أسماء متداولة تلقي بظلالها على مشاورات تشكيل الحكومة المصرية الجديدة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يجتمع مع مدبولي (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يجتمع مع مدبولي (الرئاسة المصرية)
TT

أسماء متداولة تلقي بظلالها على مشاورات تشكيل الحكومة المصرية الجديدة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يجتمع مع مدبولي (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يجتمع مع مدبولي (الرئاسة المصرية)

دفعت حالة الترقب للتشكيل الوزاري الجديد في مصر مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي للتكهن بأسماء الوزراء الجدد في حكومة الدكتور مصطفى مدبولي، الذي كلفه الرئيس المصري بإعادة تشكيل الحكومة بعد أن قدمت استقالتها الأسبوع الماضي.

وعقب تداول ناشطين قوائم تشمل الشكل الجديد للحكومة، نفى مصدر مصري مطلع «صحة كل ما يتم نشره بشأن التعديلات الوزارية». ونقلت «القاهرة الإخبارية» عن المصدر تأكيده أن «الدكتور مصطفى مدبولي (رئيس الوزراء المكلف) يكثف مشاوراته لتشكيل الحكومة الجديدة من كفاءات وطنية طبقاً لما وجه به رئيس الجمهورية».

ولا تزال تتصدر أخبار «الحكومة الجديدة» ترند مواقع التواصل في مصر، الاثنين، فيما أرجع برلمانيون وسياسيون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» كثرة التكهنات حول التشكيل الوزاري الجديد إلى «التأخر في إعلان أسماء الحكومة الجديدة».

وتداولت صفحات مواقع التواصل في مصر قائمة ادعت أنها لوزراء في التشكيل الحكومي الجديد، ما أثار جدلاً واسعاً بين المستخدمين، خصوصاً أنها تضمنت بعض أسماء وزراء سابقين في الحكومة المصرية.

وتشمل التغييرات التي تحدث عنها ناشطون وزارات الخارجية والداخلية والكهرباء والمياه والتعليم.

وطالب الإعلامي المصري أحمد موسى، في تدوينة بحسابه الرسمي على منصة «إكس» بعدم تصديق ما يشاع حالياً بخصوص أسماء الوزراء الجدد، مؤكداً أن التشكيل الوزاري يتم في «سرية تامة، وبه مفاجآت كثيرة».

فيما أكد عضو مجلس النواب المصري (البرلمان) مصطفى بكري أنه «لا توجد أسماء محسومة حتى الآن في التشكيل الوزاري»، مشيراً إلى أن «كل ما يُتداول من أسماء مجرد تكهنات من الشارع غير صحيحة».

وأرجع بكري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» التفاعل الواسع من مواقع التواصل بشأن التعديل إلى «التأخر في إعلان التشكيل الحكومي الجديد، ورغبة البعض في تصدر (الترند) على مواقع التواصل».

وعلى مدار الأسبوع، تتنوع تكهنات وتوقعات مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام المحلية في مصر، ما بين بعض الأسماء المطروحة ضمن التشكيل الوزاري، وبين إعادة هيكلة بعض الحقائب الوزارية، ما بين دمج وزارات واستحداث أخرى.

وأوضح البرلماني المصري أن «نواب البرلمان ينتظرون الإعلان النهائي للتشكيل الوزاري وأداء اليمين الدستورية، ثم عرض الحكومة برنامجها على (البرلمان) لإقراره، وفقاً لنص المادة 146 من الدستور».

وتشترط «المادة 146» من الدستور المصري حصول الحكومة الجديدة على موافقة مجلس النواب خلال ثلاثين يوماً.

ويرى نائب رئيس حزب المؤتمر ومحافظ الإسكندرية الأسبق رضا فرحات أن تداول أسماء وزراء جدد عبر منصات التواصل الاجتماعي لن يؤثر على مشاورات الحكومة الجديدة، لكنه أشار إلى أنها «تسبب بلبلة للرأي العام».

وفي وقت عدّ فيه فرحات أن «أسماء التشكيل الجديد لم تحسم بعد»، أشار في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى عدد من المحددات ستحكم التشكيل الجديد للحكومة، تتضمن «تغيير نسبة كبيرة من الحقائب الوزارية تصل لثلثي التشكيل الحالي»، مفسراً ذلك بأن «الحكومة تقدمت باستقالتها»، وهو ما يعني «تشكيل حكومة جديدة بوجوه وسياسات جديدة».

المحدد الثاني الذي تحدث عنه نائب رئيس حزب المؤتمر أن يشمل التشكيل الوزاري «كفاءات وخبرات مميزة»، وهو ما يعني أن التشكيل الحكومي سيتضمن أسماء «تكنوقراط»، مشيراً إلى ضرورة أن يتوفر لدى الوزراء الجدد «الكفاءة المهنية والإدارية والسياسية»، بما يمكن كل وزير من اقتحام المشكلات، والتفاعل برؤية واضحة مع الإعلام والرأي العام.

