كشف والي جنوب دارفور المكلف، بشير مرسال، عن مقتل أكثر من ألف مدني بمدينة نيالا غرب السودان، جراء المعارك العنيفة التي دارت في المدينة بين الجيش و«قوات الدعم السريع» منذ أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ووصف والى جنوب دارفور، خلال مقابلة مع «وكالة أنباء العالم العربي»، ما حدث في نيالا بأنه «تدمير ممنهج» للمدينة من خلال استهداف البنية التحتية فيها، وإتلاف ونهب الأسواق الرئيسية، إضافة إلى مقار الوزارات والمنظمات الإنسانية ومباني الجامعات.
كما اتهم، من داخل مقر إقامته المؤقت في بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر في شرق السودان، «قوات الدعم السريع» بشن «حملة اغتيالات» استهدفت كوادر الولاية، إلى جانب نهب عشرات الأحياء السكنية في عاصمتها نيالا. وقال: «باندلاع الحرب في نيالا، جرى استهداف كل الوزارات في بنيتها التحتية. وتم تدمير 6 وزارات تدميراً كاملاً، وبعضها تعرض للحريق، وأيضاً الجامعات حدث فيها إتلاف ونهب، بالإضافة لدور المنظمات. وجرى نهب 58 داراً للمنظمات في نيالا بولاية جنوب دارفور، وأيضاً تدمير كل الأسواق».
وأضاف: «في نيالا 193 حياً سكنياً؛ نهب منها نحو 180 منها، وجرى تدمير ممنهج ومقسم على الإدارات الأهلية الموالية ولم يبق شيء إلا تم نهبه، وهنالك اغتيالات أيضاً لبعض الكوادر النوعية في فعاليات الولاية. 1024 قتيلاً من المدنيين في هذه الحرب. تم نهب الممتلكات وكل شيء... تدمير كامل وممنهج». وأوضح مرسال أن هناك منظمات عدة تعمل حالياً على إيصال الأدوية إلى جميع المستشفيات والمراكز الصحية في الولاية، وسط محاولات من جانب وزارة الصحة الاتحادية في السودان لتوفير المساعدات المطلوبة.
من جانبه، حذر محمد الناير، المتحدث باسم «حركة تحرير السودان»، بقيادة عبد الواحد نور، يوم الاثنين، بأن عشرات النازحين من مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور إلى منطقة جبل مرة في وسط دارفور، يموتون يومياً جراء «سوء التغذية وانعدام الدواء».
وذكر الناير في حسابه على منصة «إكس» أن عشرات الأسر تصل يومياً من مدينة الفاشر إلى مناطق سيطرة الحركة في جبل مرة «عبر الشاحنات والدواب ومشياً على الأقدام في ظروف إنسانية قاهرة». وأضاف: «آلاف الأسر التي وصلت إلى مناطق سيطرة الحركة بجبل مرة تعاني الجوع والأمراض، لا سيما الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن، حيث يموت العشرات يومياً».
وتابع: «إننا أمام كارثة إنسانية حقيقية تستدعي التدخل العاجل من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية».
وأوضح الناير أن «حركة تحرير السودان» لم تستطع توفير الطعام والعلاج للنازحين إلى مناطق سيطرتها؛ «لأن هذه الأعداد المهولة فوق طاقة الحركة، لذا نناشد الضمير العالمي والإنساني والمنظمات الإقليمية والدولية التحرك الفوري لإنقاذ هؤلاء الضحايا قبل فوات الأوان».
ومنذ 10 مايو (أيار) الماضي، تدور معارك عنيفة بين الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معه من جهة؛ و«قوات الدعم السريع» من جهة أخرى التي تفرض حصاراً محكماً على مدينة الفاشر في مسعى للسيطرة عليها بعد أن فرضت هيمنتها على 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور.