الجزائر: 4 أحزاب تطلق تحالفاً لدعم «ولاية ثانية» للرئيس تبون

نشاط حزبي مكثف بعد الإعلان عن تقديم موعد الانتخابات

ترقب حول إعلان الرئيس ترشحه لولاية ثانية (الرئاسة)
ترقب حول إعلان الرئيس ترشحه لولاية ثانية (الرئاسة)
TT

الجزائر: 4 أحزاب تطلق تحالفاً لدعم «ولاية ثانية» للرئيس تبون

ترقب حول إعلان الرئيس ترشحه لولاية ثانية (الرئاسة)
ترقب حول إعلان الرئيس ترشحه لولاية ثانية (الرئاسة)

تجري أربعة أحزاب جزائرية مشاورات لإطلاق «تحالف» داعم لترشح الرئيس عبد المجيد تبون المحتمل لولاية ثانية في انتخابات الرئاسة المقررة في 7 سبتمبر (أيلول) المقبل. ويشبه متتبعون المسعى بـ«التحالف الرئاسي» الذي قام عشية استحقاق 2004، لدعم ترشح الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة لفترة ثانية، قبل أن يعلن رغبته بالتمديد.

وعقد قياديون من أحزاب «جبهة التحرير الوطني»، و«التجمع الوطني الديمقراطي»، و«حركة البناء الوطني»، وجبهة المستقبل، ليل الاثنين - الثلاثاء، اجتماعاً في العاصمة، لـ«تنصيب لجنة لمعالجة حالات الانسداد في بعض المجالس البلدية»، بحسب ما أعلنته هذه الأحزاب، التي تملك مقاعد في الكثير من البلديات، لكن العمل بها معطل نتيجة مشاكل في تسييرها أو بسبب خلافات سياسية بين الأحزاب التي تتشكل منها هذه المجالس، الأمر الذي أثر على إدارة الشؤون المحلية في كثير من مناطق البلاد.

اجتماع قادة الأحزاب الأربعة (حزب جبهة التحرير)

واللافت، أن ما يجمع الأحزاب الأربعة، هو مشاركتهم في الحكومة بمناصب وزارية، وتأييدهم الكبير لسياسات الرئيس عبد المجيد تبون، منذ توليه السلطات في انتخابات نهاية 2019.

وعقد قادة الأحزاب الأربعة أول اجتماع لهم، السبت الماضي، لإعلان عزمهم «معالجة حالات الانسداد في بعض البلديات، ضمن إطار من التنسيق والتعاون بيننا، بما يخدم مصلحة المواطن، ويسهم في تعزيز التنمية المحلية؛ وفق التوجهات الكبرى للسلطات العمومية»، حسبما جاء في بيان مشترك، تضمن أيضاً، دعوة أحزاب أخرى لها تمثيل في البلديات للانضمام إليها. ولا يعرف بالتحديد عدد البلديات التي تعيش الأزمة، من العدد الإجمالي 1541.

وأكثر ما يشد الانتباه في المسعى، أنه جاء بعد أيام قليلة من إعلان رئاسة الجمهورية تقديم انتخابات الرئاسة بثلاثة أشهر، بعدما كانت مقررة نهاية العام. وبرّر تبون ذلك، في مقابلة مع الصحافة العمومية، بـ«أسباب فنية»، وأن الإقبال على صندوق الاقتراع، حسبه، يكون بشكل أكبر، بنهاية الصيف قياساً إلى نهاية العام.

وتعاني البلديات المعنية من مشاكل كبيرة منذ سنوات، لكن الملاحظ أن الأحزاب الأربعة لم تتحرك بغرض القضاء عليها، إلا في فترة الانتخابات، ما أوجد قناعة لدى كثير من المراقبين ووسائل الإعلام بأن اجتماعها مرتبط أساساً بالانتخابات. وقال قيادي من أحد هذه الأحزاب، مفضلاً عدم نشر اسمه: «نريد أن يدرك الرئيس تبون أن لديه قاعدة سياسية بإمكانه الارتكاز عليها، إن أراد ولاية ثانية. وإذا وافق على الدعم الذي نعرضه عليه، فسنشغل مناضلينا وهياكلنا في كل الولايات للغرض». وأكد القيادي ذاته، أن فكرة إسناد تبون سياسياً في «رئاسية» 2024، لم تطرحها عليه الأحزاب الأربعة بشكل صريح، «وفضلنا أن تكون بمثابة رسالة سياسية، وننتظر كيف سيكون رد فعله».

من لقاء لـ«جبهة التحرير» استعداداً لانتخابات الرئاسة (جبهة التحرير)

والمعروف أن تبون لم يعلن رغبته في التمديد، ولما سئل في المقابلة الصحافية إن كان سيقدم على هذه الخطوة، قال: «الوقت لم يحن بعد». أما قيادة الجيش، فقد حسمت موقفها عندما أكدت عبر مجلتها العسكرية الشهرية، أن حصيلة ولايته الأولى «كانت إيجابية»، ودعته إلى مواصلة سياساته المتبعة.

ويحيل مسعى «الأربعة» إلى مشروع مشابه، تم إطلاقه عشية انتخابات 2004 من طرف الأحزاب نفسها تقريباً، سمي «التحالف الرئاسي». وكانت قاطرته يومها «جبهة التحرير»، و«التجمع الوطني»، و«حركة مجتمع السلم» الإسلامية، التي خرجت من عباءتها «حركة البناء». وقام «التحالف» من أجل دعم ترشح الرئيس الراحل بوتفليقة لولاية ثانية، حتى قبل أن يعلن رغبته الاستمرار في الحكم. لكن الفرق بين مبادرتي 2004 و2024، أن رئاسة أركان الجيش في المرة السابقة عارضت بقوة «العهدة الثانية» للرئيس، وفي النهاية تغلب بوتفليقة على قائد الجيش الراحل الفريق محمد العماري، وعزله بعد الانتخابات.


