7 أحزاب جزائرية تبحث تقديم «مرشح توافقي» لانتخابات الرئاسة

بعد الجدل الذي أحدثه قرار تبون بتقديم موعد الاستحقاق

TT

7 أحزاب جزائرية تبحث تقديم «مرشح توافقي» لانتخابات الرئاسة

مشهد من العاصمة الجزائرية (مواقع التواصل)
مشهد من العاصمة الجزائرية (مواقع التواصل)

أطلقت سبعة أحزاب جزائرية معارضة، استشارة في أوساط أعضائها، لاختيار «مرشح توافقي» يمثلها في انتخابات الرئاسة المقررة في 7 سبتمبر (أيلول) المقبل.

وكان الرئيس عبد المجيد تبون أعلن الخميس الماضي، تقديم الاستحقاق بثلاثة أشهر، من دون شرح الأسباب، الأمر الذي أثار حيرة كبيرة في الساحة السياسية والإعلام.

ويقود مجموعة الأحزاب السبعة، الوزير السابق بلقاسم ساحلي رئيس «التحالف الوطني الجمهوري»، الذي أكد في حسابه بالإعلام الاجتماعي، أن المجموعة عقدت، الأحد، اجتماعها الثالث منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، و«بحثت في التطورات الأخيرة ذات الصلة بالانتخابات الرئاسية المبكرة، وصادق المشاركون على الصيغة النهائية للأرضية السياسية للتكتل، والتي تضم تشخيصاً للوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد، مع طرح مقاربة متعددة الأبعاد، لإعادة الاعتبار للفعل السياسي، وتجاوز حالة الجمود الحزبي والغلق الإعلامي، وترقية الحوار الوطني، وترسيخ الاستقرار، وتفعيل الإصلاحات في مختلف المجالات».

تبون قرر تقديم موعد الانتخابات خلال اجتماع بكبار المسؤولين (الرئاسة)

وأوضح ساحلي، أنه سيتم الإعلان عن «التكتل السياسي» الذي يجمع الأحزاب «في الأيام المقبلة مع ضبط موقف موحد، وتقديم مرشح توافقي للانتخابات الرئاسية المسبقة».

وسيكون ساحلي (52 سنة)، على الأرجح، هو «الفارس» الذي ستدخل به المجموعة سباق الانتخابات. فصفته السابقة حيث إنه وزير، وحضوره اللافت في وسائل والإعلام، وحرصه على إبداء الموقف والتفاعل مع الأحداث باستمرار، عناصر تجعل منه مؤهلاً أكثر من غيره، من قادة «مجموعة السبعة»، ليكون مرشحاً لـ«الرئاسة».

ويتكون هذا الفريق من أحزاب: «التجديد والتنمية»، و«جبهة النضال الوطني»، و«حركة الوفاق الوطني»، و«الجبهة الديمقراطية الحرة»، إلى جانب «التحالف الجمهوري». وقد بدأت اجتماعاتها منذ ثلاث أشهر... ولم يذكر ساحلي من هما الحزبان الآخران اللذان انضما للأحزاب الخمسة، لاحقاً. وفيما يعاب على كل حزب، «ظهوره عشية كل استحقاق، واختفاؤه من المشهد السياسي بمجرد انتهائه»، يدافع المعنيون عن أنفسهم ضد «التهمة»، بالتأكيد على أنهم «كانوا دائماً ضحايا التعتيم الإعلامي».

بلقاسم ساحلي (يمين) الأوفر حظاً لتمثيل الأحزاب السبعة في الاستحقاق الرئاسي (الشرق الأوسط)

وكان تبون جمع، الخميس الماضي، كبار المسؤولين المدنيين ومعهم قائد الجيش، وأعلن تقديم موعد انتخابات الرئاسة إلى سبتمبر بعدما كانت مقررة في ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

ولم يذكر الرئيس الأسباب، بينما قالت وكالة الأنباء الرسمية، في مقال بدا أنه من وحي الرئاسة، إن الداعي إلى تقديم الموعد مرتبط بـ«تهديدات خارجية حقيقية وملموسة، ما يجعل من تقليص الولاية الأولى (للرئيس) ضرورة تكتيكية». وتحدثت الوكالة عن «استباق اضطرابات مبرمجة»، وأن «الرهان الدولي يسبق الرهان الوطني. وعليه، يتعين على الجزائر أن تعزز وحدتها وانسجامها الداخليين، برئيس وجيش ومؤسسات بجاهزية لمواجهة الأزمات الخارجية، والتي هي بالفعل على أبوابنا مستهدفة سيادتنا وأمننا».

غير أن كثيراً من المحللين، لم يفهموا بالضبط الصلة بين الاضطرابات التي تجري في جوار الجزائر (تصفها الوكالة بالتهديدات الخارجية)، خصوصاً في مالي والنيجر وليبيا، وتقديم تاريخ الانتخابات بثلاثة أشهر.

