البرهان يعلق عضوية السودان في «إيغاد»

«تقدم» بزعامة حمدوك انتقدت قراره «العدائي» للمحيطين الإقليمي والدولي

رئيس مجلس السيادة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان (أرشيفية - رويترز)
رئيس مجلس السيادة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان (أرشيفية - رويترز)
TT

البرهان يعلق عضوية السودان في «إيغاد»

رئيس مجلس السيادة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان (أرشيفية - رويترز)
رئيس مجلس السيادة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان (أرشيفية - رويترز)

تدهورت العلاقات بين السودان و«الهيئة الدولية الحكومية المعنية بالتنمية» (إيغاد) إلى حد القطيعة، بإعلان رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، رسمياً تجميد عضوية بلاده في المنظمة، وذلك عقب قمة طارئة لـ«إيغاد»، جددت الدعوة للقاء مباشر بين طرفي الصراع؛ الجيش و«قوات الدعم السريع» في غضون أسبوعين. ووفق بيان وزارة الخارجية السودانية، بعث البرهان، السبت، برسالة إلى رئيس جمهورية جيبوتي، رئيس الدورة الحالية لـ«إيغاد» إسماعيل قيلي، أبلغه فيها بالقرار. وقالت الوزارة إن الخطوة جاءت لتجاهل «إيغاد» القرار الرسمي من السودان بوقف انخراطه وتجميد تعامله في أي مواضيع تخص الوقع الراهن في السودان.

رئيس جيبوتي إسماعيل قيلي في عنتيبي لحضور قمة «إيغاد» الخميس الماضي (أ.ب)

وأضافت الوزارة: «مع ذلك تم إدراج بند حول السودان في قمة رؤساء الدول والحكومات الاستثنائية الثانية والأربعين التي انعقدت الخميس الماضي بالعاصمة الأوغندية كمبالا وقاطعها السودان». وأشارت إلى أن البيان الختامي للقمة حمل عبارات تنتهك سيادة السودان، وتستفز مشاعر ضحايا الفظائع التي ترتكبها الميليشيا المتمردة وذويهم. وأوضحت الرسالة، التي بعث بها قائد الجيش السوداني للرئيس الجيبوتي، أن حكومة السودان غير ملزمة ولا يعنيها ما يصدر من «إيغاد» في الشأن السوداني. ودعا البيان الختامي لقمة أوغندا، الخميس الماضي، لعقد لقاء مباشر بين البرهان وقائد الدعم السريع، محمد حمدان دقلو «حميدتي» خلال أسبوعين، مؤكداً أن الدول الأعضاء في المنظمة ستستخدم جميع الوسائل والقدرات لضمان حل النزاع في السودان سلمياً.

قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو «حميدتي» (أرشيفية - رويترز)

ووجه رؤساء الدول والحكومات، الأمانة العامة لـ«إيغاد» والاتحاد الأفريقي، بالبدء في إجراء مشاورات مشتركة مع أطراف النزاع وأصحاب المصلحة، لإطلاق عملية سياسية في غضون شهر تنتهي بتشكيل حكومة ديمقراطية في البلاد. ورأى مجلس السيادة السوداني، برئاسة البرهان، أنه ليس هناك ما يستوجب عقد قمة أوغندا قبل تنفيذ مخرجات القمة السابقة في جيبوتي في 28 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وأعلنت الخارجية السودانية، الثلاثاء الماضي، وقف الانخراط وتجميد التعامل مع «إيغاد» بشأن ملف الأزمة الراهنة في السودان.وفي وقت لاحق السبت، قالت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) برئاسة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، .

وفي وقت لاحق السبت، قالت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) برئاسة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، إنها تأسف لبيانات وتصريحات وزارة الخارجية، معتبرة أنها اتخذت «منحى عدائياً للمحيطين الإقليمي والدولي لإطالة أمد الحرب برفض كل مساعي الحلول السلمية». وأضافت في بيان أن «هناك إجماعاً إقليميا ودولياً على ضرورة إيقاف الحرب، ويجب أن نتحد نحن كسودانيين ونعمل على فرض إيقاف الحرب».

