الخارجية السودانية تتهم «الدعم السريع» باحتجاز مساعدات كانت في طريقها للفاشر

اتهمت وزارة الخارجية السودانية «قوات الدعم السريع»، اليوم الجمعة، باحتجاز عدد من شاحنات المساعدات الإنسانية كانت في طريقها إلى مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

وقالت الخارجية، في بيان، إن «قوات الدعم السريع» احتجزت عدداً من شاحنات المساعدات الإنسانية من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) كانت في طريقها للفاشر للمساهمة في احتواء الأزمة الغذائية والصحية في معسكرات النازحين.

وأشار البيان إلى أن «قوات الدعم السريع» «شرعت في الوقت نفسه في تنفيذ تهديداتها المعلنة بمنع وصول قوافل المساعدات الإنسانية عبر مسار الدبة - مليط - الفاشر»، وشرعت في قطع الطريق على القوافل والاستيلاء على المساعدات.

كان حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي قد أعلن، يوم الأربعاء الماضي، عبر حسابه على منصة «إكس»، أن حكومة إقليم دارفور اجتمعت مع المنظمات الأممية والمحلية التي تعمل في السودان، وأن الجانبين اتفقا على العمل «لتقديم ما نستطيع من التسهيلات بغرض إسراع انسياب الاحتياجات الإنسانية لسكان الإقليم».

وأشار مناوي إلى اعتماد مسارات جديدة من المدينة الواقعة على ساحل البحر الأحمر لإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الصراع في دارفور، مشيراً إلى أن هذه المسارات تمر عبر مدينة الدبة بالولاية الشمالية ومنها إلى الفاشر بشمال دارفور، على أن يتم ترتيب مسارات إضافية بالتنسيق مع المنظمات والولاة المكلفين.

لكن «قوات الدعم السريع» رفضت الاتفاق الذي أعلنه حاكم دارفور، وشددت في بيان على «تمسكها بالعرف المتبع في حالة الحرب، وهو أن يتم نقل وتوصيل المساعدات الإنسانية بالاتفاق بين أطراف الحرب أو الاتفاق بين المنظمات والأطراف الراغبة في تقديم الإغاثة والطرف المسيطر على المناطق التي تنوي الأطراف إيصال الإغاثة إليها».

وذكر البيان: «بناء على ذلك، وتمسكاً بحقنا المشروع في اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة والضرورية للدفاع عن النفس، فإننا لن نسمح بأن يتم اتخاذ المساعدات الإنسانية لإمداد كتائب النظام السابق بالسلاح والذخائر خدمة لأجندتهم الحربية أو مخططاتهم العسكرية».

واتهم بيان وزارة الخارجية السودانية «قوات الدعم السريع» بتصعيد هجماتها على القرى في ولايات الجزيرة، وشمال وجنوب كردفان، وقال إنها هاجمت في ولاية الجزيرة وحدها 28 قرية خلال الأسبوعين الماضيين وقتلت 43 من المدنيين، «ونهبت ممتلكات مواطني هذه القرى ومحصولاتهم الغذائية، وحولت أعداداً كبيرة منهم لنازحين ومشردين».

واندلع القتال بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) 2023، بعد توتر على مدى أسابيع بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً.