«الانتخابات» التونسية تفتح باب الترشح لعضوية مجلس الجهات والأقاليم

تجري قبل نهاية شهر مارس الحالي

تونسية تدلي بصوتها في الانتخابات الأخيرة التي شهدتها تونس (رويترز)
تونسية تدلي بصوتها في الانتخابات الأخيرة التي شهدتها تونس (رويترز)
TT

«الانتخابات» التونسية تفتح باب الترشح لعضوية مجلس الجهات والأقاليم

تونسية تدلي بصوتها في الانتخابات الأخيرة التي شهدتها تونس (رويترز)
تونسية تدلي بصوتها في الانتخابات الأخيرة التي شهدتها تونس (رويترز)

أعلن فاروق بوعسكر، رئيس هيئة الانتخابات التونسية، صباح اليوم (الخميس)، فتح باب الترشح لانتخابات ممثلي أعضاء المجالس الجهوية وممثلي أعضاء مجالس الأقاليم بالمجلس الوطني للجهات والأقاليم، وهو ما سيمهد الطريق لإرساء الغرفة النيابية الثانية. وأكد بوعسكر بهذه المناسبة أن انتخابات المجلس الوطني للجهات والأقاليم ستجري قبل نهاية شهر مارس (آذار) الحالي، في انتظار تنصيب هذا المجلس خلال منتصف شهر أبريل (نيسان) المقبل.

وتتواصل انتخابات ممثلي أعضاء المجالس الجهوية وممثلي أعضاء مجالس الأقاليم بالمجلس الوطني للجهات والأقاليم لمدة ثلاثة أيام، وستسفر عن انتخاب 77 عضوا بهذا المجلس، وذلك بانتخاب ثلاثة أعضاء عن كل مجلس جهوي، وعضو واحد عن كل مجلس إقليم.

ويتوقع عدد من المتابعين للشأن الانتخابي في تونس أن تكون هذه المحطة الرابعة في الانتخابات التونسية، التي ستفضي لتركيز غرفة نيابية ثانية، أكثر حماسا من انتخابات المجالس المحلية ومجالس الجهات ومجالس الأقاليم، نظرا لأن العمل في هذه المجالس الثلاثة يعد تطوعيا ودون راتب أو حوافز، فيما سيحظى أعضاء المجلس الوطني للجهات والأقاليم بنفس الامتيازات، التي يحصل عليها نواب البرلمان المنبثق عن انتخابات 2022.

تنصيب عدد من أعضاء مجلس الإقليم الثالث (هيئة الانتخابات)

وقالت هيئة الانتخابات على صفحتها الرسمية إنه يتوجب تقديم مطالب الترشح لعضوية المجلس الوطني للجهات والأقاليم بصفة شخصية، داخل مقرات الإدارات الفرعية لهيئة الانتخابات، وأن يكون الطلب مرفوقا بنسخة من بطاقة التعريف الوطنية (بطاقة الهوية)، وتصريح على الشرف موقع من قبل المترشح.

وكانت هيئة الانتخابات التونسية قد أشرفت سابقا على تركيز المجالس المحلية والمجالس الجهوية ثم مجالس الأقاليم، لتنهي هذه العملية بإرساء المجلس الوطني للجهات والأقاليم خلال الشهر المقبل، وبذلك يكون المسار السياسي الذي أقره الرئيس قيس سعيد نهاية سنة2021 قد اكتمل بعد أن اعتمد على التصويت على الأفراد في كل العمليات الانتخابية، متجاوزا بذلك المنظومة الانتخابية التي سبقت هذه الانتخابات، والتي كانت تتزعمها الأحزاب السياسية الكبرى، وعلى رأسها حركة النهضة التي حظيت بثقل انتخابي ملحوظ من خلال التصويت على قائمات انتخابية.

في السياق ذاته، تستعد الطبقة السياسية التونسية لإجراء الانتخابات الرئاسية نهاية السنة الحالية، في ظل جدل سياسي قائم حول تنقية المناخ الانتخابي، من خلال دعوة السلطات التونسية إلى الإفراج فورا عن المعتقلين السياسيين، خاصة منهم المتهمين بالتآمر ضد أمن الدولة، لخلو ملفاتهم القضائية من أي أدلة جدية، على حد تعبير هيئة الدفاع عنهم.

