التقارب المصري - الإيراني... إشارات متكررة لم تتأثر بوفاة رئيسي

مخبر وباقري كني أكدا استمرار العلاقات مع القاهرة

أبراج وفنادق ومكاتب شركات على نهر النيل في العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)
أبراج وفنادق ومكاتب شركات على نهر النيل في العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)
TT

التقارب المصري - الإيراني... إشارات متكررة لم تتأثر بوفاة رئيسي

أبراج وفنادق ومكاتب شركات على نهر النيل في العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)
أبراج وفنادق ومكاتب شركات على نهر النيل في العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

تكررت الإشارات الإيرانية - المصرية خلال الساعات الأخيرة بشأن تقارب البلدين. وبدت هذه الأحاديث التي تصاعدت خلال مايو (أيار) الحالي، أنها «لم تتأثر بوفاة إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان».

وبينما أكدت إيران في إفادتين على لسان القائم بأعمال الرئيس الإيراني، محمد مخبر، ووزير الخارجية الإيراني بالوكالة، علي باقري كني، أن «العلاقات مع القاهرة سوف تستمر بـ(قوة)، وستتم متابعة المحادثات التي بدأها رئيسي وعبداللهيان»، أكدت مصر على لسان وزير خارجيتها، سامح شكري، «ضرورة استمرار المشاورات في سياق رفع مستوى العلاقات القائمة على أسس مستديمة ومحكمة».

خبراء مصريون رأوا أن «العلاقات بين البلدين سوف تستمر خلال الفترة المقبلة، ولن تتأثر بوفاة رئيسي وعبداللهيان». ورهن الخبراء الذين تحدثوا إلى «الشرق الأوسط»، تحقيق التطبيع بين البلدين بـ«موقف طهران في الاستجابة لمطالب القاهرة». وأكّدوا أن «هناك أموراً يتعين التشاور بشأنها».

وكانت القاهرة وطهران قد قطعتا العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1979، قبل أن تُستأنف بعد ذلك بـ11 عاماً، لكن على مستوى القائم بالأعمال ومكاتب المصالح. وشهدت الأشهر الماضية لقاءات بين وزراء مصريين وإيرانيين في مناسبات عدة، لبحث إمكانية تطوير العلاقات الثنائية.

مسار التقارب

وترجم البلدان مسار التقارب المتدرج عبر لقاء جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيسي، بالرياض في نوفمبر (تشرين الأول) الماضي، وأعقبه بعد شهر واحد أول اتصال هاتفي يجمعهما؛ إذ خيّمت قضايا غزة، وحل القضايا العالقة على المحادثات. ومنذ ذلك الحين، تعدّدت الاتصالات الهاتفية بين الجانبين، سواء على المستوى الرئاسي أو الوزاري.

وقال مخبر خلال لقاء جمعه بشكري في طهران، على هامش تأبين رئيسي وعبداللهيان، الأربعاء، إن «استعادة العلاقات وتطوير وتعميق التفاعلات بين إيران ومصر، خاصة في القطاعات الثقافية والسياسية والاقتصادية، ستستمر بقوة». وأعرب عن شكره لمصر في مواساتها وتعاطفها مع الحكومة والشعب الإيرانيين، مشيراً إلى «الخلفية التاريخية والحضارية واهتمام شعبَي إيران ومصر ببعضهما بعضاً».

في حين أكد شكري «اهتمام بلاده بتطوير وتعزيز العلاقات مع إيران»، مضيفاً أن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية دولة متجذرة، وذات أركان راسخة، ونحن على ثقة بأنها ستتجاوز هذه المرحلة الحساسة رغم هذا الحادث المؤسف».

وحضر وزير الخارجية المصري، مراسم العزاء الرسمية للرئيس الإيراني الراحل، ووزير الخارجية، ومرافقيهما، الذين وافتهم المنية، الأحد الماضي، إثر حادث أليم. ونعت مصر، في وقت سابق، رئيسي وعبداللهيان ومرافقيهما. وتقدم السيسي «بخالص التعازي والمواساة إلى الشعب الإيراني»، معرباً عن «تضامن مصر مع القيادة والشعب الإيرانيين في هذا المصاب الجلل».

