مباحثات مصرية - آذرية لتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي

السيسي وعلييف اتفقا على ضرورة وقف الحرب في غزة

قمة «القاهرة - باكو» بحثت تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي (الرئاسة المصرية)
قمة «القاهرة - باكو» بحثت تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي (الرئاسة المصرية)
TT

مباحثات مصرية - آذرية لتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي

قمة «القاهرة - باكو» بحثت تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي (الرئاسة المصرية)
قمة «القاهرة - باكو» بحثت تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي (الرئاسة المصرية)

بحثت القاهرة وباكو سبل تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي. وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن المباحثات التي أجراها مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف، «تؤكد تطلعهما لاستمرار العمل معاً على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات والتنسيق السياسي، بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».

وأضاف السيسي، في مؤتمر صحافي مشترك مع علييف بالقاهرة، السبت، أنه تم «التوافق على دفع العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين عبر الاستفادة من الإمكانات المتاحة لكليهما، لا سيما في قطاعات الإنشاءات والنقل، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والصناعات الغذائية والدوائية، والنفط والغاز».

واتفق السيسي وعلييف على «أهمية الحفاظ على دورية انعقاد جولات المشاورات السياسية بين البلدين». وأعرب الرئيس المصري عن «تطلع» بلاده لعقد اجتماعات الدورة السادسة لـ«اللجنة المشتركة المصرية - الآذرية للتعاون الاقتصادي والعلمي والفني» في أقرب وقت، فضلاً عن تنظيم «منتدى رجال الأعمال المصري - الأذربيجاني». وعدّ ذلك «إسهاماً في دفع العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، نحو مزيد من التعاون خلال الفترة المقبلة».

السيسي وعلييف خلال المؤتمر الصحافي في القاهرة (الرئاسة المصرية)

بدوره، أكد علييف أن زيارته للقاهرة «تستهدف بصورة أساسية تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر». وشدد في كلمته خلال المؤتمر الصحافي على «ضرورة زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، الذي شهد ارتفاعاً في الآونة الأخيرة»، مشيراً إلى أن المباحثات مع السيسي «تناولت التعاون في مجال الطاقة وصناعة الأدوية والطاقة المتجددة والصناعة الألومنيوم ومختلف المجالات الأخرى».

وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين «35 مليون دولار خلال عام 2023 (الدولار الأميركي يساوي 47.47 جنيه في البنوك المصرية)»، وفقاً لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في مصر.

وشهد الرئيسان، السبت، مراسم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم المشتركة في مختلف المجالات، بحسب وكالة «أنباء الشرق الأوسط» الرسمية في مصر.

وعلى صعيد الوضع في أذربيجان، أوضح علييف أن «المباحثات مع الرئيس المصري تطرقت حول تطورات عملية تطبيع بلاده مع أرمينيا، حيث تمت إعادة 4 قرى أذربيجانية إلى بلاده، وذلك بناء على المحادثات الثنائية، كما تجري عملية تحديد وترسيم الحدود، حيث تم تحديد نحو 12.7 كيلومتر في إطار هذه العملية»، منوهاً بأن «أذربيجان استعادت في سبتمبر (أيلول) 2023 سيادتها على جميع أراضيها»، مؤكداً أن «الحدود الآذرية - الأرمينية تشهد استقراراً على مدى العامين الماضيين، ولا يتم رصد أي انتهاك».

وأكد الرئيس المصري «مساندة بلاده لجميع المبادرات، الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار في منطقة جنوب القوقاز، ودعمها الكامل للحوار والتفاوض لتحقيق السلام العادل والشامل»، مشيداً بالتقدم المحرز أخيراً، بينما يتعلق بملف ترسيم الحدود بين أذربيجان وأرمينيا، بما يسمح بتدشين مرحلة جديدة من التنمية، ويحقق مصالح شعوب المنطقة.

