تأكيد أميركي - فرنسي على أهمية استقرار ليبيا

تكالة بحث مع القائم بأعمال السفارة السعودية سبل تعزيز العلاقات الثنائية

زيارة فيدان لمقر القوات التركية في طرابلس (الخارجية التركية)
زيارة فيدان لمقر القوات التركية في طرابلس (الخارجية التركية)
TT

تأكيد أميركي - فرنسي على أهمية استقرار ليبيا

زيارة فيدان لمقر القوات التركية في طرابلس (الخارجية التركية)
زيارة فيدان لمقر القوات التركية في طرابلس (الخارجية التركية)

وسط تأكيد أميركي - فرنسي على أهمية استقرار ليبيا، استهل وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، زيارته، الأربعاء، إلى العاصمة الليبية طرابلس، التي تعدّ الأولى من نوعها منذ توليه مهام منصبه، بزيارة مقرّ القوات العسكرية التركية العاملة هناك. وقالت الخارجية التركية في بيان مقتضب: إن هاكان زار قيادة المهام الليبية التابعة للقوات المسلحة التركية في طرابلس، في حين أظهرت الصور التي أرفقتها بالبيان عدم تواجد أي مسؤول ليبي رفقة المسؤول التركي خلال هذه الزيارة.

واستغل رئيس حكومة الوحدة «المؤقتة»، عبد الحميد الدبيبة، اجتماعه مع هاكان لتأكيد تقديره لما وصفه بدور تركيا في دعم الاستقرار في ليبيا، ودعم الجهود الدولية لإجراء الانتخابات، وإنهاء المراحل الانتقالية، لافتاً إلى أن اللقاء ناقش عدداً من الملفات السياسية والاقتصادية، وأوجه التعاون بين البلدين. وقال الدبيبة، اليوم (الأربعاء): إن فيدان نقل تحيات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان له والشعب الليبي، مؤكداً «أواصر الأخوة والتعاون بين البلدين».

كما نقل عن فيدان تأكيده بأن زيارته لليبيا تأتي في إطار توحيد الجهود بين البلدين، ومناقشة عدد من الملفات المشتركة بين البلدين، وكذلك الملفات الدولية، وأهمها ملف غـزة والعدوان عليها، ودعم الجهود الدولية لإجراء الانتخابات، وإضافة إلى التطورات في عدد من الدول الإقليمية بهدف تنسيق الجهود بين البلدين.

وكان فيدان قد وصل إلى العاصمة طرابلس في زيارته الأولى، بصفته وزيراً للخارجية.

لقاء السايح مع رئيس مصلحة الأحول المدنية (مفوضية الانتخابات)

من جهة ثانية، نقل رئيس المفوضية العليا للانتخابات، عماد السايح، عن رئيس مصلحة الأحوال المدنية، بشير عون، خلال اجتماعهما، اليوم، بطرابلس لبحث مستجدات عملية انتخاب المجالس البلدية، تأكيده على استعداد مصلحة الأحوال المدنية لدعم جاهزية المفوضية، وذلك من خلال تقديم قاعدة بيانات المستهدفين، بمن فيهم الذين بلغوا سن الثامنة عشرة، وكذلك المقيمون المسجلون في البلديات، وغيرها من البيانات ذات العلاقة بفتح سجل الناخبين.

في غضون ذلك، عدّ المبعوث الأميركي الخاص، ريتشارد نورلاند، أن ما وصفه بالاجتماع المهم، الذي عقدته اللجنة الرفيعة المستوى التابعة للاتحاد الأفريقي المعنية بليبيا، برئاسة رئيس الكونغو ساسو نغيسو، ومشاركة المنفي وزعماء إقليميين بارزين لدعم العملية السياسية وتعزيز المصالحة الوطنية في ليبيا «يعزز الجهود لإطلاق مفاوضات سياسية مع الفاعلين الرئيسيين».

وأعرب نورلاند في بيان، مساء أمس (الثلاثاء)، عن تطلع بلاده إلى مؤتمر المصالحة الوطنية، المقرر عقده نهاية أبريل (نيسان) المقبل في سرت، لافتاً إلى أن المصالحة الوطنية والمحلية تظل محوراً رئيسياً للمساعدة الأميركية، في إطار استراتيجية الولايات المتحدة لمنع الصراع وتعزيز الاستقرار.

