«النهضة» الجزائرية تعزز صفوف مرشح «إخوان الجزائر» لـ«الرئاسية»

«جبهة التحرير» تعلن خوض «معركة ضد العزوف الانتخابي»

من الجزائر العاصمة (أرشيفية - رويترز)
من الجزائر العاصمة (أرشيفية - رويترز)
TT

«النهضة» الجزائرية تعزز صفوف مرشح «إخوان الجزائر» لـ«الرئاسية»

من الجزائر العاصمة (أرشيفية - رويترز)
من الجزائر العاصمة (أرشيفية - رويترز)

في حين تعززت صفوف مرشح «إخوان الجزائر»، عبد العالي حساني، لانتخابات الرئاسة، المقررة في 7 سبتمبر (أيلول) المقبل، بانضمام إسلاميي حزب «حركة النهضة» إلى الكادر المكلف بحملة الدعاية له، أكد حزب «جبهة التحرير الوطني» المؤيد لسياسات الرئيس عبد المجيد تبون، المرشح المحتمل لولاية ثانية، أنه سينزل إلى الميدان، بهدف «إقناع الجزائريين بالتصويت يوم الانتخاب».

وأكدت «النهضة»، بقيادة أمينها العام محمد ذويبي، الأحد، في بيان، أن دعمها ترشح رئيس الحزب الإسلامي «حركة مجتمع السلم»، المحسوب على تيار «الإخوان»، «يهدف إلى الارتقاء بالفعل السياسي، وإعادة الأمل لشريحة واسعة من المجتمع الجزائري، في مستقبل وضرورة تفعيل العمل السياسي»،مبرزاً أن اختيار الوقوف وراء المرشح للرئاسة، عبد العالي حساني، جرى بعد عقد لقاءات عدة مع قيادة «مجتمع السلم»، تُوّجت، وفق البيان نفسه، بـ«وثيقة مبادئ» تخص التعاون في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

أمين عام «حركة النهضة» (يمين) مع مرشح «حركة مجتمع السلم» للرئاسة (النهضة)

ودعت «النهضة» مناضليها إلى «التفاعل الإيجابي» مع قرارها، وناشدت الجزائريين «المشاركة الواسعة وبفعالية ومسؤولية في هذا الاستحقاق، والالتفاف حول مرشحها خدمة للجزائر، وحفاظاً على استقرارها واستقرار مؤسساتها».

وبقي في الساحة السياسية حزبان إسلاميان آخران لم يحسما بعدُ موقفهما من الانتخابات، سواء بالمشاركة بمرشحين عنهما، أم بدعم مرشح، أم بمقاطعة الموعد، هما: «جبهة العدالة والتنمية» التي يرأسها الشيخ عبد الله جاب الله، المعارض القوي لنظام الحكم منذ أكثر من 30 سنة، والذي تعود آخِر مشاركة له في انتخابات الرئاسة إلى 1999 لما انسحب عشية التصويت برفقة 5 مرشحين آخرين اتهموا الجيش بـ«الانحياز لصالح المرشح عبد العزيز بوتفليقة»، الذي صار بعدها رئيساً للبلاد (توفي عام 2022).

عبد القادر بن قرينة رئيس «حركة البناء» (الحزب)

ويتوقع مراقبون غياب جاب الله من جديد عن موعد 7 سبتمبر (أيلول) 2024.

كما يوجد في المشهد «حركة الإصلاح الوطني» الإسلامية، لكنها دون قيادة منذ أن أرسل الرئيس تبون زعيمها فيلالي غويني سفيراً إلى بلد عربي، عام 2021، بعد أن كان من أبرز مسانديه في انتخابات 2019. ويرجح أن «الحركة» ستنظم لحملة ترشح تبون المفترض لدورة رئاسية ثانية.

