ليبيا: إنهاء إغلاق «الشرارة» النفطي بعد منح محتجين ضمانات

صالح يعلن «دعمه الكامل» للانتخابات المقبلة

منظر عام من «حقل الشرارة النفطي» (أرشيف - رويترز)
منظر عام من «حقل الشرارة النفطي» (أرشيف - رويترز)
TT

ليبيا: إنهاء إغلاق «الشرارة» النفطي بعد منح محتجين ضمانات

منظر عام من «حقل الشرارة النفطي» (أرشيف - رويترز)
منظر عام من «حقل الشرارة النفطي» (أرشيف - رويترز)

أنهى محتجون في جنوب ليبيا، اعتصامهم بـ«حقل الشرارة النفطي»، بعد التوصل لاتفاق مع فرحات بن قدارة رئيس «المؤسسة الوطنية للنفط»، بضمانات من «الجيش الوطني» المتمركز في شرق البلاد بقيادة المشير خليفة حفتر، فيما تنصل «مجلس الدولة»، من إحدى كتله، بعدما طالبت برفض قبول اعتماد جنيفر جافيتو، المرشحة لمنصب السفير الأميركي الجديد لدى ليبيا، بدعوى دعمها لـ«العدوان الإسرائيلي» على قطاع غزة.

وقال بيان مقتضب للمحتجين، الأحد، إنهم قرروا تعليق اعتصامهم في «حقل الشرارة النفطي»، بعد تعهد بن قدارة بتنفيذ مطالبهم، تزامناً مع إعلان رمضان بوجناح نائب رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة، إعادة فتح الحقل بدءاً من الأحد، لافتاً إلى استجابة الحكومة التي يترأسها عبد الحميد الدبيبة، لتنفيذ معظم مطالب المحتجين، بما في ذلك نقل مقر «شركة أكاكوس» للجنوب.

وكانت «المؤسسة الوطنية للنفط»، فرضت في السابع من الشهر الحالي، حالة «القوة القاهرة» في «حقل الشرارة»، وهو أكبر حقل نفطي في البلاد، بعد أن تم إغلاقه من قبل سكان محليين، احتجاجاً على نقص إمدادات الوقود، وسوء الخدمات الأساسية في الجنوب.

ويقع الحقل على بُعد نحو 900 كيلومتر جنوب العاصمة طرابلس، ولديه القدرة على إنتاج أكثر من 300 ألف برميل من النفط الخام يومياً.

وإلى ذلك، نفى المكتب الإعلامي لمجلس الدولة، في بيان مقتضب مساء السبت، وجود ما يدعى «كتلة التوافق الوطني داخل المجلس»، مؤكداً أن لائحته الداخلية تمنع التكتلات، مما يجعلها «غير رسمية أو معتبرة».

وأصدرت هذه الكتلة في السابق عدة بيانات سياسية، دعت فيها المجلس الرئاسي ومجلس النواب، إلى رفض اعتماد جنيفر جافيتو، التي أعلن البيت الأبيض مؤخراً ترشيحها لخلافة ريتشارد نورلاند، في منصب السفير الأميركي لدى ليبيا، على خلفية مواقفها العلنية الداعمة لـ«العدوان» على غزة.

لقاء صالح مع رئيس مفوضية الانتخابات (مجلس النواب الليبي)

بدوره، أعلن عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، دعمه الكامل للانتخابات المقبلة، مثمناً الجهود التي تبذلها المفوضية العُليا للانتخابات «في سبيل إنجاز هذه الاستحقاقات الوطنية».

وقال صالح إنه بحث، مساء السبت، بمدينة القبة، مع عماد السايح رئيس المفوضية، الاستعدادات لإجراء انتخابات المجالس البلدية، واطلع على التجهيزات الفنية التي قامت بها المفوضية لفتح سجل الناخبين خلال الأيام المقبلة، والخطط التنفيذية التي وضعتها لضمان إجراء هذه الانتخابات بأعلى معايير النزاهة.

بدوره تفقد السايح، مساء السبت، مكتبي الإدارة الانتخابية في القبة ودرنة، لمتابعة الاستعدادات لانتخاب المجالس البلدية.

اجتماع الكوني مع القائم بالأعمال السعودي في طرابلس أحمد بن عبد الله الشهري (المجلس الرئاسي الليبي)

في غضون ذلك، أكد موسى الكوني عضو المجلس الرئاسي، خلال اجتماعه الأحد مع القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية أحمد بن عبد الله الشهري، على «دور السعودية المحوري في المنطقة العربية لإحلال السلام في الدول التي تعاني من عدم الاستقرار»، وأعرب عن ثقته في جهودها «التي ستفضي لإنهاء حالة الانسداد السياسي بالتعاون مع الدول المهتمة بالشأن الليبي».