في المقابل، رحب تحالف قوى «الحرية والتغيير» بقرارات قمة أوغندا ومساعي إنهاء الحرب، بتيسير عملية سياسية سودانية تنتهي بتشكيل مؤسسات حكم مدنية ديمقراطية انتقالية. وعبر التحالف في بيان عن أسفه على مقاطعة قائد الجيش السوداني لأعمال القمة، وأمل في أن يستجيب البرهان لدعوة القمة بما يوقف استمرار معاناة الشعب السوداني في مناطق الحرب. وقال: «لا تزال هناك فرصة لإنهاء هذه الحرب، وأولى الخطوات الاتفاق على وقف إطلاق نار فوري وغير مشروط». وجدد تحالف «قوى التغيير» التمسك بموقفه المبدئي المنادي بإنهاء الحرب وتحقيق السلام، وتأسيس انتقال مدني ديمقراطي مستدام، مشدداً في الوقت ذاته على معالجة تجاوزات الحرب بإقرار تدابير العدالة الانتقالية والتعويضات وإعادة ما دمرته الحرب.

نازحون من ولايتي الخرطوم والجزيرة ينتطرون الحصول على مساعدات من منظمات خيرية في قضارف (أرشيفية - أ.ف.ب)

وأعاد التأكيد على موقفه بأهمية انطلاق عملية سياسية لا تستثني إلا حزب «المؤتمر الوطني» المنحل والحركة الإسلامية التابعة له وجميع واجهاته بمختلف أسمائها من «النظام المعزول». وأكد تحالف «قوى التغيير» الحاكم سابقاً في البلاد، استمرار اتصالاته بالشركاء لإنهاء الحرب وتحقيق السلام، والجهود التي تتطلع بها تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم»، برئاسة رئيس الوزراء السابق، عبد الله حمدوك، من أجل تحقيق هذه الأهداف. وشدد البيان الختامي لقمة «إيغاد» على وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار والأعمال العدائية بما يمهد الطريق لبدء حوار سياسي.

من جهة ثانية دعا رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي) لفتح ممرات إنسانية فوراً، لتقديم الخدمات الأساسية للشعب السوداني. والتقى سلفا كير مع حميدتي، بالعاصمة الأوغندية كمبالا وبحث معه الأوضاع في السودان. وكتب حميدتي على حسابه بمنصة «إكس»، أنه طرح على رئيس جنوب السودان رؤيته لوقف الحرب وبناء دولة جديدة على أساس العدالة والمساواة وتكوين جيش قومي مهني واحد، في ظل حكومة مدنية ديمقراطية تنهض بالبلاد وتنهي الحروب السودانية. وشارك حميدتي يوم الخميس في قمة طارئة للهيئة الحكومية للتنمية (الإيغاد) في كمبالا، حيث عبر عن أمله في أن تكلل جهود رؤساء الهيئة بتحقيق السلام والاستقرار في السودان «بما ينعكس على أمن واستقرار المنطقة والعالم».ميدانياً أفاد شهود عيان «الشرق الأوسط» بإطلاق الجيش السوداني، من قاعدته العسكرية بمنطقة «وادي سيدنا» شمال أمدرمان، قذائف مدفعية طويلة المدى استهدفت مواقع لقوات الدعم السريع بمناطق متفرقة بالعاصمة الخرطوم، فيما شهدت بقية الجبهات حالة من الهدوء الحذر مع استمرار تقدم الجيش في أمدرمان


مقالات ذات صلة

الحرب تحرم 157 ألف طالب سوداني من امتحانات الشهادة السودانية

شمال افريقيا طالبات خلال الامتحانات في بورتسودان السبت (أ.ف.ب)

الحرب تحرم 157 ألف طالب سوداني من امتحانات الشهادة السودانية

دخل التعليم على خط القتال في السودان، بعدما أقرّت الحكومة، التي تتخذ من بورتسودان مقرّاً لها، إجراء الامتحانات في المناطق الآمنة، الخاضعة لسيطرة الجيش.

محمد أمين ياسين (نيروبي) وجدان طلحة (بورتسودان)
خاص محمد حمدان دقلو «حميدتي» (الشرق الأوسط)

خاص مستشار حميدتي لـ«الشرق الأوسط»: ندعم حكومة «موازية» عاصمتها الخرطوم

أكد مستشار قائد «قوات الدعم السريع»، إبراهيم مخير، أنهم سيدعمون الأطراف السياسية والمدنية في سعيها لتشكيل حكومة «موازية» في السودان، عاصمتها الخرطوم.

وجدان طلحة (بورتسودان)
شمال افريقيا اجتماع سابق للهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية السودانية «تقدم» (فيسبوك)

نائب حمدوك يؤكد تمسكهم بتشكيل حكومة «موازية»

أعلن نائب رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم»، الهادي إدريس، تمسكه بتشكيل «حكومة مدنية» في السودان.

