المنفي وصالح وتكالة يتفقون على «وجوب» تشكيل «حكومة موحدة»

أبو الغيط يرى أن «توافق» القادة الليبيين «فاق التوقعات»

أبو الغيط خلال اجتماعه بالمنفي وصالح وتكالة في الجامعة العربية (أ.ب)
أبو الغيط خلال اجتماعه بالمنفي وصالح وتكالة في الجامعة العربية (أ.ب)
TT

المنفي وصالح وتكالة يتفقون على «وجوب» تشكيل «حكومة موحدة»

أبو الغيط خلال اجتماعه بالمنفي وصالح وتكالة في الجامعة العربية (أ.ب)
أبو الغيط خلال اجتماعه بالمنفي وصالح وتكالة في الجامعة العربية (أ.ب)

أعلنت الجامعة العربية اتفاق رؤساء المجالس الرئيسية الثلاثة في ليبيا (الرئاسي والنواب والدولة) عقب اجتماعهم في القاهرة الأحد، على «وجوب تشكيل حكومة موحدة»، مهمتها الإشراف على العملية الانتخابية، وتقديم الخدمات الضرورية للمواطن، بالإضافة إلى «توحيد المناصب السيادية بما يضمن تفعيل دورها المنوط بها على مستوى الدولة الليبية».

وأضافت الجامعة العربية في بيانها، أن الحاضرين اتفقوا أيضا على «تشكيل لجنة فنية، خلال فترة زمنية محددة، للنظر في التعديلات المناسبة لتوسيع قاعدة التوافق والقبول بالعمل المنجز من لجنة (6 + 6) المشتركة بين مجلسي النواب والدولة، وحسم الأمور العالقة حيال النقاط الخلافية حسب التشريعات النافذة».

كما تم الاتفاق على عقد جولة ثانية، «بشكل عاجل لإتمام هذا الاتفاق ودخوله حيز التنفيذ، ودعوة بعثة الأمم المتحدة في ليبيا والمجتمع الدولي لدعم هذا التوافق في سبيل إنجاحه».

وأكد الحاضرون، على «سيادة ليبيا واستقلالها ووحدة أراضيها ورفض أي تدخلات خارجية سلبية في العملية السياسية الليبية»، كما أشادوا بدور الجامعة العربية في «تقريب وجهات النظر للوصول إلى إتمام العملية الانتخابية بليبيا».

وطبقاً للبيان، فقد عقد الاجتماع، تحت مظلة الجامعة العربية، تلبية لدعوة من أمينها العام أحمد أبو الغيط، لتقريب وجهات النظر وحل النقاط الخلافية، التي تخص كيفية الوصول إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

ورأى أبو الغيط، أن التوافق الذي حدث بين القادة الليبيين «فاق التوقعات»، لافتاً خلال مؤتمر صحافي مشترك عقب الاجتماع، إلى الاتفاق على «وجوب تشكيل حكومة موحدة، تقود لإجراء الانتخابات الليبية المؤجلة».

بدوره، عدّ رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، أن الاجتماع أكد أن الانتخابات هي وسيلة للوصول إلى دولة مستقرة، مشيراً إلى «قبول جميع الأطراف الليبية والمجتمع الدولي لأن تكون الانتخابات هي الحل».

وقال إن «القوانين الانتخابية الرئاسية والبرلمانية صُنعت للجميع، ولا يوجد فيها إقصاء ولا تهميش لأحد، ومن تتوافر فيه الشروط فليترشح، سواء من أنصار النظام السابق أو غيرهم».

من جهته، أكد محمد تكالة رئيس «المجلس الأعلى للدولة»، أن الاجتماع تطرق للعملية السياسية والنقاط الخلافية بشأن القاعدة الدستورية، لافتاً إلى أنه «تم الاتفاق على تشكيل لجنة فنية لإحداث التوافق إلى أبعد حد للقبول بنتائج الانتخابات، وحل بعض الإشكاليات».

في المقابل، التزم عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة، الصمت حيال الاجتماع، ولم يصدر عنه أو عن حكومته أي تعليق رسمي، فيما رفض محمد حمودة الناطق الرسمي باسمها التعليق.

