الأمم المتحدة تدخل على خط أزمة مياه زليتن الجوفية

البرلمان الليبي عدَّ المدينة «منكوبة»

فريق من مكتب «منظمة الصحة العالمية» في ليبيا يتفقد أوضاع زليتن (المنظمة العالمية على إكس)
فريق من مكتب «منظمة الصحة العالمية» في ليبيا يتفقد أوضاع زليتن (المنظمة العالمية على إكس)
TT

الأمم المتحدة تدخل على خط أزمة مياه زليتن الجوفية

فريق من مكتب «منظمة الصحة العالمية» في ليبيا يتفقد أوضاع زليتن (المنظمة العالمية على إكس)
فريق من مكتب «منظمة الصحة العالمية» في ليبيا يتفقد أوضاع زليتن (المنظمة العالمية على إكس)

أعلن مجلس النواب الليبي مدينة زليتن بغرب البلاد، التي تعاني من ارتفاع منسوب المياه الجوفية: «مدينة منكوبة»، في وقت دخلت فيه الأمم المتحدة على خط الأزمة، بعد أكثر من شهر على الظاهرة التي لا تزال تحير الخبراء المحليين والدوليين.

جانب من البِرَك التي خلَّفتها المياه الجوفية في زليتن غرب ليبيا (مكتب منظمة الصحة العالمية في ليبيا)

وقال عبد الله بليحق، المتحدث باسم مجلس النواب، اليوم (الاثنين) إن المجلس «خصص مبلغاً مالياً لمواجهة الأزمة، وكلَّف الحكومة بمتابعة الوضع في المدينة». ومنذ نهاية العام الماضي، وحتى الآن، تتصاعد شكاوى سكان زليتن، البالغ عددهم 350 ألف نسمة، من انبعاث مياه جوفية بشكل كبير من أسفل منازلهم، وفي ساحات عديدة بالمدينة، الأمر الذي أدى إلى تضرر مئات المنازل.

وقالت جورجيت غانيون، نائبة بعثة الأمم المتحدة، ومنسقة الشؤون الإنسانية، اليوم (الاثنين) إن المنظمة الدولية «ملتزمة بالعمل مع السلطات، وتقديم الدعم الفني لتقييم الوضع، والعمل معاً لتحديد استراتيجيات الاستجابة العاجلة لمعالجة المخاطر المحتملة على الأشخاص والمجتمعات المتضررة جراء ارتفاع منسوب المياه الجوفية».

وقام اليوم فريق من «منظمة الصحة العالمية» بالتنسيق مع وزارة الصحة بحكومة «الوحدة» بزيارة ميدانية إلى زليتن، لتقييم المخاطر المحتملة على الصحة العامة والصحة البيئية، الناجمة عن ارتفاع المياه الجوفية في الشوارع والمنازل في البلدية.

ولم يحدد مجلس النواب المبلغ الذي خصصه لمدينة زليتن؛ لكن رئيس الحكومة الليبية أسامة حمّاد، سبق أن خصص 10 ملايين دينار للبلدية في ما يخص الطوارئ. (الدولار يساوي 4.82 دينار في السوق الرسمية)، بالإضافة إلى عقد إنشاء شبكة رشح وتصريف في المحال المتضررة بقيمة 16 مليون دينار.

وبعد 4 أيام من وصول فريق خبراء إنجليزي إلى زليتن، استدعته حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، الجمعة الماضي، أعلنت حكومة «الاستقرار» بقيادة أسامة حمّاد، عن وصول فريق مصري للاستشارات الهندسية للمساعدة على تشخيص أزمة تدفق المياه الجوفية.

وقالت حكومة حمّاد في تصريح صحافي، اليوم، إن الفريق المصري سيعمل بالتنسيق معها على درس ظاهرة ارتفاع منسوب المياه الجوفية، وتقديم التقارير الفنية والعلمية حول هذه الظاهرة، وإيجاد الحلول العاجلة بما يخدم أهالي المدينة.

وتقول السلطات المحلية إنها تعمل بشكل متسارع على إزالة المياه التي حوَّلت كثيراً من شوارع زليتن إلى برك ومستنقعات؛ لكنها سرعان ما تتجمع سريعاً، وسط مناشدة المواطنين للحكومة «سرعة إنقاذ منازلهم، بعدما هبط بعضها عن سطح الأرض».

