مؤتمر باريس يدعو لكسر الصمت المحيط بالحرب في السودان ودفع المجتمع الدولي للتحرك

فرنسا وألمانيا تدعوان لتقديم المساعدات العاجلة للشعب السوداني

مؤتمر صحافي قبيل الاجتماع الوزاري لدعم مبادرات السلام في السودان (د.ب.أ)
مؤتمر صحافي قبيل الاجتماع الوزاري لدعم مبادرات السلام في السودان (د.ب.أ)
TT

مؤتمر باريس يدعو لكسر الصمت المحيط بالحرب في السودان ودفع المجتمع الدولي للتحرك

مؤتمر صحافي قبيل الاجتماع الوزاري لدعم مبادرات السلام في السودان (د.ب.أ)
مؤتمر صحافي قبيل الاجتماع الوزاري لدعم مبادرات السلام في السودان (د.ب.أ)

افتُتح، الاثنين، في باريس مؤتمر دولي حول السودان في الذكرى السنوية الأولى لبدء الحرب التي استحالت «أزمة منسية» ذات عواقب إنسانية كارثية ومخاطر جيوسياسية كبيرة.

وقال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيغورنيه: «منذ عام، وجد السودانيون أنفسهم ضحايا حرب رهيبة... لا تترك إلا الفوضى والمعاناة». وأضاف: «السودانيون هم أيضاً ضحايا النسيان واللامبالاة»، وفق ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية.

وتابع سيغورنيه: «هذا هدف اجتماعاتنا اليوم: كسر جدار الصمت المحيط بهذه الحرب، ودفع المجتمع الدولي إلى التحرك».

منذ افتتاح المؤتمر الذي تترأسه فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، أعلن جمع أكثر من 840 مليوناً، 110 ملايين من باريس و244 مليوناً من برلين و350 مليوناً من بروكسل و138 مليوناً من واشنطن.

أنالينا بيربوك وزيرة الخارجية الألمانية وستيفان سيغورنيه (الأول من اليمين) وزير الخارجية الفرنسي مع جوزيب بوريل (الأول من اليسار) ممثل الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي ويانيز أنيز لينرتشيتش (الثاني على اليمين) مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات في مؤتمر صحافي قبيل الاجتماع الوزاري لدعم مبادرات السلام في السودان بالعاصمة الفرنسية باريس 15 أبريل 2024 (د.ب.أ)

ومن جهتها، قالت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك إن هذا المؤتمر يعقد بينما اهتمام العالم منصب على الوضع في الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل، مساء السبت.

وأشارت بيربوك إلى أن المجتمع الدولي يجب ألا يصرف نظره عن الحرب في السودان التي تسببت في أزمة إنسانية كارثية، متحدّثة عن «المعاناة التي لا توصف» للسودانيين ضحايا حرب «جنرالين عديمي الرحمة»، وشعورهم بأن العالم تخلى عنهم.

وأضافت أن مبادرات الوساطة المتعددة لم تثمر، داعية المجتمع الدولي إلى «العمل بشكل منسّق لجلب الطرفين المتحاربين إلى طاولة المفاوضات، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار».

أنالينا بيربوك وزيرة الخارجية الألمانية وستيفان سيغورنيه وزير خارجية فرنسا يتحدثان في مؤتمر صحافي قبل الاجتماع الوزاري لدعم مبادرات السلام في السودان بالعاصمة الفرنسية باريس 15 أبريل 2024 (د.ب.أ)

ومن جهته، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنه من خلال «الضغط الدولي» فقط يمكن دفع الطرفين المتحاربين إلى التفاوض.

وقال مفوض الاتحاد الأوروبي المسؤول عن إدارة الأزمات يانيز لينرتشيتش إن هناك حاجة ملحة للتحرك مع «انهيار» السودان، متحدثاً عن خطر زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي برمّتها مع دفع الحرب كثيراً من السودانيين إلى النزوح واللجوء.

الجوع يهدد ملايين الأطفال السودانيين

وتقول منظمة إنقاذ الطفولة إن 14 مليون طفل يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية في السودان من أجل البقاء على قيد الحياة.

ويتضمن اجتماع باريس شقّاً سياسياً على المستوى الوزاري لمحاولة إيجاد مخارج للنزاع، وشقّاً إنسانياً هدفه تعبئة التبرعات، وتقديم معونة ضخمة لهذا البلد المدمر في القرن الأفريقي. كما يضم اجتماعاً لنحو 40 شخصية من المجتمع المدني.

أطفال سودانيون لاجئون يحضرون درساً للغة العربية في مدرسة التضامن بمخيم فرشانا للاجئين في تشاد 8 أبريل 2024 (أ.ف.ب)

وتستضيف باريس المؤتمر الدولي من أجل السودان بعد مرور عام بالضبط على بدء الحرب بين الجيش السوداني بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق الجنرال محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي.

وخلال عام واحد، أدّت الحرب في السودان إلى سقوط آلاف القتلى بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في إحدى مدن غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة.

كما دفعت الحرب البلاد البالغ عدد سكانها 48 مليون نسمة إلى حافة المجاعة، ودمرت البنى التحتية المتهالكة أصلاً، وتسبّبت بتشريد أكثر من 8.5 مليون شخص، وفق الأمم المتحدة.

وشددت منظمة «العمل لمكافحة الجوع» (أكسيون كونتر لا فان) غير الحكومية، على الحاجة إلى تحرك «عاجل» في تشاد لتوفير المساعدات إلى اللاجئين الذين يتدفقون عبر الحدود من السودان المجاور.

وبدوره، أكد مدير السودان في المجلس النرويجي للاجئين ويليام كارتر أن «المدنيين يعانون الجوع، والعنف الجنسي الهائل، والمجازر العرقية على نطاق واسع، والإعدامات... ورغم ذلك، يواصل العالم الإشاحة بنظره».

لاجئون سودانيون يتجمعون بينما تساعد فرق من «أطباء بلا حدود» جرحى الحرب من غرب دارفور بالسودان في مستشفى أدري بدولة تشاد 16 يونيو 2023 (رويترز)

«استيقاظ المجتمع الدولي»

وشدد كارتر في بيان على أن «اليوم (الذكرى السنوية) يمثّل محطة مخزية للطرفين المتحاربين في السودان، بالإضافة إلى المجتمع الدولي الذي ترك هذه الكارثة تزداد سوءاً».

وفي حين يحتاج نحو 25 مليون شخص في السودان، أي نحو نصف عدد السكان، إلى المساعدة، حذّر رئيس بعثة منظمة «أطباء بلا حدود» جان ستويل في بيان من «فراغ إنساني يثير القلق جداً».

وتابع: «إضافة إلى الوفيات المرتبطة بأعمال العنف، نرى الأطفال يتوفون جراء سوء التغذية، ونقص اللقاحات، ونساء يعانين مضاعفات بعد ولادات خطرة».

وأوضحت «الخارجية الفرنسية» أن «تمويل النداء الإنساني للأمم المتحدة في العام الماضي لم يبلغ سوى النصف. هذا العام، لم تتخطَّ نسبة التمويل الخمسة في المائة»، مؤكدة أنها لا تتوقع سدّ هذا العجز خلال مؤتمر باريس، «لكن نأمل أن يستيقظ المجتمع الدولي».

وسيسعى مؤتمر «المانحون» في باريس إلى معالجة ضعف تمويل الطوارئ في السودان والدول المجاورة والنقص الذي يبلغ أكثر من 2.5 مليار دولار.

وتعثرت جهود الوساطة التي تبذلها الولايات المتحدة والسعودية منذ أشهر. وأعرب المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيرييلو، الخميس، عن أمله في أن يساعد مؤتمر باريس على استئناف المحادثات.

وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيغورنيه ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك والمفوض يانيز لينرتشيتش ومنسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل يحضرون اجتماعاً مع المسؤولين كجزء من المؤتمر الإنساني الدولي للسودان والدول المجاورة في الكي دورسيه بباريس في فرنسا 15 أبريل 2024 (رويترز)

وعلى المستوى السياسي، من المقرر أن تعقد اجتماعات سياسية تشارك فيها دول الجوار (تشاد، ليبيا، كينيا، جيبوتي، جنوب السودان، مصر وإثيوبيا)، إضافة إلى الخليج (السعودية والإمارات)، والقوى الغربية (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج).

كما ستحضر منظمات إقليمية مثل جامعة الدول العربية، والاتحاد الأفريقي، والهيئة الحكومية للتنمية «إيغاد»، إضافة إلى وكالات للأمم المتحدة.

وحضّت مديرة القرن الأفريقي في منظمة «هيومن رايتس ووتش» ليتيسا بدر على إصدار «رسالة صارمة» وعقوبات دولية ضد طرفي الحرب اللذين «حالوا دون وصول المساعدات الإنسانية»، وقاموا بنهب ما وصل منها، وخططوا لعمليات «قتل العاملين الإنسانيين»، إضافة إلى سلسلة من الانتهاكات بحق المدنيين.

وشددت على أنه «من الضروري أن يُعقد هذا المؤتمر، لكنه يجب ألا يصبح ذريعة... لنسيان السودان مرة جديدة».


مقالات ذات صلة

احتجاج سوداني على بريطانيا لإعاقتها جلسة «شكوى ضد الإمارات»

شمال افريقيا مندوب السودان لدى الأمم المتحدة، الحارث إدريس خلال جلسة سابقة لمجلس الأمن (أ.ب)

احتجاج سوداني على بريطانيا لإعاقتها جلسة «شكوى ضد الإمارات»

احتجت «الخارجية السودانية» على بريطانيا لتحويل اجتماع لمجلس الأمن، الاثنين، بشأن شكوى من السودان ضد الإمارات، إلى جلسة مغلقة ما حرم مندوب الخرطوم من حضورها.

محمد أمين ياسين (ود مدني (السودان))
شمال افريقيا شعار الاتحاد الأفريقي خارج مبنى مقر الاتحاد في أديس أبابا إثيوبيا 8 نوفمبر 2021 (رويترز)

الاتحاد الأفريقي و«الإيغاد» يحذران من تصاعد المواجهات بين الجيش السوداني و«الدعم»

حذّر الاتحاد الأفريقي و«الإيغاد» من أن تصاعد المواجهات بين الجيش السوداني و«الدعم السريع» في دارفور يشكل تهديداً حقيقياً لأمن المدنيين.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان (أرشيفية)

البرهان: السودان يرغب في ترقية وتعزيز علاقاته مع روسيا

أكد رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان أن السودان يرغب في ترقية وتعزيز علاقاته مع روسيا بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
العالم العربي «برنامج الأغذية العالمي»: تصاعد العنف يعرقل المساعدات الإنسانية إلى دارفور

«برنامج الأغذية العالمي»: تصاعد العنف يعرقل المساعدات الإنسانية إلى دارفور

قالت المديرة التنفيذية لـ«برنامج الأغذية العالمي» سيندي ماكين اليوم الاثنين إن تصاعد أعمال العنف في دارفور بالسودان يعرقل تقديم المساعدات الإنسانية في الإقليم.

«الشرق الأوسط» (دارفور)
شمال افريقيا أفراد من الجيش السوداني (أرشيفية - أ.ف.ب)

حركات مسلحة بدارفور: وقفنا إلى جانب الجيش للحفاظ على السودان من مخططات التقسيم

قال تجمع فصائل سودانية مسلحة داعم للجيش في دارفور، اليوم الأحد، إنه خرج عن الحياد «للحفاظ على السودان من مخططات التقسيم والتفتيت»

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

«القرضابية»... كيف هزم الليبيون القوات الإيطالية في معركة سرت؟

عميد بلدية سرت يفتتح النصب التذكاري لمعركة القرضابية بعد التجديد (صفحة سرت أولاً)
عميد بلدية سرت يفتتح النصب التذكاري لمعركة القرضابية بعد التجديد (صفحة سرت أولاً)
TT

«القرضابية»... كيف هزم الليبيون القوات الإيطالية في معركة سرت؟

عميد بلدية سرت يفتتح النصب التذكاري لمعركة القرضابية بعد التجديد (صفحة سرت أولاً)
عميد بلدية سرت يفتتح النصب التذكاري لمعركة القرضابية بعد التجديد (صفحة سرت أولاً)

نجح الليبيون قبل 109 أعوام في واحدة من المعارك الفاصلة التي خاضوها ضد المحتل الإيطالي؛ لكنهم بعد هذا التاريخ لا يزالون يبحثون عن نقطة التقاء تجمع شتاتهم السياسي الذي لا يزال يفرض نفسه، منذ إسقاط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي.

وحول النصب التذكاري للمعركة التي دارت رحاها ضد الغزاة الإيطاليين في سرت (450 كيلومتراً شرق طرابلس)، أحيا ليبيون مساء الاثنين ذكرى المعركة، بحضور شخصيات رسمية وعدد من المواطنين.

وشهدت سرت معركة فاصلة في 29 من أبريل (نيسان) عام 1915، بين المجاهدين الليبيين من جهة، والغزاة الإيطاليين الذين استقدموا قوات مساعدة من إريتريا والحبشة، بالإضافة إلى مقاتلين محليين من مدن ساحلية، لتنتهي الحرب بهزيمة الإيطاليين أمام اصطفاف الليبيين.

ويرى عدد من المؤرخين الليبيين أن الإيطاليين أرغموا سكان المدن الساحلية التي احتلوها على الانضمام إلى قواتهم، وكان على رأسهم زعيم مصراتة رمضان السويحلي؛ لكنهم أوضحوا أن الأخير عقد اتفاقاً مع السنوسيين بأن يندس بقواته مع الجيش الإيطالي الذي كان يقوده الكولونيل ماني.

الخيالة على جانبي النصب التذكاري لمعركة القرضابية (صفحة سرت أولاً)

في تلك الأثناء، بدأت تتساقط المدن التي تسيطر عليها القوات الإيطالية تباعاً؛ لكنها ظلت تبسط سيطرتها على طرابلس العاصمة ومواقع أخرى على طول الساحل. ورغم ما شهدته موقعة القرضابية التي تصفها كتب التاريخ الليبي بأنها «ملحمة»، فإن الغزاة الإيطاليين تمكنوا من العودة سريعاً، مدعومين بوصول بينيتو موسوليني إلى السلطة في روما، والذي أسفر عن إعدام شيخ المجاهدين الليبيين عمر المختار في 16 من سبتمبر (أيلول) عام 1931.

وفي ظل انقسام سياسي يسيطر على ليبيا، تقع سرت راهناً تحت ولاية حكومة أسامة حمّاد، المدعومة من مجلس النواب، و«الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر.

وعدّ حمّاد معركة القرضابية: «ملحمة وطنية، ستظل خالدة أمد الدهر»، وقال إنها «تميزت بمشاركة غالبية المدن والقبائل الليبية، من غرب البلاد إلى جنوبها وشرقها».

مقبرة شهداء معركة القرضابية (صفحة سرت أولاً)

كما أبرز حمّاد عبر حسابه على «إكس» أن الليبيين الأوائل «هبُّوا جميعاً للدفاع والذود عن الأرض والعرض؛ مجسدين فيها أروع ملاحم الجهاد التي تحققت فيها اللحمة والوحدة الوطنية، بعيداً عن التشرذم والفرقة والتشتت».

