مساعد البرهان: قواتنا تتقدم على الجزيرة من 10 محاور

دعوة لمؤتمر باريس لضمان محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات في السودان

الفريق ياسر العطا (سونا)
الفريق ياسر العطا (سونا)
TT

مساعد البرهان: قواتنا تتقدم على الجزيرة من 10 محاور

الفريق ياسر العطا (سونا)
الفريق ياسر العطا (سونا)

قال مساعد القائد العام للجيش السوداني، ياسر عبد الرحمن العطا، إن قوات الجيش تتقدم عبر 10 محاور من اتجاهات عدة نحو ولاية الجزيرة (وسط البلاد) التي تسيطر عليها «قوات الدعم السريع» منذ 4 أشهر، كما تتقدم نحو مدن الخرطوم بحري من 3 محاور.

وأضاف، في تسجيل مصور لدى مخاطبته حشداً من قواته ليل الجمعة في مدينة أم درمان، أن كل الطرق في نطاق العاصمة الخرطوم سيتم فتحها خلال الأيام المقبلة. وكانت «قوات الدعم السريع» قد أعلنت تصديها، الخميس، لهجمات شنّها الجيش السوداني من محاور عدة على ولاية الجزيرة، وكبّدتها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد العسكري.

حركة نزوح كبيرة في الفاشر

من جهة ثانية، قالت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، إن «قوات الدعم السريع» والميليشيات المتحالفة معها هاجمت، السبت، بلدات غرب مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وأحرقت منازل المدنيين، بينما تشهد تلك المناطق حركة نزوح كبيرة. ونشر نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي تسجيلات مصورة تظهر آثار حريق لبعض القرى ومعسكر للنازحين غرب الفاشر.

وبحسب البيانات الأولية، تعرضت 5 قرى لهجمات من «قوات الدعم السريع» والمجموعات الموالية لها، وتم تدميرها وحرقها. ولم تورد أي جهة رسمية أو غير رسمية إحصائيات بشأن الضحايا وسط المدنيين. وتتخذ «القوة المشتركة» لحركات الكفاح المسلحة لحماية المدنيين في إقليم دارفور من الفاشر مقراً لها، كما تضم المدينة أكبر حامية للجيش السوداني في غرب البلاد.

نداء إلى اجتماع باريس

من جهة ثانية، وجّهت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، السبت، نداءً لقادة العالم الذين سيجتمعون في باريس، الاثنين المقبل، لتسليط الضوء على السودان بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للنزاع الدموي في البلاد، بشأن ضرورة ضمان محاسبة المسؤولين عن الفظائع المستمرة وانتهاكات القانون الإنساني الدولي في الحرب الدائرة بين القوات المسلحة السودانية و«قوات الدعم السريع».

وأضافت المنظمة، في بيان صحافي، أن كلا الطرفين المتحاربين ارتكب انتهاكات جسيمة تصل في بعض الحالات إلى «جرائم حرب وجرائم فظيعة أخرى»، وحثّت الحكومات المجتمعة في باريس على دعم نشط وعلني لجهود التحقيق في الانتهاكات المستمرة على الأرض.

اتهامات لطرفي النزاع

وقالت المنظمة: «قتلت القوات المسلحة السودانية مدنيين بشكل غير قانوني، ونفذت غارات جوية استهدفت عمداً البنية التحتية المدنية، وعاقت المساعدات الإنسانية بشكل متكرر»، بينما نفذت «قوات الدعم السريع» عمليات قتل واسعة بحق المدنيين، ويبدو أن عدداً من عمليات القتل هذه كانت موجهة عرقياً في غرب دارفور، وعاقت أيضاً المساعدات بأساليب شملت نهب الإمدادات الإنسانية على نطاق واسع.

البرهان (يسار) ومساعده ياسر العطا في أم درمان بعد ان استعاد الجيش بعض مناطقها (موقع الجيش السوداني)

ووفق البيان، استخدمت «الدعم السريع» أسلحة متفجرة ثقيلة في مناطق مكتظة بالسكان، وتورطت في أعمال عنف جنسي وعمليات نهب واسعة.

وقال الباحث السوداني في «هيومن رايتس ووتش»، محمد عثمان: «تسببت الأطراف المتحاربة في السودان بمعاناة هائلة للسودانيين من جميع الفئات»، مضيفاً أنه يجب أن تتغير الاستجابة العالمية للنزاع الدموي في السودان.