مخبر خلال لقاء مع شكري في طهران (وكالة الأنباء الإيرانية إرنا)

تعميق العلاقات

وفي إفادة أخرى، أكد وزير الخارجية الإيراني بالوكالة، أن مواقف ورؤية الرئيس الإيراني الراحل، ووزير الخارجية الراحل، القائمة على مواصلة الجهود لتعميق ورفع مستوى العلاقات مع الدول الإسلامية، ولا سيما مصر، «سوف تتواصل في غيابهما من أجل تحقيق النتائج المرجوة». ونوّه خلال لقاء شكري في طهران بـ«المشتركات الثقافية والتاريخية والدينية التي تجمع بين البلدين». كما تطلع إلى المتابعة بجد للمحادثات التي كان قد بدأها وزيرا خارجية البلدين مع التركيز على مصالح شعبيهما، وصولاً إلى النتائج المرجوة لدى الرئيسين الإيراني والمصري.

شكري وصف خلال لقاء باقري كني، علاقاته بعبداللهيان بـ«المميزة والوثيقة»، مشيراً إلى أنه كان يتمنى أن يزور إيران في ظروف أفضل، إلا أنه قام بهذه الزيارة لتقديم واجب العزاء إلى إيران حكومة وشعباً بهذا المصاب.

وفي إشارة إلى مباحثاته المكثفة والمستدامة مع عبداللهيان، أكد وزير الخارجية المصري «ضرورة استمرار هذه المباحثات والمشاورات في سياق رفع مستوى العلاقات القائمة على أسس مستديمة ومحكمة بين البلدين».

وقال نائب وزير الخارجية المصري الأسبق للشؤون الأفريقية، السفير علي الحفني، إن «مسألة التطبيع بين القاهرة وإيران سوف تحدث في وقت ما»، معرباً أن «يكون هناك تقارب في وجهات النظر والمواقف، عبر اللقاءات المستمرة بين الجانبين».

ورأى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير جمال بيومي، أن «قرار عودة العلاقات بين البلدين تم حسمه؛ لكن يتوقف فقط على توقيت إعلانه». وقال إن «العلاقات سوف تستمر، وهذا شيء طبيعي خلال الفترة المقبلة، ولن تتأثر بوفاة رئيسي وعبداللهيان»، معبراً عن أمله «في عودة السفراء قربياً».

الرئيسان المصري والإيراني خلال محادثاتهما في الرياض نوفمبر الماضي (الرئاسة المصرية)

إفادات سابقة

وفي مايو (أيار) العام الماضي، وجّه رئيسي، وزارة الخارجية باتخاذ الإجراءات اللازمة لـ«تعزيز العلاقات مع مصر». وكان رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة، محمد سلطاني فرد، قد قال خلال احتفال بالذكرى الـ45 للثورة الإيرانية، في وقت سابق، إن هناك «انفراجة في العلاقات المصرية - الإيرانية، خصوصاً بعد انضمام البلدين صاحبي التاريخ والحضارة إلى مجموعة (بريكس)».

أيضاً، أكد عبداللهيان، الشهر الحالي، أن «إيران ومصر تسيران على مسار ترسيم خريطة طريق لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى مجراها الطبيعي». كما تحدث في موضع آخر عن «رؤية استراتيجية للحوار والتعاون تشمل مصر»، مشيراً إلى أن لقاءات واتصالات مسؤولي البلدين تحمل مؤشراً على «تفاهم سياسي» في طريق تعزيز العلاقات الثنائية.

كما حرص شكري وعبداللهيان خلال لقاءتهما أو اتصالاتهما الهاتفية الأخيرة، على تأكيد «مواصلة التشاور بهدف معالجة الموضوعات كافة والمسائل العالقة سعياً نحو الوصول إلى تطبيع العلاقات»، و«الرفض الكامل لقيام إسرائيل بعمليات عسكرية برية في رفح الفلسطينية لما ينطوي عليه ذلك من تعريض حياة أكثر من مليون فلسطيني لخطر داهم، وتفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة».

حول العلاقات بين البلدين في ظل وجود قيادات جديدة بإيران. قال بيومي إنه «في الدول الكبيرة مثل إيران، أي خطوات سياسية تكون مستمرة وراسخة ولا تتغير بتغير القيادات والأنظمة»، لافتاً إلى أنه «ليست هناك أي عوائق كبيرة الآن بين البلدين، حتى مع رحيل رئيسي وعبداللهيان، بدليل الإشارات الإيرانية الجديدة من مخبر وباقري كني بشأن استمرار العلاقات مع القاهرة».