ويزداد الانقسام السياسي في ليبيا مع وجود حكومتين في البلاد؛ حيث يرأس عبد الحميد الدبيبة حكومة «الوحدة الوطنية» في العاصمة طرابلس، بينما يقود أسامة حمّاد الحكومة المكلفة من البرلمان، ويدير شؤونها من شرق البلاد.

وأُخضع النُّصب التذكاري الذي التف الخيالة بمحيطه احتفالاً بالمناسبة، لصيانة عاجلة استغرقت 12 يوماً، وذلك عقب زيارة أجراها مؤخراً حمّاد ومدير عام «صندوق ليبيا للتنمية والإعمار» بلقاسم حفتر، بعدما تعرض للإهمال والعبث خلال السنوات الماضية.

وراق لكثير من المجالس الاجتماعية في البلاد تذكّر «أمجاد أجدادهم» في معركة القرضابية؛ إذ قال المجلس المحلي للشباب ببلدية القطرون (جنوب) إن «هذه الملحمة من معارك الجهاد الكبرى، حارب وناضل فيها الأجداد ضد المحتل الإيطالي، ولقنوهم فيها درساً في القتال، تكبدوا خلالها خسائر في الأرواح والعتاد، وهزموا فيها المستعمر الإيطالي أكبر هزيمة، منذ غزوهم ليبيا في أكتوبر (تشرين الأول) 1911».

وقال الخبير الليبي في الجغرافيا العمرانية، بشير عبد الله، إنه احتفل مع عدد من المواطنين بزيارة النصب التذكاري للمعركة، ومقبرة الشهداء (جنوب شرقي سرت)، متحدثاً عن التقاء المجاهدين الليبيين من كل مناطق البلاد، وتصديهم لغطرسة المغرور مياني قائد الحملة، كما قال إن الأخير «هُزم في القرضابية شر هزيمة، وأفل نجمه في المجال العسكري... لقد كانت ملحمة تاريخية يحق لنا أن نفتخر بها».

وانتهى عبد الله مثمناً «كفاح الليبيين ضد الغزو الإيطالي قرابة 20 عاماً، وفي أكثر من 400 معركة في شرق وغرب وجنوب ووسط ليبيا، وهو من رسم ملامح وكيان ليبيا المعاصرة».

ولم تشارك سلطات طرابلس في الاحتفال بذكرى القرضابية، لكون سرت لا تخضع لسلطتها، كما لم تصدر عنها أي بيانات بهذه المناسبة.


باتيلي يعود للعاصمة الليبية في زيارة مفاجئة

اجتماع الكوني واللافي مع باتيلي (المجلس الرئاسي)
اجتماع الكوني واللافي مع باتيلي (المجلس الرئاسي)
TT

باتيلي يعود للعاصمة الليبية في زيارة مفاجئة

اجتماع الكوني واللافي مع باتيلي (المجلس الرئاسي)
اجتماع الكوني واللافي مع باتيلي (المجلس الرئاسي)

عاد عبد الله باتيلي، رئيس بعثة الأمم المتحدة «المستقيل» إلى ليبيا، بشكل مفاجئ، في زيارة أخيرة للبلاد، ضمن ما وصف بمراسم وداعية، بينما واصل ريتشارد نورلاند، السفير والمبعوث الأميركي الخاص، لقاءاته مع مختلف الأطراف الليبية، تزامناً مع استكمال مجلس النواب، الذي توفي نجل رئيسه عقيلة صالح، مناقشة الميزانية المقترحة من حكومة «الاستقرار»، برئاسة أسامة حماد.

ونقل موسى الكوني وعبد الله اللافي، عضوا المجلس الرئاسي، عن باتيلي، الذي حضر إلى العاصمة طرابلس لتوديعهما، إشادته بتعاون وتجاوب الرئاسي طيلة مدة عمله، وحرصه على تحقيق الاستقرار والوصول إلى الانتخابات، معبراً عن ثقته في قدرة الليبيين على تجاوز خلافاتهم، والوصول بوطنهم إلى السلام والاستقرار.

وكان محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي، قد بحث مع نورلاند مساء الاثنين بالعاصمة طرابلس تطورات الأوضاع السياسية، وآليات كسر الجمود الحالي، وسبل الوصول لتوافقات تفضي إلى عقد الانتخابات، كما ناقشا أهمية تفعيل عمل اللجنة المالية العليا لعدم إمكانية الوصول إلى قانون ميزانية موحد دستوري، وأهمية مشاركة الأطراف كافة لتغطية جميع المتطلبات الأساسية، وتحديد أولويات الإنفاق ومعالجة تضخمه.

وأشاد المنفي بجهود صندوق الإعمار والتنمية في تعافي المناطق المتضررة، وخاصة بمدينة درنة (شرق)، ودعا لإيلاء أهمية لوجود دعم حقيقي لهذه الجهود من المؤسسات كافة لإنجاحها.

صورة وزعها المنفي لاجتماعه مع السفير الأميركي

بدوره، قال نورلاند إن الاجتماع، الذي حضره القائم بالأعمال الأميركي جريمي برنت، ناقش السبل التي يمكن للولايات المتحدة من خلالها مساعدة الليبيين في حماية سيادتهم، في سياق ما وصفه بالاضطرابات الإقليمية، وكذلك استعادة العزيمة للعملية السياسية، التي تقودها الأمم المتحدة، وتمكين الشعب الليبي من اختيار قادته. مجدداً دعم الولايات المتحدة للاستقرار الاقتصادي والمصالحة الوطنية في ليبيا.

صورة وزعها السفير الأميركي لاجتماعه مع رئيس مؤسسة النفط

كما أكد الكوني واللافي خلال اجتماعهما، الثلاثاء، مع نورلاند، تمسك المجلس الرئاسي بإنجاح العملية السياسية في ليبيا، وكسر الجمود الحالي، عبر تحقيق توافقٍ على القضايا الخلافية بين الأطراف السياسية، والوصول إلى الانتخابات في أقرب الآجال، ونقلا عن نورلاند سعي بلاده لإعادة افتتاح السفارة في طرابلس قريباً، واستئناف العمل من ليبيا.

وقال نورلاند إنه أعاد مع برنت التأكيد خلال لقائهما، الثلاثاء، بطرابلس، مع الطاهر الباعور، المكلف تسيير وزارة الخارجية بحكومة «الوحدة»، على دعم جهود الأمم المتحدة لتوحيد ليبيا ومؤسساتها، وتحديد خريطة طريق ذات مصداقية لإجراء انتخابات وطنية، لافتاً إلى أنهما بحثا كيف يمكن للولايات المتحدة وليبيا العمل معاً لتعزيز الاستقرار.

لكن الباعور أكد في المقابل أن الاجتماع، الذي بحث استئناف عمل السفارة الأميركية من طرابلس خلال الفترة المقبلة، أكد على أهمية العلاقات الثنائية، وتعزيز الشراكة والتعاون الاستراتيجي، بما يخدم المصالح المشتركة، لدعم جهود السلام والاستقرار في البلاد، والعمل على إجراء انتخابات وطنية في أقرب وقت ممكن.

فرحات بن قدارة رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا (المكتب الإعلامي للمؤسسة)

كما أوضح نورلاند أنه ناقش أيضاً مع فرحات بن قدارة، رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، دورها في تعزيز الازدهار والاستقرار الاقتصادي في ليبيا، وفرص توسيع العلاقات بين البلدين في قطاع الطاقة، بما في ذلك الطاقة المتجددة والتزامات المؤسسة لإزالة الكربون.

