مصر تنفي «مزاعم» بناء حاجز جديد على حدودها مع غزة

جددت رفضها التواجد الإسرائيلي بمعبر رفح

الحدود المصرية - الإسرائيلية (رويترز)
الحدود المصرية - الإسرائيلية (رويترز)
TT

مصر تنفي «مزاعم» بناء حاجز جديد على حدودها مع غزة

الحدود المصرية - الإسرائيلية (رويترز)
الحدود المصرية - الإسرائيلية (رويترز)

بينما جددت مصر رفضها التواجد الإسرائيلي على معبر «رفح» من الجانب الفلسطيني، نفت ما وصفته بـ«مزاعم إسرائيلية» حول اعتزام السلطات المصرية بناء «حاجز حديدي» جديد على حدودها مع قطاع غزة.

ونشرت وسائل إعلامية إسرائيلية، أن «الإدارة الأميركية طالبت مصر ببناء جدار تحت الأرض بوسائل تكنولوجية متقدمة لكشف أي أنفاق أو عمليات تهريب على طول الحدود بين رفح المصرية وقطاع غزة».

لكن مصدر أمني رفيع المستوى، نفى لقناة «القاهرة الإخبارية»، الاثنين، تلك الأنباء، التي جاءت بموازاة، اجتماع مصري - أميركي - إسرائيلي، عُقد في القاهرة الأحد، لبحث إعادة تشغيل معبر رفح.

وتوقفت حركة المرور في معبر رفح منذ السابع من مايو (أيار) الماضي، بعد استيلاء القوات الإسرائيلية من الجانب الفلسطيني على المعبر ورفض السلطات المصرية التنسيق مع إسرائيل لعودة العمل بالمعبر.

وزعمت قناة «كان 11» التابعة لهيئة البث الإسرائيلية، أن الرئيس الأميركي جو بايدن خصص نحو 200 مليون دولار من أجل بناء هذا الجدار. ولفتت إلى أن وفداً أمنياً إسرائيلياً ناقش في القاهرة، فتح معبر رفح.

وكانت هذه أول زيارة لممثلين إسرائيليين إلى مصر بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي على المعبر الشهر الماضي.

وإلى جانب فتح المعبر، أبلغ الوفد الإسرائيلي المصريين، بحسب القناة العبرية، عن «أنفاق اكتشفها الجيش الإسرائيلي على الحدود المصرية، تحت محور فيلادلفيا»، وأنها «مصدر التهريب الرئيسي لـ(حماس)».

ونفت مصر في أكثر من مناسبة وجود أنفاق في أراضيها تستخدم للتهريب، كما شددت على رفض التعامل مع إسرائيل بشأن معبر رفح. وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، الاثنين، إن «معبر رفح الحدودي بالغ الأهمية لتوصيل المساعدات إلى قطاع غزة من مصر لا يمكن أن يستمر في العمل إلا إذا تركته إسرائيل وأعادت السيطرة عليه إلى الفلسطينيين».

ويمثل المعبر شريان الحياة الوحيد الذي يربط سكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل والبالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بالعالم الخارجي.

وقال شكري في مؤتمر صحافي مع نظيره الإسباني في مدريد: «يصعب أن يستمر المعبر في العمل من دون وجود إدارة فلسطينية للمعبر على الجانب الفلسطيني». وأضاف: «فيما يتعلق بالاتفاق المصري - الإسرائيلي للسلام، معاهدة السلام مستقرة على مدى أربعة عقود... تظل قاعدة راسخة للأمن والاستقرار في المنطقة وعلى الجميع مراعاة واتخاذ الإجراءات بشكل فيه مسؤولية للحفاظ على هذه المعاهدة المهمة».

وجاءت تعليقات شكري وسط تصاعد التوتر بعد مقتل جندي مصري الأسبوع الماضي برصاص القوات الإسرائيلية.

من جهة أخرى، نقل تلفزيون «القاهرة الإخبارية»، الاثنين، عن مصدر رفيع القول إنه جرى إدخال أكثر من 950 شاحنة مساعدات إنسانية من مصر إلى قطاع غزة خلال الأسبوع الماضي. وأضاف المصدر أن مصر «تتمسك بتوفير أشكال الدعم كافة لمواطني القطاع، وتعمل على تخفيف حدة الأزمة الإنسانية بغزة». وذكر أن القاهرة تواصل اتصالاتها مع الأطراف كافة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.