استجابة مخيبة للآمال

ودعا عثمان اجتماع باريس إلى التحرك لمعالجة المستويات «المنخفضة المخجلة» لتمويل الأنشطة الإنسانية، بما يشمل المستجيبين المحليين، والالتزام بتدابير ملموسة ضد من يعوق عمداً إيصال المساعدات إلى السكان المحتاجين. وقالت «هيومن رايتس ووتش» إنه على الرغم من حجم المعاناة والانتهاكات التي ارتكبتها الأطراف المتحاربة، فإن الوضع في السودان لم يحظَ إلا باستجابة «مخيبة للآمال» من المجتمع الدولي. وذكر البيان أن نحو 15 ألف شخص قُتلوا، وأدى النزاع إلى نزوح 8.5 مليون شخص داخلياً، ما يجعل السودان يعاني أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم، كما فر نحو 1.67 مليون شخص إلى البلدان المجاورة.

ووفق البيان، قيدت القوات المسلحة السودانية عمداً الإمدادات الغذائية الطارئة، التي يعتمد عليها نحو 25 مليون شخص (نحو نصف السكان) ونهبتها «قوات الدعم السريع»، عاداً ذلك انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي، وهي «أفعال يمكن أن تشكل جرائم حرب».

إعاقة المساعدات الإنسانية

وقالت «هيومن رايتس ووتش» إن السلطات التابعة للقوات المسلحة السودانية فرضت العديد من القيود البيروقراطية التعسفية التي عاقت عمل المنظمات الإنسانية وقدرتها على الوصول إلى المحتاجين، ويشمل ذلك التأخير والرفض وعدم الاستجابة لطلبات الحصول على التأشيرات وتصاريح السفر لموظفي الإغاثة للتنقل بين الولايات.

وفي المقابل، هاجمت «قوات الدعم السريع» والميليشيات المتحالفة معها مراراً إمدادات المساعدات والبنية التحتية الإنسانية، مثل المخزونات في مستودع «برنامج الأغذية العالمي» في مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وأثّر هذا الهجوم على إمدادات كان من الممكن أن تطعم 1.5 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد لشهر كامل، وفقاً للأمم المتحدة. كما اتهمت المجتمعات المحلية في دارفور «قوات الدعم السريع» بنهب الإمدادات الغذائية الموجهة إلى مخيمات النازحين، ومن بينها مواد غذائية للأطفال الذين يعانون سوء التغذية.


مقالات ذات صلة

«حميدتي» يُصدر أوامر مشدّدة لقواته بحماية السودانيين

شمال افريقيا الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) (رويترز)

«حميدتي» يُصدر أوامر مشدّدة لقواته بحماية السودانيين

أصدر قائد «قوات الدعم السريع» في السودان، محمد حمدان دقلو، الشهير بـ(حميدتي)، السبت، أوامر مشدّدة لقواته بحماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
العالم العربي صورة نشرها الموفد الأميركي على «فيسبوك» لجلسة من المفاوضات حول السودان في جنيف

«متحالفون» تدعو الأطراف السودانية لضمان مرور المساعدات

جدّدت مجموعة «متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح والسلام بالسودان» دعوتها الأطراف السودانية إلى ضمان المرور الآمن للمساعدات الإنسانية المنقذة لحياة ملايين المحتاجين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا صورة أرشيفية تُظهر دخاناً يتصاعد فوق الخرطوم مع اشتباك الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» (رويترز)

حرب السودان الكارثية... مشكلة كبرى أمام العالم الصامت

يلقى النزاع في السودان جزءاً ضئيلاً من الاهتمام الذي حظيت به الحرب في غزة وأوكرانيا، ومع ذلك فهو يهدد بأن يكون أكثر فتكاً من أي صراع آخر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيرييلو خلال مؤتمر صحافي في جنيف 12 أغسطس (إ.ب.أ)

المبعوث الأميركي يحذر من تمديد الحرب في السودان إقليمياً

حذر المبعوث الأميركي إلى السودان توم بيرييلو من احتمالات اتساع رقعة الحرب في السودان لتهدد دول الإقليم، وحمّل استمرار الحرب لـ«قوى سياسية سلبية» في السودان.

أحمد يونس (كمبالا)
أفريقيا وزير الصحة السوداني يبحث تنفيذ الاشتراطات الصحية لدخول مصر (الصحة السودانية)

تجاوب سوداني مع اشتراطات مصرية جديدة لدخول البلاد

أعلنت وزارة الصحة السودانية «ترتيبات الخدمات الخاصة بتوفير الاشتراطات الصحية لتصاريح السفر، من بينها توفير لقاحات شلل الأطفال لجميع الأعمار».

أحمد إمبابي (القاهرة )

«حميدتي» يُصدر أوامر مشدّدة لقواته بحماية السودانيين

الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) (رويترز)
الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) (رويترز)
TT

«حميدتي» يُصدر أوامر مشدّدة لقواته بحماية السودانيين

الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) (رويترز)
الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) (رويترز)

أصدر قائد «قوات الدعم السريع» في السودان، محمد حمدان دقلو، الشهير بـ(حميدتي)، السبت، أوامر مشدّدة لقواته بحماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية، التزاماً بالتعهدات التي قطعها وفده في محادثات جنيف في وقت سابق من أغسطس (آب).

