السيسي يبدأ ولايته الجديدة بـ7 مستهدفات على رأسها حماية الأمن القومي

تعهد بتعزيز قدرة الاقتصاد على مواجهة الأزمات

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي يبدأ ولايته الجديدة بـ7 مستهدفات على رأسها حماية الأمن القومي

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (الرئاسة المصرية)

يبدأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ولايته الجديدة، متعهداً بـ«استكمال العمل على 7 محاور رئيسية»، عدَّها «ملامح ومستهدفات المرحلة المقبلة»، وتعهد السيسي بـ«حماية الأمن القومي للبلاد، وتعزيز قدرة الاقتصاد على مواجهة الأزمات». وأمام مجلس النواب (البرلمان) بالعاصمة الإدارية الجديدة (شرق القاهرة)، أدى السيسي، الثلاثاء، اليمين الدستورية رئيساً للبلاد، لفترة ثالثة وأخيرة بموجب الدستور المصري، تمتد حتى 2030.

وقال الرئيس المصري، في خطابه أمام مجلس النواب، عقب أداء اليمين الدستورية، إن «الأولوية لصون وحماية أمن مصر القومي في محيط إقليمي ودولي مضطرب»، متعهداً بـ«مواصلة العمل على تعزيز العلاقات المتوازنة مع جميع الأطراف، في عالم جديد تتشكل ملامحه، وتقوم فيه مصر بدور لا غنى عنه لترسيخ الاستقرار، والأمن، والسلام، والتنمية».

وعلى الصعيد السياسي، تعهد السيسي، في المحور الثاني، بـ«استكمال وتعميق (الحوار الوطني) خلال المرحلة المقبلة، وتنفيذ التوصيات التي يتم التوافق عليها على مختلف الأصعدة، بهدف تعزيز دعائم المشاركة السياسية والديمقراطية».

وقبل نحو عامين، دعا السيسي إلى «حوار وطني» يضم القوى السياسية كافة، باستثناء جماعة «الإخوان» التي تصنِّفها السلطات المصرية «إرهابية». وانطلقت جلسات الحوار في مايو (أيار) العام الماضي، ورفعت توصيات الجولة الأولى للرئيس السيسي.

وبشأن المحور الثالث، ضمن مستهدفات المرحلة المقبلة، أشار السيسي إلى «تبني استراتيجيات تعظم من قدرات وموارد مصر الاقتصادية، وتعزز من صلابة ومرونة الاقتصاد في مواجهة الأزمات»؛ مشيراً إلى أنه سيعمل على «تعزيز دور القطاع الخاص، والتركيز على قطاعات الزراعة، والصناعة، والاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات، والسياحة». كما تعهد السيسي أيضاً بـ«زيادة مساحة الرقعة الزراعية والإنتاجية، للمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي لمصر، وجذب مزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية، لتوفير الملايين من فرص العمل».

وعانت مصر أخيراً أزمة اقتصادية تفاقمت مع تداعيات جائحة «كورونا»، والحرب الروسية- الأوكرانية، ثم الحرب في غزة، ما أدى إلى موجة غلاء تزامنت مع تراجع في قيمة العملة المحلية (الجنيه)، قبل أن تبدأ الأوضاع في التحسن مع الإعلان عن صفقات وتمويلات خارجية، مثل صفقة «رأس الحكمة»، وزيادة قرض صندوق النقد الدولي. (الدولار يساوي نحو 47 جنيهاً في البنوك المصرية).

صورة للرئيس المصري خلال أحد اللقاءات في القاهرة (د.ب.أ)

وأشار الرئيس المصري في خطابه، الثلاثاء، إلى المحور الرابع، وهو عزمه على «تبني إصلاح مؤسسي شامل يهدف إلى ضمان الانضباط المالي وتحقيق الحوكمة السليمة، من خلال ترشيد الإنفاق العام، والتحرك باتجاه مسارات أكثر استدامة للدين العام، وتحويل مصر لمركز إقليمي للنقل وتجارة الترانزيت». وأشار إلى أنه ينوي في هذا الإطار «تعظيم الدور الاقتصادي لقناة السويس».

وركز المحور الخامس على «تعظيم الاستفادة من ثروات مصر البشرية». وأشار السيسي إلى «زيادة جودة التعليم، ومواصلة تفعيل البرامج والـمبادرات الرامية إلى الارتقاء بالصحة العامة للمواطنين».