الرئيس المصري خلال استقبال علييف (الرئاسة المصرية)

وكانت الملفات الإقليمية حاضرة على أجندة مباحثات الرئيسين، لا سيما القضية الفلسطينية، حيث اتفق الرئيسان على «ضرورة وقف الحرب في غزة». واستعرض الرئيس المصري خلال المباحثات «جهود بلاده لإنفاذ المساعدات الإنسانية لأهالي قطـــاع غـــزة، والتوصل إلى وقف إطلاق النار، حتى يتسنى التوجه نحو إقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة على خطوط 4 يونيو (حزيران) 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وإحلال السلام والتعايش في المنطقة بدلاً من الحروب والدمار والخراب».

وقال علييف إن «القضية الفلسطينية حظيت باهتمام كبير أثناء رئاسة بلاده حركة عدم الانحياز»، مؤكداً أن «الموقف الأذربيجاني ينحصر في قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية». وشدد على «ضرورة الوقف الفوري للحرب في قطاع غزة ومعالجة كل القضايا بطرق سلمية من خلال المحادثات»، مؤكداً «دعم بلاده للجهود المصرية في هذا المسار».

كما وجه علييف دعوة رسمية إلى السيسي للمشاركة في مؤتمر المناخ (كوب 29) الذي تستضيفه باكو نهاية العام الحالي.


مقالات ذات صلة

إنقاذ 28 شخصاً والبحث عن 17 آخرين بعد غرق مركب سياحي في مصر

شمال افريقيا اللنش السياحي «سي ستوري» (محافظة البحر الأحمر - فيسبوك)

إنقاذ 28 شخصاً والبحث عن 17 آخرين بعد غرق مركب سياحي في مصر

أفادت وسائل إعلام مصرية، اليوم (الاثنين)، بغرق أحد اللنشات السياحية بأحد مناطق الشعاب المرجانية بمرسي علم بالبحر الأحمر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مقر النيابة العامة المصرية (النيابة العامة)

مصر: رفع أسماء 716 شخصاً من «قوائم الإرهاب»

وفق إفادة للنيابة العامة المصرية الأحد فإن إجراء رفع أسماء مدرجين بـ«قوائم الإرهاب» يأتي في إطار توجه للحكومة المصرية بـ«مراجعة موقف القوائم الإرهابية جميعها»

أحمد إمبابي (القاهرة)
المشرق العربي وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي يوقع في دفتر الشرف بمقر وزارة الخارجية الكويتية (صفحة الخارجية المصرية عبر «فيسبوك»)

وزير الخارجية المصري: قد نكون الأكثر تضرراً من التصعيد في البحر الأحمر

قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اليوم الأحد، إن مصر قد تكون الأكثر تضرراً بالتصعيد الحالي في البحر الأحمر.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
شمال افريقيا أحمد رفعت (الشرق الأوسط)

رفع الحصانة عن برلماني مصري في قضية وفاة اللاعب رفعت

وافق مجلس الشيوخ المصري على رفع الحصانة عن النائب أحمد دياب؛ للاستماع إلى أقواله في تحقيقات النيابة العامة بشأن وفاة اللاعب أحمد رفعت.

أحمد عدلي (القاهرة)
العالم العربي اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

الدبيبة متحدياً من «يريدون السلطة» في ليبيا: لن تحكمونا

الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)
الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)
TT

الدبيبة متحدياً من «يريدون السلطة» في ليبيا: لن تحكمونا

الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)
الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)

أثار عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة، حفيظة وغضب أنصار نظام الرئيس الراحل معمر القذافي، وعدد من أطياف المجتمع الراغبين في السلطة، بعدما تعهّد «بعدم إعادتهم إلى حكم البلاد مرة ثانية».

الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)

وكان الدبيبة يلقي كلمة أمام فعاليات ختام «ملتقى شباب ليبيا الجامع» في مصراتة، مساء السبت، وتطرَّق فيها إلى «الذين يريدون العودة إلى السلطة»، مثل النظام السابق ومؤيدي «الملكية الدستورية»، بالإضافة إلى من يريد «العسكر»، وقال متحدياً: «لن يحكمونا».

ووجّه حديثه لليبيين، وقال: «هناك 4 مكونات هي أسباب المشكلة في ليبيا».