وأعطت الأهداف التي حددها الرئيس المصري للحكومة الجديدة أولوية «لملف بناء الإنسان المصري، خصوصاً في مجالات الصحة والتعليم»، وتضمنت «مواصلة مسار الإصلاح الاقتصادي، مع التركيز على جذب وزيادة الاستثمارات المحلية والخارجية، وتشجيع نمو القطاع الخاص، وبذل كل الجهد للحد من ارتفاع الأسعار والتضخم وضبط الأسواق».

والاثنين، اجتمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، لأول مرة، منذ تكليفه بتشكيل حكومة جديدة.

ناقش الاجتماع، حسب بيان رئاسي، «تطورات العمل في عدد من الملفات، منها الترتيبات الجارية لمؤتمر الاستثمار بين مصر والاتحاد الأوروبي، المقرر انعقاده نهاية الشهر الحالي».


مقالات ذات صلة

الحكومة المصرية تغلظ عقوبات «سرقة الكهرباء»

العالم العربي اجتماع مجلس الوزراء المصري برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء)

الحكومة المصرية تغلظ عقوبات «سرقة الكهرباء»

وافق مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، برئاسة مصطفى مدبولي، على مشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون الكهرباء الصادر عام 2015، بهدف تغليظ عقوبات سرقة الكهرباء.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مدبولي يرأس جلسة فكرية مع متخصصين لمناقشة ملفات على الساحتين الخارجية والداخلية (مجلس الوزراء المصري)

الحكومة المصرية توسّع مشاوراتها في مواجهة تحديات داخلية وخارجية

وسّعت الحكومة المصرية مشاوراتها مع سياسيين وخبراء متخصصين في مجالات عدة، بشأن مقترحات للحد من تبعات التطورات الجيوسياسية على البلاد.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
شمال افريقيا رئيس الوزراء المصري يترأس اجتماع اللجنة العليا لضبط الأسواق وأسعار السلع (مجلس الوزراء المصري)

إجراءات حكومية مصرية لمواجهة «الغلاء» بعد زيادة أسعار الوقود

سعياً لضبط حركة الأسواق ومواجهة الغلاء، اتخذت الحكومة المصرية إجراءات تستهدف ضمان «توافر السلع الأساسية بأسعار مناسبة للمواطنين»، بمختلف المحافظات.

أحمد إمبابي (القاهرة)
الاقتصاد المنظومة التموينية في مصر تتضمّن توزيع السلع الأساسية بأسعار مدعمة (محافظة المنيا)

مصر لتغيير جذريّ في منظومة «دعم» المواطنين

تعتزم الحكومة المصرية إجراء تعديلات جذرية على نظام الدعم المقدّم إلى مواطنيها، يتضمّن التحول من نظام «الدعم العيني» إلى «النقدي» أو «الدعم النقدي المشروط».

محمد عجم (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي متوسطاً رشاد وكامل بعد اداء رئيس المخابرات الجديد اليمين (الرئاسة المصرية)

تعيين رشاد رئيساً جديداً للمخابرات العامة في مصر

أعلنت الرئاسة المصرية، أمس، تعيين حسن محمود رشاد، رئيساً جديداً لجهاز المخابرات العامة، خلفاً للواء عباس كامل الذي تولى رئاسته منذ 2018. وأدى رشاد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

لائحة الخلافات بين الجزائر وفرنسا في اتساع متزايد

من لقاء سابق بين الرئيسين الفرنسي والجزائري (الرئاسة الفرنسية)
من لقاء سابق بين الرئيسين الفرنسي والجزائري (الرئاسة الفرنسية)
TT

لائحة الخلافات بين الجزائر وفرنسا في اتساع متزايد

من لقاء سابق بين الرئيسين الفرنسي والجزائري (الرئاسة الفرنسية)
من لقاء سابق بين الرئيسين الفرنسي والجزائري (الرئاسة الفرنسية)

عمَّق اعتقال الكاتب الفرنسي الجزائري، بوعلام صنصال، من الفجوة في العلاقات بين الجزائر وباريس، إلى حد يصعب معه توقع تقليصها في وقت قريب، حسب تقدير مراقبين.

ومنذ السبت 16 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، يوجد الكاتب السبعيني في مقار الأمن الجزائري، حيث يجري استجوابه حول تصريحات صحافية أطلقها في فرنسا، حملت شبهة «تحقير الوطن»، على أساس مزاعم بأن «أجزاء كبيرة من غرب الجزائر تعود إلى المغرب»، وأن قادة الاستعمار الفرنسي «كانوا سبباً في اقتطاعها مرتكبين بذلك حماقة». كما قال إن «بوليساريو» التي تطالب باستقلال الصحراء عن المغرب، «من صنع الجزائر لضرب استقرار المغرب».

الروائي المعتقل بوعلام صنصال (متداولة)

وكان يمكن أن تمر «قضية صنصال» من دون أن تسهم في مزيد من التصعيد مع فرنسا، لولا ما نسبته وسائل إعلام باريسية للرئيس إيمانويل ماكرون، بأنه «قلق» من اعتقال مؤلف رواية «قرية الألماني» الشهيرة (2008)، وبأنه يعتزم التدخل لدى السلطات الجزائرية لإطلاق سراحه.

وهاجمت الصحافة الجزائرية الصادرة الأحد، في معظمها، الطيف السياسي الفرنسي، بسبب «تعاطف اليمين المتطرف واللوبي الصهيوني»، مع الكاتب، قياساً إلى قربه من هذه الأوساط منذ سنين طويلة، وقد أكد ذلك بنفسه، بموقفه المؤيد للعدوان الإسرائيلي على غزة، منذ «طوفان الأقصى» (7 أكتوبر/تشرين الأول 2023)، فضلاً عن معارضته مطلب سلطات بلده الأصلي، الجزائر، «باعتراف فرنسا بجرائمها خلال فترة الاستعمار» (1830- 1962).

وتزامنت «أزمة صنصال» مع أزمة كاتب فرنسي جزائري آخر، هو كمال داوود، الفائز منذ أسابيع قليلة بجائزة «غونكور» المرموقة عن روايته «حور العين». وفجَّر هذا العمل الأدبي غضباً في الجزائر، بحجة أنه «انتهك محظور العشرية السوداء»؛ بسبب تناول الرواية قصة فتاة تعرضت للذبح على أيدي متطرفين مسلحين. علماً أن جزائرية أعلنت، الخميس الماضي، عن رفع دعوى قضائية ضد كمال داوود بتهمة «سرقة قصتها» التي أسقطها، حسبها، على الشخصية المحورية في الرواية.

كما يلام داوود الذي عاش في الجزائر حتى سنة 2021، على «إفراطه في ممارسة جلد الذات إرضاءً للفرنسيين»، خصوصاً أنه لا يتردد في مهاجمة الجزائريين بسبب «العنف المستشري فيهم». ولامس داوود التيار العنصري والتيارات الدينية في فرنسا، بخصوص الحرب في غزة. وصرح للصحافة مراراً: «لا أنتمي إلى جيل الثورة، وعلى هذا الأساس لست معنياً بمسألة تجريم الاستعمار والتوبة عن ممارساته».

ويرى قطاع من الجزائريين أن فرنسا منحت داوود جنسيتها (عام 2020 بقرار من الرئيس ماكرون)، «في مقابل أن يستفز بلاده في تاريخها وسيادتها (الذاكرة والاستعمار)، ويثخن في جرح غائر (مرحلة الاقتتال مع الإرهاب) لم تشفَ منه بعد».

الروائي الفرنسي الجزائري كمال داود (حسابه بالإعلام الاجتماعي)

وكانت العلاقات بين البلدين معقَدة بما فيه الكفاية منذ الصيف الماضي، عندما سحبت الجزائر سفيرها من باريس؛ احتجاجاً على اعترافها بخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء، وحينها شجبت «قيام حلف بين الاستعمار القديم والجديد»، وتقصد البلدين، علماً أن العلاقات بين العاصمتين المغاربيتين مقطوعة رسمياً منذ 2021.

وفي الأصل، كان الخلاف الجزائري - الفرنسي مرتبطاً بـ«الذاكرة وأوجاع الاستعمار»، وهو ملف حال دون تطبيع العلاقات بينهما منذ استقلال الجزائر عام 1962. وقامت محاولات لإحداث «مصالحة بين الذاكرتين»، على إثر زيارة أداها ماكرون إلى الجزائر في أغسطس (آب) 2022، لكن «منغصات» كثيرة منعت التقارب في هذا المجال، منها مساعٍ أطلقها اليمين التقليدي واليمين المتشدد، خلال هذا العام، لإلغاء «اتفاق الهجرة 1968»، الذي يسيّر مسائل الإقامة والدارسة والتجارة و«لمّ الشمل العائلي»، بالنسبة للجزائريين في فرنسا.

وعدَّت الجزائر هذا المسعى بمثابة استفزاز لها من جانب كل الطبقة السياسية الفرنسية، حكومة وأحزاباً، حتى وإن لم يحققوا الهدف. ومما زاد العلاقات صعوبة، رفض فرنسا، منذ أشهر، طلباً جزائرياً لاسترجاع أغراض الأمير عبد القادر الجزائري، المحجوزة في قصر بوسط فرنسا، حيث عاش قائد المقاومة الشعبية ضد الاستعمار في القرن الـ19، أسيراً بين عامي 1848 و1852. وتسبب هذا الرفض في إلغاء زيارة للرئيس الجزائري إلى باريس، بعد أن كان تم الاتفاق على إجرائها خريف هذا العام.