ليبيا: تفاقم خلافات «الوحدة» و«الاستقرار» بعد استقالة المبعوث الأممي

الدبيبة رحب بحديث باتيلي عن الانتخابات... وحماد انتقد عدم حياده

لقاء الدبيبة وباتيلي في وقت سابق (أرشيفية - البعثة الأممية)
لقاء الدبيبة وباتيلي في وقت سابق (أرشيفية - البعثة الأممية)
TT

ليبيا: تفاقم خلافات «الوحدة» و«الاستقرار» بعد استقالة المبعوث الأممي

لقاء الدبيبة وباتيلي في وقت سابق (أرشيفية - البعثة الأممية)
لقاء الدبيبة وباتيلي في وقت سابق (أرشيفية - البعثة الأممية)

رحب رئيس حكومة الوحدة الليبية «المؤقتة»، عبد الحميد الدبيبة، بما جاء في إحاطة باتيلي، وما تضمنته من تأكيد على أهمية الحفاظ على وحدة البلد، وعدم تعزيز حالة الانقسام، بما في ذلك إشارته إلى خلق مسارات ومؤسسات موازية تؤدي إلى تقويض جهود حل الأزمة، وتحول دون الوصول بالبلد إلى الانتخابات عبر طاولة الحوار. وفي المقابل رأت حكومة أسامة حماد الموازية أن الإحاطة الأخيرة لباتيلي تعكس وتترجم عدم تمكنه من أداء عمله طيلة السنوات الماضية.

عبد الله باتيلي خلال لقاء سابق مع عدد من المسؤولين الليبيين في طرابلس (أ.ب)

وذكّر الدبيبة في بيان، مساء الثلاثاء، عبر منصة «إكس»، بما وصفه بموقفه الثابت المتمثل في ضرورة تسريع الجهود للوصول إلى عملية انتخابية نزيهة وشفافة، تقوم على قاعدة دستورية عادلة، وتضمن مشاركة جميع الأطراف دون إقصاء أو تمييز. وقال إنه يضمّ صوته لما ذكره باتيلي بأن ما تقوم به بعض المؤسسات من تعطيل الانتخابات، «يعد خطراً على مستقبل بلدنا»، لافتاً إلى أنه يشاركه أن حالة السخط والغضب العام بشأن زيادة الضريبة على النقد الأجنبي ما زالت قائمة، وجدد في هذا السياق دعوته للإسراع في إلغائها، وعدم تحميل المواطن تكلفة الإنفاق الموازي المنفلت.

اجتماع باتيلي مع حماد في وقت سابق (أرشيفية - البعثة الأممية)

في المقابل، امتنع مجلس النواب، والجيش الوطني المتمركز في شرق البلاد، بقيادة المشير خليفة حفتر، عن التعليق، بينما رأى رئيس حكومة الاستقرار «الموازية»، أسامة حماد، أن الإحاطة الأخيرة لباتيلي تعكس وتترجم عدم تمكنه من أداء عمله طيلة السنوات الماضية، وقال في بيان، مساء الثلاثاء، إن هذه الإحاطة «احتوت على ما يؤيد موقف الحكومة من ممارسات باتيلي السابقة والخاطئة التي تدل على انحيازه الدائم لطرف دون آخر، وفشله المستمر في جمع جميع الأطراف الليبية، في نطاق تصالحي واحد».

وبعدما استنكر ما ورد في تصريحات باتيلي من أن إضافة مقعد لحكومة «الاستقرار» في جلسة الحوار سيعطي طابعا رسمياً للانقسام، قال حماد إنه «لا يستغرب من باتيلي هذا الطرح»، بسبب ما سمّاه «محدودية نظرته للتعامل مع جميع الأطراف»، متهماً باتيلي بأنه «تجاهل بتعمد واضح أن حكومته هي الحكومة الشرعية المكلفة، والممنوحة الثقة من مجلس النواب، لكن كان ميله صريحاً لحكومة الدبيبة التي انتهت ولايتها ومدتها قانوناً». وقال إن ما وصفه بممارسات باتيلي «قوضت جهّود المصالحة والحوار بشكل كامل».

ورحب حماد الذي تفقد، الأربعاء، عدة مشروعات في مدينة الكفرة بالجنوب الليبي، بتكليف ستيفاني خوري، نائبة باتيلي المعينة حديثاً، بمهام البعثة الأممية، معرباً عن أمله في أن تكون على قدر المسؤولية والحيادية، وأن تبتعد عن التوجهات والمصالح الشخصية.