ووصل فريق من الخبراء الأجانب إلى زليتن الجمعة الماضي، بقصد تشخيص أسباب هذه الظاهرة التي باتت تشكل «كارثة إنسانية وبيئية»، حسب أعضاء مجلس زليتن البلدي. وقال الفريق اليوم إن أزمة ارتفاع منسوب المياه: «لن تُحل بشكل جذري في شهر أو شهرين؛ لكنها تحتاج إلى دراسة دقيقة».

وحرصت الحكومتان المتنازعتان على السلطة على إثبات اهتمامهما بالأزمة التي ضربت المدينة، في ظل اتهامات لهما بأن تحركاتهما لم تواكب حجم الكارثة.


مقالات ذات صلة

ليبيا تترقب مرحلة ثانية من انتخابات محلية «أكثر تعقيداً»

شمال افريقيا ليبيون يصطفون انتظاراً للإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية نوفمبر الماضي (مفوضية الانتخابات)

ليبيا تترقب مرحلة ثانية من انتخابات محلية «أكثر تعقيداً»

يرجع متابعون أهمية خاصة لهذه الجولة الانتخابية كونها تستهدف «البلديات الأكبر وذات الأوزان السياسية المهمة وفي طليعتها طرابلس وبنغازي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا تدشين أولى رحلات الخطوط التركية بعد غياب دام سنوات (حكومة شرق ليبيا)

تركيا تواصل انفتاحها على شرق ليبيا بتدشين رحلات إلى بنغازي

دشنت وزارة الطيران المدني بحكومة شرق ليبيا وأعضاء بمجلس النواب وعدد من القيادات الأمنية والعسكرية مراسم عودة الرحلات الجوية بين تركيا وبنغازي بعد توقف دام سنوات

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا الدبيبة ووزيرة العدل في حكومته المؤقتة (وزارة العدل)

ليبيا: مطالب بالتحقيق في وقائع «تعذيب» بسجن خاضع لنفوذ حفتر

أدانت حكومة «الوحدة» الليبية على لسان وزارة العدل التابعة لها، «استمرار ممارسات التعذيب والإخفاء القسري» في إشارة إلى تسريبات سجن قرنادة في شرق ليبيا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الدبيبة مستقبلاً وزير القوات المسلحة السنغالي (حكومة الوحدة)

الدبيبة يبحث تعزيز التعاون العسكري مع السنغال

قالت حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة إن رئيسها عبد الحميد الدبيبة ناقش سبل تعزيز التعاون العسكري بين ليبيا والسنغال.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا النائب العام الليبي المستشار الصديق الصور (مكتب النائب العام)

تسريبات «قديمة» لتعذيب سجناء تعيد مطالب فتح ملف المعتقلات الليبية

تداول ليبيون على نطاق واسع مقاطع فيديو قالوا إنها من داخل سجن «قرنادة» بمدينة شحّات بشرق البلاد وتظهر الاعتداءات على سجناء شبه مجردين من ملابسهم بالضرب.

جمال جوهر (القاهرة)

البرهان: الحرب لن تتوقف إلا بالقضاء على «الدعم السريع»

رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)
رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)
TT

البرهان: الحرب لن تتوقف إلا بالقضاء على «الدعم السريع»

رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)
رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)

أكد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، اليوم (الثلاثاء)، أن انتصارات الجيش ستتواصل، وإن الحرب لن تتوقف إلا بالقضاء على «قوات الدعم السريع».

وقال البرهان مخاطباً حشوداً في بورتسودان: «عهدنا مع الشعب السوداني، ولن يهدأ لنا بال إلا بالقضاء على هذه الميليشيا المتمردة ودحرها».

وأشار رئيس مجلس السيادة إلى استمرار المعارك العسكرية على كل المحاور، داعياً المسلحين إلى إلقاء السلاح. وقال: «كل من ترك السلاح نرحب به».

واستعاد الجيش السوداني، يوم السبت، مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة في وسط السودان بعد أن سيطرت عليها «قوات الدعم السريع» لفترة طويلة.

واندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«الدعم السريع» في أبريل (نيسان) 2023 بعد خلاف حول خطط لدمج «الدعم السريع» في القوات المسلحة في خضم عملية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للتحول إلى حكم مدني بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في 2019.