وأدرج جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم أبو الغيط، الاجتماع في إطار «استشعار الجامعة العربية لمسؤولياتها تجاه ليبيا في هذا التوقيت الدقيق»، وعدّ أن هذا الاجتماع «هو مسعى لإخراج ليبيا من أزمتها التي طال أمدها وتزايدت أعباؤها وتبعاتها على المواطن الليبي، الذي يتطلع اليوم إلى ساسته للخروج من هذا الوضع الخانق عبر تحييد المصالح الضيقة، ووضع المصلحة العليا للبلاد فوق أي اعتبارات».

صورة وزعها باتيلي لاجتماعه مع بعض أعضاء مجلس الدولة

من جهته، قال عمر العبيدي النائب الثاني لتكالة، إن عبد الله باتيلي رئيس بعثة الأمم المتحدة، جدّد الدعوة للطاولة الخماسية، مؤكداً في تصريحات لوسائل إعلام محلية، مساء السبت، عدم ممانعة «مجلس الدولة» للمشاركة في هذا اللقاء، لكنه نفى علمه بتقليل عدد المدعوين له أو زيادتهم.

وكان باتيلي، قد أعلن تشجيعه أعضاء من «مجلس الدولة»، التقاهم مساء السبت، على مواصلة جهودهم لبناء توافق في الآراء بشأن تنفيذ القوانين الانتخابية، وتشكيل حكومة موحدة تقود ليبيا نحو الانتخابات.

وقال إنه ناقش مع ممثلي «كتلة التوافق الوطني» بالمجلس، الجمود الذي يعتري العملية السياسية في ليبيا في الوقت الراهن، والسبل والوسائل اللازمة لتجاوز حالة الانسداد السياسي.

لقاء الكوني مع سفير الاتحاد الأوروبي (المجلس الرئاسي الليبي)

في غضون ذلك، قال سفير الاتحاد الأوروبي نيكولا أورلاندو إنه بحث الأحد في طرابلس مع موسى الكوني، نائب المنفي، كثيراً من الفرص لتعزيز الشراكة، بما في ذلك دعم الاتحاد الأوروبي للحدود البرية لليبيا من خلال مبادرة «الصحراء الواحدة».

وأكد الكوني في الاجتماع الذي حضره رئيس بعثة (اليوبام) يان فيتشيشيال، ضرورة بدء العمل بشكل فعلي من شأنه أن يحول الاتفاقيات النظرية إلى واقع ملموس ينتظره المراقب الليبي، وعدّ أن ملف الهجرة غير المشروعة من الملفات الشائكة التي لا تستطيع ليبيا حلحلتها دون تعاون مثمر ومباشر مع الاتحاد الأوروبي، وأن ضبط الحدود الجنوبية يؤسس لخطوة أساسية لمكافحة الجريمة المنظمة، وتهريب البشر التي ارتفعت بسبب الظروف التي تعيشها دول الجوار.

ونقل عن نيكولا دعم الاتحاد لليبيا لضبط الحدود الجنوبية للحد من الهجرة غير المشروعة والجريمة المنظمة، التي ألقت بظلالها على منطقة البحر المتوسط، لافتاً إلى رغبة الاتحاد الأوروبي في مساعدة ليبيا لمعالجة ملف الهجرة غير الشرعية بوصفها بلد عبور يواجه ضغوطات هذه الظاهرة التي تدفع أعدادا متزايدة من البشر لترك أوطانهم، الأمر الذي لا يجب أن تتحمله ليبيا بمفردها.

كما أكد على استناد استحقاق مساعدة ليبيا في إدارة حدودها البحرية منها والجنوبية بالذات على هذا التوجه الليبي الذي يبحث عن السيادة الكاملة لليبيا على حدودها، ودورها الرائد في سياق المعالجات الإقليمية لمختلف التهديدات التي تواجه المنطقة.