من جانبه، أعلن رئيس المجلس الأعلى للدولة، محمد تكالة، أنه ناقش، مساء أمس، مع القائم بأعمال السفارة السعودية، أحمد بن عبد الله الشهري، العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيزها وتطويرها. ونقل عن الشهري إشادته بجهود المجلس الأعلى للدولة، الداعمة للمسار السلمي والحواري لتحقيق الاستقرار في ليبيا، والوصول للعملية الانتخابية بنزاهة وشفافية، مؤكداً «دعم بلاده لهذه الجهود والمساعي». كما أوضح خلال لقائه بعدد من أعضاء حراك الفعاليات الوطنية بمصراتة أهمية دور المجتمع المدني، والحراكات الشعبية الأهلية في ترسيخ قيم السلم المجتمعي، وتفعيل جهود المصالحة الوطنية، بما يحقق آمال وتطلعات المواطن في الوصول إلى انتخابات يقبلها الجميع.

اجتماع الدبيبة مع وزير الخارجية التركي (حكومة الوحدة)

بموازاة ذلك، أكد الدبيبة ضرورة توحيد الجهود من أجل التعامل مع أزمة ارتفاع منسوب المياه الجوفية في بلدية زليتن، في جوانبها كافة، وعدم العمل بشكل فردي، أو بطريقة غير علمية أو مهنية، مشيداً بجهود مؤسسة النفط وشركة المياه والصرف الصحي، وشركتي الخدمات العامة طرابلس ومصراتة وغيرها من الجهات، ومشدداً على ضرورة أن يكون عملها تحت اللجنة المركزية المشكّلة من مجلس الوزراء.

كما طمأن الدبيبة خلال اجتماع عقده بطرابلس، مساء أمس، مع مختلف أجهزة الحكومة أهالي زليتن، بأن الحكومة ومؤسساتها كافة لن تدخر جهداً حتى تعالج الأوضاع في المدينة بشكل علمي، ووفق جدول زمني سريع، مؤكداً ضرورة حصر الأضرار وتعويض المتضررين، وتوفير الإيجار لمستحقيه كافة.

الدبيبة ضرورة توحيد الجهود من أجل التعامل مع أزمة ارتفاع منسوب المياه الجوفية في بلدية زليتن (أ.ف.ب)

من جهته، قال سفير فرنسا لدى ليبيا، مصطفى مهراج، إنه بحث مع محافظ المصرف المركزي، الصديق الكبير، مستجدات توحيد المصرف وتحديات الاستقرار النقدي، بوصفه ركناً أساسياً في استقرار ليبيا. في حين أكد رئيس مجلس الشورى القطري، حسن بن عبد الله الغانم، أنه بحث، مساء الثلاثاء في الدوحة، مع رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، علاقات التعاون البرلماني القائمة بين الجانبين، وسبل تعزيزها وتطويرها. ونقل الغانم عن صالح من جانبه إشادته بالعلاقات الأخوية المتينة بين قطر وليبيا، مبرزاً حرص مجلس النواب على تعزيزها وتنميتها.

بدوره، نقل القائد العام للجيش الوطني، خليفة حفتر، عن وفد من مشايخ وأعيان قبيلة الحساونة، التقاه مساء الثلاثاء في بنغازي، تقديرهم للجهود الكبيرة التي قامت وتقوم بها قيادة الجيش في ضبط الأمن، وضمان استمراره في مناطق ومُدن الجنوب الليبي، بينما عبر حفتر عن شكره وتقديره لتقديم القبيلة أبنائها مثالاً يحتذى به في البطولة.


مقالات ذات صلة

لماذا تنتهي الاحتجاجات ضد «الوحدة» الليبية إلى «لا شيء»؟

تحليل إخباري جانب من احتجاجات مواطنين في طرابلس ضد حكومة الدبيبة بعد تصريحات المنقوش (أ.ف.ب)

لماذا تنتهي الاحتجاجات ضد «الوحدة» الليبية إلى «لا شيء»؟

شهدت بعض مناطق بغرب ليبيا مظاهرات متكررة بعضها جاء الأسبوع الماضي على خلفية اتهام حكومة «الوحدة» المؤقتة بـ«التطبيع مع إسرائيل».