وتُعدّ هذه المرة الأولى التي يوجه فيها الدبيبة انتقادات لاذعة لكل هذه الأطراف مجتمعة، من منطلق أن «الحكم في ليبيا يحدَّد بالدستور وليس بخشم البندقية».

حفتر في لقاء سابق مع عدد من قادة قواته ببنغازي (الجيش الوطني)

ودون أن يذكر أسماء أشخاص، قال: «هناك من يريد الحكم بالسلاح، وآخرون يتخذون من الدين شعاراً ويريدون السلطة، بجانب من يدعون للعودة إليها مرة ثانية؛ سواء الملكية أم نظام القذافي»؛ في إشارة إلى سيف الإسلام القذافي، وأنصار «الملكية الدستورية» الذين يستهدفون تنصيب الأمير محمد السنوسي ملكاً على البلاد.

واستطرد الدبيبة: «النظام العسكري لن يحكمنا مرة أخرى، ولا تفكروا فيمن تجاوز الثمانين أو التسعين عاماً وما زال يحلم بحكم ليبيا»؛ في إشارة إلى المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني.

وخرجت صفحات، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، موالية للنظام السابق، تنتقد الدبيبة، وتتهم حكمه بـ«الفساد»، رافضة تلميحاته بشأن المشانق التي كانت تُعلَّق بالمدن الرياضية إبان عهد القذافي. وذلك في معرض تعليقه على هتاف مجموعة من الشباب للقذافي، بعد خسارة منتخبهم أمام بنين في تصفيات «أمم أفريقيا».

سيف الإسلام نجل الرئيس الراحل معمر القذافي (أ.ف.ب)

وبجانب انتقاده النظم السابقة، التي قال إنها «تريد العودة لحكم ليبيا»، تطرّق الدبيبة أيضاً إلى من «يستخدمون الشعارات الدينية»، ومن «ينادون بحكم القبيلة».

وتحدّث الدبيبة أمام جموع الشباب في أمور مختلفة؛ من بينها المجموعات المسلَّحة، التي كرر رغبته في «دمجها في مؤسسات الدولة، ومنح عناصرها رواتب»، مذكّراً بأن عماد الطرابلسي «كان زعيم ميليشيا، والآن لديه مسؤوليات لحفظ الأمن والاستقرار بصفته وزيراً للداخلية في حكومتي الشرعية».

وللعلم، أتى الدبيبة إلى السلطة التنفيذية في ليبيا، وفق مخرجات «حوار جنيف» في 5 فبراير (شباط) 2021 بولاية مؤقتة مدتها عام واحد فقط، للإشراف على الانتخابات العامة، لكنه يؤكد عدم تخليه عن السلطة إلا بإجراء انتخابات عامة في البلاد.

محمد السنوسي يتوسط شخصيات ليبية من المنطقة الغربية (حساب محمد السنوسي على «إكس»)

وكثّف الأمير محمد الحسن الرضا السنوسي لقاءاته بشخصيات ليبية في إسطنبول مؤخراً، ما طرح عدداً من الأسئلة حينها حول هدف الرجل المقيم في بريطانيا من مشاوراته الكثيرة مع أطياف سياسية واجتماعية مختلفة.

ومحمد الحسن هو نجل الرضا السنوسي، الذي عيَّنه الملك إدريس السنوسي ولياً للعهد في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1956، وتُوفي في 28 من أبريل (نيسان) 1992.

ولوحظ أن السنوسي، الذي لم يزرْ ليبيا منذ كان صبياً، يكثّف لقاءاته في الخارج بشخصيات ليبية مختلفة، بعضها ينتمي لقبائل من المنطقة الغربية، بالإضافة إلى الأمازيغ والطوارق؛ وذلك بهدف «إنجاح المساعي نحو حوار وطني شامل، تحت مظلة الشرعية الملكية الدستورية».

ولا تزال شروط الترشح لمنصب الرئيس في ليبيا عائقاً أمام التوافق بشأن القوانين اللازمة للاستحقاق المؤجل، في ظل وجود معارضة بشكل كامل لترشح مزدوجي الجنسية والعسكريين، والذين عليهم أحكام جنائية لهذا المنصب.