توافقت مصر وقبرص على «أهمية تكثيف التحركات على المستويين الإقليمي والدولي لتحقيق الوقف (الفوري والشامل) لإطلاق النار في قطاع غزة». وشدّد البلدان على «ضرورة تعزيز نفاذ المساعدات الإنسانية اللازمة إلى القطاع، والحيلولة دون توسيع دائرة الصراع في المنطقة، فضلاً عن إطلاق عملية سياسية تهدف إلى حلّ دائم وعادل للقضية الفلسطينية من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو (حزيران) عام 1967»، جاء ذلك خلال زيارة قام بها وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الخميس، إلى العاصمة القبرصية نيقوسيا، حيث التقى الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، كما أجرى محادثات ثنائية مع وزير الخارجية القبرصي، كونستانتينوس كومبوس، تتعلق بالملفات الإقليمية والدولية ذات الأهمية المشتركة.
ووفق إفادة لمتحدث وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، فإن محادثات شكري وكومبوس تطرقت بشكل معمق إلى الأزمة الحالية في قطاع غزة، حيث حرص الجانبان على تبادل الرؤي والتقديرات بشأن الوضع الحالي للأزمة والأوضاع الإنسانية المتدهورة في القطاع، والتحركات الهادفة إلى التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 2720 بشأن تسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وأشاد الجانب القبرصي بالجهود التي تبذلها مصر على المستوى السياسي والإنساني لحلّ الأزمات المتلاحقة بمنطقة الشرق الأوسط، والدور الذي تقوم به مصر كركيزة للأمن والاستقرار في المنطقة.
وحرص شكري خلال لقاء كومبوس على تأكيد تقدير مصر لدعم قبرص لها داخل أروقة الاتحاد الأوروبي، ما انعكس في الإجماع الأوروبي الذي شهده مجلس المشاركة الأخير بين مصر والاتحاد الأوروبي بشأن أهمية ترفيع العلاقات المصرية - الأوروبية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، بالإضافة إلى تبني مواقف تعكس الفهم العميق للقضايا ذات الأولوية المصرية.
وبحسب «الخارجية المصرية»، فإن زيارة شكري لنيقوسيا «تأتي في إطار التأكيد على الطابع الاستراتيجي للعلاقات بين مصر وقبرص، والحرص المتبادل على تعزيز تلك العلاقات المتميزة والوثيقة التي تتطور بشكل ملموس خلال السنوات الأخيرة، سواء على المستوى الثنائي أو من خلال آلية التعاون الثلاثي التي تجمع بين مصر وقبرص واليونان، وكذا تنسيق المواقف بين الجانبين حول عدد من التطورات الإقليمية والدولية».
وأشار متحدث «الخارجية المصرية» إلى أن شكري أكد خلال لقاء الرئيس القبرصي على تطلع بلاده لاستشراف مزيد من المجالات الجديدة للتعاون المشترك، والعمل سوياً لتطوير أوجه التعاون القائم، بما يجعل منه نموذجاً يحتذى به في مجال علاقات التعاون بين الدول الصديقة. ولفت الرئيس خريستودوليدس إلى حرص بلاده على تعزيز علاقاتها الراسخة مع مصر، ومواصلة تفعيل وتعزيز مختلف أطر التعاون التي تجمع البلدين. كما شدّد على أهمية البناء على ما تم الاتفاق عليه خلال زياراته المتعددة للقاهرة خلال العام الماضي، ولقاءاته المثمرة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي من رؤى للارتقاء بالعلاقات المتميزة بين البلدين، وترجمتها إلى تعاون ملموس يحقق مصالح الشعبين.
وشددت محادثات أخيرة جرت في القاهرة بين السيسي وخريستودوليدس، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، على «ضرورة التهدئة وتدفق المساعدات إلى قطاع غزة».
في السياق، ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، الخميس، أن محادثات شكري وكومبوس تناولت سبل تعزيز التعاون في إطار آلية التعاون الثلاثي، التي تجمع مصر واليونان وقبرص، والتي «أصبحت نموذجاً يحتذى به كإطار تعاوني إقليمي متكامل لمواجهة التحديات الإقليمية المتصاعدة في منطقة المتوسط». وأعرب شكري عن تطلع مصر لاستضافة القمة الثلاثية المقبلة للآلية، مؤكداً «أهمية الاستمرار في تطوير الأطر التعاقدية والمشروعات المشتركة المنبثقة عن الآلية للانتقال بهذا النسق التعاوني إلى إنجازات ملموسة».
وتنتظم مصر وقبرص واليونان في آلية تعاون ثلاثي موسعة، تشمل المجالات العسكرية والسياسية، وتنسيق المصالح في شرق المتوسط، التي تنامت بعد اكتشافات الغاز الطبيعي في مياهه.
إلى ذلك، قال رئيس «الهلال الأحمر المصري» في شمال سيناء، خالد زايد، الخميس، إن «120 شاحنة مساعدات، و5 شاحنات وقود عبرت إلى قطاع غزة من معبر رفح، وتم تسليمها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) و(الهلال الأحمر الفلسطيني)»، لافتاً إلى أن «40 مصاباً فلسطينياً يرافقهم 30 من أقاربهم عبروا معبر رفح».
وذكر رئيس «الهلال الأحمر المصري» بشمال سيناء، بحسب ما أوردت وكالة «أنباء العالم العربي»، الخميس، أنه «تم تجهيز 250 شاحنة مساعدات وإرسالها إلى معبر العوجة وكرم أبو سالم لإنهاء إجراءات التفتيش تمهيداً للعبور إلى غزة، صباح الجمعة».
وتدعو مصر بشكل مُتكرر إلى تسهيل تدفق مزيد من المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة. وتشير مصر من وقت إلى آخر إلى «المعوقات التي تفرضها إسرائيل على عملية إدخال المساعدات إلى القطاع، والتي تُعقِّد من الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة». وأعلنت الإمارات، الخميس، عن إبحار مستشفى عائم متكامل متجه إلى قبالة سواحل مدينة العريش المصرية لتقديم الدعم الطبي اللازم إلى الفلسطينيين.