قادة أحزاب يبحثون مرشحاً واحداً يمثلهم في الانتخابات (الشرق الأوسط)

وأكدت الوكالة، أن اهتمام تبون، في الوقت الحالي، «منصب بشكل تام على استكمال عهده مع الجزائريين»، وفهم من ذلك أنه مُقبل على طلب التمديد من الناخبين.

وانتقد ساحلي قرار تغيير تاريخ موعد الانتخابات، داعياً إلى «اتباع أقصى درجات الشفافية الممكنة، من أجل شرح وتوضيح مبرّرات ودوافع هذا القرار للرأي العام الوطني، لا سيما عبر توجيه خطاب للأمّة من طرف السيد رئيس الجمهورية، تفادياً لتعريض المواطنين إلى التأويلات المغلوطة من هنا أو هناك، أو الدفع بهم إلى استقاء المعلومات ذات الصلة من مصادر غير موثوقة أو مشبوهة، لا سيما من خارج الوطن».


مقالات ذات صلة

الجزائر: تبون يهاجم فترة حكم بوتفليقة في ملف «محاسبة المسيرين النزهاء»

شمال افريقيا تبون يلقي خطاباً أمام القضاة (الرئاسة)

الجزائر: تبون يهاجم فترة حكم بوتفليقة في ملف «محاسبة المسيرين النزهاء»

تبون: «مؤسسات الجمهورية قوية بالنساء والرجال المخلصين النزهاء، ومنهم أنتم السادة القضاة… فلكم مني أفضل تحية».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا من لقاء سابق بين الرئيسين الفرنسي والجزائري (الرئاسة الفرنسية)

لائحة الخلافات بين الجزائر وفرنسا في اتساع متزايد

يقول صنصال إن «أجزاء كبيرة من غرب الجزائر تعود إلى المغرب»، وإن قادة الاستعمار الفرنسي «كانوا سبباً في اقتطاعها، مرتكبين بذلك حماقة».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الروائي المعتقل بوعلام صنصال (أ.ف.ب)

كاتب جزائري شهير يواجه السجن بسبب «تحقير الوطن»

يواجه الكاتب الجزائري - الفرنسي الشهير بوعلام صنصال، عقوبة سجن تتراوح بين 12 شهراً و5 سنوات، بسبب تصريحات مستفزة بالنسبة للسلطات، أطلقها في فرنسا.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الروائي المثير للجدل كمال داود (حسابه بالإعلام الاجتماعي)

«قضية الروائي داود» تأخذ أبعاداً سياسية وقضائية في الجزائر

عقوبة سجن بين 3 و5 سنوات مع التنفيذ ضد «كل من يستعمل، من خلال تصريحاته أو كتاباته أو أي عمل آخر، جراح المأساة الوطنية، أو يعتدّ بها للمساس بمؤسسات الجمهورية».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيس تبون مع قائد الجيش (وزارة الدفاع)

الجزائر: شنقريحة يطلق تحذيرات بـ«التصدي للأعمال العدائية»

أطلق قائد الجيش الجزائري الفريق أول سعيد شنقريحة، تحذيرات شديدة اللهجة، في أول ظهور إعلامي له.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

البرهان يسمح للمنظمات الإغاثية باستخدام 3 مطارات لتخزين مواد الإغاثة

قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان يؤدي التحية العسكرية خلال فعالية في بورتسودان 25 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان يؤدي التحية العسكرية خلال فعالية في بورتسودان 25 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

البرهان يسمح للمنظمات الإغاثية باستخدام 3 مطارات لتخزين مواد الإغاثة

قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان يؤدي التحية العسكرية خلال فعالية في بورتسودان 25 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان يؤدي التحية العسكرية خلال فعالية في بورتسودان 25 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

قال مجلس السيادة السوداني، اليوم (الاثنين)، إن رئيس المجلس الفريق عبد الفتاح البرهان وجّه بالسماح لمنظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة باستخدام 3 مطارات بوصفها مراكز لتخزين مواد الإغاثة الإنسانية.

وأوضح المجلس، في بيان له، أنه تمّ السماح لتلك المنظمات بالاستفادة من مطارات كل من مدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان، ومدينة الأبيض بولاية شمال كردفان، ومطار مدينة الدمازين في إقليم النيل الأزرق بوصفها «مراكز إنسانية لتخزين مواد الإغاثة».

كما سمح رئيس المجلس بتحرّك موظفي وكالات الأمم المتحدة مع القوافل التي تنطلق من تلك المناطق، والإشراف على توزيع المساعدات، والعودة إلى نقطة الانطلاق فور الانتهاء.

وتسبّبت الحرب التي اندلعت بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) من العام الماضي في أكبر أزمة نزوح في العالم.