قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، إن «المجتمع الدولي بحاجة إلى التحرك من منطلق زيادة الشعور بالضرورة الملحة» بشأن السودان، مضيفاً: «يجب ألا ننسى السودان».
وكان غريفيث يتحدث إلى الصحافيين في مقر المنظمة الدولية بجنيف الأربعاء، عندما عدّ «المجتمع الدولي لا يزال ينسى السودان»، وزاد: «هناك نوع معين من القسوة فيما يتعلق بعالم العمل الإنساني وهو التنافس في المعاناة والتنافس بين المناطق: أعاني أكثر منك لذا أحتاج للحصول على مزيد من الاهتمام ومزيد من المال».
ومنذ أبريل (نيسان) الماضي، يدور قتال بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، ونائبه السابق قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وفشلت الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى مفاوضات سلام حتى الآن.
وأعلن غريفيث، الأربعاء، أن «طرفي النزاع السوداني اتفقا على عقد اجتماع، على الأرجح في سويسرا، لبحث مسألة إيصال المساعدات الإنسانية». وقال: «خلال الأسبوعين الماضيين، أجريت اتصالات مع القائدين العسكريين (البرهان، وحميدتي) للوفاء بالتزامهما» بشأن إيصال المساعدات.
وأشار إلى أنه تمت دعوتهما لاجتماع ترعاه الأمم المتحدة بين ممثلين عن الطرفين المتحاربين في السودان لبحث إيصال المساعدات الإنسانية لسكان السودان الذين يحتاج نصفهم تقريباً، أي حوالي 25 مليون شخص، للمساعدة.
وأكد غريفيث أن «كلاً منهما قال نعم، وأعرب عن سعادته بالحضور». مضيفاً «لكنني أنتظر تأكيد موعد ومكان الاجتماع»، مشيراً إلى أن الطرفين «اقترحا القدوم إلى سويسرا».
وأشار غريفيث إلى أن ما يشغله ليس مكان الاجتماع ولكن أن يناقش الطرفان إمكانية وصول المساعدات الإنسانية.
وأعرب عن أمله في أن يتم هذا الاجتماع حضورياً، وعن استعداده لتنظيم أول اتصال «افتراضي» بداية من الأسبوع المقبل.
وأعلنت الأمم المتحدة، الأربعاء، أنها بحاجة إلى 4.1 مليار دولار في 2024 لتوفير مساعدة إنسانية للسكان في السودان الذي يشهد حرباً أهلية، وللاجئين منهم في الدول المجاورة.
وتقول الأمم المتحدة إن نصف سكان السودان، أي نحو 25 مليون شخص، يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية والحماية، في حين فر أكثر من 1.5 مليون إلى جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان.
في غضون ذلك التقى المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة، بمقر المركز في الرياض، الأربعاء، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، رمطان لعمامرة.
وجرى خلال اللقاء مناقشة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك المتصلة بالشؤون الإغاثية والإنسانية ومستجدات العمل الإنساني في السودان.
ونوّه لعمامرة بالمشاريع الإنسانية والإغاثية التي نفذتها المملكة من خلال ذراعها الإنسانية «مركز الملك سلمان للإغاثة» للتخفيف من معاناتهم الإنسانية.
وفي السياق ذاته، استقبل نائب وزير الخارجية المهندس وليد بن عبد الكريم الخريجي، في الرياض، المستشار الأميركي الخاص بالسودان دانيال روبنشتاين.
ووفق بيان، جرى خلال الاستقبال بحث مستجدات الأوضاع الراهنة في السودان، بالإضافة إلى مناقشة القضايا الدولية الإقليمية والجهود المبذولة بشأنها.