اشتباكات عنيفة في الزاوية وتحركات عسكرية بالعاصمة الليبية

«الرئاسي» يؤكد قرب استئناف العمل بمعبر «رأس جدير»

صور تداولتها وسائل إعلام ليبية لتحركات عسكرية في طرابلس
صور تداولتها وسائل إعلام ليبية لتحركات عسكرية في طرابلس
TT

اشتباكات عنيفة في الزاوية وتحركات عسكرية بالعاصمة الليبية

صور تداولتها وسائل إعلام ليبية لتحركات عسكرية في طرابلس
صور تداولتها وسائل إعلام ليبية لتحركات عسكرية في طرابلس

وسط تحركات عسكرية في العاصمة الليبية طرابلس للميليشيات الموالية لحكومة «الوحدة المؤقتة»، التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، اندلعت اشتباكات مفاجئة في الزاوية، وفي غضون ذلك، أعلن المجلس الرئاسي رسمياً، قرب إعادة فتح معبر «رأس جدير» البري على الحدود التونسية - الليبية، بعد أيام من إغلاقه على خلفية وساطة محلية.

تعزيزات أمنية في مدينة الزاوية (إ.ب.أ)

ووقعت اليوم (السبت)، اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلحة متنافسة، وسط الأحياء السكنية بمدينة الزاوية، الواقعة على مسافة نحو 50 كيلومتراً غرب العاصمة طرابلس، لكنها سرعان ما توقفت من «دون أي تقارير عن سقوط ضحايا». ودارت الاشتباكات التي تردد أنها اندلعت بين عائلتي «الجموم» و«شيوة»، بسبب «خلاف على صفقة تهريب للنفط» قرب ميـدان الزاوية وشارع الضمان وجزيرة هويسة بمدينة الزاوية، التي تضم مصفاة الزاوية، ثاني أكبر مصفاة لتكرير النفط في ليبيا، وتصل قدرتها الإنتاجية إلى 120 ألف برميل في اليوم الواحد.

ونفى مصدر أمني بوزارة الداخلية، التابعة لحكومة الوحدة، وجود أي نية لافتعال حرب بين الميليشيات المسلحة المحسوبة على الحكومة على خلفية التحركات العسكرية المكثفة التي شهدتها طرابلس، مساء الجمعة، وحتى صباح السبت. ورصد شهود عيان وتقارير محلية، تحركات لأرتال مسلحة تابعة لميليشيات «166» من منطقة الفلاح، وأخرى من منطقة أبو سليم تابعة للإدارة العامة لمكافحة الإرهاب، وأخرى تابعة لجهاز الأمن العام فرع الجفارة، إلى طريق المطار في طرابلس.

وبينما لم يصدر أي بيان رسمي تعليقاً من الحكومة، نقلت وسائل إعلام محلية عن المصدر الأمني نفسه، أن الأرتال العسكرية التي تتجول في جنوب المدينة «مجرد استعراض عسكري لإثبات الوجود، وتتحرك تحت إمرة الدبيبة»، بوصفه أيضاً وزير الدفاع في الحكومة التي يترأسها.

وتحدثت وسائل إعلام محلية عن خروج أرتال مسلحة من عدة مقرات وسط طرابلس، في اتجاه طريق المطار، وتحرك قوات أخرى من مصراتة نحو طرابلس، بينما أعلن «اللواء 444 قتال»، التابع لحكومة الوحدة حالة الطوارئ ونشر قواته داخل العاصمة.

ورفض المتحدث باسم حكومة الوحدة، محمد حمودة، أو الناطق باسم وزارة الداخلية، التعقيب على هذا الانتشار المفاجئ لعناصر بعض الميليشيات المسلحة داخل طرابلس، بما في ذلك توجه رتل مسلح تابع لميليشيا «الكتيبة 55 مشاة» إلى مناطق جنوب العاصمة طرابلس. كما لم يصدر أي بيان رسمي بالخصوص من المجلس الرئاسي الذي يترأسه محمد المنفي، ويعدّ نظرياً القائد الأعلى للجيش الليبي.