وأكد السيسي، في المحور السادس، «دعم شبكات الأمان الاجتماعي، وزيادة نسبة الإنفاق على برامج الحماية الاجتماعية، ما سيحقق تحسناً هائلاً في مستوى معيشة المواطنين».

وسابعاً، تعهد الرئيس المصري بـ«الاستمرار في تنفيذ المخطط الاستراتيجي للتنمية العمرانية، واستكمال إنشاء المدن الجديدة من الجيل الرابع، مع تطوير المناطق الكبرى غير المخططة».

كما جدد الرئيس المصري «تعهده باستكمال مسيرة بناء الوطن، وتحقيق تطلعات الأمة في بناء دولة حديثة- ديمقراطية- متقدمة في العلوم والصناعة والعمران والزراعة والآداب والفنون».

وقال: «منذ اليوم الأول الذي لبيتُ فيه نداءكم، سعيت لتحقيق إرادتكم، وتحركنا معاً كرجل واحد لإنقاذ وطننا من براثن التطرف والدمار والانهيار». وأضاف: «أقسمت أن يظل أمن مصر وسلامة شعبها وتحقيق التنمية والتقدم بها، هو خياري الأول، وفوق أي اعتبار»، متعمداً في ذلك «نهج المصارحة والمشاركة».

وتولى السيسي الحكم عام 2014، عقب فترة انتقالية شهدت تظاهرات في 30 يونيو (حزيران) عام 2013، أدت إلى الإطاحة بنظام حكم جماعة «الإخوان».

وأكد السيسي أن «السنوات القليلة الماضية أثبتت أن طريق بناء الأوطان ليس مفروشاً بالورود، وأن تصاريف القدر ما بين محاولات الشر (الإرهاب) بالداخل، والأزمات العالمية المفاجئة بالخارج، والحروب الدوليـة والإقليميـة العاتية من حولنا، تفرض علينا مواجهة تحديات، ربما لم تجتمع بهذا الحجم وهذه الحدة». وقال: «نحن في سباق مع الزمن، فالتقدم المستمر لا يتوقف لينتظر أحداً، وقد قطعنا شوطاً كبيراً في فترة زمنية وجيزة، مواجهين الصعاب والتحديات».

وأشار إلى أن «تشييد وتدعيم أسس الجمهورية الجديدة يشهدان نمواً وتطوراً كل يوم»، متعهداً بأن «يظل مخلصاً في عمله لخدمة مصر والحفاظ عليها».

وبدأت مراسم أداء اليمين الدستورية التي أقيمت بمقر مجلس النواب في العاصمة الإدارية الجديدة، بتلاوة رئيس مجلس النواب المصري (البرلمان)، حنفي جبالي، الرسالة الواردة من الهيئة الوطنية للانتخابات، بإعلان فوز السيسي بفترة رئاسية جديدة. وقال جبالي: «إعمالاً لنص المادة 144 من الدستور، يتفضل الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بأداء اليمين الدستورية». وعقب ذلك، أدى السيسي اليمين الدستورية، ثم أطلقت المدفعية 21 طلقة.

السيسي خلال الإدلاء بصوته في الانتخابات الرئاسية الأخيرة (الرئاسة المصرية)

وكانت الهيئة الوطنية للانتخابات قد أعلنت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فوز السيسي بمنصب رئيس الجمهورية لفترة رئاسية جديدة، بنسبة تصويت 89.6 في المائة، بإجمالي 39 مليوناً و702 ألف صوت. وتبدأ الولاية الرئاسية الجديدة للسيسي بدءاً من 3 أبريل (نيسان) الجاري، وتستمر لمدة 6 سنوات؛ حيث تنص المادة 140 من الدستور المصري على أنه «يُنتخب رئيس الجمهورية لمدة 6 سنوات ميلادية، تبدأ من اليوم التالي لانتهاء مدة سلفه، ولا يجوز أن يتولى الرئاسة لأكثر من مدتين رئاسيتين»، بينما نصت المادة 241 (مكرر) ضمن الأحكام الانتقالية للدستور المصري المعدل عام 2019 على أنه «تنتهي مدة رئيس الجمهورية الحالي بانقضاء 6 سنوات من تاريخ إعلان انتخابه رئيساً للجمهورية في 2018، ويجوز إعادة انتخابه لمرة تالية»، ما سمح للسيسي بولاية ثالثة. وفي كلمته بعد أداء السيسي لليمين، قال جبالي مخاطباً السيسي: «نمر بمرحلة فارقة من عمر الوطن، كثرت فيها التحديات وتعاظمت المسؤوليات، وجاء السباق الرئاسي فاستحضر الشعب المصري مواقفكم القوية، واصطفَّ بشكل غير مسبوق أمام صناديق الاقتراع، مستمسكاً بكم عن معرفة ويقين».