ونقل عن الشهري، تأكيده استمرار دعم السعودية لجهود «المجلس الرئاسي» التي تهدف لتحقيق الاستقرار من أجل الوصول بليبيا للاستحقاق الانتخابي، الذي يتطلع إليه الشعب الليبي.

بموازاة ذلك، كان رئيس «المجلس الرئاسي» محمد المنفي، ناقش مساء السبت، مع الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش، على هامش أعمال القمة الـ19 لرؤساء دول وحكومات «حركة عدم الانحياز»، بالعاصمة الأوغندية، تطورات العملية السياسية في ليبيا «ودور المجلس الرئاسي في دعم الحوار السياسي الشامل بين الأطراف الليبية، وفي قيادة عملية المصالحة الوطنية». كما أشاد المنفي «بدور غوتيريش ومواقفه تجاه الأزمة الإنسانية في غزة، ودعواته المتواصلة للوقف الفوري لإطلاق النار».

حفتر يزور مقراً للتصنيع الحربي (الجيش الوطني الليبي)

إلى ذلك، تفقد المُشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني»، مساء السبت، في مدينة بنغازي بشرق البلاد، مقرّ التصنيع الحربي برئاسة أركان الوحدات الأمنية، الذي يُعد الأول في ليبيا من حيث تخصصه في تصنيع التجهيزات العسكرية لجنود وعناصر الجيش؛ وفقاً للمواصفات العالمية.

وأشاد حفتر بجهود نجله خالد «في رئاسة أركان الوحدات الأمنية الساعية لتحقيق الاكتفاء بالقطاعات والاحتياجات العسكرية كافة».

من جهتها، قالت السفارة الأميركية في بيان لها الأحد، إن مسؤولها للشؤون العامة ونائبته ناقشا مع وكيلة وزارة الشباب بحكومة «الوحدة» رندة غريب وممثلين آخرين من الوزارة «تعميق التعاون في مجالات تعليم الشباب وتمكينهم»، معربة عن التطلع إلى «الشراكة مع الوزارة في الجهود المبذولة لتوسيع مشاركة الشباب في جميع أنحاء ليبيا».

على صعيد آخر، اجتمع الدبيبة، مساء السبت، خلال تفقده بلدية زليتن بأهالي بعض المحلات المتضررة من ارتفاع منسوب المياه الجوفية، حيث وجه بضرورة معالجة المطالب المقدمة كافة من الأهالي المتمثلة في حصر الأضرار وتعويضها ودفع بدل إيجار للعائلات المتضررة، وتكليف لجنة متابعة من مجلس الوزراء تتولى الإجراءات المتعلقة باستكمال الدراسات الفنية من قبل استشاري دولي، وتنفيذ نتائجه.


مقالات ذات صلة

شمال افريقيا حفتر خلال استقباله في بنغازي وفداً من مشايخ وحكماء الزاوية بغرب ليبيا (القيادة العامة)

وفود قبائلية ليبية تواصل طَرق باب حفتر وتُربك حسابات «الخصوم»

يعتقد مسؤول سياسي ليبي بشرق البلاد أن زيارات وفود من غرب وجنوب وشمال ليبيا إلى مقر القيادة العامة بشرق البلاد «أحدثت تغيراً كبيراً بالمعادلة السياسية والأمنية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر (رويترز) play-circle 00:52

حفتر: الدولة الليبية باتت عاجزة عن أداء مهامها

قال قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر، الاثنين، إن الدولة الليبية «أصبحت عاجزة عن أداء مهامها».

«الشرق الأوسط» (طرابلس)
شمال افريقيا عناصر أمنية ليبية في تمركز أمني بالعاصمة طرابلس (وزارة الداخلية)

غضب في طرابلس ضد جهاز أمني يقوده شقيق وزير داخلية «الوحدة»

يرى حقوقيون ليبيون أن سلوك «جهاز الأمن العام» بطرابلس «يعكس نمطاً مستمراً في سجل الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني».

علاء حموده (القاهرة)
شمال افريقيا صور وزعتها إدارة الشرطة العسكرية لدورياتها بطرابلس

تأهب عسكري في العاصمة الليبية لـ«تعزيز الاستقرار»

أعلنت إدارة الشرطة العسكرية في غرب ليبيا وضع وحداتها داخل العاصمة طرابلس بحالة استعداد تام لتنفيذ توجيهات المستويات العليا الهادفة إلى تعزيز الأمن والاستقرار.