من جانبه، أكد عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة، في كلمته لمنتدى الاقتصاد والتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى وأذربيجان المنعقد بقطر، أهمية التعاون بين الدول الإسلامية في عدد من المجالات المهمة، مشيداً بدور هذه المنتديات في تقريب وجهات النظر، وتحديد أوجه التعاون بين الدول العربية ومحيطها الآسيوي.

ونقل الدبيبة، عن رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي التقاه، الثلاثاء، تأكيده على دعم قطر الثابت لليبيا، واستعدادها لتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني لدعم الاستقرار في المنطقة، مشيراً إلى أنهما بحثا سبل تعزيز التعاون المشترك بين الدولتين في مختلف المجالات.

في غضون ذلك، ناقش وزير الداخلية المكلف بحكومة الوحدة، عماد الطرابلسي، مساء الاثنين، مع أعضاء المجلس الاجتماعي للنواحي الأربع، بعض المواضيع الأمنية التي تهم المنطقة، وتذليل الصعوبات التي تواجه الخدمات المهمة التي تحتاجها.

وكان بعض سكان المنطقة قد تظاهروا مؤخراً، تعبيراً عن رفض ضم بلدياتهم لسوق الجمعة، والمطالبة بإجراء انتخابات بلدية مستعجلة، وحذروا ممن وصفوهم بأصحاب الأطماع والأجندات المختلفة، الساعين لتوظيف المنطقة لأجندات شخصية، ومآرب سياسية.

من جهة أخرى، استأنف مجلس النواب، الذي أعلن تقديمه العزاء لرئيسه عقيلة صالح في وفاة نجله، مناقشة بنود مشروع قانون الموازنة العامة للدولة للعام الحالي، المقدم من حكومة الاستقرار برئاسة أسامة حماد.

مسعود عبيد النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للدولة بحث مع وفد من حراك أحرار الوطن مستجدات المشهد السياسي في ليبيا (المجلس)

بدروه، قال مجلس الدولة إن النائب الأول لرئيسه، مسعود عبيد، بحث مع وفد من حراك أحرار الوطن، مستجدات المشهد السياسي في ليبيا، وتبعات استقالة المبعوث الأممي السابق، وتسلم نائبته ستيفاني خوري، وكذا الآليات المتوقعة لدعم الملف الليبي من قبل البعثة الأممية، فيما أكد عبيد على أهمية توحيد الجهود، والتواصل المستمر بين المجلس والحراك لإيجاد حل لبلوغ الانتخابات العامة.


ما أوجه التعاون العسكري بين مصر وتركيا؟

جانب من المباحثات العسكرية في أنقرة (الجيش التركي عبر «إكس»)
جانب من المباحثات العسكرية في أنقرة (الجيش التركي عبر «إكس»)
TT

ما أوجه التعاون العسكري بين مصر وتركيا؟

جانب من المباحثات العسكرية في أنقرة (الجيش التركي عبر «إكس»)
جانب من المباحثات العسكرية في أنقرة (الجيش التركي عبر «إكس»)

تتوسع مجالات التعاون المصرية - التركية بوتيرة متسارعة، بعد أعوام من القطيعة بين البلدين. وجاء آخرها مساعي القاهرة وأنقرة لتعزيز التعاون في المجال العسكري، وهو الأمر الذي ناقشته زيارة رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصري، الفريق أسامة عسكر، الأخيرة إلى أنقرة، بدعوة من رئيس هيئة الأركان التركي، الفريق أول متين غوراك.

وتعد زيارة رئيس الأركان المصري، التي بدأت الاثنين، وشملت استقباله رسمياً في مقر رئاسة الأركان بأنقرة، بحسب إفادة رسمية للجيش التركي، أرفع زيارة لمسؤول عسكري مصري إلى تركيا منذ ما يزيد على عقد.

وتستبق المباحثاتُ، زيارةً مرتقبةً للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى تركيا، خلال الأسبوع المقبل، وفق مصادر تركية، تلبيةً لدعوة الرئيس رجب طيب إردوغان، الذي زار مصر في فبراير (شباط) الماضي.

وأنهت مصر وتركيا التوتر الدبلوماسي، بسبب دعم أنقرة تنظيم «الإخوان» المحظور في مصر، عقب ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013، بشكل كامل في الأشهر الأخيرة، في حين صدرت تصريحات إيجابية مشتركة حول ملفات عدة كانت مثار خلاف بين البلدين.

وتحدثت تقارير إعلامية عدة في الأشهر الأخيرة عن تحركات لتعزيز مسارات التعاون العسكري بين القاهرة وأنقرة. وأعلن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان في فبراير الماضي، الموافقة على «تزويد مصر بالطائرات التركية المسيّرة التي تحظى بشعبية متزايدة»، مؤكداً «ضرورة أن ترتبط بلاده بعلاقات جدية مع مصر من أجل الأمن في البحر الأبيض المتوسط».

ويعكس الاهتمام بالبحث عن مجالات للتعاون العسكري «تقارب الرؤية السياسية» بالبلدين، وفق السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق، الذي يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك رغبة من البلدين بعد استعادة تطبيع العلاقات لتحقيق استفادة متبادلة بمختلف القطاعات، بما فيها المجال العسكري».

هذا الرأي يدعمه المدير الأسبق للشؤون المعنوية اللواء سمير فرج، الذي يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن «أوجه التعاون العسكري بين البلدين لا تقتصر على إمكانية حصول مصر على المسيّرات التركية فحسب، لكن تمتد لمجال التصنيع الحربي المشترك، خصوصاً مع التوجه المصري نحو تصنيع المعدات العسكرية محلياً».

وأضاف: «هناك تعاون يمكن أن يحدث بمجال تصنيع المعدات العسكرية في ضوء ما أظهرته المسيّرات التركية من أداء جيد خلال الحرب الروسية - الأوكرانية»، مشيراً إلى أن «مصر حريصة دائماً على تزويد قواتها المسلحة بأحدث التقنيات والأسلحة».

وتقوم تركيا بتصنيع المسيّرة «بيرقدار تي بي 2»، التي تُصدّر لأكثر من 27 دولة حول العالم، من بينها دول عربية وأفريقية، ويمكنها التحليق على ارتفاع 25 ألف قدم مع الاستمرار في التحليق لمدة 24 ساعة، وفق الموقع الرسمي للجيش التركي.

وكانت من بين الاتفاقيات التي جرى توقيعها خلال زيارة الرئيس التركي لمصر إعادة تشكيل اجتماعات مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين بعد توقف دام لنحو 11 عاماً.

ويؤكد هريدي أن «أوجه التعاون العسكري المحتملة لا تقتصر على إمكانية تبادل الأسلحة، لكن تمتد لتشمل إمكانية إجراء مناورات عسكرية مشتركة بين أفرع الجيشين في البلدين، وغيرها من الأمور التي تناقش عادة بشكل أعمق بين العسكريين».

وهنا يشير المدير الأسبق للشؤون المعنوية، الذي عمل ملحقاً عسكرياً بالسفارة المصرية في أنقرة لثلاث سنوات، إلى «طبيعة استباق زيارة الرئيس المصري بزيارة يجريها رئيس الأركان أو أحد مساعدي وزير الدفاع؛ لترتيب بعض التفاصيل المرتبطة بالجانب العسكري».