كما أن إعلان اثنين من القيادات السياسية، هما عصام الشابي رئيس «الحزب الجمهوري» وعبير موسي رئيسة «الحزب الدستوري الحر»، نيتهما الترشح في الانتخابات الرئاسية المقررة هذا العام من داخل السجن، ترك أثره على المشهد السياسي التونسي، حيث طالبت منظمات حقوقية تونسية ودولية بضرورة الحفاظ على «الحقوق السياسية والمدنية» للمعتقلين، وذلك لكون التهم الموجهة لهم «تهما سياسية»، فيما تعدها السلطات التونسية «قضايا حق عام»، وهي نقطة أساسية مثيرة للجدل منذ اللحظة، وسيكون لها تأثيرها على الانتخابات الرئاسية التونسية.


مقالات ذات صلة

جدل «الإخوان» في الأردن يعود من بوابة البرلمان

المشرق العربي الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الجديدة للبرلمان الأردني (رويترز)

جدل «الإخوان» في الأردن يعود من بوابة البرلمان

مع بدء الدورة العشرين لمجلس النواب الأردني، الذي انتخب في العاشر من سبتمبر (أيلول) الماضي، بدأ الشحن الداخلي في معادلة الصراع بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.

محمد خير الرواشدة (عمّان)
شمال افريقيا ممثلو دول أوروبية داخل مركز العدّ والإحصاء التابع لمفوضية الانتخابات الليبية (المفوضية)

ليبيا: إجراء الانتخابات المحلية ينعش الآمال بعقد «الرئاسية» المؤجلة

قال محمد المنفي رئيس «المجلس الرئاسي» إن إجراء الانتخابات المحلية «مؤشر على قدرة الشعب على الوصول لدولة مستقرة عبر الاستفتاءات والانتخابات العامة».

جمال جوهر (القاهرة)
الولايات المتحدة​ الملياردير إيلون ماسك (رويترز)

هل يمكن أن يصبح إيلون ماسك رئيساً للولايات المتحدة في المستقبل؟

مع دخوله عالم السياسة، تساءل كثيرون عن طموح الملياردير إيلون ماسك وما إذا كان باستطاعته أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة في المستقبل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا وزير الداخلية جيرالد دارمانان (اليمين) متحدثاً إلى الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي (رويترز)

زلزال سياسي - قضائي في فرنسا يهدد بإخراج مرشحة اليمين المتطرف من السباق الرئاسي

زلزال سياسي - قضائي في فرنسا يهدد بإخراج مرشحة اليمين المتطرف من السباق الرئاسي، إلا أن البديل جاهز بشخص رئيس «حزب التجمع الوطني» جوردان بارديلا.

ميشال أبونجم (باريس)
أوروبا جلسة برلمانية في «البوندستاغ»... (إ.ب.أ)

أكثر من 100 برلماني يتقدمون باقتراح لحظر حزب «البديل من أجل ألمانيا»

تقدم أكثر من 100 نائب ألماني باقتراح لرئيسة البرلمان لمناقشة حظر حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف.

راغدة بهنام (برلين)

مصر: رفع أسماء 716 شخصاً من «قوائم الإرهاب»

مقر النيابة العامة المصرية (النيابة العامة)
مقر النيابة العامة المصرية (النيابة العامة)
TT

مصر: رفع أسماء 716 شخصاً من «قوائم الإرهاب»

مقر النيابة العامة المصرية (النيابة العامة)
مقر النيابة العامة المصرية (النيابة العامة)

قرّرت محكمة الجنايات في مصر «رفع أسماء 716 شخصاً من قوائم الكيانات الإرهابية، والإرهابيين»، ووفق إفادة للنيابة العامة المصرية، الأحد، فإن إجراء رفع أسماء مدرجين بـ«قوائم الإرهاب» يأتي في إطار توجه للحكومة المصرية بـ«مراجعة موقف جميع قوائم الكيانات الإرهابية والإرهابيين؛ تمهيداً لرفع كل من يثبت توقف نشاطه الإرهابي من تلك القوائم».

ويحق للأسماء التي تم رفعها من «قوائم الإرهاب» التمتع بكامل حقوقها القانونية، سواء في التصرف في أموالها، أو السفر والانتقال، وفق القانون المصري.