خالد محمود (القاهرة)

خروقات تبطل أكثر من رُبع نتائج المرحلة الأولى من انتخابات «النواب» المصري

رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات حازم بدوي لحظة إعلان نتائج المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية المصرية (لقطة مثبتة)
رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات حازم بدوي لحظة إعلان نتائج المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية المصرية (لقطة مثبتة)
TT

خروقات تبطل أكثر من رُبع نتائج المرحلة الأولى من انتخابات «النواب» المصري

رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات حازم بدوي لحظة إعلان نتائج المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية المصرية (لقطة مثبتة)
رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات حازم بدوي لحظة إعلان نتائج المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية المصرية (لقطة مثبتة)

أبطلت الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر، الثلاثاء، أكثر من ربع نتائج المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان)، بواقع 19 دائرة انتخابية، موزعة على 7 محافظات، بعد رصد «خروقات» شابت العملية الانتخابية، في خطوة غير مسبوقة منذ سنوات، دفعت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للتدخل.

وقال السيسي، الاثنين، إن «الأحداث التي وقعت في بعض الدوائر الانتخابية التي جرت فيها منافسة بين المرشحين على المقاعد الفردية، تخضع لفحص الهيئة الوطنية للانتخابات دون غيرها»، داعياً الهيئة إلى عدم التردد في الإلغاء الكامل للمرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب، حال ثبوت ذلك.

مصرية تدلي بصوتها في المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية (المجلس القومي للمرأة)

وعلى وقْع ترقّب واسع من المصريين بلغ سيناريوهات إلغاء نتائج الانتخابات بالكامل، قال المستشار حازم بدوي، رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، خلال مؤتمر صحافي لإعلان النتيجة الرسمية، الثلاثاء، إن الهيئة «رصدت مخالفات مُثبتة» في الدوائر الـ19 التي جرى إبطال نتائجها، من بين 70 دائرة، موضحاً أن القرار اتُّخذ «حفاظاً على إرادة الناخبين». وشدّد قائلاً: «لا تستُّر على أي مخالفة أو مُخالِف».

وشملت المحافظات التي أُلغيت فيها النتائج الجيزة، الإسكندرية، البحيرة، الفيوم، أسيوط، قنا، وسوهاج، واستحوذت محافظتا قنا وسوهاج وحدهما على 11 دائرة من بين الدوائر التي تقرَّر إعادتها.

وعزت الهيئة قرارها إلى مخالفات عدة في تلك الدوائر؛ منها عدم تسليم المرشح صورة من محضر حصر الأصوات، والتفاوت في عدد الأصوات بين اللجان الفرعية والعامة، وهي التي عدَّها رئيس الجهاز التنفيذي للهيئة الوطنية للانتخابات، أحمد بنداري، «عيوباً جوهرية تنال من نزاهة عمليتَي الاقتراع والفرز».

وأكد البنداري أن الإلغاء «يأتي وفقاً للمادة (54) من قانون مباشرة الحقوق السياسية»، مشيراً إلى أن عدد التظلمات التي تلقّتها الهيئة بلغ 88 تظلماً، وجرت مراجعتها قبل إعلان القرار.

وأعلن المستشار حازم بدوي فوز «القائمة الوطنية من أجل مصر»، وتضم 12 حزباً سياسياً، بعد تجاوزها النسبة القانونية بحصولها على أكثر من 5.2 مليون صوت في قطاعات شمال ووسط وجنوب الصعيد، بنسبة مشاركة بلغت 23.37 في المائة، وبلغت نسبة الأصوات الصحيحة نحو 92 في المائة من الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم.

مرشحون تابعون لحزب «مستقبل وطن» خلال مؤتمر انتخابي (الصفحة الرسمية للحزب)

وأُجريت الانتخابات في مرحلتها الأولى يوميْ 10و11 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وشملت 14 محافظة، تنافس فيها 1281 مرشحاً بالنظام الفردي داخل 70 دائرة انتخابية، عبر 5606 لجان فرعية يحقّ لـ35 مليون ناخب الإدلاء بأصواتهم فيها.

كان الرئيس المصري قد علّق على الجدل المُثار، مُلوّحاً بإمكان «إلغاء بعض النتائج أو حتى جميعها»، قائلاً إن «اختيار الشعب هو الأساس». ولقي موقفه ترحيباً واسعاً، بينما عدّه آخرون فرصة للدعوة إلى «إصلاح شامل» للمجال السياسي.