مقالات ذات صلة

غرق 12 مصرياً أمام طبرق الليبية خلال محاولتهم «الهجرة»

شمال افريقيا من عملية إنقاذ عدد من المهاجرين من طرف خفر السواحل بغرب ليبيا (وزارة الداخلية بحكومة الوحدة)

غرق 12 مصرياً أمام طبرق الليبية خلال محاولتهم «الهجرة»

أعلنت مؤسسة حقوقية ليبية انقلاب قارب كان يقل 13 مصرياً، أمام ساحل مدينة طبرق (شرق)، غرق منهم 12 فرداً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الدبيبة وميلوني على هامش افتتاح أعمال الدورة الـ30 لمنتدى الأعمال الليبي - الإيطالي (الوحدة)

الدبيبة وميلوني يفتتحان منتدى الأعمال الليبي - الإيطالي في طرابلس

دشن عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة مع نظيرته الإيطالية المنتدى الاقتصادي الليبي - الإيطالي.

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا الساعدي القذافي (أرشيفة من أ.ف.ب)

دفاع الساعدي القذافي عن الوجود التركي في ليبيا يفجر انتقادات

يرى الساعدي نجل الرئيس الراحل معمر القذافي أن «وجود الأتراك أو المصريين أو أي دولة مسلمة في ليبيا؛ شرط التنسيق مع السلطات أمر محمود ومفيد استراتيجياً ودينياً».

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا الدبيبة مترئساً اجتماع حكومته في طرابلس (حكومة الوحدة)

الدبيبة يدعو لإنعاش الحياة السياسية الليبية عبر «دستور دائم وانتخابات نزيهة»

قال عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» إن قرار تغيير إدارة «المصرف المركزي» جاء لبدء مرحلة مؤسساتية جديدة في هذا المرفق المهم.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا أبو عجيلة المريمي ضابط الاستخبارات الليبية السابق (أرشيفية - رويترز)

عائلة الليبي المتهم بتفجير «لوكربي» تطالب بعلاجه وزيارته في أميركا

طالبت عائلة أبو عجيلة المريمي، ضابط الاستخبارات الليبي السابق، وزارةَ الخارجية التابعة لحكومة الدبيبة، بتسهيل سفرها إلى أميركا؛ لزيارته في محبسه.

جمال جوهر (القاهرة)

دفاع الساعدي القذافي عن الوجود التركي في ليبيا يفجر انتقادات

الساعدي القذافي (أرشيفة من أ.ف.ب)
الساعدي القذافي (أرشيفة من أ.ف.ب)
TT

دفاع الساعدي القذافي عن الوجود التركي في ليبيا يفجر انتقادات

الساعدي القذافي (أرشيفة من أ.ف.ب)
الساعدي القذافي (أرشيفة من أ.ف.ب)

أثار دفاع الساعدي، نجل الرئيس الراحل معمر القذافي، عن الوجود التركي في ليبيا منذ مئات السنين «موجة انتقادات واسعة في البلاد، ولا سيما بين أنصار النظام السابق، الذين عدوا حديثه تكريساً للاحتلال».

والساعدي، الذي يقيم منذ خروجه من بلده على ما يبدو في تركيا، بدأ ينشط في التدوين على حساب منسوب له عبر منصة «إكس» في قضايا تتعلق بالشأن الداخلي، وبعض القضايا العربية.

وقال الساعدي إن «إخوتنا الأتراك كانوا معنا عبر التاريخ، يدافعون عن الإسلام والعرب والمسلمين منذ مئات السنين، وعندما ضعفت الدولة العثمانية احتُلت فلسطين وتشققت الكتلة الإسلامية، وجاءت (سايكس بيكو)، ووضعت حدودها».

من لقاء سابق بين رئيس حكومة «الوحدة» عبد الحميد الدبيبة والرئيس التركي (الوحدة)

وعدّ الساعدي عبر منصة «إكس» أن «وجود الأتراك أو المصريين، أو أي دولة مسلمة في ليبيا؛ بشرط التنسيق مع السلطات، أمر محمود ومفيد استراتيجياً ودينياً».

وعدّ ليبيون الحديث المنسوب للساعدي «تبريراً غير مقبول» للوجود التركي في ليبيا عبر عناصر (المرتزقة) السوريين، الموجودين في البلاد منذ عام 2019.