احتجاج سوداني على بريطانيا لإعاقتها جلسة «شكوى ضد الإمارات»

مندوب السودان لدى الأمم المتحدة، الحارث إدريس خلال جلسة سابقة لمجلس الأمن (أ.ب)
مندوب السودان لدى الأمم المتحدة، الحارث إدريس خلال جلسة سابقة لمجلس الأمن (أ.ب)
TT

احتجاج سوداني على بريطانيا لإعاقتها جلسة «شكوى ضد الإمارات»

مندوب السودان لدى الأمم المتحدة، الحارث إدريس خلال جلسة سابقة لمجلس الأمن (أ.ب)
مندوب السودان لدى الأمم المتحدة، الحارث إدريس خلال جلسة سابقة لمجلس الأمن (أ.ب)

احتجت وزارة الخارجية السودانية بشدة على تدخل بريطانيا بتحويل اجتماع لمجلس الأمن الدولي، الاثنين، خُصص للتداول حول شكوى مقدمة من السودان ضد الإمارات، إلى جلسة مغلقة لأعضاء المجلس، حُرم منها مندوب السودان لدى الأمم المتحدة.

وقالت «الخارجية» في بيان، الثلاثاء: «تأسف وزارة الخارجية أن تتنكر بريطانيا لواجبها الأخلاقي والسياسي بصفتها عضواً دائماً بمجلس الأمن، وما تلزم به نفسها للتصدي لقضايا السودان في المجلس». وأضافت أن «الموقف البريطاني جاء مقابل مصالحها التجارية مع دولة الإمارات، وهذا يجعلها شريكة في المسؤولية عن الفظائع التي ترتكبها الميليشيا الإرهابية وراعيتها، وداعمة للإفلات من العقاب»، وفق ما جاء في البيان.

وطالب المندوب الدائم للسودان لدى الأمم المتحدة، الحارث إدريس في خطاب لرئيس مجلس الأمن الدولي بتاريخ 26 من أبريل (نيسان) الحالي، بعقد اجتماع عاجل لبحث ما سماه العدوان الإماراتي على بلاده. وكان من المفترض أن تعقد الجلسة، يوم الاثنين، لكن بريطانيا تدخلت بتحويل الجلسة إلى مغلقة، حيث لم يستطع إدريس المشاركة فيها.

وطالب أعضاء المجلس في الجلسة المغلقة، «ميليشيا الدعم السريع» بأن تتوقف عن أعمالها العدائية حول الفاشر، وأن تتعهد بعدم مهاجمة أي مدينة، ودعوا الأطراف الإقليمية بالالتزام لحظر الأسلحة على دارفور بموجب القرار 1591، وإلى استئناف مفاوضات جدة، وضرورة تسهيل دخول المساعدات الإنسانية دون عوائق، واحترام القانون الإنساني الدولي. ولم يشر الاجتماع إلى الشكوى السودانية كما لم يخرج بقرارات جديدة، واكتفى بالتنويه بالبيان الصادر عن المجلس في 27 من أبريل 2024.

لاجئون وصلوا حديثاً من دارفور إلى بلدة أدري بتشاد الأسبوع الماضي (غيتي)

وعدَّت «الخارجية السودانية» في بيانها، الثلاثاء، «التدخل البريطاني خطوة مشينة»، وكذلك التساهل الذي أبدته الدول الغربية دائمة العضوية بالمجلس حيال فظائع «الميليشيا وراعيتها دولة الإمارات»، وأردفت: «السودان يسلك كل السبل والوسائل لحماية شعبه وسيادته وكرامته». وقالت: «تظل مصداقية مجلس الأمن وقدرته على الاضطلاع بدوره في حماية السلم والأمن الدولي والوفاء لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة محل اختبار مستمر».

ومن جهة ثانية، أوضحت مصادر دبلوماسية رفيعة أن مندوب السودان لم يتمكن من حضور جلسة المشاورات المغلقة بطلب من بريطانيا التي جاءت قبل دقائق من بدء اجتماع حول شكوى السودان. ووفق المصدر فإن المادة 27 من النظام الداخلي لا تسمح بمشاركة المندوبين في الجلسات المغلقة بخلاف الدول الأعضاء في المجلس، ولذلك حُرم مندوب السودان من المشاركة في الجلسة على الرغم من وجود تعميم سابق من المجلس بأن السودان سيشارك فيها.


مصر تطمئن مواطنيها بشأن مضاعفات لقاحات «كورونا» وتؤكد «ندرتها»

لقاح «أسترازينيكا» المضاد لـ«كورونا» (أرشيفية - رويترز)
لقاح «أسترازينيكا» المضاد لـ«كورونا» (أرشيفية - رويترز)
TT

مصر تطمئن مواطنيها بشأن مضاعفات لقاحات «كورونا» وتؤكد «ندرتها»

لقاح «أسترازينيكا» المضاد لـ«كورونا» (أرشيفية - رويترز)
لقاح «أسترازينيكا» المضاد لـ«كورونا» (أرشيفية - رويترز)

أثار اعتراف شركة «أسترازينيكا» بأن لقاحها ضد فيروس «كورونا» يمكن أن يسبب آثاراً جانبية نادرة، منها احتمال الإصابة بـ«جلطات»، مخاوف في مصر، التي كانت من بين الدول التي حصل مواطنوها على اللقاح لمواجهة «كوفيد - 19».

وطمأنت وزارة الصحة والسكان المصرية المواطنين، موضحة أن التجلط بوصفه عرضاً جانبياً للتطعيمات نادر الحدوث ومعروف منذ عام 2021، بمعدل 3 حالات لكل مليون مُطعَّم.

https://www.facebook.com/photo?fbid=773296071648276&set=a.113299807647909

وأفادت عبر صفحتها الرسمية على «فيسبوك»، بأن نسبة حدوث التجلط بعد التطعيم تقارب تلك التي قد تحدث من دون التطعيم في الفئات المعرضة، لذلك لم توصِ الجهات الصحية الدولية أو المحلية بإيقاف التطعيم، بل بتفضيل عدم استخدامه لفئات محددة.

وأشارت إلى أن خطر الإصابة بالتجلطات بعد الإصابة بـ«كورونا» أعلى بـ10 مرات مقارنة بالإصابة بها بعد تلقي اللقاح، وهي تحدث خلال فترة محدودة بعد التطعيم وتنخفض بعد ذلك، كما أكد أنه لم يتم تسجيل أي أعراض جانبية طويلة المدى تتعلق بالتجلط نتيجة اللقاح، حسب المتابعات والدراسات المستمرة.

وقال مدير عام التطعيمات بالشركة المصرية القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات «فاكسيرا»، الدكتور مصطفى محمدي، إن جميع اللقاحات تخضع لاختبارات مكثفة لضمان مأمونيتها وفاعليتها قبل إعطائها للمواطنين.

وأضاف في تصريحات أوردتها وسائل إعلام مصرية، أن لقاح «أسترازينيكا» ما زال يُستخدم على نطاق واسع في مصر والعالم دون توقف، مطمئناً المصريين بأنه لا يوجد دليل على وفيات أو مشكلات صحية خطيرة ناجمة عن اللقاح.

فيما عدّ الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصادات الصحة وعلم انتشار الأوبئة في جامعة مصر الدولية، اعتراف «أسترازينيكا» بوجود آثار جانبية نادرة للقاح «كورونا»، «غير مفاجئ للمجتمع العلمي».

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن هيئات الأدوية العالمية، بما في ذلك هيئة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) ووكالة الأدوية الأوروبية (EMA)، على علم بالآثار الجانبية شديدة الندرة للقاح «أسترازينيكا» بعد مرور عام على بدء تلقي اللقاح، وتم إصدار تحذيرات خاصة للأشخاص المعرضين لخطر الجلطات، خاصة النساء، بعدم الحصول على لقاح «أسترازينيكا»، والتحذيرات نفسها صدرت بالنسبة للقاحات «فايزر» و«جونسون آند جونسون» المضادة لـ«كورونا».

