معارضة تونسية ترفع شكوى إلى منظمة الأمم المتحدة

اتهام عضو سابق بـ«حركة النهضة» بغسل وتبييض الأموال

من اجتماع لدعم ملف عبير موسي (موقع الحزب الدستوري الحر)
من اجتماع لدعم ملف عبير موسي (موقع الحزب الدستوري الحر)
TT

معارضة تونسية ترفع شكوى إلى منظمة الأمم المتحدة

من اجتماع لدعم ملف عبير موسي (موقع الحزب الدستوري الحر)
من اجتماع لدعم ملف عبير موسي (موقع الحزب الدستوري الحر)

كشفت هيئة الدفاع عن عبير موسي رئيسة «الحزب الدستوري الحرّ» المعارض، المعتقلة منذ الثالث من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عن التقدم بشكوى رسمية إلى فريق العمل المتخصص في الاحتجاز القسري بمنظمة الأمم المتحدة، وذلك لحشد الدعم الدولي لقضيتها باعتبارها «محتجزة من قبل السلطات التونسية بصفة قسرية».

وفي هذا السياق، كشف المحامي كريم كريفة عضو هيئة الدفاع عنها خلال مؤتمر صحافي عقده بالعاصمة التونسية، عن «توجيه نسخ من الشكوى الدولية إلى المقرّر الخاص لحرية التعبير، والمقرّر الخاص للعنف ضد المرأة، والمقرّر الخاص لاستقلال القضاء والمحاماة».

متظاهرون يرفعون صورة عبير موسي في العاصمة التونسية (أ.ف.ب)

وأضاف «أن هيئة الدفاع ستتوجه أيضاً بإشعار إلى الهيئة العامة للسجون والإصلاح في تونس حول بطاقة الإيداع بالسجن الأولى الصادرة في حق عبير موسي، والمتعلّقة بقضية الضبط الإداري، لأنها أصبحت من دون مفعول، فضلاً عن التوجه إلى عميد المحامين حول هذه الوضعية، باعتبار أن موسي محامية، ومسجلة في جدول المحاماة».

وأكد كريفة «انتهاء المدّة القصوى للإيقاف التحفظي التي حدّدها القانون بستة أشهر». وأشار إلى عدم صدور أي قرار بتمديد الاحتفاظ بها طبق الفصل 85 من القانون التونسي للإجراءات الجزائيّة، وأنها «صارت محتجزة من دون وجه قانوني في ملف الضبط الإداري، ومن دون إذن قضائي نافذ المفعول».

محكمة تونس العاصمة (أرشيف وسائل إعلام تونسية)

وندد

بـ«المماطلة» لأكثر من شهر في إحالة الملف على محكمة التعقيب ما تسبب في «تمطيط الزمن القضائي تعسفياً».

يذكر أن موسي قد اتهمت السلطات التونسية بالتضييق على أنشطتها السياسية، ورفع «قضايا سياسية كيدية» بعد أن أعلنت نيتها الترشح إلى الانتخابات الرئاسية المقررة نهاية السنة الحالية.

وواجهت موسي في بداية التحقيقات ثلاث تهم، وهي: «الاعتداء المقصود منه إثارة الهرج بالتراب التونسي»، و«معالجة معطيات شخصية من دون إذن صاحبها»، و«تعطيل حرية العمل»، قبل أن تعلن جهات أخرى، تقديم شكاوى ضدها من بينها، «هيئة الانتخابات»، ليصل عدد القضايا إلى 8.

في غضون ذلك، تنظر دائرة الاتهام المختصة بقضايا الفساد المالي، في قضية تتعلق بشبهات غسل وتبييض أموال شملت العضو السابق بـ«حركة النهضة» عبد الكريم بن سليمان. ويعود ملف القضية إلى سنة2022 حين وجه القضاء تهمة غسل وتبييض أموال إلى عدد من المتعاملين مع جمعية «نماء تونس».

مظاهرة لأنصار «النهضة» (إ.ب.أ)

وتمت إحالة ثمانية أشخاص على التحقيق، وهم: حسان المدب، وعمر بن خيرية، والقيادي بـ«النهضة» عادل الدعداع، ومحمد كشلاف، وعبد الكريم سليمان، وحمادي الجبالي رئيس الحكومة التونسية السابق، وبقي معاذ ابن الغنوشي، وصهر حمادي الجبالي في حال فرار.