إلى ذلك، أعلن بيان للمجلس الرئاسي، عقب تفقد نائباه موسى الكوني وعبد الله اللافي، مساء الجمعة، بصفتهما القائد الأعلى للجيش، عمليات بسط الأمن ودعم الأجهزة الأمنية بمنفذ «رأس جدير»، قرب استئناف العمل به خلال الأيام المقبلة.

الكوني واللافي خلال تفقد معبر «رأس جدير» (المجلس الرئاسي)

ونقل البيان عن أعيان مدينة زوارة ومكوناتها المدنية والعسكرية، إشادتهم خلال اجتماعهم مع الكوني واللافي بموقف المجلس الرئاسي في احتواء الوضع بالمنفذ، وتكليف رئاسة الأركان والوحدات التابعة له، ببسط الأمن بالمنفذ بحضور عمداء بلديات كاباو، وجادو، ووازن، والقلعة، ونالوت، ويفرن. كما أشاد الكوني واللافي بمنتسبي الجيش الليبي لتلبيتهم نداء الوطن في تأمين المنفذ، وبحكماء مدينة زوارة وأعيانها في تعاونهم مع رئاسة الأركان، بتكليفها مجموعة عمليات بسط الأمن، ودعم الأجهزة الأمنية بالمنفذ. وأكدا حرص المجلس الرئاسي على تحقيق الاستقرار، ومنع الاحتراب بين الليبيين تحت أي ظرف كان.

كما بحث الكوني واللافي مع الضباط المكلفين بالوحدات العسكرية في المنفذ، الخطوات المتخذة لتأمين المنفذ، تمهيداً لاستئناف العمل به خلال الأيام المقبلة.

وزير النفط والغاز في حكومة الوحدة محمد عون (الشرق الأوسط)

إلى ذلك، استنكر 53 عضواً من أعضاء المجلس الأعلى للدولة طريقة إيقاف وزير النفط والغاز في حكومة الوحدة محمد عون عن العمل من دون ذكر أسباب الإيقاف، وأكدوا أن «إجراءات الإيقاف توضح أن الإبعاد متعمد للوزير، بسبب معارضته للصفقات والاتفاقيات المشبوهة»، حسب قولهم. وطالبوا بـ«ضرورة إعادة الوزير لمهام عمله فوراً، وسحب قرار الإيقاف من قبل هيئة الرقابة الإدارية».


مقالات ذات صلة

البعثة الأممية تطالب اللجنة الاستشارية بـ«مقترحات عملية» لحل الأزمة الليبية

شمال افريقيا صورة وزعتها بعثة الأمم المتحدة في ليبيا للاجتماع الأول للجنة الاستشارية بطرابلس

البعثة الأممية تطالب اللجنة الاستشارية بـ«مقترحات عملية» لحل الأزمة الليبية

لم تحدد خوري، القائمة بأعمال البعثة الأممية، مدة زمنية لعمل اللجنة الاستشارية، لكنها أوضحت أنها تتطلع إلى العمل معها بشكل وثيق خلال الأسابيع المقبلة.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا قبيل ترحيل مهاجرين غير نظاميين من بنغازي إلى المنطقة الغربية ثم إلى بلدهم (جهاز مكافحة الهجرة)

«حفر الموت» في ليبيا... شواهد جديدة على «تصفية المهاجرين»

يستيقظ الليبيون على مدار 3 أيام متتالية على أنباء الكشف عن «حفر جديدة للموت»، تُستخرج منها جثث لعشرات المهاجرين الذين «تمت تصفيتهم» على ما يبدو، بدماء باردة.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من زيارة الوفد العسكري الأميركي إلى ليبيا (السفارة الأميركية)

«الوحدة» توجه بالتحقيق في تقرير أممي حول «انتهاكات جسيمة بسجون ليبيا»

كلفت حكومة الوحدة «المؤقتة» في ليبيا، وكيل وزارة العدل، علي الشتيوي، بالتحقيق بما ورد في تقرير فريق الخبراء المعني بليبيا.

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا وزير العدل الإيطالي يرد على أسئلة البرلمانيين حول قضية إعادة أسامة نجيم إلى ليبيا (أ.ف.ب)

ليبيون يتوقّعون خضوع قادة الميليشيات المسلحة في ليبيا لعقوبات دولية

يتوقَّع سياسيون ليبيون أن تطال «العقوبات الدولية» قادة الميليشيات المسلحة في البلاد، وذلك بعدما رصد تقرير أممي، أخيراً، تصاعد نفوذها.

