وهو الأمر الذي يعدّه الموالون للأخير «لا يستند لدليل».


مقالات ذات صلة

سكان الجنوب الليبي يطالبون بحمايتهم من خطر العقارب

شمال افريقيا طفلة ليبية تعاني من مضاعفات لدغة عقرب (مركز سبها الطبي)

سكان الجنوب الليبي يطالبون بحمايتهم من خطر العقارب

يطالب سكان مدن الجنوب الليبي السلطات الرسمية في الدولة بحمايتهم من مخاطر العقارب، وذلك على خلفية مقتل طفلين بلدغاتها السامة خلال الأيام الماضية.

جاكلين زاهر (القاهرة)
شمال افريقيا صورة وزعتها السفارة الإسبانية للاجتماع مع سفير أميركا والقائم بأعمالها

مفوضية الانتخابات الليبية تعالج «خللاً مفاجئاً» بمنظومة «البلديات»

أعلنت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا، (السبت)، معالجة خلل فني مفاجئ، تعرّضت له، لبضع ساعات، منظومة تسجيل الناخبين لانتخاب المجالس البلدية.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا الصديق الصور النائب العام الليبي (مكتب النائب العام)

تزايد وتيرة «الفساد» في ليبيا يفاقم مخاوف المواطنين

على الرغم من أن النائب العام الليبي، الصديق الصور، يعلن بشكل متكرر ضبط مسؤولين بتهم فساد، فإن هناك مَن يتساءل عن أسباب تصاعد موجات التطاول على المال العام.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا لقاء سابق للدبيبة مع رئيس تشاد (حكومة الوحدة)

تصاعد وتيرة «الاغتيالات» غرب العاصمة الليبية

أعلنت حكومة الوحدة الليبية «المؤقتة» برئاسة عبد الحميد الدبيبة الخميس أنها بصدد إعادة الافتتاح الرسمي لمنفذ رأس جدير الحدودي مع تونس الاثنين المقبل.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا خوري مع سفير مالطا (البعثة الأممية)

ستيفاني خوري تشدد على ضرورة الدعم الدولي لحلحلة الأزمة الليبية

أعلنت وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الليبية «المؤقتة»، الأربعاء، مجدداً تأجيل موعد افتتاح منفذ «رأس جدير» الحدودي مع تونس.

خالد محمود (القاهرة)

تحرك أفريقي لجمع البرهان و«حميدتي»

الرئيس موسفيني لدى استقباله البرهان بعنتيبي في سبتمبر 2023 (موقع الرئيس الأوغندي على إكس)
الرئيس موسفيني لدى استقباله البرهان بعنتيبي في سبتمبر 2023 (موقع الرئيس الأوغندي على إكس)
TT

تحرك أفريقي لجمع البرهان و«حميدتي»

الرئيس موسفيني لدى استقباله البرهان بعنتيبي في سبتمبر 2023 (موقع الرئيس الأوغندي على إكس)
الرئيس موسفيني لدى استقباله البرهان بعنتيبي في سبتمبر 2023 (موقع الرئيس الأوغندي على إكس)

يتجه الاتحاد الأفريقي إلى تشكيل لجنة رئاسية يقودها الرئيس الأوغندي، يوري موسفيني، وعضوية عدد من رؤساء وقادة الدول، لتسهيل اللقاءات المباشرة بين قادة القوات المسلحة السودانية و«قوات الدعم السريع»، «في أقصر وقت ممكن»، مشدداً على ضرورة وقف إطلاق النار دون قيد أو شرط.

وترأس موسفيني رئيس المجلس للشهر الحالي، ليل الجمعة - السبت، اجتماعاً افتراضياً لرؤساء دول وحكومات الدول الأفريقية ناقش الصراع في السودان، والتنسيق بين الشركاء الإقليميين والدوليين لتحقيق السلام والاستقرار للشعب السوداني.

ودعا البيان رئيس مجلس السيادة الانتقالي، قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، وقائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي» إلى الاجتماع تحت رعاية الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية «إيغاد» دون مزيد من التأخير، وشدد على أنه لا يمكن التوصل إلى وقف إطلاق نار مقبول إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين الجهات الفاعلة الرئيسية في الحرب. وجدد الاتحاد التأكيد على التزامه المستمر باحترام سيادة السودان، وتطلعات شعبه المشروعة في استعادة النظام الدستوري من خلال حكومة ديمقراطية شاملة بقيادة مدنية.