ووجهت إلى المتعاملين مع جمعية «نماء تونس» الخيرية عدة تهم من بينها، «تبييض وغسل الأموال والاشتباه في تمويل أشخاص أو تنظيمات مرتبطة بالإرهاب سواء داخل التراب التونسي أو خارجه».

وكانت وزارة الداخلية التونسية أعلنت عن رصد تدفقات مالية مهمة في حساب الجمعية المذكورة بما لا يتماشى ونشاطها المصرح به، وهذا بناء على تقارير صادرة عن لجنة التحاليل المالية بالبنك المركزي التونسي.


مقالات ذات صلة

تونس: توجيه تهمة «تبديل هيئة الدولة» إلى رئيسة «الحزب الدستوري الحر»

شمال افريقيا رئيسة «الحزب الدستوري الحر» عبير موسي (أرشيفية - الإعلام التونسي)

تونس: توجيه تهمة «تبديل هيئة الدولة» إلى رئيسة «الحزب الدستوري الحر»

هيئة الدفاع عن موسي: «التحقيقات في مرحلة أولى كانت قد انتهت إلى عدم وجود جريمة... وقرار القضاة كان مفاجئاً».

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا مظاهرة نظمها حقوقيون تونسيون ضد التضييق على الحريات (أرشيفية - إ.ب.أ)

20 منظمة حقوقية في تونس تنتقد توقيفات لنشطاء ونقابيين

شملت توقيفات جديدة بتونس نشطاء وصحافيين وعمالاً ونقابيين شاركوا في احتجاجات ضد طرد 28 عاملاً، بينهم نساء، من مصنع للأحذية والجلود لمستثمر أجنبي بمدينة السبيخة.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا مهاجرون عبر الصحراء الكبرى باتجاه أوروبا عبر ليبيا وتونس (رويترز)

السلطات التونسية توقف ناشطاً بارزاً في دعم المهاجرين

إحالة القضية إلى قطب مكافحة الإرهاب «مؤشر خطير لأنها المرة الأولى التي تعْرض فيها السلطات على هذا القطب القضائي جمعيات متخصصة في قضية الهجرة».

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي (أ.ف.ب)

تونس: إحالة ملف الرئيس الأسبق المرزوقي إلى الإرهاب بـ20 تهمة

إحالة ملف الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي إلى القضاء المكلف بالإرهاب، في 20 تهمة جديدة.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا المرشح لرئاسية تونس العياشي زمال (الشرق الأوسط)

أحكام إضافية بسجن مرشح سابق للانتخابات الرئاسية في تونس

مجموع الأحكام الصادرة في حق الزمال «ارتفعت إلى 35 عاماً» وهو يلاحق في 37 قضية منفصلة في كل المحافظات لأسباب مماثلة.

«الشرق الأوسط» (تونس)

الدبيبة يسعى لاستعادة «أكبر مزرعة» ليبية في غينيا

وفد حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة في غينيا (محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار)
وفد حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة في غينيا (محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار)
TT

الدبيبة يسعى لاستعادة «أكبر مزرعة» ليبية في غينيا

وفد حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة في غينيا (محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار)
وفد حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة في غينيا (محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار)

تسعى حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة في ليبيا، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، إلى استعادة ملكية مزرعة موالح كبرى من دولة غينيا، توصف بأنها «الأكبر في غرب أفريقيا».

المزرعة التي تبلغ مساحتها 2150 هكتاراً، وفق بيانات «محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار»، مخصصة لزراعة المانجو والأناناس، وملحق بها مصنع للعصائر وسبع بحيرات. وتعد المزرعة المستهدفة من بين الأصول الليبية، التي تديرها «محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار»، وهي عبارة عن صندوق استثماري ليبي، وتتوزع في أكثر من 430 شركة، و200 عقار في كل من أفريقيا وأوروبا وأميركا الشمالية.

وأجرى وفد رفيع من حكومة «الوحدة»، برئاسة وزير الشباب فتح الله الزني، الذي وصل غينيا مساء (الاثنين)، مباحثات مع مسؤوليها حول كيفية استرجاع المزرعة لليبيا.