جاكلين زاهر (القاهرة)
شمال افريقيا  القائم بأعمال سفارة أميركا خلال لقائه مع مسؤول المنطقة الحرة بمصراتة (القائم بالأعمال)

البعثة الأممية تدعو لـ«تحقيق فوري» في تعذيب محتجزين شرق ليبيا

دعت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، اليوم الأربعاء، للتحقيق في «مقاطع فيديو متداولة، تُظهر تعذيب وسوء معاملة لعدد من المحتجزين في سجن قرنادة».

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا إردوغان مستقبلاً الدبيبة بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)

إردوغان يبحث مستجدات الأزمة الليبية مع رئيس «الوحدة»

أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مباحثات مع رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، تناولت المستجدات في ليبيا، والعلاقات التركية - الليبية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شمال افريقيا ليبيون يصطفون انتظاراً للإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية نوفمبر الماضي (مفوضية الانتخابات)

ليبيا تترقب مرحلة ثانية من انتخابات محلية «أكثر تعقيداً»

يرجع متابعون أهمية خاصة لهذه الجولة الانتخابية كونها تستهدف «البلديات الأكبر وذات الأوزان السياسية المهمة وفي طليعتها طرابلس وبنغازي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا تدشين أولى رحلات الخطوط التركية بعد غياب دام سنوات (حكومة شرق ليبيا)

تركيا تواصل انفتاحها على شرق ليبيا بتدشين رحلات إلى بنغازي

دشنت وزارة الطيران المدني بحكومة شرق ليبيا وأعضاء بمجلس النواب وعدد من القيادات الأمنية والعسكرية مراسم عودة الرحلات الجوية بين تركيا وبنغازي بعد توقف دام سنوات

خالد محمود (القاهرة )

جزائريون يشنّون حملة بفرنسا ضد «تمجيد» أحد رموز الاستعمار

مظاهرة لجزائريين بمدينة ليون بفرنسا لإزالة اسم المارشال بيجو من شارع رئيسي (ناشطون جزائريون بفرنسا)
مظاهرة لجزائريين بمدينة ليون بفرنسا لإزالة اسم المارشال بيجو من شارع رئيسي (ناشطون جزائريون بفرنسا)
TT

جزائريون يشنّون حملة بفرنسا ضد «تمجيد» أحد رموز الاستعمار

مظاهرة لجزائريين بمدينة ليون بفرنسا لإزالة اسم المارشال بيجو من شارع رئيسي (ناشطون جزائريون بفرنسا)
مظاهرة لجزائريين بمدينة ليون بفرنسا لإزالة اسم المارشال بيجو من شارع رئيسي (ناشطون جزائريون بفرنسا)

في حين تغرق العلاقات بين الجزائر وباريس في دوامة من التوترات، جدّد جزائريون يعيشون بوسط فرنسا حملة سبق أن أطلقوها في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لنزع اسم حاكم عسكري بالجزائر خلال القرن الـ19، اشتهر بالبطش ضد قبائل قادت ثورات عسكرية، بهدف طرد الاستعمار الفرنسي من البلاد.

مبادرة الجالية الجزائرية في فرنسا تأتي في وقت تتفاقم فيه التوترات بين الرئيسين الجزائري والفرنسي (الرئاسة الجزائرية)

القصة بدأت قبل عدة أسابيع، عندما بدأت «جمعية فرنسيين من أصول جزائرية» تنشط بمدينة ليون، تضغط على عمدتها غريغوري دوسيه، من أجل استبدال اسم المارشال توماس بيجو (1784-1849) من شارع رئيسي بالدائرة السادسة بالمدينة، بحجة أن «الإبقاء عليه تمجيدٌ لمجرم حرب، وإهانة لنا، ولجميع الفرنسيين الذين يؤمنون بقيم الجمهورية والقيم الإنسانية لبلدنا فرنسا»، وفق ما كتبه ناشطو الجمعية في حساباتهم بالإعلام الاجتماعي.