وأضاف أنه بوصفه خبيراً في علم انتشار الأمراض والأوبئة الدوائي، كان مدركاً لاحتمالية حدوث آثار جانبية نادرة جداً مثل الجلطات، نظراً لأن اللقاح تمت الموافقة عليه بشكل طارئ، مشيراً إلى أن التجلط الدموي المناعي الناتج عن نقص الصفيحات (VITT) هو عرض جانبي شديد الندرة للقاح «أسترازينيكا»، ويمكن أن يحدث لشخص واحد كل 3 ملايين، ولم تكن هناك إمكانية لمعرفة هذا العرض الجانبي حتى يتلقى اللقاح هذا العدد الكبير من الأشخاص.

وأكد أن المنظمات الدولية وهيئات الدواء العالمية توافق على الأدوية واللقاحات بناءً على تقييم المخاطر مقابل الفوائد. وفي حالة الجائحة، كانت الفوائد من استخدام اللقاحات تفوق بكثير المخاطر النادرة، ما أكد سلامة استخدام هذه اللقاحات على الرغم من وجود بعض الآثار الجانبية النادرة التي قد تحدث.


أمير الكويت يصل إلى القاهرة والسيسي على رأس مستقبليه

أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح لدى وصوله إلى القاهرة حيث كان في استقباله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (كونا)
أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح لدى وصوله إلى القاهرة حيث كان في استقباله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (كونا)
TT

أمير الكويت يصل إلى القاهرة والسيسي على رأس مستقبليه

أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح لدى وصوله إلى القاهرة حيث كان في استقباله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (كونا)
أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح لدى وصوله إلى القاهرة حيث كان في استقباله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (كونا)

وصل أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح، والوفد الرسمي المرافق له، عصر اليوم (الثلاثاء) إلى العاصمة المصرية القاهرة، في زيارة دولة؛ حيث كان في مقدمة مستقبليه على أرض المطار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

ويرافق أمير الكويت في هذه الزيارة وفد رسمي يضم كلاً من وزير المالية ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار الدكتور أنور علي المضف، ووزير الخارجية عبد الله علي اليحيا، وكبار المسؤولين بالديوان الأميري.

ونقلت «وكالة الأنباء الكويتية» عن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية المستشار أحمد فهمي، قوله، إن زيارة أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد إلى مصر اليوم (الثلاثاء)، ولقاءه الرئيس عبد الفتاح السيسي، يأتيان في إطار «العلاقات التاريخية» الممتدة بين البلدين، وإن الزيارة تمثل «فصلاً جديداً من المستوى المتميز» الذي وصلت إليه مسارات علاقات التعاون الثنائي.

وقال المستشار أحمد فهمي: «إن الزيارة تأتي في ضوء حرص قيادتي البلدين على تعزيز مجمل العلاقات الثنائية بين الشعبين». وأشار إلى أن الترحيب والحفاوة التي توليها مصر لزيارة أمير الكويت يعكسان «اعتزاز مصر الكامل بالروابط الوثيقة والأزلية التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين، والتي تستمد متانتها ورسوخها من علاقاتهما التاريخية، وإيمانهما بوحدة الهدف والمصير».

وأضاف المتحدث أن «الزيارة تعكس حرص مصر والكويت على تنسيق المواقف والرؤى تجاه التطورات والتحديات التي تموج بها المنطقة، وأهمية تكاتف الجهود لتعزيز السلم والأمن الإقليميين في هذه المرحلة الدقيقة».

وتعد هذه الزيارة الأولى لأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد إلى مصر، منذ توليه مقاليد الحكم في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وتأتي بالتزامن مع بداية تولي الرئيس السيسي الولاية الرئاسية الثالثة.

وكان الشيخ مشعل الأحمد قد زار مصر مرتين عندما كان وليّاً للعهد، ممثلاً لأمير البلاد الراحل الشيخ نواف الأحمد: الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 للمشاركة في مؤتمرَي قمة قادة العالم للدورة الـ27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (كوب 27)، والنسخة الثانية من «قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر» بمدينة شرم الشيخ، والثانية في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على رأس وفد دولة الكويت في «قمة القاهرة للسلام».


البرلمان الجزائري يدخل على خط «أزمة القمصان الرياضية» مع المغرب

رئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي (البرلمان)
رئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي (البرلمان)
TT

البرلمان الجزائري يدخل على خط «أزمة القمصان الرياضية» مع المغرب

رئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي (البرلمان)
رئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي (البرلمان)

في حين تترقب الأوساط السياسية والرياضية في الجزائر قرار «محكمة التحكيم الرياضي» فيما بات يعرف بـ«أزمة القمصان» الرياضية التي تجمع ناديي «اتحاد الجزائر» و«نهضة بركان» المغربي، أعلن رئيس البرلمان إبراهيم بوغالي، دعم الهيئة التشريعية لرفض رياضيين من 3 رياضات خوض مواجهات رياضية مع المغرب لأسباب ذات صلة بنزاع الصحراء، الذي يسمم العلاقات بين البلدين المغاربيين.

صورة للاعبي اتحاد الجزائر بعد إلغاء المرحلة الأولى من المواجهة مع نهضة بركان المغربي (الاتحاد)

وقال بوغالي، الذي يرأس «المجلس الشعبي الوطني» (الغرفة البرلمانية الأولى) بمقره اليوم الثلاثاء، إن «الرياضات باتت وسيلة بارزة للتنافس بين الأمم، ولذلك لا بد أن نستشعر الأداء المتميز لفرق النخبة أو الرياضة الفردية، الذي يحمل دلالات سياسية طاغية وأكيدة، لا سيما في المحافل الكبرى»؛ في إشارة ضمناً إلى أحداث رياضية أخذت أبعاداً سياسية وقضائية دولية في الأيام الأخيرة، تمثلت في رفض نادي العاصمة «اتحاد الجزائر» لكرة القدم في 21 من الشهر الماضي، خوض الجولة الأولى من نصف نهائي كأس الاتحاد الأفريقي في ملعبه ضد نادي «نهضة بركان» المغربي، بسبب تمسك الضيف بقمصانه، التي تتضمن خريطة المغرب مدمجة مع الصحراء المتنازع عليها.

صورة الخريطة المغربية على صدر القميص موجودة منذ 3 أعوام (أ.ف.ب)

وفي مباراة العودة، رفض النادي الجزائري اللعب للأسباب ذاتها، ما ترتب عليه خسارة المباراتين بقرار من الاتحاد الأفريقي، الذي عَدّ القمصان «غير مخالفة لقواعده ولوائحه» الخاصة بالرياضة الأكثر شعبية. ونتيجة لذلك لجأت إدارة «اتحاد الجزائر» إلى محكمة التحكيم الدولي بسويسرا، بهدف إلغاء القرار، على أساس أن الاتحاد الأفريقي «أخل بلوائحه وبقوانين الاتحاد الدوالي لكرة القدم، التي تمنع المنتخبات والنوادي من إبراز شعارات سياسية أو دينية أو عرقية».

في المقابل، أكدت السلطات الرياضية في المغرب أن صورة الخريطة المغربية موجودة على صدر القميص منذ 3 أعوام وليست وليدة اليوم، كما أكد الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، في مناسبتين، عبر لجنة الأندية والاستئناف، على أحقية خوض نهضة بركان لمباراته بقميصه المعتمد، الذي جرى الحجز عليه في مطار هواري بومدين، بيد أن السلطات الجزائرية رفضت الاستجابة، مقابل عدم تحمل الاتحاد الجزائري واتحاد العاصمة المسؤولية.

