مصر: الإعدام لـ8 من قادة «الإخوان» و«الجماعة الإسلامية»

أُدينوا بارتكاب «جرائم قتل بغرض الإرهاب» في «أحداث المنصة»

محمد بديع خلال إحدى جلسات محاكمته (أرشيفية)
محمد بديع خلال إحدى جلسات محاكمته (أرشيفية)
TT

مصر: الإعدام لـ8 من قادة «الإخوان» و«الجماعة الإسلامية»

محمد بديع خلال إحدى جلسات محاكمته (أرشيفية)
محمد بديع خلال إحدى جلسات محاكمته (أرشيفية)

قضت محكمة مصرية، الاثنين، بمعاقبة 8 من قادة «الإخوان المسلمين» و«الجماعة الإسلامية»، بـ«الإعدام شنقاً»، كما عاقبت 50 آخرين بالسجن «المؤبد» و«المشدد»، في القضية التي عُرفت إعلامياً باسم «أحداث المنصة»، والتي أدينوا فيها بارتكاب «جرائم قتل والشروع في القتل بغرض الإرهاب، وحيازة أسلحة من دون ترخيص».

تعود وقائع القضية إلى عام 2013، وتتعلق بالاحتجاجات وأحداث العنف ‏التي وقعت بعد أيام من عزل الرئيس الراحل محمد مرسي، والذي كان منتمياً لجماعة «الإخوان» المحظورة رسمياً منذ عام 2014.

وأحالت نيابة أمن الدولة العليا قضية «أحداث المنصة» على محكمة جنايات أمن الدولة في أبريل (نيسان) 2021، بعدما نسبت إلى المدانين «تدبير تجمهر منبثق من اعتصام رابعة العدوية بطريق النصر (شرق القاهرة)، وصولاً للنصب التذكاري بالمنصة، بغرض منع قوات الأمن من فض الاعتصام، واستعراض واستعمال القوة بمواجهة الشرطة».

وفي جلستها التي عقدتها، الاثنين، قضت محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ، بإعدام مرشد جماعة «الإخوان» محمد بديع (مسجون منذ أكثر من عقد، وحكم عليه بكثير من الأحكام القضائية الأخرى من بينها الإعدام)، والقائم بأعمال المرشد محمود عزت، (محبوس منذ 2020 بعد أن كان متوارياً لعدة سنوات)، فضلاً عن 6 قادة آخرين، هم: محمد البلتاجي، وعمرو محمد زكي، وأسامة ياسين، وصفوت حجازي (محبوسون)، وعاصم عبد الماجد، ومحمد عبد المقصود (هاربان).

كما قضت المحكمة بمعاقبة 37 بالسجن المؤبد (25 عاماً)، ومعاقبة 6 آخرين بالسجن المشدد لمدة 15 سنة، ومعاقبة 7 متهمين بالسجن المشدد لمدة 10 سنوات، بينما برَّأت 21 متهماً.

وأسندت النيابة العامة للمتهمين جرائم، من بينها «تولي قيادة في جماعة إرهابية بغرض تعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على حرية المواطنين، والعمل على تغيير نظام الحكم بالقوة»، كما نسبت إليهم «تدبير تجمهر الغرض منه ارتكاب جرائم القتل العمد مع سبق الإصرار، تنفيذاً لغرض إرهابي، واستعمال القوة والعنف، والتخريب العمد لمبانٍ وأملاك عامة ومخصصة للمصالح الحكومية».

ووفق التحقيقات، فإن المتهمين قاموا بـ«استعراض القوة والتلويح بالعنف واستخدامهما، بقصد تكدير الأمن والسلم العام، والتأثير على السلطات، كما دبروا تجمهراً بطريق النصر (الأوتوستراد) وحرضوا بقية المتهمين في القضية على الاشتراك به، وفق مخطط محكم به دور كل منهم، وساعدوهم بأن أمدوهم بالأسلحة النارية والذخائر».

وذكرت النيابة أن المتهمين «قتلوا عمداً مع سبق الإصرار 14 شخصاً من قوات الشرطة ومجنديها والمواطنين الموجودين في محيط تجمرهم المسلح، وأصابوا 10 آخرين من قوات الأمن المركزي، جراء الأعيرة النارية والرشق بالحجارة والعبوات الحارقة».

واستندت النيابة، وفق التحقيقات، إلى «شهادة 57 شخصاً، بينهم ضباط وموظفون ومواطنون شهدوا الأحداث».


مقالات ذات صلة

جماعة «الإخوان المسلمين» في مرمى السلطات الفرنسية

أوروبا وزير الداخلية بورنو روتايو (يمين) في حديث مع رئيس الحكومة فرنسوا بايرو الثلاثاء (أ.ف.ب)

جماعة «الإخوان المسلمين» في مرمى السلطات الفرنسية

جماعة «الإخوان المسلمين» في مرمى السلطات الفرنسية وباريس تأخذ عليها ممارستها «التسلل الإسلاموي من الأسفل» وتخطط لاستصدار قانون لمحاربتها.

ميشال أبونجم (باريس)
شمال افريقيا لقطة من فيديو متداول يظهر مسلحين يدعون الانتماء إلى حركة «حسم» المرتبطة بتنظيم الإخوان «المحظور»

تقليل مصري من إعلان حركة «إخوانية مسلحة» عودة نشاطها

قلل مصدر أمني مصري وخبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» من تهديد حركة «إرهابية»، مرتبطة بـ«الإخوان»، تعلن عودة نشاطها في مصر، رغم حديثهم عن تحديات محيطة.