جاء ذلك على وقْع نقاشات سياسية واسعة، وتداول نشطاء ومدوّنين مقاطع مصوّرة تُوثّق شكاوى عدد من المرشحين بشأن «مخالفات وتزوير»، بينها استغاثة لمرشح في محافظة البحيرة موجّهة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومقطع آخر يُظهر «فرزاً مبكراً» داخل لجنة بدائرة المنتزه في الإسكندرية، وأقرّت الهيئة بصحة الفيديو الأخير، وقررت استبعاد الصندوق محل الطعن.

وعقب قرار إلغاء الاقتراع في 19 دائرة انتخابية، أبدى حزب «الوفد» تفاؤله بتغير في المشهد الانتخابي، في حين أشاد حزب «حماة الوطن» بـ«الهيئة الوطنية للانتخابات؛ لحرصها على إعمال مبدأ الشفافية والنزاهة في إعلان نتائج انتخابات مجلس النواب»، مشيراً إلى أن «النتيجة جاءت معبرة عن اختيارات الشارع المصري، وتعبيراً عن إرادته الحرة».

ولا يستبعد عضو مجلس الشيوخ والقيادي بحزب «الوفد» ياسر قورة حدوث مفاجآت في المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية مدفوعة بشعور لدى المواطنين بمتابعة دقيقة من جانب الرئيس المصري لتفاصيل المشهد الجاري، مُعيداً التذكير «بإحباط وشعور عام لدى المواطنين بأن الانتخابات شكلية ومحسومة، وانعكس ذلك على تدني مستويات المشاركة».

وفي حين أقرّ قورة، في تصريح، لـ«الشرق الأوسط»، باستمرار «الوجود الكبير للمال السياسي في المشهد الانتخابي»، إلا أنه توقّع «تقلصه في ضوء التطورات الأخيرة التي من غير المستبعد أن تُغير خريطة التمثيل السياسي في البرلمان المقبل وتدفع بوجوه جديدة تحت القبة».

الرؤية نفسها أكدها الباحث السياسي المصري محمد حامد، الذي رأي، في تصريح، لـ«الشرق الأوسط»، أن قرار إلغاء الانتخابات في بعض الدوائر هو قرار سليم للحفاظ على إرادة المصريين الانتخابية، أخذاً في الحسبان الظروف الدقيقة تمر بها مصر والإقليم بأكمله.

وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، في تصريحات نقلها المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، الثلاثاء، خلال زيارته لأكاديمية الشرطة، «أن التطورات الداخلية أكدت مدى تلاحم أبناء الشعب المصري، وحرصه على العبور بالبلاد إلى مرحلة التنمية والإنجازات، وأن التطورات الإقليمية تستوجب تكاتف جميع أبناء الوطن لمواصلة النهوض به وحمايته من أي تهديدات».

الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارة الثلاثاء لأكاديمية الشرطة (الرئاسة المصرية)

وقُوبل قرار إلغاء الدوائر الانتخابية بمطالبَ أوسع من جانب قطاع من السياسيين المصريين؛ من بينها إعادة النظر في قوانين الانتخابات، وسَن تشريعات رادعة ضد دور المال السياسي في توجيه أصوات المصريين في الاقتراع، وهي رؤية يتبناها نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو هاشم ربيع، في تصريح، لـ«الشرق الأوسط».

ووفق ما أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات، الثلاثاء، فإنه من المقرر أن تُعاد الانتخابات في الدوائر التسع عشرة بالخارج، في الأول والثاني من ديسمبر (كانون الأول المقبل، وفي الداخل يوميْ 3 و4 من الشهر نفسه، على أن تُعلن النتائج في 11 ديسمبر.

جاء ذلك بينما يترقّب المرشحون والأحزاب المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية التي يبدأ التصويت فيها بالخارج يوميْ 21 و22 من شهر نوفمبر، وفي الداخل يوميْ 24 و25 من الشهر نفسه.


حمدوك يحضّ الجيش على قبول الهدنة أسوة بـ«الدعم السريع»

رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (رويترز)
رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (رويترز)
TT

حمدوك يحضّ الجيش على قبول الهدنة أسوة بـ«الدعم السريع»

رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (رويترز)
رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (رويترز)

دعا رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك إلى «وقف فوري غير مشروط» للحرب في السودان، وطالب القوات المسلحة بأن تحذو حذو «قوات الدعم السريع»، وترحب علناً بجهود السلام، ووقف إطلاق النار.

وحذر حمدوك من «أن استمرار القتال يمهّد لانهيار اجتماعي واقتصادي شامل»، ويحول البلاد إلى «بؤرة ومرتع خصب للجماعات الإرهابية».