وفي 24 من الشهر نفسه، أعلن الاتحاد العربي لكرة اليد انسحاب المنتخب الجزائري من البطولة العربية السادسة للشباب، المقامة في المغرب، وإلغاء جميع نتائجه في البطولة.

وجاء الانسحاب بعد رفض الجزائريين إجراء مباراة كانت ستجمعهم بنظرائهم المغاربة، بحجة «قضية القمصان». كما أعلن الاتحاد العربي للعبة المنتخب الجزائري منهزماً بـ10 للا شيء.

وضمن تداعيات الحدثين الرياضيين، قررت الجزائر الانسحاب من بطولة أمم أفريقيا للجمباز، المقامة بمراكش بالمغرب من 30 أبريل (نيسان) إلى السابع من مايو (أيار) 2024، علماً بأن المنافسة مؤهلة للألعاب الأولمبية التي ستنظم في باريس الصيف المقبل.

وكان رئيس «المجلس الشعبي الوطني» يتحدث بمناسبة «يوم دراسي حول الدبلوماسية الرياضية». ويعد تدخله في «أزمة القمصان» هو الأول لجهة سياسية رسمية في القضية، علماً بأنه الشخصية الرابعة في الدولة من حيث الترتيب البروتوكولي.

باتت صور قمصان نهضة بركان تتصدر مواقع التواصل الاجتماعي بعد رفض الفريق الجزائري خوض المباراة (أ.ف.ب)

وحرص بوغالي على إظهار «فخرنا واعتزازنا بمواقف رياضيينا في مناسبات عديدة، حيث دافعوا عن سمعة الجزائر، وشرّفوا الألوان الوطنية، وساهموا في كشف وفضح بعض السياسات التي تجانب الحق والعدل». معبراً عن «ارتياحه لهذا الوعي المستنير بأهمية تشريف صورة الجزائر وإظهار مكانتها... وهو وعي طالما تحلّت به نخبتنا الرياضية في كل مواجهاتها، الأمر الذي جعلها أحد أفضل السفراء الذين امتلكتهم الجزائر على الإطلاق». مضيفاً أن هذه المواقف «تُثبت ارتباط النخبة الرياضية بقضايا الأمة، وتتناغم مع مختلف مكونات الشعب الجزائري وتوجهات الدبلوماسية الجزائرية».

وعَدّ بوغالي أن «التفوق في الألعاب الرياضية، واعتلاء صدارة الترتيب، يعكسان شخصية الدولة ومكانتها، ويوحيان بثقل وزنها، مما يرفع رايتها ويُكرس هيبتها بين الأمم». مؤكداً أن «الدولة الجزائرية أولت الرياضة عناية متميزة، من خلال بناء وتشييد العديد من الهياكل القاعدية الضخمة، والتكفل بالرياضيين داخلياً وخارجياً».


«الداخلية المصرية» تنفي وجود «انتهاكات» في سجونها

وزارة الداخلية في مصر (الصفحة الرسمية للداخلية على «فيسبوك»)
وزارة الداخلية في مصر (الصفحة الرسمية للداخلية على «فيسبوك»)
TT

«الداخلية المصرية» تنفي وجود «انتهاكات» في سجونها

وزارة الداخلية في مصر (الصفحة الرسمية للداخلية على «فيسبوك»)
وزارة الداخلية في مصر (الصفحة الرسمية للداخلية على «فيسبوك»)

نفت وزارة الداخلية المصرية «مزاعم للإخوان» تتعلق بـ«انتهاكات» داخل أحد السجون.

وقال بيان صادر عن وزارة الداخلية، (الثلاثاء)، إنه «لا صحة لما تم تداوله بالأبواق الإعلامية لجماعة الإخوان الإرهابية، والعناصر الهاربة التي تدور في فلكها من ادعاءات وأكاذيب مختلقة، حول وجود انتهاكات بسجن القناطر».

وتصنف السلطات المصرية تنظيم «الإخوان» «جماعةً إرهابيةً» منذ 2014. ووفق بيان الداخلية فإن «سجن القناطر تم إلغاؤه ولا يوجد به نزلاء أو نزيلات»، وعدّ ما أُثير حوله بأنه يأتي في إطار «ما دأبت عليه الجماعة الإرهابية والعناصر الموالية لها من ترويج واختلاق الادعاءات الكاذبة لمحاولة إثارة البلبلة بعد أن فقدت مصداقيتها بأوساط الرأي العام».

وسبق أن اتهمت السلطات الأمنية في مصر أكثر من مرة، «تنظيم (الإخوان) الذي تصنفه السلطات المصرية (إرهابياً) بنشر (أكاذيب) تتعلق بالسجون، والسجناء، والأوضاع في البلاد».

ويقبع معظم قيادات «الإخوان» داخل السجون المصرية؛ بسبب اتهامهم بـ«أعمال عنف وقتل» اندلعت عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي عن الحكم في 3 يوليو (تموز) عام 2013 عقب احتجاجات شعبية، وصدرت بحقهم أحكام بـ«الإعدام والسجن (المؤبد) و(المشدد)».

والثلاثاء، أصدرت غرفة المشورة بمحكمة جنايات جنوب القاهرة، قراراً بإدراج تنظيم «الإخوان» على قائمة «الكيانات الإرهابية»، وكذا إدراج 73 من كوادر وعناصر التنظيم على قائمة «الإرهابيين» لمدة 5 سنوات، في ضوء الطلب المقدم بهذا الشأن من النيابة العامة على خلفية إحدى قضايا الإرهاب التي تخص المتهمين.

ونشرت «الوقائع المصرية»، في عدد الثلاثاء، قرار المحكمة، استناداً إلى طلب النيابة المرفقة به التحقيقات في القضية، التي باشرتها نيابة أمن الدولة العليا، والمتضمنة «جرائم الإرهاب المنسوب إلى المتهمين ارتكابها بتحريض واتفاق ومساعدة من قيادة تنظيم الإخوان».


تونس: «الخلاص الوطني» ترفض تقديم مرشّح للانتخابات الرئاسية

عدد من قيادات «جبهة الخلاص» في مسيرة احتجاجية (موقع الجبهة)
عدد من قيادات «جبهة الخلاص» في مسيرة احتجاجية (موقع الجبهة)
TT

تونس: «الخلاص الوطني» ترفض تقديم مرشّح للانتخابات الرئاسية

عدد من قيادات «جبهة الخلاص» في مسيرة احتجاجية (موقع الجبهة)
عدد من قيادات «جبهة الخلاص» في مسيرة احتجاجية (موقع الجبهة)

قالت «جبهة الخلاص الوطني» المعارضة في تونس، اليوم (الثلاثاء)، إنها لن تقدّم مرشّحاً للانتخابات الرئاسية المنتظرة في الخريف المقبل، بسبب ما وصفته بغياب شروط التنافس النزيه. وقال أحمد نجيب الشابي، زعيم الجبهة، في مؤتمر صحافي حضرته «وكالة أنباء العالم العربي»، إن «موقفنا كجبهة هو أننا لن نقدّم مرشّحاً للانتخابات الرئاسيّة؛ لأن شروط التنافس غير موجودة».