وأضاف جبالي أن «السيسي سعى لتعزيز وترسيخ حقوق الإنسان، وتحقيق العدالة الاجتماعية، ومساندة المرأة والشباب، وركز على إصلاح النظام الاقتصادي، كما استطاع -رغم تصاعد وتيرة الأحداث- أن يحفظ أمن البلاد واستقرارها بعيداً عن طيش المغامرة».

وعقب انتهاء مراسم جلسة أداء اليمين الدستورية، وضع السيسي إكليلاً من الزهور على النصب التذكاري في «ساحة الشعب» بالعاصمة الإدارية، وعزفت الموسيقى العسكرية سلام الشهيد. ورفع السيسي علم مصر على أطول سارية في العالم بـ«ساحة الشعب» بالعاصمة الإدارية؛ إيذاناً بافتتاح المرحلة الأولى من العاصمة الإدارية.

وانطلق مشروع العاصمة الإدارية الجديدة في مارس (آذار) 2015، بهدف تخفيف الضغط عن القاهرة، على مساحة بلغت نحو 700 كيلومتر مربع، أي نحو 170 ألف فدان، ويتم تنفيذ المشروع على 3 مراحل؛ المرحلة الأولى منه على مساحة تقدر بنحو 168 كيلومتراً مربعاً (40 ألف فدان)، ما يعادل نصف مساحة القاهرة تقريباً التي تبلغ نحو 90 ألف فدان.


مقالات ذات صلة

مصريون يتذكرون أعمال «الساحر» محمود عبد العزيز في ذكرى رحيله الثامنة

يوميات الشرق الفنان المصري محمود عبد العزيز (فيسبوك)

مصريون يتذكرون أعمال «الساحر» محمود عبد العزيز في ذكرى رحيله الثامنة

مع حلول الذكرى الثامنة لرحيل الفنان المصري محمود عبد العزيز الشهير بـ«الساحر»، احتفل محبوه على «السوشيال ميديا»، الثلاثاء، بتداول مشاهد من أعماله الفنية.

رشا أحمد (القاهرة )
المشرق العربي مركبة عسكرية إسرائيلية تعمل أثناء مداهمة إسرائيلية في طوباس بالضفة الغربية المحتلة 9 نوفمبر 2024 (رويترز)

مصر تدين تصريحات سموتريتش: إصرار إسرائيلي على تبني سياسة الغطرسة

أدانت مصر بـ«أشد العبارات التصريحات المتطرفة لبتسلئيل سموتريتش الداعية إلى فرض السيادة الإسرائيلية والتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا أحد الأبنية في منطقة وسط القاهرة (هيئة تنشيط السياحة المصرية)

تغييرات مرتقبة في قانون «الإيجار القديم» تُربك مصريين

جدل واسع في مصر عقب حكم المحكمة الدستورية بشأن قانون الإيجار القديم، والذي يدرس البرلمان العمل على تعديله.

محمد عجم (القاهرة)
شمال افريقيا «الدستورية العليا» بمصر قضت ببطلان مادتين في قانون «الإيجار القديم» (صندوق التنمية الحضارية)

«النواب المصري» لتفعيل حكم «الدستورية» بشأن «الإيجار القديم»

يستعد مجلس النواب المصري (البرلمان) لتفعيل حكم المحكمة «الدستورية العليا» بشأن الشقق المؤجرة بموجب قانون «الإيجار القديم».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق الزوجان المؤسّسان للفرقة (الشرق الأوسط)

«حافظ وبستان» تراهن على الأغاني الإنسانية والشعر العباسي

حقّقت فِرَق «الأندرغراوند» انتشاراً كبيراً في مصر خلال العقد الماضي؛ حيث تُقام حفلات مستمرة للفِرق المستقلة بدار الأوبرا والمراكز الثقافية المحلية والأجنبية.