مقالات ذات صلة

«منطقة عازلة كبيرة»... لماذا تضغط إسرائيل لإخلاء رفح؟

المشرق العربي فلسطينية تحمل طفلاً يوم الاثنين وتفر من رفح جنوب غزة بعد أوامر إخلاء إسرائيلية (رويترز)

«منطقة عازلة كبيرة»... لماذا تضغط إسرائيل لإخلاء رفح؟

نشر الجيش الإسرائيلي، صباح الاثنين، خريطة طالب من خلالها الفلسطينيين الذين يقطنون في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، بإخلائها بشكل كامل، في خطوة غير معتادة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شمال افريقيا سيارات إسعاف مصرية في طريقها إلى قطاع غزة لنقل الجرحى قبل أن توقف إسرائيل معبر رفح من الجانب الفلسطيني (وزارة الصحة المصرية)

مصر: تجهيزات طبية لاستقبال الجرحى الفلسطينيين رغم منع إسرائيل عبورهم

تضع السلطات المصرية أطقماً طبية وسيارات إسعاف في وضع استعداد دائم على الجانب المصري من معبر رفح البري على الحدود مع غزة، على أمل مواصلة حركة دخول الجرحى والمرضى

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الفريق أحمد خليفة رئيس أركان الجيش المصري يتفقد معبر رفح من الجانب المصري نهاية العام الماضي (الجيش المصري)

خبراء: القلق الإسرائيلي من السلاح المصري «لا يزعزع» التزامات السلام

يتنامى القلق الإسرائيلي من الوجود العسكري المصري على الحدود بين البلدين، وتزايد تسليح الجيش المصري خلال السنوات الأخيرة.

هشام المياني (القاهرة)
المشرق العربي عبور نحو 3500 فلسطيني حتى الآن إلى مصر من قطاع غزة من خلال معبر رفح (أ.ف.ب)

الاتحاد الأوروبي: أكثر من 3500 شخص غادروا غزة حتى الآن عبر معبر رفح

قالت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي أمام مجلس الأمن الدولي، اليوم (الثلاثاء)، إن نحو 3500 شخص عبروا حتى الآن إلى مصر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي وزير الخارجية المصري يستقبل رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر (الخارجية المصرية)

​«معبر رفح»: عبور للجرحى... وتكدّس للمساعدات

تواصل مصر استقبال الجرحى والمرضى الفلسطينيين من غزة عبر معبر رفح البري لتلقي العلاج فيما تتكدس شاحنات الإغاثة الإنسانية بعد تعليق إسرائيل دخولها إلى القطاع.

أحمد إمبابي (القاهرة)

عشرات القتلى المدنيين في الفاشر بدارفور

نازحون فروا من مخيم «زمزم» إلى مخيم بالعراء في دارفور الغربية (أرشيفية - أ.ف.ب)
نازحون فروا من مخيم «زمزم» إلى مخيم بالعراء في دارفور الغربية (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

عشرات القتلى المدنيين في الفاشر بدارفور

نازحون فروا من مخيم «زمزم» إلى مخيم بالعراء في دارفور الغربية (أرشيفية - أ.ف.ب)
نازحون فروا من مخيم «زمزم» إلى مخيم بالعراء في دارفور الغربية (أرشيفية - أ.ف.ب)

قُتل عشرات المدنيين في مدينة الفاشر في إقليم دارفور غرب السودان، وفق ما أفاد مصدر طبي ونشطاء محليون، الخميس، في ظل تصاعد الاشتباكات، ووسط مخاوف من اقتحام «قوات الدعم السريع» للمدينة.

وأوضحت «لجان المقاومة في الفاشر» أن المدنيين قُتلوا الأربعاء في اشتباكات وقصف نفذته «قوات الدعم السريع» التي تخوض حرباً ضد الجيش منذ أبريل (نيسان) 2023.

ووقعت أعمال العنف بعد أيام من مقتل أكثر من 400 شخص في هجمات لـ«الدعم السريع» على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، ومخيمات نازحين قريبة، وفقاً للأمم المتحدة.

وقدّر الجيش السوداني عدد القتلى الأربعاء بـ62 شخصاً، بينهم 15 طفلاً تتراوح أعمارهم بين ثلاث وعشر سنوات، فضلاً عن إصابة العشرات.