وتأتي زيارة وفد الحكومة في طرابلس، عقب جدل وشكوك بشأن انتحال الغيني أمادو لامين سانو صفة «وزير ومستشار خاص لرئيس جمهورية غينيا بيساو»، خلال لقائه مسؤولين في حكومة أسامة حماد، المكلفة من مجلس النواب.

وكانت غينيا قد صادرت المزرعة الليبية عام 2020 بموجب مرسوم رئاسي أصدره الرئيس الغيني السابق، إلا أن المحكمة العليا الغينية قضت مؤخراً بإبطال ذلك المرسوم، ومن ثم إعادتها إلى ليبيا.

وفد حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة إلى غينيا (محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار)

وضم الوفد الذي ترأسه الزني، بصفته مبعوثاً للدبيبة إلى غينيا، أيضاً مصطفى أبو فناس، رئيس مجلس إدارة «محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار»، وعضو مجلس إدارة المحفظة خليفة الشيباني، والمدير العام لـلشركة الليبية للاستثمارات الأفريقية (لايكو)، محمد محجوب.

واستقبل الوفد الليبي وزير الشباب الغيني فرنسواه بوقولا، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين الغينيين. وشارك في اللقاء القائمون بأعمال سفارتي البلدين.

ورأت «محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار» أن هذه الزيارة «خطوة تمثل تطوراً مهماً في سياسة حكومة (الوحدة) لاستعادة وتسوية الملفات العالقة، المتعلقة بالاستثمارات الليبية في القارة الأفريقية، كما تعكس حرص مجلس إدارة (محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار) على استعادة جميع ممتلكات المحفظة».

فيما يرى ليبيون أن الانقسام السياسي الليبي أثر على متابعة الأصول الخارجية المملوكة للبلاد.

وكانت أفريقيا الوسطى قد أقدمت على عرض أحد الفنادق الليبية في مزاد علني، ما أعاد السؤال حول مصير الأصول المجمدة بالخارج، التي تديرها «المؤسسة الليبية للاستثمار»، وكيفية الحفاظ عليها من الضياع.

وسبق أن قضت محكمة في عاصمة أفريقيا الوسطى بانغي ببيع أملاك للدولة الليبية في المزاد العلني، وهي: «فندق فخم»، قدرت قيمته بـ45 مليون يورو، وعمارتان تضمان شققاً بـ80 مليون يورو، بالإضافة إلى قطعة أرض قدرت قيمتها بـ6 ملايين يورو، وخاطبت المحكمة النائب العام ووزير العدل بأفريقيا الوسطى لعقد المزاد العلني. وقالت «الشركة الليبية للاستثمارات الأفريقية» إن الدولة الليبية حصلت على هذه العقارات مقابل قروض منحتها للدولة الأفريقية، بموجب اتفاقية موقعة بين البلدين عام 2007؛ لحماية وتشجيع الاستثمار.

وفي مايو (أيار) 2023 قالت «محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار» إنها نجحت في رفع الحجز عن فندق «ليدجر بلازا بانغي»، وهو من فئة 5 نجوم ومملوك لليبيا في عاصمة أفريقيا الوسطى بانغي.

وتُعنى «لايكو» بإدارة الفنادق والمنتجعات المملوكة للشركة الليبية للاستثمارات الأفريقية، والتي تعمل تحت مظلة «محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار»، والمؤسسة الليبية للاستثمار المعروفة بـ«الصندوق السيادي الليبي». وتضم «لايكو» مجموعة من 11 منشأة، بها أكثر من 2200 غرفة من فئة 4 إلى 5 نجوم، وتطل على المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط.

وسبق أن ناقش النائب بالمجلس الرئاسي عبد الله اللافي مع رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، فوستين تواديرا، خلال لقائهما في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ملف الاستثمارات الليبية وكيفية حمايتها.

عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة (الوحدة)

وكانت الأموال الليبية المجمدة في الخارج تُقدر بقرابة 200 مليار دولار، وهي عبارة عن استثمارات في شركات أجنبية، وأرصدة وودائع وأسهم وسندات، تم تجميدها بقرار من مجلس الأمن الدولي في مارس (آذار) عام 2011، لكن الأرصدة النقدية تناقصت على مدار السنوات الماضية إلى 67 مليار دولار، وفق فائز السراج، رئيس حكومة «الوفاق الوطني» السابقة.