دعت مصر إلى تسهيل تدفق مزيد من المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة، محذرةً من «اتساع الصراع في المنطقة». وأعاد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، التحذير من «مغبة استمرار الأزمة في غزة، واتساع دائرة الصراع، والزج بالمنطقة في سيناريوهات وشيكة لا يُمكن التنبؤ بعواقبها، وبدأت تظهر ملامحها في التوترات التي تشهدها منطقة جنوب البحر الأحمر، وتأثيراتها على أمن الملاحة الدولية».
ودعا شكري خلال لقاءات مع مسؤولين أوروبيين، في بروكسل، الثلاثاء، إلى «ضرورة وقف إطلاق النار في غزة».
إضافة إلى ذلك، التقى القائد العام للقوات المسلحة المصرية، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، محمد زكي، الثلاثاء، في القاهرة، منسق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمجلس الأمن القومي الأميركي، بريت ماكجيرك. وحسب إفادة للمتحدث العسكري المصري، تناول اللقاء مناقشة الأوضاع في ظل الأزمة الراهنة بقطاع غزة، وانعكاس ذلك على الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك أهمية «تضافر الجهود لتهدئة الأوضاع والحفاظ على أرواح المدنيين، والدور المصري الفاعل في استمرار تدفق المساعدات الإنسانية للفلسطينيين».
واستقبل مطار العريش الدولي في شمال سيناء، الثلاثاء، طائرة مساعدات من قطر تحمل 3.4 طن لصالح قطاع غزة. وقال مصدر مسؤول في مطار العريش، إن «إجمالي الطائرات التي وصلت إلى مطار العريش منذ 12 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؛ بلغ 509 طائرات، من بينها 416 طائرة حملت أكثر من 13.5 ألف طن من المساعدات المتنوعة ومواد الإغاثة إلى قطاع غزة، مقدمة من 50 دولة عربية وأجنبية ومنظمة إقليمية ودولية، بجانب 93 طائرة حملت وفوداً رسمية وتضامنية عربية ودولية».
والتقى شكري خلال زيارته العاصمة البلجيكية بروكسل، على هامش الاجتماع العاشر لمجلس المشاركة بين مصر والاتحاد الأوروبي، رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال. ووفق إفادة لمتحدث وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، الثلاثاء، فإن اللقاء تناول التطورات الإقليمية والأوضاع في غزة. واستعرض الوزير شكري جهود مصر في حل الأزمة الراهنة في قطاع غزة، وضمان النفاذ المستدام لأكبر مقدار من المساعدات الإنسانية إلى القطاع، للتخفيف من الأوضاع الإنسانية المتردية في القطاع؛ مشيراً في هذا السياق إلى «المعوقات التي تفرضها إسرائيل على عملية إدخال المساعدات، والتي تُعقد من الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة الذي أصبح أغلب سكانه من النازحين».
وشدد شكري على «حتمية إيجاد مسار سياسي لتسوية القضية الفلسطينية يقوم على حل الدولتين، للوصول إلى حل شامل ومستدام لها، باعتباره السبيل الوحيدة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة». في حين شدد رئيس المجلس الأوروبي على أن التحديات الإقليمية الراهنة «أثبتت الدور المحوري والإقليمي لمصر كركيزة للأمن والاستقرار في المنطقة التي أصبحت تموج بالاضطرابات، كما أثبتت كون مصر شريكاً يُمكن الاعتماد عليه والوثوق به في مواجهة هذه التحديات».
وفي لقاء آخر ببروكسل، الثلاثاء، استعرض شكري مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي، ديفيد ماك ألستر، محددات الموقف المصري إزاء الأزمة في غزة، وكذلك الأوضاع الإنسانية المتدهورة في القطاع، وما تفرضه من حتمية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2720 لـ«تسهيل وتنسيق ومراقبة عملية إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، لضمان نفاذ المساعدات الإنسانية للفلسطينيين بشكل كامل ومستدام».
وأكد ماك ألستر أهمية الدور الذي تضطلع به مصر في حل الأزمة الكارثية الراهنة في قطاع غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية لسكان القطاع، مشدداً على ما تمثله مصر من ركيزة للأمن والاستقرار في المنطقة، ودعم لجنة الشؤون الخارجية للدور المصري وتعويلها عليه لإنهاء هذه الأزمة.
وحسب بيان لـ«الخارجية المصرية»، الثلاثاء، تناول اللقاء تبادل التقييمات بشأن التطورات التي يشهدها أمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر، ارتباطاً بالأزمة في غزة، وكذلك الأوضاع في السودان. وتم التوافق خلال اللقاء على «أهمية استمرار قنوات التواصل بينهما بهدف التشاور والتنسيق الوثيق حول التحديات المشتركة التي تواجه الإقليم».
وفي لقاء ثالث، نوه وزير الخارجية المصري خلال لقاء رئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا، بأهمية الدور الذي يُمكن أن يضطلع به البرلمان الأوروبي في المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة، والالتفات إلى معاناة الفلسطينيين غير المسبوقة على مدار أكثر من مائة يوم من الحصار والتجويع والاستهداف.
في غضون ذلك، أكد وزير المالية المصري، محمد معيط، أن «هناك تنسيقاً متواصلاً مع كل الجهات المعنية في مصر، لتسهيل إنفاذ المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في أسرع وقت ممكن، من خلال المنافذ الجمركية»، موضحاً في تصريحات، الثلاثاء، أن «الموانئ المصرية تعمل على مدار الساعة لإنهاء الإجراءات الجمركية لشحنات الإغاثة وتوجيهها إلى معبر رفح».