وقال في تدوينة على منصة «إكس»: «أصدرت أمراً إدارياً استثنائياً لجميع القوات، بما فيها (قوة حماية المدنيين)، حول عدد من الالتزامات الخاصة بتعزيز حماية المدنيين، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية»، ودعا حميدتي جميع القادة في المستويات كافة للتقيد بالأوامر، وتنفيذ التعليمات وقواعد الاشتباك أثناء القتال، بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني، وكل من يخالف هذه الأوامر يعرّض نفسه للمساءلة القانونية.

وذكر أن هذا الأمر الاستثنائي يأتي تماشياً مع مخرجات محادثات جنيف، ويتَّسق مع الأوامر الإدارية الروتينية التي نصدرها كل 3 أشهر، وتستند تلك الأوامر إلى أحكام قانون «قوات الدعم السريع» لسنة 2017، ووفاءً للتعهدات التي التزمت بها «قوات الدعم السريع» في محادثات جنيف.

أرشيفية تُظهر عناصر من «قوات الدعم السريع» بالعاصمة السودانية الخرطوم (رويترز)

«قوة حماية المدنيين»

وتُتَّهَم «قوات الدعم السريع» بارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين في المناطق التي تقع تحت سيطرتها، بما في ذلك مجازر عديدة في ولاية الجزيرة وسط السودان، لكنها تنفي ذلك. وأعلن حميدتي في أغسطس تشكيل قوة لحماية المدنيين، شرعت فوراً في أداء مهامها في ولايتي الخرطوم والجزيرة.

وتتكون القوة -حسب رئيس وفد «قوات الدعم السريع» للتفاوض في جنيف، عمر حمدان- من 27 عربة قتالية، مدعمة بقوات محترفة للتعامل مع التفلّتات التي تصدر من قواته. والأسبوع الماضي أكّد حميدتي التزامه الكامل بمخرجات محادثات جنيف، التي قاطعها وفد الجيش، وبتعهداته في تلك المحادثات، وعلى رأسها الاستجابة لتسهيل تقديم المساعدات الإنسانية.

ووافق طرفا القتال في السودان، الجيش و«قوات الدعم السريع»، على توفير ممرَّين آمنَين للمساعدات الإنسانية دون عوائق، وحماية المدنيين، وتطوير إطار عمل لضمان الالتزام بـ«إعلان جدة»، للتخفيف من تداعيات الحرب الدائرة بينهما منذ نحو عام ونصف عام.

وتلقّى الوسطاء الدوليون خلال محادثات جنيف التزامات قوية من «قوات الدعم السريع»، بإصدار توجيهات قيادية إلى جميع المقاتلين بالامتناع عن ارتكاب أي انتهاكات ضد المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها القوات.

صناديق تحتوي على مساعدات مخزَّنة في مستودع تديره مفوضية العون الإنساني (رويترز)

قوافل المساعدات

وفي موازاة ذلك استمر دخول قوافل المساعدات الإنسانية عبر معبر «أدري» مع الحدود التشادية، لتوزيعها على المتضررين في إقليم دارفور غرب السودان. وقالت مفوضية اللاجئين، يوم السبت، إن شاحنات تابعة لها نقلت 200 شحنة إغاثة أساسية من تشاد إلى السودان عبر المعبر، بوصفها جزءاً من قافلة مساعدات الأمم المتحدة.

وأوضحت المفوضية الأممية أن «هذه الإمدادات التي تشمل الأغطية البلاستيكية والبطانيات وأدوات المطبخ، ستدعم الأسر المتضررة من النزاع في ولاية غرب دارفور»، ويزور البلاد هذه الأيام وفد رفيع من الأمم المتحدة برئاسة النائبة الخامسة للأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، وكبار المسؤولين من الوكالات الأممية.

من جانبه، جدّد مجلس السيادة السوداني لدى لقائه الوفد الأممي التزامَه بفتح الممرات الآمنة لإيصال المساعدات الإنسانية عبر المعابر التي تم الاتفاق عليها مع الأمم المتحدة والشركاء في محادثات جنيف. وقالت أمينة محمد إن زيارتها للسودان جاءت للوقوف على تطورات الأوضاع، مشيدةً بالخطوة التي اتخذتها حكومة السودان بفتح معبر أدري لمرور المساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين من الحرب. وأكدت المسؤولة الأممية أن المنظمة الدولية ترحب بتعاون الحكومة السودانية من أجل إيصال الغذاء للمحتاجين.

بدوره قال وزير الخارجية السوداني حسين عوض في تصريحات صحافية: «على الرغم من توجّس حكومة السودان من معبر أدري، إلا أن الحكومة تعاونت في فتح هذا المعبر».