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا مشاهد الدمار في أحد أحياء أم درمان بالسودان في أغسطس الماضي (د.ب.أ)

مقتل 10 جنود سودانيين في هجوم بالمسيّرات على قاعدة عسكرية

لقي 10 جنود من الجيش السوداني في هجوم بطائرات مسيّرة شنته قوات «الدعم السريع» على قاعدة عسكرية بمدينة شندي (شمال) في توسع بنطاق استخدام المسيّرات الانتحارية

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا امرأة نازحة سودانية تستريح داخل ملجأ في مخيم زمزم شمال دارفور 1 أغسطس 2024 (رويترز) play-circle 01:57

مرصد عالمي يؤكد تفشي المجاعة في مناطق جديدة بالسودان

قال مرصد عالمي للجوع، الثلاثاء، إن نطاق المجاعة في السودان اتسع إلى خمس مناطق جديدة، ومن المرجح أن يمتد إلى خمس مناطق أخرى، بحلول مايو (أيار) المقبل.

«الشرق الأوسط» (لندن) محمد أمين ياسين (نيروبي)

مجلس الأمن يوافق على القوة الأفريقية الجديدة لحفظ السلام في الصومال

ناقلة جنود في مقديشو (رويترز)
ناقلة جنود في مقديشو (رويترز)
TT

مجلس الأمن يوافق على القوة الأفريقية الجديدة لحفظ السلام في الصومال

ناقلة جنود في مقديشو (رويترز)
ناقلة جنود في مقديشو (رويترز)

أعطى مجلس الأمن الدولي أمس (الجمعة) الضوء الأخضر لقوة الاتحاد الأفريقي الجديدة لحفظ السلام في الصومال، والتي يفترض أن تنتشر في هذا البلد في يناير (كانون الثاني) لمكافحة متمردي حركة «الشباب»، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

ووافق مجلس الأمن على قرار تشكيل هذه القوة بأغلبية 14 دولة من أصل 15 دولة عضواً وامتناع دولة واحدة عن التصويت هي الولايات المتحدة. وعزت واشنطن موقفها إلى تحفّظات على تمويل هذه القوة.

وفي أبريل (نيسان) 2022 وافق مجلس الأمن الدولي على استبدال البعثة الأفريقية الانتقالية في الصومال (أتميس) بقيادة الاتحاد الأفريقي ببعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميصوم) التي أنشئت في 2007، ولكن بتفويض معزّز لمحاربة المسلحين، وذلك حتى نهاية عام 2024.

وفي قراره الصادر الجمعة وافق مجلس الأمن على أن تحلّ محلّ «أتميس» بعثةُ الاتحاد الأفريقي الجديدة لدعم الاستقرار في الصومال «أوصوم».

ومن المقرر أن تباشر «أوصوم» مهامها في الأول من يناير المقبل.

ودُعيت الصومال وإثيوبيا للمشاركة في جلسة مجلس الأمن، لكن من دون أن يكون لأيّ منهما حق التصويت.

واغتنم مندوب الصومال في الأمم المتحدة فرصة مشاركته في جلسة مجلس الأمن ليؤكّد أنّ «تأمين العدد لـ(أوصوم) قد تمّ الانتهاء منه في نوفمبر (تشرين الثاني) بموجب اتفاقيات ثنائية» مع الدول المعنية، مشيراً إلى أنّ عدد القوة الجديدة سيبلغ 11 ألف رجل.

وأعلنت مصر الاثنين أنها ستشارك في هذه القوة الجديدة.

وسبق للصومال أن أعلنت أنّ القوات الإثيوبية لن تشارك في هذه القوة الجديدة بعد أن توتّرت العلاقات بين البلدين بسبب اتفاق بحري أبرمته في يناير أديس أبابا مع إقليم أرض الصومال الانفصالي.

وبعد قطيعة بين الصومال وإثيوبيا استمرت أشهراً، وقّع البلدان مؤخراً اتفاقاً لإنهاء التوترات بينهما.

وقال مصدر عسكري في بوروندي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنّ بلاده بدورها لن تشارك في هذه القوة الجديدة.

والقرار الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي الجمعة ينصّ على جواز استخدام الآلية التي أنشأها مجلس الأمن في العام الماضي والتي تبين إمكانية أن تموّل الأمم المتحدة بنسبة تصل إلى 75 في المائة أيّ قوة أفريقية يتم نشرها في الصومال.