اجتماع المنفي مع نائب رئيس المجلس الأعلى للدولة (المجلس الرئاسي)

إلى ذلك، قال رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، إنه ناقش، مساء الثلاثاء، في العاصمة طرابلس مع النائب الثاني لرئيس المجلس الأعلى للدولة، عمر العبيدي، آخر تطورات المشهد السياسي ومخرجات لقاء القاهرة، الذي تم برعاية الجامعة العربية وتفعيل الملف السياسي، والاستمرار في اللقاءات بين رؤساء المجالس الثلاثة، والعمل على تحقيق وتنفيذ بنود التفاهمات التي تمت في القاهرة.

وأوضح المنفي أن اللقاء ناقش أيضاً العمل والإسراع في توحيد المناصب السيادية؛ «كونها الضامن الحقيقي لاستقرار وتوحيد المؤسسات بالدولة الليبية»، بالإضافة إلى جهود وآليات إعادة الإعمار بعد الفيضانات التي ضربت مدينة درنة، التي زارها المنفي أخيراً، وخلفت خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.

كما ناقش المنفي، مساء الثلاثاء، مع المدير التنفيذي لوكالة الاتحاد الأفريقي لتوجيه النيباد، ناردوس بيكيلي، المساعي المشتركة لتحقيق تطلعات أهداف أجندة 2063 التنموية، وتلبية لتطلعات الشعوب الأفريقية نحو مستقبل مزدهر وآمن، مؤكداً التزام ليبيا بنمو أفريقيا اقتصادياً، وتوازن سياستها تجاه التحديات الدولية، لافتاً إلى أنها من أكثر الدول المستثمرة في قارة أفريقيا.


مقالات ذات صلة

مطالب أممية بمحاسبة منتهكي حقوق الإنسان في ترهونة الليبية

شمال افريقيا عناصر من هيئة البحث عن المفقودين يتفقدون موقعاً لمقابر جماعية تم العثور عليها في ترهونة (الهيئة)

مطالب أممية بمحاسبة منتهكي حقوق الإنسان في ترهونة الليبية

حذّر تقرير للأمم المتحدة من أن غياب المساءلة، والسنوات الطويلة من إفلات المتسببين في انتهاكات حقوق الإنسان، والتجاوزات المرتكبة في مدينة ترهونة الليبية

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا محافظ المصرف المركزي الجديد خلال اجتماع بمساعديه (المصرف المركزي)

«النواب» الليبي يُصر على رفض محافظ «المركزي»... ويدعو للتهدئة

دخلت أزمة المصرف المركزي الليبي، مرحلة جديدة، السبت، وسط محاولة من حكومة الوحدة المؤقتة في العاصمة طرابلس، لاحتواء لانتقادات أميركية.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا لقاء سابق يجمع صالح والمشري وستيفان ويليامز المبعوثة الأممية بالإنابة (المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب الليبي)

ليبيون يعلّقون آمالهم على تقارُب صالح والمشري لإحياء المسار الانتخابي

تدفع أزمة المصرف المركزي الليبي بإمكانية العودة إلى بحث العملية السياسية، في ظل عقد البعض آمالاً على عودة التقارب بين مجلسَي النواب و«الأعلى للدولة».

جاكلين زاهر (القاهرة)
شمال افريقيا لقاء سابق يجمع صالح وسفير الاتحاد الأوروبي إلى ليبيا (حساب السفير على «إكس»)

«الأوروبي» يدعو قادة ليبيا إلى «خفض التوترات»... وتشغيل النفط

أطلقت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى ليبيا عدداً من التحذيرات لقادة البلاد ودعتهم للتحاور والاستجابة لمبادرة الأمم المتحدة، كما شددت على ضرورة إعادة إنتاج وضخ النفط.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا طالبت لجنة الأزمات والطوارئ ببلدية زليتن المواطنين بالابتعاد عن مجرى الوادي (مديرية أمن طرابلس)

سيول جارفة تضرب مناطق متفرقة في ليبيا... وتنشر المخاوف

ضربت أمطار غزيرة وصلت إلى حد السيول مناطق عدة في شمال غربي ليبيا، وأعلن جهاز الإسعاف والطوارئ رفع درجة الاستعدادات وسط إنقاذ عائلات عالقة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مطالب أممية بمحاسبة منتهكي حقوق الإنسان في ترهونة الليبية

عناصر من هيئة البحث عن المفقودين يتفقدون موقعاً لمقابر جماعية تم العثور عليها في ترهونة (الهيئة)
عناصر من هيئة البحث عن المفقودين يتفقدون موقعاً لمقابر جماعية تم العثور عليها في ترهونة (الهيئة)
TT