وأشاد في خطاب نقلته منصات «التحالف المدني لقوى الثورة» (صمود)، الثلاثاء، بـ«صمود السودانيين» أمام الجوع والنزوح والمعاناة. وقال «إنهم أثبتوا صبراً يفوق الوصف وثباتاً لا يضاهى، وواجهوا خطاب الكراهية بقيم التكافل والرحمة والإيمان بالوطن، بما يحفظ الوطن، ويسهم في إعادة بنائه»، مؤكداً تمسكه بشعارات «ثورة ديسمبر» في «الحرية والسلام والعدالة»، و«بالحلول السلمية في مواجهة البندقية».

ووجه حمدوك في خطابه نداءً للطرفين المتحاربين، دعاهما فيه إلى وقف فوري للقتال بقوله: «استمرار الحرب لا يخدم سوى الخراب... ولا يوجد فيها طرف رابح... والجميع خاسر». واعتبر التحريض على استمرار القتال «مشاركة مباشرة في القتل»، وقال: «الكلمة موقف يحملك المسؤولية... السودان يسع الجميع إذا احتكمنا للعقل، وابتعدنا عن لغة السلاح».

ودعا الجيش إلى «أن يحذو حذو (الدعم السريع) في الترحيب العلني بجهود السلام ووقف إطلاق النار دون شروط، وتبني مبادرات التهدئة المقدمة، وعلى رأسها مبادرة دول الرباعية، ووضع ضغط سياسي وشعبي متزايد على المؤسسة العسكرية للدخول في هدنة توقف العدائيات».

حمدوك رئيس تحالف «صمود» خلال أحد الاجتماعات في لندن (متداولة)

وأشاد حمدوك بالجهود المبذولة من دول الرباعية (الولايات المتحدة، الإمارات، السعودية، ومصر)، وخريطة الطريق المقدمة منها، التي وصفها بأنها أعادت للسودانيين «بارقة أمل في الحياة، ووقف شلالات الدم، وحفظ كرامة إنسان السودان».

ودعا المجتمع الدولي والإقليمي والجوار إلى «تنسيق المبادرات والانتقال لخطوات عملية تتضمن وقفاً فورياً لإطلاق النار وفقاً لمقترح الرباعية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بدون قيود، وحماية المدنيين ووقف القصف العشوائي على الأحياء السكنية».

وطالب الأمم المتحدة «بإنشاء آلية إقليمية خاصة بالسودان تنسق دخول المساعدات وتسهل إيصالها للنازحين والمتضررين في داخل البلاد ودول الجوار».

وقال: «وقف الحرب ليس هدفاً نهائياً، بل هو يعد مدخلاً وحيداً لاستعادة مسار ديمقراطي يعيد بناء السودان على أسس العدالة والمواطنة بلا تمييز، واستعادة حكم القانون»، ودعا إلى تبني عملية سياسية «شاملة وعادلة وذات مصداقية»، تستند على أهداف «ثورة ديسمبر».

وحمدوك هو رئيس وزراء الفترة الانتقالية، التي أعقبت سقوط نظام حكم الإسلاميين، برئاسة الرئيس الأسبق عمر البشير، وأطاح به الجيش في انقلاب عسكري في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ويترأس حالياً «التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة» (صمود).


السيسي وستارمر يؤكدان أهمية البناء على زخم قرار مجلس الأمن بشأن غزة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أ.ف.ب)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أ.ف.ب)
TT

السيسي وستارمر يؤكدان أهمية البناء على زخم قرار مجلس الأمن بشأن غزة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أ.ف.ب)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أ.ف.ب)

قالت الرئاسة المصرية، اليوم الثلاثاء، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي بحث، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، تطورات الأوضاع في قطاع غزة، حيث أكدا أهمية البناء على الزخم المصاحب لاعتماد قرار مجلس الأمن الدولي بشأن القطاع، الليلة الماضية، من أجل تثبيت وقف إطلاق النار.

وأوضح المتحدث باسم الرئاسة المصرية محمد الشناوي، في بيان، أن السيسي وستارمر أكدا كذلك ضرورة ضمان تدفق المساعدات الإنسانية، وسرعة بدء عملية إعادة إعمار القطاع.

وأضاف المتحدث أن الاتصال الهاتفي بين السيسي وستارمر شهد أيضاً تأكيد «أهمية تكثيف الجهود من أجل وقف الحرب وتحقيق الاستقرار في السودان، كما اتفق الجانبان على تعزيز التنسيق بينهما؛ حرصا على تحقيق التهدئة والاستقرار في المنطقة».