ونظم مئات الأشخاص، عدد منهم يحمل جنسيتي البلدين، وآخرون هاجروا من الجزائر إلى فرنسا في بداية الألفينات، مظاهرة الأحد الماضي في الشارع، الذي يحمل اسم بيجو، لمطالبة رئيس البلدية دوسيه بإلغاء اسمه من المكان، على أساس أنه «عرف بمجازره التي ارتكبها في الجزائر في القرن التاسع عشر».

ووصف المتظاهرون أنفسهم بأنهم «أبناء مئات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال، الذين تم خنقهم وحرقهم أحياء على يد مارشال فرنسا توماس بيجو»، الذي حكم الجزائر من 1830 إلى 1840.

اسم المارشال بيجو على اللوحة في باريس قبل نزعه (متداولة)

ويناضل المحتجون ليحمل الشارع، الذي يقع بالقرب من القنصلية الجزائرية، اسم «شارع 17 أكتوبر 1961»، تكريماً لـ297 جزائرياً نكّل بهم محافظ شرطة باريس، موريس بابون، عندما خرجوا في مظاهرات في ذلك التاريخ لدعم ثورة التحرير (1954-1962)، التي كانت على وشك الحسم مع الاستعمار.

ووفق الصحافة المحلية في ليون، فقد أعلن غريغوري دوسيه منذ فترة عن دعمه لفكرة تغيير تسمية شارع بيجو، وأكدت أنه «من المتوقع أن تطلق مدينة ليون في الأسابيع المقبلة لجنة من الخبراء لإجراء جرد للشارع والتماثيل، وكذا اللوحات والمواقع التي تُثير الجدل، وتقديم حلول لكل منها».

عمدة مدينة ليون غريغوري دوسيه (حسابه الخاص بالإعلام الاجتماعي)

من جهته، أعلن «الاتحاد الجزائري»، وهو جمعية للمهاجرين الجزائريين في فرنسا، عزمه رفع دعوى قضائية ضد دوسيه بتهمة «تمجيد جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية»، مقترحاً أن يصبح شارع بيجو «شارع كاميل بلان»، عمدة إيفيان-ليه-بان، الذي جرى اغتياله عام 1961 من قِبَل «منظمة الجيش السري»، في حين كان يناضل من أجل السلام في الجزائر.

وقتلت هذه المنظمة المئات من الأشخاص في الجزائر غداة الإعلان عن استقلالها عام 1962، رافضة فكرة خروج فرنسا منها.

عمدة باريس تشرف على إعادة تسمية الشارع بالدائرة 16 (بلدية باريس)

وفي حين يستمر الجدل في ليون، حسمت عمدة باريس، آن هيدالغو، القضية نفسها عندما نزعت في 14 من أكتوبر الماضي، اسم المارشال بيجو من طريق رئيسي بالدائرة رقم 16 «بسبب دوره السيئ في الجزائر؛ حيث ارتكب ما يمكن أن يعد اليوم جرائم حرب»، وفق بيان للعمدة التي تنتمي لليسار، والتي سمّت الطريق نفسه باسم هوبرت جيرمان، أحد رموز تحرير فرنسا من ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية.

وتتزامن هذه التطورات مع اقتراب العلاقات بين البلدين من القطيعة، بعد أن اشتدت الأزمة بين البلدين في يوليو (تموز) الماضي، عندما أعلنت باريس دعمها خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء، وهو ما أثار سخط الجزائر، التي سحبت سفيرها فوراً، وألغت ترتيبات زيارة كانت ستقود الرئيس عبد المجيد تبون إلى فرنسا في خريف العام الماضي.

جانب من المظاهرة بدعم من الحزب الشيوعي الفرنسي (متداولة)

ومع ذلك ظل هدير الأزمة صامتاً، على الرغم من الحملات التي شنّها اليمين الفرنسي المتطرف بهدف إلغاء «اتفاق الهجرة 1968»، الذي يؤطر مسائل الإقامة والدراسة والعمل والتجارة، و«لمّ الشمل العائلي»، بالنسبة للجزائريين في فرنسا.