في سياق ذي صلة، أعلن عبد الكريم بن مبارك، أمين عام «جبهة التحرير الوطني»، وهي القوة السياسية الأولى في البرلمان، في اجتماع مع كوادر الحزب، «النزول إلى الميدان قريباً، لتعبئة المواطنين بهدف القضاء على العزوف الانتخابي»؛ في إشارة إلى ضعف نسبة التصويت في انتخابات الرئاسة 2019، وانتخابات البرلمان والبلدية في 2021.

أمين عام «جبهة التحرير» لدى استقباله من طرف الرئيس تبون (الرئاسة)

وأكد بن مبارك أن «معركتنا الحقيقية تتمثل في إقناع المواطنين بالتصويت بكثافة، وليس التسابق على...»، دون أن يكمل كلامه الذي حمل لوماً على عبد القادر بن قرينة، رئيس «حركة البناء الوطني»، الذي أعلن، الأسبوع الماضي، ترشيح عبد المجيد تبون لولاية رئاسية ثانية.

و«البناء» عضو في «ائتلاف حكومي» يضم ثلاثة أحزاب أخرى هي «جبهة التحرير»، و«جبهة المستقبل»، و«التجمع الوطني الديمقراطي».

ويرى بن مبارك أن بن قرينة «تسرَّع» في الإقدام على تلك الخطوة، بعد أن بلغت «الائتلاف» رسائل غير مباشرة من الرئاسة مفادها أن تبون «لا يرغب في حملة تأييد مبكرة».

ووفق بن مبارك، تُعد استحقاقات 2024 «مختلفة عن سابقاتها.. ينبغي أن يدرك الجزائريون أنه عليهم التوجه إلى صناديق الاقتراع بقوة لأن بلدهم مستهدف»، دون أن يشرح فكرة «الاستهداف» بالتفصيل.


مقالات ذات صلة

الجزائر: تبون يهاجم فترة حكم بوتفليقة في ملف «محاسبة المسيرين النزهاء»

شمال افريقيا تبون يلقي خطاباً أمام القضاة (الرئاسة)

الجزائر: تبون يهاجم فترة حكم بوتفليقة في ملف «محاسبة المسيرين النزهاء»

تبون: «مؤسسات الجمهورية قوية بالنساء والرجال المخلصين النزهاء، ومنهم أنتم السادة القضاة… فلكم مني أفضل تحية».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا من لقاء سابق بين الرئيسين الفرنسي والجزائري (الرئاسة الفرنسية)

لائحة الخلافات بين الجزائر وفرنسا في اتساع متزايد

يقول صنصال إن «أجزاء كبيرة من غرب الجزائر تعود إلى المغرب»، وإن قادة الاستعمار الفرنسي «كانوا سبباً في اقتطاعها، مرتكبين بذلك حماقة».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الروائي المعتقل بوعلام صنصال (أ.ف.ب)

كاتب جزائري شهير يواجه السجن بسبب «تحقير الوطن»

يواجه الكاتب الجزائري - الفرنسي الشهير بوعلام صنصال، عقوبة سجن تتراوح بين 12 شهراً و5 سنوات، بسبب تصريحات مستفزة بالنسبة للسلطات، أطلقها في فرنسا.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الروائي المثير للجدل كمال داود (حسابه بالإعلام الاجتماعي)

«قضية الروائي داود» تأخذ أبعاداً سياسية وقضائية في الجزائر

عقوبة سجن بين 3 و5 سنوات مع التنفيذ ضد «كل من يستعمل، من خلال تصريحاته أو كتاباته أو أي عمل آخر، جراح المأساة الوطنية، أو يعتدّ بها للمساس بمؤسسات الجمهورية».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيس تبون مع قائد الجيش (وزارة الدفاع)

الجزائر: شنقريحة يطلق تحذيرات بـ«التصدي للأعمال العدائية»

أطلق قائد الجيش الجزائري الفريق أول سعيد شنقريحة، تحذيرات شديدة اللهجة، في أول ظهور إعلامي له.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