جاكلين زاهر (القاهرة )
شمال افريقيا خلال توقيع مذكرة اتفاق بين التكتلات الحزبية السياسية الليبية (رابطة الأحزاب)

مشاورات حزبية للبحث عن حل للأزمة السياسية الليبية

يتحدث رئيس «الحراك الوطني للأحزاب الليبية»، عمار الديب، عن تشاور بين كيانات حزبية بشأن تفاصيل «مبادرة سياسية» يعتقد أنها «بديل لمبادرة أممية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

البعثة الأممية تطالب اللجنة الاستشارية بـ«مقترحات عملية» لحل الأزمة الليبية

صورة وزعتها بعثة الأمم المتحدة في ليبيا للاجتماع الأول للجنة الاستشارية بطرابلس
صورة وزعتها بعثة الأمم المتحدة في ليبيا للاجتماع الأول للجنة الاستشارية بطرابلس
TT

البعثة الأممية تطالب اللجنة الاستشارية بـ«مقترحات عملية» لحل الأزمة الليبية

صورة وزعتها بعثة الأمم المتحدة في ليبيا للاجتماع الأول للجنة الاستشارية بطرابلس
صورة وزعتها بعثة الأمم المتحدة في ليبيا للاجتماع الأول للجنة الاستشارية بطرابلس

عدَّت ستيفاني خوري، القائمة بأعمال بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، أن هدف «اللجنة الاستشارية» التي شكلتها، وعقدت، الأحد، اجتماعها الافتتاحي في مقر البعثة بطرابلس، هو «الخروج بخيارات عملية تساعد في تيسير حل القضايا السياسية الخلافية العالقة الخاصة بالانتخابات، ودعم المؤسسات في إجراء انتخابات».

ولم تحدد خوري، مدة زمنية لعمل هذه اللجنة، لكنها أوضحت أنها تتطلع إلى العمل معها بشكل وثيق خلال الأسابيع المقبلة، ولفتت إلى ما وصفته بـ«الدور الرئيسي للجنة، كجزء من العملية السياسية الشاملة، بملكية وقيادة ليبية التي وضعت لكسر الجمود السياسي الحالي». وأوضحت مجدداً أن اللجنة «ليست هيئة لاتخاذ القرارات، بل ستقوم بإعداد مقترحات سليمة تقنياً، وقابلة للتطبيق سياسياً، لمعالجة القضايا الخلافية في الإطار الانتخابي».

وقالت إن اللجنة ستكون محددة المدة، وسيتم تقديم نتائجها إلى البعثة استعداداً للمراحل اللاحقة من العملية السياسية، «لدعم المؤسسات وصناع القرار الليبيين في تسهيل إجراء الانتخابات الوطنية».

وتوقعت خوري أن تكون نتائج مداولات اللجنة «مفيدة للمراحل اللاحقة من العملية السياسية، وأن تدعم صنّاع القرار والمؤسسات الليبية لتجاوز الانسداد السياسي الحالي». وأضافت: «كما يوحي اسمها، فإن اللجنة الاستشارية ليست هيئة لاتخاذ القرارات، ولا تحل محل أي من المؤسسات القائمة. وهدفنا أن تنهي اللجنة عملها في أقصر وقت ممكن».

وعبّرت عن أملها في أن تحقق هذه اللجنة «من خلال خبرات وكفاءة أعضائها الهدف المرجو منها، وأن تكون منصة مثمرة لمناقشات بنّاءة واقتراح خيارات عملية وقابلة للتنفيذ سياسياً تمهد الطريق لإجراء انتخابات وطنية».

وشددت على «أنّ القضايا ليست معقدة فحسب، بل إنها أيضاً عرضة للاستغلال السياسي في سياق شديد الاستقطاب مثل واقع ليبيا اليوم»، مشيرة إلى أن «مسؤوليتنا الجماعية هي الحفاظ على نزاهة هذه اللجنة من خلال التركيز على المهمة الموكلة إليها، ووضع المصلحة الوطنية أولاً، والارتقاء فوق المصالح الحزبية».