مقالات ذات صلة

الجزائر: نقض أحكام بإعدام 38 شخصاً في «قضية حرائق القبائل»

شمال افريقيا مدانون بالإعدام في قضية الانتماء إلى «ماك» وحرائق القبائل (الشرق الأوسط)

الجزائر: نقض أحكام بإعدام 38 شخصاً في «قضية حرائق القبائل»

قبول طعن بالنقض في قضية أثارت جدلاً كبيراً العام الماضي، تمثلت في إصدار محكمة الجنايات بالعاصمة حكماً بإعدام 38 شخصاً بتهمة «إشعال النار في منطقة القبائل».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
الخليج عبد المجيد تبون خلال استقباله الأمير عبد العزيز بن سعود في القصر الرئاسي بالعاصمة الجزائر (واس)

بتوجيه من ولي العهد السعودي... وزير الداخلية يلتقي الرئيس الجزائري

بتوجيه من الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي، التقى الأمير عبد العزيز بن سعود، وزير الداخلية، الخميس، الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الكاتب الفرنسي - الجزائري بوعلام صنصال (أ.ف.ب)

الكاتب الجزائري - الفرنسي صنصال يستأنف قرار احتجازه

وُضع الكاتب الفرنسي - الجزائري بوعلام صنصال رهن الاعتقال في وحدة احتجاز في أحد مستشفيات الجزائر العاصمة، فيما استأنف فريق الدفاع عنه قرار احتجازه.

«الشرق الأوسط» (باريس)
شمال افريقيا الكاتب الجزائري بوعلام صنصال يتحدث في مؤتمر صحافي خلال الدورة الثانية والستين لمهرجان برلين السينمائي الدولي 9 فبراير 2012 (أ.ب)

الجزائر تواجه دعوات متزايدة للإفراج عن الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال

دعا سياسيون وكتاب وناشطون إلى الإفراج عن الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيس تبون مخاطباً أعضاء اتحاد المزارعين الجزائري (الرئاسة)

الجزائر تعلن «الاقتراب» من التحرر من تبعيتها للمحروقات

أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن تصدير المحروقات «من أجل استيراد غذائنا سياسة خاطئة، وعلينا إنتاج ما نستهلكه».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

تونس: سجن وزير سابق 3 سنوات بـ«تهم فساد»

وزير البيئة الأسبق رياض المؤخر (الشرق الأوسط)
وزير البيئة الأسبق رياض المؤخر (الشرق الأوسط)
TT

تونس: سجن وزير سابق 3 سنوات بـ«تهم فساد»

وزير البيئة الأسبق رياض المؤخر (الشرق الأوسط)
وزير البيئة الأسبق رياض المؤخر (الشرق الأوسط)

قضت الدائرة الجنائية المختصة بالنظر في قضايا الفساد المالي بالمحكمة الابتدائية في تونس العاصمة، الجمعة، بالسجن لمدة ثلاثة أعوام في حق وزير البيئة الأسبق، رياض المؤخر، بحسب ما تداولته صحف محلية ووكالة أنباء تونس الرسمية.

ويتعلق ملف القضية بإحدى الصفقات العمومية، التي أبرمتها وزارة البيئة للتزود بسيارات إدارية لفائدة مصالحها.

كما قضت الدائرة المتعهدة بالسجن لمدة عامين اثنين في حق إطار من الحماية المدنية ملحق بوزارة البيئة.

في سياق ذلك، قضت الدائرة الجنائية المختصة بالنظر في قضايا الفساد المالي بالمحكمة الابتدائية بتونس، الخميس، بالسجن مدة أربعة أعوام في حق مسؤول أمني، وثلاثة أعوام سجناً في حق أربعة أمنيين آخرين؛ وذلك من أجل تهم «تتعلق بتكوين جماعة بغاية الاعتداء على الأملاك، واستغلال موظف عمومي لصفته، من أجل استخلاص فائدة لا وجه لها لنفسه أو لغيره، والإضرار بالإدارة، ومخالفة التراتيب المنطبقة على تلك العمليات لتحقيق الفائدة، وإلحاق الضرر المشار إليهما، والتدليس واستخدامه فيما هو مضر بمصالح الغير، واستخدام ما حصل عليه من أختام تابعة للسلط العمومية، والارتشاء من موظف عمومي».

وتفيد أوراق الملف بأن أعمال رقابة كشفت عن تورط خمسة مسؤولين أمنيين بإحدى الإدارات المركزية في الاستيلاء على أمول خاصة، بمنح وظائف ليلية للأعوان الناشطين في تلك الإدارة، وتحويلها إلى حساباتهم الشخصية.

وكان القطب القضائي المالي قد تعهد بالملف، وقرر إيداع الأمنيين الخمسة السجن، وإحالتهم على أنظار الدائرة الجنائية المختصة بالنظر في قضايا الفساد المالي، التي قررت إبقاءهم بحالة سراح، قبل أن تصدِر في ساعة متأخرة من ليلة الخميس أحكامها بسجنهم بين ثلاثة وأربعة أعوام.