وبحسب الحفني، فإن «هناك إرادة سياسية لدى القاهرة وطهران تجلّت خلال لقاء الرئيسين المصري والإيراني في وقت سابق، والاتصالات المتكررة التي حدثت بعد ذلك بين وزيري خارجية البلدين، والتي تم فيها التشاور حول كثير من القضايا التي تجمع البلدين».

شكري خلال حديث مع باقري كني (وكالة الأنباء الإيرانية إرنا)

إزالة المخاوف

في المقابل، رهن الخبير المصري بمركز «الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، الدكتور سعيد عكاشة، تطبيع العلاقات المصرية - الإيرانية بـ«خطوات إيران نحو إزالة المخاوف ومصادر القلق لدى القاهرة»، لافتاً إلى أن «الكرة الآن في ملعب إيران، وسنرى إذا كانت طهران سوف تستجيب لمطالب القاهرة؛ حتى يتحقق التطبيع الكامل خلال الفترة المقبلة». لكنه وصف إشارات إيران الأخيرة بشأن استمرار العلاقات مع مصر بـ«الجيدة»؛ إلا أنها «ليست حاسمة وليس فيها حراك حقيقي من قِبل إيران».

وفي فبراير (شباط) الماضي، نقل شكري لعبداللهيان على هامش المشاركة في الشق رفيع المستوى لاجتماعات مجلس حقوق الإنسان في مدينة جنيف السويسرية، «قلق مصر البالغ لاتساع رقعة التوترات العسكرية في منطقة جنوب البحر الأحمر، والتي ترتب عليها تهديد حركة الملاحة الدولية في أحد أهم ممراتها على نحو غير مسبوق، والضرر المُباشر لمصالح عدد كبير من الدول، ومن بينها مصر».

وتستهدف جماعة الحوثي اليمنية، منذ نهاية نوفمبر الماضي، سفناً بمنطقة البحر الأحمر وباب المندب، تقول إنها «مملوكة أو تشغلها شركات إسرائيلية»، وتأتي الهجمات رداً على الحرب المستمرة في قطاع غزة. ودفعت تلك الهجمات شركات شحن عالمية لتجنب المرور في البحر الأحمر، وتغيير مسار سفنها إلى طريق رأس الرجاء الصالح، رغم ما يسببه هذا التغيير من ارتفاع في تكلفة الشحن المالية والزمنية.

ووفق وزير المالية المصري، محمد معيط، الاثنين الماضي، فإن «هناك تقديرات بتراجع عوائد قناة السويس بنحو 60 في المائة بسبب التوترات بمنطقة البحر الأحمر».

وهنا، يرى عكاشة أن «القاهرة تشعر بالقلق من طموحات إيران الإقليمية»، لافتاً إلى «وجود مطالب لمصر من أجل تحسن العلاقات لم تحقق حتى الآن»، لكن هناك «محاولات من البلدين في هذا الملف، ونأمل أن تستجيب طهران لذلك، خاصة في ظل محاولة البلدين لتحسين العلاقات خلال الفترة الماضية».


مقالات ذات صلة

مصر تُكثف دعمها للسودان في إعادة الإعمار وتقليل تأثيرات الحرب

شمال افريقيا حضور «الملتقى المصري - السوداني لرجال الأعمال بالقاهرة» (مجلس الوزراء المصري)

مصر تُكثف دعمها للسودان في إعادة الإعمار وتقليل تأثيرات الحرب

تكثف مصر دعمها للسودان في إعادة الإعمار... وناقش ملتقى اقتصادي في القاهرة الاستثمارات المشتركة بين البلدين، والتعاون الاقتصادي، لتقليل تأثيرات وخسائر الحرب.

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا من جلسة سابقة لمجلس النواب المصري (الحكومة المصرية)

«النواب» المصري على خط أزمة أسعار خدمات الاتصالات

دخل مجلس النواب المصري (البرلمان) على خط أزمة أسعار خدمات الاتصالات في البلاد.