ووقعت اتفاقية «سايكس بيكو» بين فرنسا وبريطانيا بشكل سري على اقتسام تركة «الدولة العثمانية» على الأراضي العربية الواقعة شرق المتوسط عام 1916.

وسبق أن برّأت دائرة الجنايات بمحكمة استئناف طرابلس الساعدي في أبريل (نيسان) 2018، من تهمة قتل وتعذيب لاعب كرة القدم عام 2005. وظل النجل الثالث للرئيس الراحل قابعاً في السجن إلى أن أطلق سراحه في 6 من سبتمبر (أيلول) 2021، ليغادر البلاد متوجهاً إلى تركيا، وسط تباين الآراء حول إقامته راهناً.

فريق عسكري تركي خلال إشرافه على تدريب عسكريين بمدرسة عسكرية ضواحي طرابلس (الشرق الأوسط)

وعدّ مصطفي الفيتوري، الكاتب والأكاديمي الليبي، حديث الساعدي «تبريراً للاحتلال التركي السابق لقرون متواصلة بحجة نصر الإسلام وحماية المسلمين»، ورأى أن «الأخطر من هذا؛ التبرير لاتفاقية فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي السابق، مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عام 2019، التي أعطت لبلاده الحق في إقامة قواعد عسكرية في ليبيا، بالإضافة لجلب عساكرها ومرتزقتها، بعد أن كان بلدنا محرّماً على القواعد والقوات الأجنبية».

وجاءت تصريحات الساعدي في أعقاب انطلاق «حراك اجتماعي ليبي» يطالب بإخراج عناصر «المرتزقة» من البلاد، يتزعمه موالون للنظام السابق، الأمر الذي أثار استغرابهم. و«للعلم لا توجد قوات مصرية في أي منطقة بالأراضي الليبية».

ووجه الفيتوري حديثه للساعدي، قائلاً: «إن كنت تعني بالتنسيق توقيع الاتفاقيات مثلاً فذلك هو الضلال بعينه؛ ومن هذا المنطلق، فإنه إذا وقعت السلطة الليبية اتفاقية تطبيع مع الصهاينة فعلينا أن نقبلها لأنها تمت وفق اتفاق».

رئيس الأركان التركي خلال زيارة سابقة لمركز قيادة العمليات التركي الليبي في طرابلس (وزارة الدفاع التركية)

وبعدما قال الفيتوري إن هذا هو حساب الساعدي على «إكس»، أكد على ضرورة «رفض أي اتفاق يأتينا بالقواعد والقوات الأجنبية»؛ وأرجع أسباب الرفض لأن ذلك «يعد انتقاصاً من السيادة الليبية الوطنية، ويعني تراجعاً عن أهم درس تعلمناه عبر 42 عاماً؛ وهو رفض الوجود الأجنبي المسلح، وبأي صيغة على الأرض الليبية». في إشارة إلى عهد القذافي.

وكان العجمي العتيري، قائد كتيبة «أبو بكر الصديق»، والمسؤول السابق عن تأمين سيف الإسلام، نجل العقيد الراحل معمر القذافي، إبان فترة احتجازه بمدينة الزنتان، قد دعا لإطلاق حملة شعبية لإخراج القوات التركية من ليبيا.

واستدعت تصريحات الساعدي انتقادات عدة من أطراف مختلفة، بينا التمس له البعض الأعذار، وهو ما أقدم عليه صاحب حساب «سيفيون ونفتخر» على موقع التواصل «فيسبوك»، بقوله: «تصريحات الساعدي القذافي لا تعني بالضرورة أنها صحيحة، أو هو من كتبها. الإشارة واضحة إلى أنه تحت الإقامة الجبرية».

بينما رأى صاحب حساب آخر يدعى «القاضي المعلم» أن «من حكموا ليبيا لا يهمهم إلا مصلحتهم فقط»؛ مستغرباً وصف الساعدي للأتراك الذين يحتلون طرابلس بـ«الإخوة».

والساعدي الذي يبدأ عقده السادس، كان لاعب كرة قدم سابقاً، وحاول من دون جدوى أن يؤسس مسيرة كروية في الدوري الإيطالي، قبل أن يقود وحدة نخبة عسكرية في ليبيا.