نادية عبد الحليم (القاهرة)

السلطات الليبية تعتقل 90 مهاجراً قبل تهريبهم إلى أوروبا

من عملية ضبط مهاجرين في صبراتة قبل تهريبهم إلى أوروبا (مديرية أمن صبراتة)
من عملية ضبط مهاجرين في صبراتة قبل تهريبهم إلى أوروبا (مديرية أمن صبراتة)
TT

السلطات الليبية تعتقل 90 مهاجراً قبل تهريبهم إلى أوروبا

من عملية ضبط مهاجرين في صبراتة قبل تهريبهم إلى أوروبا (مديرية أمن صبراتة)
من عملية ضبط مهاجرين في صبراتة قبل تهريبهم إلى أوروبا (مديرية أمن صبراتة)

عثرت السلطات الأمنية في مدينة صبراتة الليبية على «وكر» يضم 90 مهاجراً غير نظامي، تديره إحدى عصابات الاتجار في البشر، قبيل تهريبهم عبر البحر المتوسط إلى شواطئ أوروبا.

وتتكرر في ليبيا عملية اعتقال مهاجرين جرى إعدادهم للهرب عبر سواحل ليبيا، من بينها صبراتة (غرب)، كما يجري الكشف عن «تحرير» العشرات من المهاجرين، الذين كانوا مخطوفين في «مخازن وزنازين سرية» تديرها عصابات للاتجار بالبشر.

عملية إنقاذ سابقة لمهاجرين غير نظاميين غرب ليبيا (جهاز مكافحة الهجرة)

غير أن العمليات المتكررة لضبط واعتقال أعداد من المهاجرين غير النظاميين داخل ليبيا، أو توقيفهم وإعادتهم من البحر المتوسط، تطرح أسئلة كثيرة تتعلق بمدى حقيقة الجهود المبذولة للحد من تسرّبهم إلى أوروبا، والأسباب التي تقف وراء استمرار تدفق المهاجرين عبر الحدود الليبية المترامية.

السلطات الأمنية في غرب ليبيا خلال إنقاذ مهاجرين ضلّوا بالصحراء (وزارة الداخلية)

في سياق ذلك، قالت مديرية أمن صبراتة، الثلاثاء، إن «دوريات التحري والقبض» بمديرية الأمن تمكنت من إحباط عملية تهريب لمهاجرين سريين من جنسيات مختلفة «إثر مداهمة الوكر المُعد لتجميعهم قبل الانطلاق بهم إلى شاطئ البحر». وأوضحت المديرية أن القوات ضبطت 90 شخصاً ينتمون إلى دول أفريقية عدة؛ وجرى اتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم».

وأمام كثرة عمليات التهريب، وازدياد نشاط الاتجار بالبشر، عبَّر مكتب الشؤون الأمنية بمديرية أمن صبراتة عن أمله من المواطنين كافة «التعاون التام، والوقوف مع الجهات الضبطية لمحاربة هذه الظاهرة، من خلال تقديم المعلومة عبر الهاتف، أو الحضور الشخصي إلى قسم البحث الجنائي».

وتعاني ليبيا من التأثيرات السلبية لملف الهجرة غير النظامية، وتعمل مع «المنظمة الدولية للهجرة» بشكل موسع على ترحيل آلاف المهاجرين إلى بلدانهم، وفق برنامج «الهجرة الطوعية». وقد رصدت المنظمة، في وقت سابق ترحيل 80 ألف مهاجر غير نظامي، ينتمون إلى 49 دولة أفريقية وآسيوية، من ليبيا إلى دولهم الأصلية منذ عام 2015، بدعم من البرنامج الأممي.

اعتقال مهاجرين في صبراتة قبل تهريبهم إلى أوروبا (مديرية أمن صبراتة)

في شأن آخر، قالت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة إن دورية أمنية تابعة للقاطع الأمني الصحراوي القريات تمكنت من إنقاذ 13 مهاجراً غير نظامي من جنسيات أفريقية مختلفة، مشيرةً إلى أنهم كانوا تائهين في منطقة (الحمادة الحمراء)، بعد أن تقطّعت بهم السبل.

ونوهت الوزارة إلى أنه تم تقديم الرعاية الصحية اللازمة لهم، ونقلهم إلى مقر القاطع الأمني بالقريات، حيث سيتم إحالتهم إلى جهات الاختصاص لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

وسبق أن عثرت السلطات الليبية غير مرة على جثث لعابري الحدود تقطعت بهم السبل في الصحراء، بعد أن ضلوا طريقهم. ويمثل المهاجرون غير النظاميين العدد الأكبر في هؤلاء الضحايا، نظراً لإقدامهم على الهروب إلى ليبيا عبر الصحراء المترامية.