أحمد عدلي (القاهرة )
شمال افريقيا وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي (الخارجية المصرية)

مصر تدعو إلى «حلول سلمية» للنزاعات في القارة السمراء

دعت مصر إلى ضرورة التوصل لحلول سلمية ومستدامة بشأن الأزمات والنزاعات القائمة في قارة أفريقيا. وأكدت تعاونها مع الاتحاد الأفريقي بشأن إعادة الإعمار والتنمية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»

الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»

تشرع الحكومة المصرية في إعداد مساكن بديلة لأهالي مدينة «رأس الحكمة» الواقعة في محافظة مرسى مطروح (شمال البلاد).

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج بجنوب مصر.

محمد الكفراوي (القاهرة )

الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
TT

الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)

استعادت قوات الجيش السوداني، السبت، مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار في جنوب شرقي البلاد، ما يسهل على الجيش السيطرة على كامل الولاية. وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، مئات الأشخاص يخرجون إلى الشوارع احتفالاً باستعادة المدينة التي ظلت لأكثر من 5 أشهر تحت سيطرة «قوات الدعم السريع».

وقال مكتب المتحدث الرسمي باسم الجيش، في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إن «القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى دخلت رئاسة الفرقة 17 مشاة بمدينة سنجة». ولم يصدر أي تعليق من «قوات الدعم السريع» التي كانت استولت في مطلع يوليو (حزيران) الماضي، على مقر «الفرقة 17 مشاة» في مدينة سنجة بعد انسحاب قوات الجيش منها دون خوض أي معارك. ونشر الجيش السوداني مقاطع فيديو تظهر عناصره برتب مختلفة أمام مقر الفرقة العسكرية الرئيسة.

بدوره، أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة وزير الثقافة والإعلام، خالد الأعيسر، عودة مدينة سنجة إلى سيطرة الجيش. وقال في منشور على صفحته في «فيسبوك»، نقلته وكالة أنباء السودان الرسمية، إن «العدالة والمحاسبة مقبلتان وستطولان كل من أسهم في جرائم، وستتم معاقبة المجرمين بما يتناسب مع أفعالهم».

وأضاف أن «الشعب السوداني وقواته على موعد مع تحقيق مزيد من الانتصارات التي ستعيد للبلاد أمنها واستقرارها، وتطهرها من الفتن التي زرعها المتمردون والعملاء ومن يقف خلفهم من دول وأطراف متورطة».

وفي وقت سابق، تحدث شهود عيان عن تقدم لقوات الجيش خلال الأيام الماضية في أكثر من محور صوب المدينة، بعد أن استعادت مدينتي الدندر والسوكي الشهر الماضي، إثر انسحاب «قوات الدعم السريع». وقال سكان في المدينة لـ«الشرق الأوسط»، إن قوات الجيش وعناصر المقاومة الشعبية انتشروا بكثافة في شوارع سنجة، وإنهم فرحون بذلك الانتصار.

مسلّحون من «قوات الدعم السريع» في ولاية سنار بوسط السودان (أرشيفية - مواقع التواصل)

وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، خاض الجيش معارك ضارية ضد «قوات الدعم السريع»، نجح من خلالها في استعادة السيطرة على منطقة «جبل موية» ذات الموقع الاستراتيجي التي تربط بين ولايات سنار والجزيرة والنيل الأبيض. وبفقدان سنجة تكون «قوات الدعم السريع» قد خسرت أكثر من 80 في المائة من سيطرتها على ولاية سنار الاستراتيجية، حيث تتركز بقية قواتها في بعض البلدات الصغيرة.

يذكر أن ولاية سنار المتاخمة لولاية الجزيرة في وسط البلاد، لا تزال تحت سيطرة «قوات الدعم السريع»، التي تسيطر أيضاً على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم ومنطقة غرب دارفور الشاسعة، إضافة إلى جزء كبير من ولاية كردفان في جنوب البلاد.

ووفقاً للأمم المتحدة نزح أكثر من نحو 200 ألف من سكان ولاية سنار بعد اجتياحها من قبل «قوات الدعم السريع».

واندلعت الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) 2023، بعد خلاف حول خطط لدمج «الدعم السريع» في الجيش خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للانتقال إلى حكم مدني، وبدأ الصراع في العاصمة الخرطوم وامتد سريعاً إلى مناطق أخرى. وأدى الصراع إلى انتشار الجوع في أنحاء البلاد وتسبب في أزمة نزوح ضخمة، كما أشعل موجات من العنف العرقي في أنحاء البلاد.