صورة قمر اصطناعي تُظهر نيراناً مشتعلة في مخيم «زمزم» للاجئين (أرشيفية - رويترز)

وقال الجيش في بيان إنه صد «الهجوم الشرس» على شرق المدينة، في رد منسق مع «القوة المشتركة من حركات الكفاح المسلح، والمخابرات، والشرطة، والمستنفرين، والمقاومة الشعبية». وأضاف أن «قوات الدعم السريع» قد «قامت بقصف عشوائي للمدينة خلال فترات متقطعة».

وتدافع عن الفاشر مجموعات مسلحة متحالفة مع الجيش تُعرف باسم «القوات المشتركة»، وقامت في الأشهر الماضية بقطع خط إمدادات «الدعم السريع» مراراً.

ويصف خبراء معركة الفاشر بـ«الحيوية» بالنسبة للجيش السوداني وحلفائه.

وتحاصر «الدعم السريع» الفاشر منذ أشهر في محاولة للسيطرة عليها، حيث تظل آخر مدينة رئيسية في دارفور تحت سيطرة الجيش، في حين تسيطر «الدعم السريع» على معظم الإقليم ذي المساحة الشاسعة غرب السودان.

مائة قذيفة يومياً

بحسب محمد، أحد المتطوعين النازحين من مخيم «زمزم» إلى الفاشر، لم يتوقف القصف على الفاشر خلال الأيام الماضية.

وقال محمد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنه أصيب بطلق ناري أثناء الهجوم على «زمزم» الأسبوع الجاري. ولعدم وجود منشآت طبية، تلقى محمد ومئات المصابين علاجاً أولياً في أحد منازل المخيم، إلى أن نزح محمولاً إلى داخل مدينة الفاشر.

وأشار محمد إلى نفاد الأدوية من الفاشر التي لم يعد فيها «مسكنات آلام أو مواد حيوية... ونستخدم الكي بالنار لتضميد الجروح وتطهيرها».

ويتلقى وسط الفاشر «مائة قذيفة يومياً»، بحسب محمد الذي طلب عدم نشر اسم عائلته حفاظاً على أمنه، بلا ملاجئ للمدنيين.

وحذرت الأمم المتحدة من توابع وخيمة في حال اقتحام «الدعم السريع» للمدينة التي تعاني انعداماً حاداً للأمن الغذائي.

ويعيش في محيط الفاشر 825 ألف طفل في «جحيم على الأرض»، بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة.

فارون من مخيم «زمزم» للاجئين يبحثون عن مأوى في العراء (أرشيفية - أ.ف.ب)

مئات آلاف النازحين

أدت الحرب التي دخلت عامها الثالث الثلاثاء الماضي، إلى مقتل عشرات الآلاف، ونزوح 13 مليون شخص، في ما وصفته الأمم المتحدة بأكبر أزمة جوع ونزوح في العالم.

كما أدى النزاع إلى تقسيم البلاد إلى قسمين عملياً؛ إذ يسيطر الجيش على الوسط والشمال والشرق، في حين تسيطر «الدعم السريع» على كل دارفور تقريباً، بالإضافة إلى أجزاء من الجنوب مع حلفائها.

وبعد الهجوم الكبير الذي شنته الجمعة في دارفور، أعلنت «الدعم السريع» الأحد سيطرتها الكاملة على مخيم «زمزم» للاجئين الذي كان يضم نحو مليون لاجئ، حسب مصادر إغاثية.

وأدى الهجوم إلى نزوح 400 ألف على الأقل من سكان المخيم إلى المدن المجاورة. وقالت «غرفة الطوارئ»، وهي مجموعة متطوعة مدنية بمدينة طويلة القريبة من الفاشر، إن النازحين الجدد «يعانون نقصاً في الغذاء ومياه الشرب ومواد الإيواء»، مع عدم توافر أي مساعدات إنسانية في المنطقة.

وكان مخيم «زمزم» أول منطقة في السودان أُعلنت فيها المجاعة في أغسطس (آب) الماضي. وبحلول ديسمبر (كانون الأول) امتدت المجاعة إلى مخيمين آخرين في دارفور، وفق تقييم مدعوم من الأمم المتحدة.

وحذرت الأمم المتحدة من أن الكثير من النازحين ربما ما زالوا عالقين في «زمزم».