تشكيلة جديدة للهيئات الإعلامية بمصر وسط ترقب لتغييرات

مبنى التلفزيون المصري في ماسبيرو (الهيئة الوطنية للإعلام)
مبنى التلفزيون المصري في ماسبيرو (الهيئة الوطنية للإعلام)
TT

تشكيلة جديدة للهيئات الإعلامية بمصر وسط ترقب لتغييرات

مبنى التلفزيون المصري في ماسبيرو (الهيئة الوطنية للإعلام)
مبنى التلفزيون المصري في ماسبيرو (الهيئة الوطنية للإعلام)

وسط ترقب وانتظار لما ستسفر عنه الأيام المقبلة، استقبلت الأوساط الإعلامية والصحافية المصرية، التشكيلة الجديدة للهيئات المنظمة لعملهم، آملين في أن تحمل معها تغييرات إيجابية بالمشهد الإعلامي.

وتصدر قرار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الاثنين، بإعادة تشكيل الهيئات الإعلامية والصحافية، الترند في مصر عبر «هاشتاغات» عدة، حمل بعضها أسماء ضمها التشكيل الجديد، لا سيما وزير الشباب والرياضة السابق خالد عبد العزيز الذي ترأس «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام»، والإعلامي أحمد المسلماني رئيس «الهيئة الوطنية للإعلام»، وعبد الصادق الشوربجي رئيس «الهيئة الوطنية للصحافة».

وأعيد تشكيل «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام»، لمدة 4 سنوات، بموجب القرار الجمهوري «رقم 518 لسنة 2024»، «برئاسة خالد عبد العزيز، وعضوية كل من: المستشار عبد السلام النجار، نائب رئيس مجلس الدولة، والدكتور محمود ممتاز، رئيس جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، والدكتور حسام عبد المولى، ممثلاً للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، والصحافيين عبد المحسن سلامة وعادل حمودة، من الشخصيات العامة وذوي الخبرة، والصحافية علا الشافعي، والإعلامي عصام الأمير، والدكتورة منى الحديدي، ممثلاً للمجلس الأعلى للجامعات».

ونص القرار الجمهوري رقم 520 لسنة 2024 على «تشكيل الهيئة الوطنية للإعلام، لمدة أربع سنوات، برئاسة أحمد المسلماني، وعضوية كل من: المستشار حماد مكرم، نائب رئيس مجلس الدولة، وخالد نوفل، ممثلاً لوزارة المالية، والمهندس وليد زكريا، ممثلاً للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، والإعلاميين أسامة كمال وريهام الديب، من الشخصيات العامة وذوي الخبرة، وهالة فاروق حشيش، ممثلاً لنقابة الإعلاميين، وسامي عبد السلام، ممثلاً للنقابة العامة للعاملين بالصحافة والطباعة والإعلام، والكاتبة صفية مصطفى أمين، من الشخصيات العامة وذوى الخبرة».

كما أعيد تشكيل «الهيئة الوطنية للصحافة» لمدة 4 سنوات أيضاً، بموجب القرار الجمهوري رقم 519 لسنة 2024، حيث احتفظ عبد الصادق الشوربجي، بمنصبه رئيساً للهيئة التي ضمت في عضويتها كلاً من: المستشار محمود عمار، نائب رئيس مجلس الدولة، وياسر صبحي، ممثلاً لوزارة المالية، والصحافيين علاء ثابت وعمرو الخياط، من الشخصيات العامة وذوي الخبرة، والصحافيين حمدي رزق، وسامح محروس، ممثلين للصحافة القومية، وأسامة سعيد أبو باشا، ممثلاً للعاملين بالمؤسسات الصحفية القومية، والكاتبة سحر الجعارة من الشخصيات العامة وذوي الخبرة».

ومن المتوقع أن تشهد الجلسات العامة لمجلس النواب المصري (البرلمان)، الأسبوع المقبل، أداء رؤساء الهيئات الإعلامية الجدد اليمين أمام النواب.