مطالب أممية بمحاسبة منتهكي حقوق الإنسان في ترهونة الليبية

عناصر من هيئة البحث عن المفقودين يتفقدون موقعاً لمقابر جماعية تم العثور عليها في ترهونة (الهيئة)
عناصر من هيئة البحث عن المفقودين يتفقدون موقعاً لمقابر جماعية تم العثور عليها في ترهونة (الهيئة)

حذّر تقرير للأمم المتحدة من أن غياب المساءلة، والسنوات الطويلة من إفلات المتسببين في انتهاكات حقوق الإنسان، والتجاوزات المرتكبة في مدينة ترهونة الليبية بين عامي 2013 و2022 من العقاب، تهدد بالمزيد من حالة عدم الاستقرار والانقسام في البلاد.

واتهم التقرير، الذي وزعته بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، مساء الجمعة، فصيل الكانيات، وهو مجموعة مسلّحة نشأت في 2011، مارَس سيطرة وحشية على ترهونة، المدينة التي يقطنها 150.000 نسمة تقريباً وتقع على بعد 90 كيلومتراً جنوب شرقي طرابلس، مشيراً إلى أن إدماج الكانيات في حكومة الوفاق السابقة، ثم لاحقاً في الجيش الوطني، وشكّل حاجزاً كبيراً أعاق تحقيق المساءلة والعدالة. ونتيجة لذلك، تردّد بعض السكان في المشاركة في التحقيقات والإبلاغ عن الجرائم خوفاً من الانتقام.

ونقل التقرير عن ستيفاني خوري، القائمة بأعمال بعثة الأمم المتحدة، عدّها عدم معالجة الأسباب الجذرية الكامنة وراء النزاع ودوافعه لن يؤدّي سوى إلى تأجيج دوامات العنف والانتقام السامة بين المجتمعات.

اجتماع عميد بلدية ترهونة مع المسؤولة الأممية (بلدية ترهونة)

وأوصى التقرير بتنفيذ عملية شاملة للعدالة الانتقالية والمصالحة، مع اتخاذ تدابير مجدية لتقصّي الحقائق، وتقديم تعويضات فعالة إلى الضحايا، بما في ذلك المساعدة القانونية ودعم الصحة النفسية، وضمانات عدم التكرار، التي ينبغي وضعها بالتشاور مع المتضررين مباشرة. كما دعا لاتخاذ تدابير صارمة لتحقيق المساءلة، من خلال التحقيقات ومحاسبة الجناة المزعومين، بما يتماشى مع المعايير الدولية.

وكان عميد بلدية ترهونة، محمد الكشر، وعدد من أعضاء رابطة ضحايا ترهونة، قد زاروا مع المسؤولة الأممية جورجيت غانيون، عدداً من مواقع المقابر الجماعية والسجون في ترهونة، بمناسبة اليوم العالمي للإخفاء القسري، ومتابعة ملف ضحايا العنف والقتل والمقابر التي ارتكبت بحق أهالي ترهونة وبعض المدن المجاورة.

في سياق غير متصل، تحدثت وسائل إعلام محلية عن نجاة ليبيين بأعجوبة، بعد أن جرفت مياه الفيضانات سيارتهم في ترهونة، بينما تعرضت مدينة الكفرة لإطفاء تام بسبب فصل محطة كهربائية، للحفاظ على معدات الشبكة العامة بتأثير الرياح والأمطار.

حكومة الوحدة خلال اجتماع متابعة تقلبات الطقس (حكومة الوحدة)

وأعلن الهلال الأحمر، مساء الجمعة، في ترهونة فتح الطريق الرابط بين بني وليد وترهونة، عقب إغلاقه لعدة ساعات، بسبب تزايد ارتفاع منسوب المياه في الطريق، فيما أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ في بني وليد، خروج السيل في وادي وشتاتة إلى الطريق، مع وجود ارتفاع في المياه في الوادي.

وكانت حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، قد طمأنت المواطنين بما وصفته بالجاهزية العالية للوزارات والأجهزة والمراكز في جميع مناطق ليبيا العالية لمواجهة أي ظروف جوية، أو تقلبات مناخية، وتوفير الإمكانيات اللازمة، مشيرة إلى أن اجتماعاً عُقد، مساء الجمعة بطرابلس، ضم كل الجهات المعنية، استهدف توحيد الجهود لضمان نجاح العمل وحماية المواطنين والممتلكات، في إطار تحديث الخطة الوطنية لمواجهة الطوارئ والكوارث الطبيعية.