هشام المياني (القاهرة)
شمال افريقيا مئات الآلاف من المصريين قرب القصر الرئاسي شرق القاهرة في يونيو 2013 للتظاهر ضد حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي (أرشيفية - أ.ف.ب)

هجوم إعلامي مصري متصاعد على «الإخوان» في ذكرى «30 يونيو»

تزامناً مع إحياء ذكرى احتجاجات «30 يونيو» التي أطاحت بتنظيم «الإخوان» عام 2013، تصاعدت حدة الهجوم الإعلامي في مصر على «الإخوان».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
شؤون إقليمية القيادي الإخواني المصري القاضي المعزول وليد شرابي (من حسابه في فيسبوك)

بعد رسالته لإردوغان... سلطات تركيا تنهي أزمة القاضي الإخواني وليد شرابي

أعلن قاضٍ مصريٍّ معزول ينتمي إلى تنظيم «الإخوان المسلمين» إنهاء إضراب مفتوح عن الطعام بعد تدخل السلطات التركية لتعديل وضع إقامته بعدما وجه نداءً للرئيس إردوغان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الخليج المحكمة الاتحادية العليا في أبوظبي (وام)

الإمارات: السجن المؤبد لـ24 متهماً في قضية «العدالة والكرامة»

أصدرت المحكمة الاتحادية العليا في الإمارات، حكماً يقضي بنقض جزئي لحكم سابق في القضية المعروفة باسم «تنظيم العدالة والكرامة الإرهابي»، وأعادت إدانة 24 متهماً.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

تصاعد الخلافات مجدداً على رئاسة «الأعلى للدولة» الليبي

لقاء سابق للمشري وتكالة (أرشيفي - المجلس الأعلى للدولة)
لقاء سابق للمشري وتكالة (أرشيفي - المجلس الأعلى للدولة)
TT

تصاعد الخلافات مجدداً على رئاسة «الأعلى للدولة» الليبي

لقاء سابق للمشري وتكالة (أرشيفي - المجلس الأعلى للدولة)
لقاء سابق للمشري وتكالة (أرشيفي - المجلس الأعلى للدولة)

تصاعد الجدل مجدداً داخل «المجلس الأعلى للدولة» في ليبيا، بعدما استبعد خالد المشري، أحد المتنازعين على رئاسته، وجود اتفاق مع محمد تكالة لإجراء انتخابات جديدة لرئاسة المجلس.

ونفى المشري ما تردد عن الاتفاق لإجراء انتخابات جديدة لرئاسة المجلس، وجدّد في بيان، مساء الجمعة، تمسكه بأحكام القضاء الليبي، الذي فصل بصحة انتخابه رئيساً للمجلس، لافتاً إلى عمل المجلس في هذه المرحلة على استكمال انتخاب مكتب الرئاسة، بما يضمن انتظام عمل المجلس، ومواصلة أداء دوره السياسي والتشريعي المنصوص عليه في الاتفاق السياسي.

وعَدّ المشري أن تداول مثل هذه الأخبار الزائفة في هذا التوقيت الحسّاس يهدف إلى التشويش على المسار التنفيذي، الذي أطلقه مع رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح خلال لقائهما الأخير، والذي يفضي إلى تشكيل حكومة ليبية جديدة وموحدة تبسط سلطتها على كامل التراب الليبي، وتهيئة الأجواء لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة في أقرب الآجال، بما يُحقق تطلعات الشعب الليبي في الاستقرار والانتقال الديمقراطي السلمي.

وكان بعض أعضاء في المجلس قد أعلنوا اتفاق أكثر من 100 عضو على عقد جلسة في 22 من الشهر الحالي لإجراء انتخابات مكتب الرئاسة، مؤكدين أن اللائحة الداخلية للمجلس تسمح حتى لخمسين عضواً فقط بالدعوة لعقد جلسة طارئة.

وسبق لمحمد تكالة أن استغرب تعميم صالح، الذي منح صفة الرئاسة للمشري، وخاطب بها جهات سيادية، وعدّه تجاوزاً لاختصاص مجلس النواب، وتدخلاً غير مقبول في الشأن الداخلي لـ«المجلس الأعلى للدولة»، ومخالفة صريحة للاتفاق السياسي والإعلان الدستوري ومبدأ الفصل بين السلطات.

وأوضح أن حكم المحكمة العليا لم يمنح أي صفة لأي طرف، بل تناول فقط مسألة الاختصاص القضائي، ولم يطعن في شرعية انتخاب تكالة رئيساً للمجلس العام الماضي، لافتاً إلى أن المكتب الرئاسي المنتخب هو الجهة الشرعية التي تُدير شؤون المجلس، وتعقد جلساته، مشيراً إلى أن خالد المشري لم يتمكن من عقد جلسات قانونية، ولم يحضرها سوى 30 عضواً على الأكثر.

وحذّر تكالة كل مؤسسات الدولة من التعامل مع أي مراسلات، أو أوامر صادرة من جهات غير منتخبة، عادّاً ذلك مخالفة قانونية تستوجب المساءلة أمام القضاء، وتعهد بالدفاع عن استقلاليته وضمان احترام مؤسساته الشرعية المنتخبة.

من جهة أخرى، أعلن مجلس النواب تأجيل جلسته الرسمية، التي كانت مقررة هذا الأسبوع، لمناقشة مشروع الميزانية العامة المقدمة من حكومة «الاستقرار»، برئاسة أسامة حمّاد، والتي تبلغ قيمتها نحو 160 مليار دينار.