وتعهد الشوربجي، في مداخلة لقناة «إكسترا نيوز» المصرية، الاثنين، بـ«استكمال مسيرة التطوير»، مشيراً إلى أن «الهيئة تعمل على مواجهة التحديات والاهتمام بالصحافة الورقية ومواكبة التطورات».

وقال إن «الفترة السابقة شهدت مصاعب كثيرة جداً، من بينها جائحة كورونا والحرب الروسية - الأوكرانية، ما أثر في صناعة الصحافة بمصر».

وأضاف أنه «استطاع تحويل التحديات إلى إيجابيات، حتى بدأت مؤسسات صحافية تنهض»، متعهداً بأن «تشهد الفترة المقبلة تحقيق المؤسسات الصحافية التوازن المالي، إلى جانب تطوير المحتوى التحليلي، دون إهمال الصحافة الورقية».

ويأتي تشكيل هذه الهيئات بموجب المواد 211 و212 و213 من الدستور المصري لعام 2014، وتعديلاته عام 2019، التي تنص على تشكيل «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» باعتباره «هيئة مستقلة تختص بتنظيم شؤون الإعلام المسموع والمرئي، وتنظيم الصحافة المطبوعة، والرقمية، وغيرها»، إلى جانب هيئتي الصحافة والإعلام، حيث «تختص الأولى بإدارة المؤسسات الصحفية المملوكة للدولة»، بينما تعمل الثانية على «إدارة المؤسسات الإعلامية المرئية والإذاعية والرقمية المملوكة للدولة».

وحظي خالد عبد العزيز بالنصيب الأكبر من الاحتفاء على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما بين الصحافيين والنقاد الرياضيين، والمتابعين للشأن الرياضي بشكل عام، كونه شغل في وقت سابق منصب وزير الشباب والرياضة.

وأعرب الفنان نبيل الحلفاوي، عبر حسابه على «إكس»، عن «تفاؤله» بإعادة تشكيل الهيئات الإعلامية، وعدّ اختيار عبد العزيز لرئاسة «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام»، بمثابة «بشرى خير واختيار صادف أهله ورضا المتطلعين للأفضل».

وكذلك أكد الناقد الرياضي إكرامي الرديني، عبر «إكس»، أن عبد العزيز هو «الرجل المناسب في المكان المناسب»، معرباً عن أمله في أن يسهم التشكيل الجديد في «وضع المعايير المناسبة لهذه الفترة المنفلتة إعلامياً».

وأشار الصحافي والناقد الرياضي رضوان الزياتي، عبر «إكس»، إلى أن التشكيل الجديد للهيئات الإعلامية «لاقى نسبة كبيرة من القبول الشعبي»، معرباً عن أمله في أن «يكون هناك إعلام محترم وموضوعي ينحاز للوطن والشعب».

وبينما أكد العميد الأسبق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة، الدكتور حسن عماد مكاوي، أنه «من المبكر الحديث عن دلالات أو انعكاسات التغيير على المشهد الإعلامي»، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «التغيير كان مطلوباً بدرجة كبيرة، لا سيما أن المجالس السابقة لم تؤدِّ ما عليها من دور، ولم تحقق أهدافها بالشكل المرغوب».

وأعرب عن أمله في أن «يحمل التشكيل الجديد تغييراً ملحوظاً في المشهد الإعلامي».

وجاء قرار إعادة تشكيل الهيئات متأخراً بضعة شهور، حيث صدر قرار تشكيل الهيئات السابقة في 24 يونيو (حزيران) 2020، لمدة 4 سنوات، وأدى الصحافي كرم جبر، اليمين أمام مجلس النواب، رئيساً لـ«المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» في 5 يوليو (تموز) من العام نفسه. وتزامناً مع موعد انتهاء مدة ولاية الهيئات السابقة، نشرت وسائل إعلام محلية أسماء مرشحين لرئاستها، مع الإشارة إلى قرب صدور قرار بتعيينهم.