وبعدما خلصت إلى «أن الليبيين يطالبون بانتخابات وطنية ويعبرون عن الحاجة إلى مؤسسات موحدة»، حذرت من أن «الهياكل الانتقالية في ليبيا تنهار تحت وطأة الاستقطاب السياسي والافتقار إلى مشروع واضح لنظام حكم دائم، وأن الشرعية الديمقراطية التي اكتُسبت بعد الثورة تتلاشى بشكل سريع».

وخاطبت اللجنة قائلة: «علينا أن نفكر بصدق وصراحة في الأسباب التي حالت دون نجاح الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ديسمبر (كانون الأول) 2021، وذلك للمساعدة في تذليل العقبات التي تمنع إجراء الانتخابات اليوم».

وحثتهم على «التركيز بشكل حقيقي على المعالجة الشاملة للعقبات التي تحول دون وصول البلاد إلى الانتخابات البرلمانية والرئاسية».

صورة وزعها سفير روسيا لدى ليبيا «يسار» لاجتماعه مع الباعور المكلف بـ«خارجية» حكومة «الوحدة»

بدوره، قال سفير روسيا لدى ليبيا، أيدار أغانين، إنه بحث، الأحد، مع المكلف بتسيير وزارة الخارجية بحكومة «الوحدة الوطنية»، طاهر الباعور، بعض القضايا ذات الاهتمام المشترك في العلاقات الثنائية والتعاون في المحافل الدولية.

في شأن مختلف دافعت «المؤسسة الليبية للاستثمار»، التابعة لحكومة «الوحدة» المؤقتة، عن عملها فى مواجهة تقرير فريق الخبـراء التابع لمجلس الأمن الدولي، وعدَّته «يتضمن معلومات غير دقيقة وأخطاء جوهرية».

ورغم تحفظها على بعض الفقرات الخاصة بها، عدَّت المؤسسة في بيان لها مساء السبت، أن التقرير «لم يحمل أي اتّهامات»، ورأت أن توصيته «بالسماح لها بإعادة استثمار أصولها مع بقائها مجمدة، تعكس ثقة مجلس الأمن الدولي في تطبيق قواعد الحوكمة ومعايير الشفافية في إدارة أصولها، وأنها قادرة على تطبيق وممارسة أفضل المعايير الدولية».

كما عدَّت توصيات تقرير فريق الخبـراء التي اعتمدها مجلس الأمن، «إنجازاً غيـر مسبوق للمؤسسة، وفي إطار مصلحة الشعب الليبي»، مشيرة إلى أنها ستتمكن ولأول مرة منذ عام 2011 «من التوظيف الأمثل لأصولها مع بقائها مجمدة، ما سينعكس على حماية الأصول وتعظيم قيمتها السوقية».

في غضون ذلك، شهدت مدينة زليتن، الوقعة على بُعد 160 كيلومتراً شرق العاصمة طرابلس، هجوماً على مقر البحث الجنائي، وأكدت وسائل إعلام محلية اندلاع اشتباكات مفاجئة بين مجموعتي «الردع» و«قوة مصراتة المشتركة» التابعتين لحكومة «الوحدة» في المدينة، على خليفة اعتقال عناصر من «قوة الردع»، ما أدى الى إغلاق للطريق الساحلي في محيط المقر.

وعقب تداول صور لاعتقال ميليشيات «القوة المشتركة» لعناصر من «جهاز الردع»، داخل مقر البحث الجنائي في مدينة زليتن، رصد شهود عيان خروج أرتال عسكرية لـ«قوة الردع» باتجاه المدينة.

وطلب محمد أقدارة، رئيس البحث الجنائي في زليتن، من آمر قوة العمليات المشتركة، اعتقال عنصر من «جهاز الردع»، بتهمة سرقة محل هواتف جوالة داخل مدينة زليتن، بقيمة نصف مليون دينار ليبي، بينما التزمت «حكومة الوحدة» الصمت حيال هذه التطورات.

لكن مديرية أمن زليتن، قالت إن الوضع الأمني جيد بالمدينة، وإنها تعمل بجميع أقسامها ومراكزها بشكل اعتيادي، وعدَّت في بيان مقتضب، أنه «لا داعي لإثارة الفتنة وتأجيج الرأي العام».