ويقضي قانون أقرّته السلطات المصرية في عام 2015 بفرض عقوبات على الأشخاص المدرجين على «قوائم الإرهاب»، تشمل وضعهم على قوائم ترقب الوصول، ومصادرة جوازات سفرهم، وتجميد أصولهم المالية. وكلفت النيابة العامة المصرية الجهات الأمنية بمراجعة الموقف الأمني للمدرجين على قوائم الكيانات الإرهابية والإرهابيين، للوقوف على مدى استمرار نشاطهم الإرهابي؛ تمهيداً لرفع كل من يثبت توقف نشاطه من تلك القوائم، وفق إفادة النيابة العامة، الأحد.

وأشارت «النيابة» إلى أن «تحريات الجهات الأمنية، أسفرت عن توقف 716 شخصاً، من المدرجين بقوائم الإرهاب، عن أنشطتهم غير المشروعة، ضد الدولة ومؤسساتها»، وأضافت أن «محكمة الجنايات، وافقت على الطلب المقدم من النائب العام المصري، المستشار محمد شوقي، برفع أسمائهم من تلك القوائم».

وفي مايو (أيار) الماضي، قضت محكمة النقض المصرية، بإلغاء قرار قضائي، بإدراج نحو 1500 شخص، بينهم لاعب كرة القدم المصري السابق، محمد أبو تريكة، على «قوائم الإرهاب»، وإعادة النظر في قضيتهم.

ويرى عضو لجنة «العفو الرئاسي» في مصر، طارق العوضي، أن إجراء رفع أسماء مدرجين من قوائم الإرهاب «خطوة إيجابية تعزز مناخ الحريات بمصر»، وقال إنه «لأول مرة تقوم السلطات المصرية برفع هذا العدد الكبير من المدرجين على قوائم الإرهابيين»، داعياً الحكومة المصرية «لمواصلة إجراءات مراجعة موقف المدرجين كافة بتلك القوائم».

وأوضح العوضي لـ«الشرق الأوسط» أن «الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وجّه بالإفراج عن المحبوسين من الأشخاص الذين تم رفع أسمائهم من قوائم الإرهابيين». وربط بين خطوة رفع أسماء من «قوائم الإرهاب»، وإجراءات الحكومة المصرية لإنهاء ملف المحبوسين احتياطياً، قائلاً إن «تلك الإجراءات تعكس إرادة سياسية لإنهاء تلك الملفات، وتعزيز مناخ الحريات».

واستجاب السيسي لتوصيات «الحوار الوطني» بمصر (الذي ضم شخصيات عامة وحزبية وأكاديميين وسياسيين) بشأن قضية «الحبس الاحتياطي»، وأكد على «أهمية تخفيض الحدود القصوى لمدد الحبس الاحتياطي، وضرورة الحفاظ على طبيعته بوصفه إجراءً وقائياً تستلزمه ضرورة التحقيق، دون أن يتحول لعقوبة»، وفق إفادة للرئاسة المصرية في أغسطس (آب) الماضي.

جلسة محاكمة سابقة لعناصر من «الإخوان» بتهمة «الانضمام إلى جماعة على خلاف القانون» (أ.ف.ب)

وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ ديسمبر (كانون الأول) عام 2013، وعدّتها «جماعة إرهابية». ويخضع مئات من قادة وأنصار الجماعة، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا تعلّق معظمها بـ«التحريض على العنف»، وصدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن المشدد والمؤبد.

ورأى رئيس «لجنة حقوق الإنسان» بمجلس النواب المصري (البرلمان)، طارق رضوان، أن «مراجعة موقف المدرجين على قوائم الكيانات الإرهابية، خطوة نحو تعزيز الأمن والاستقرار الداخلي»، مشيراً إلى أن «توجيه الرئيس المصري بمراجعة المدرجين على قوائم الإرهاب، يعكس التزامه بمبادئ العدالة وحقوق الإنسان».

وأوضح رضوان، في إفادة، الأحد، أن «ملف الكيانات الإرهابية والمدرجين على قوائم الإرهاب، من القضايا الحساسة التي تؤثر بشكل مباشر على الأمن والاستقرار الاجتماعي»، ورأى أن مراجعة الحكومة المصرية لهذا الملف «خطوة تعزز قيم التسامح ومصداقيتها في محاربة الإرهاب»، وأشار إلى أن «هذه الخطوة ستسهم في تحسين الصورة العامة لمصر محلياً وخارجياً، وتُظهر التزامها بمبادئ حقوق الإنسان وحكم القانون».