أحمد نجيب الشابي زعيم جبهة الخلاص الوطني (إ.ب.أ)

وأضاف الشابي موضحاً: «لن نكون جزءاً من ألعوبة... لن نكون جزءاً من هذه المسرحيّة الانتخابيّة سيئة الإخراج؛ ونحن نحمّل السلطة تبعات الأزمة السياسية التي ستنتج عن النيل من السيادة الشعبية، والاحتكام إلى صندوق اقتراع في ظل تكافؤ الفرص». وتابع الشابي منتقداً شروط الاستحقاق المرتقب: «الانتخابات استحقاق نتمسك به؛ لكن الشروط معدومة، وسنعمل من أجل تحقيقها؛ وإذا تطورت الأمور فسنُعيد النظر». وأضاف متسائلاً: «عن أي انتخابات نتحدّث وكل من هو قادر على الترشّح لمنافسة (الرئيس التونسي الحالي) قيس سعيّد إما في السجن أو على أبواب السجن؟ حالياً يُطبخ في الغرف الخلفيّة للسلطة قانون آخر للانتخابات، وتعديلات جوهرية لتفريغ الساحة أمام المنافس الرسمي»؛ لكنه قال في المقابل إنّ «جبهة الخلاص» ستواصل «الكفاح من أجل تنظيم انتخابات حرة هذا العام»، معتبراً أنّ عدم تنظيم الانتخابات «سيُخرج البلاد عن الشرعيّة، ويؤدّي لتفاقم الأزمة».

وكان سعيّد الذي لم يُعلن ترشّحه حتى الآن، قد أكّد في تصريحات سابقة أنّ الانتخابات الرئاسية ستجري في موعدها، معتبراً أنّه «لا يوجد مبرر لتعديل القانون الانتخابي». وتنتهي هذا العام ولاية سعيّد الذي فاز في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية التي أُجريت في 13 أكتوبر (تشرين الأول) 2019. وعبّر عدد من النشطاء السياسيين عن عزمهم التقدّم للانتخابات الرئاسية، كان أبرزهم منذر الزنايدي، وهو أحد وزراء الرئيس زين العابدين بن علي الذي أطاحت به انتفاضة شعبية في عام 2011.

عبير موسي أعلنت ترشحها للانتخابات الرئاسية رغم وجودها في السجن (موقع الحزب الدستوري الحر)

كما أعلن كل من لطفي المرايحي، أمين عام حزب «الاتحاد الشعبي الجمهوري»؛ وعبير موسي، زعيمة الحزب «الدستوري الحر»؛ والكاتب وعضو البرلمان السابق أحمد الصافي سعيد؛ اعتزامهم الترشّح للانتخابات الرئاسيّة المقبلة.

وتتهم أحزاب المعارضة الرئيس بالانقلاب على الديمقراطية، بعد إقراره إجراءات استثنائية في 25 يوليو (تموز) 2021، أعقبها حلّ البرلمان والحكومة، وتغيير دستور البلاد بعد استفتاء شعبي.


الحكومة المغربية تقرر زيادة 1000 درهم في أجور الموظفين

أخنوش خلال ترؤسه اجتماعاً حكومياً ناقش مطالب النقابات (الشرق الأوسط)
أخنوش خلال ترؤسه اجتماعاً حكومياً ناقش مطالب النقابات (الشرق الأوسط)
TT

الحكومة المغربية تقرر زيادة 1000 درهم في أجور الموظفين

أخنوش خلال ترؤسه اجتماعاً حكومياً ناقش مطالب النقابات (الشرق الأوسط)
أخنوش خلال ترؤسه اجتماعاً حكومياً ناقش مطالب النقابات (الشرق الأوسط)

وقَّعت الحكومة المغربية والنقابات العمالية اتفاقاً اجتماعياً يحسم عدداً من الملفات قُبيل عيد العمال، الذي يحل في الأول من مايو (أيار) المقبل. ووقَّع رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، مساء أمس (الاثنين)، على اتفاق جولة أبريل (نيسان) 2024 مع المركزيات النقابية، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، والكونفيدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية، وذلك تفعيلاً لمخرجات هذه الجولة من الحوار الاجتماعي. ويشكّل هذا الاتفاق، وفقاً لرئاسة الحكومة المغربية، «ثمرة للجهود التي بذلتها كل الأطراف، من خلال ما جرى تقديمه من مقترحات ومقاربات للوصول إلى حلول مقبولة للملفات المطلبية، المطروحة لتحسين أوضاع الأُجَرَاء، والحفاظ على تنافسية المقاولة الوطنية والتزاماتها الاجتماعية، وكذا استكمالاً لتنزيل الالتزامات المتضمَّنة في اتفاق 30 أبريل 2022 الذي أرسى أسس الحوار الاجتماعي».

صورة لمظاهرة سابقة نظَّمها الاتحاد المغربي للشغل وسط العاصمة الرباط (الشرق الأوسط)

ويشمل اتفاق جولة أبريل 2024 زيادة أجور العاملين في القطاع العام بمبلغ ألف درهم شهرياً، وتخفيض الضريبة على الدخل بالنسبة لجميع الموظفين والأُجَراء بأثر شهري يصل إلى 400 درهم بالنسبة إلى الفئات متوسطة الدخل.

كما سيتم زيادة بنسبة 10 في المائة في الحد الأدنى للأجور في القطاع الخاص، مع تفعيل هذه الزيادة على دفعتين: زائد 5 في المائة في يناير (كانون الثاني) 2025، ثم زائد 5 في المائة في فاتح يناير من عام 2026.

أما بالنسبة إلى القطاع العام، فقد تم الاتفاق على زيادة 1000 درهم للموظفين وذلك على مرحلتين؛ إذ ستُصرف الدفعة الأولى (500 درهم) في يوليو (تموز) من هذا العام 2024، والدفعة الثانية متوقَّعة في يناير 2025.

وقال أخنوش في تصريح عقب التوقيع: «وبهذا، ومنذ انطلاق الحوار الاجتماعي يكون عدد المستفيدين، الذين تَحسَّن دخلهم نحو أربعة ملايين ومئتين وخمسين ألفاً، منهم مليون ومئتان وخمسون ألف موظف بالقطاع الحكومي، وثلاثة ملايين أجير بالقطاع الخاص، وهو ما يؤكد التوجه الديمقراطي والاجتماعي لدولتنا».

الميلودي مخارق رئيس الاتحاد المغربي للشغل (الشرق الأوسط)

من جهته، قال الميلودي مخارق، رئيس الاتحاد المغربي للشغل، عقب التوقيع: «فيما يخص الزيادات العامة، استطعنا رفع الحد الأدنى للأجر للوظيفة الحكومية ألف درهم، أي من 3500 إلى 4500 درهم، وهذه الخطوة مهمة بالنسبة إلى الأعوان بالوظيفة الحكومية».

بدوره، رأى النعم ميارة، رئيس الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، أن الرابح الأكبر من توقيع الاتفاق هو المملكة المغربية «سواء تعلق الأمر بالسلم الاجتماعي أو التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي ننشدها جميعاً، والتي سيكون أساسها فتح المجال لفرص شغل جديدة لاستثمارات، تكون جاذبة لفرص الشغل». وقالت الحكومة المغربية في بيان إنه «بالموازاة مع إجراءات رفع الدخل، فإن جولة أبريل 2024، التي تم التوقيع عليها (الاثنين) في الرباط، أتاحت التوافق بشأن المبادئ الأساسية لتنزيل إصلاح أنظمة التقاعد، الذي ستتم مواصلة مناقشته في أفق عرضه على البرلمان خلال الدورة الخريفية لسنة 2024».

النعم ميارة رئيس الاتحاد العام للشغالين بالمغرب (إ.ب.أ)

وأضافت الحكومة أنه «سيُعرض مشروع القانون التنظيمي للإضراب على البرلمان خلال الدورة الربيعية الحالية. كما ستنكبّ الحكومة بالتشاور مع شركائها الاجتماعيين والاقتصاديين على دراسة بعض القوانين المتعلقة بتشريعات العمل».