أكد قائد قوات «الدعم السريع» السودانية محمد حمدان دقلو (حميدتي)، لمبعوثين أمميين وأوروبيين، (الخميس)، استعداده لـ«وقف الحرب، والدخول في مفاوضات تُنهي الأزمة» في بلاده.
وجاءت تصريحات حميدتي خلال لقاءين أجراهما، (الخميس)، مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للسودان رمطان لعمامرة، ومبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي أنيتا ويبر، على هامش انعقاد قمة «الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)» في العاصمة الأوغندية، كمبالا.
وفي إفادة عبر حسابه على منصة «إكس»، قال حميدتي إنه ناقش مع لعمامرة «تطورات الأوضاع في السودان في ظل الحرب التي أشعلها (فلول النظام البائد الإرهابيون) وأعوانهم في القوات المسلحة، الذين يعملون بكل السبل على توسعتها»، على حد قوله. وأضاف: «أكدت رغبتنا في تحقيق السلام والاستقرار لشعبنا، بما يمهّد الطريق إلى إعادة بناء الدولة السودانية على أسس جديدة، عادلة، ترفع الظلم عن الشعب السوداني كله، في ظل حكم مدني ديمقراطي حقيقي».
بدوره قال لعمامرة في تدوينة منفصلة على منصة «إكس»: «في سياق الاتصالات الأولى التي أجريها بصفتي المبعوث الشخصي، لـ(الأمين العام للأمم المتحدة) أنطونيو غوتيريش، تباحثتُ مع الفريق أول محمد حمدان، حول آفاق تحقيق السلام في السودان، وتعزيز دور الأمم المتحدة في الجهود المبذولة لهذا الغرض».
ويشارك حميدتي، في القمة الطارئة الثانية والأربعين لرؤساء دول وحكومات «إيغاد»؛ لمناقشة الأوضاع في الصومال والحرب في السودان، بينما رفض قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، الحضور، وجمّدت الخارجية السودانية التعامل مع «إيغاد»؛ احتجاجاً على دعوتها قائد «الدعم السريع» للمشاركة في القمة، وعدّتها «سابقة خطيرة».
كما رفضت الخارجية السودانية في وقت سابق الاتصال الهاتفي الذي تم بين غوتيريش وحميدتي، وقالت إنه «أثار الغضب في الشارع السوداني».
وخلال لقاء حميدتي مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي، أنيتا ويبر، قال إنه «شرح لها أسباب اشتعال الحرب في البلاد من قبل فلول النظام البائد وأعوانهم في القوات المسلحة، الذين يعملون الآن على توسعتها بهدف الاستمرار في سلطة الأمر الواقع التي جاء بها الانقلاب»، وفق ما نشره على منصة «إكس».
وواصل: «إننا، في سبيل رفع معاناة شعبنا، مستعدون لوقف الحرب والدخول في مفاوضات تنهي الأزمة السودانية من جذورها، وتحقق الأمن والاستقرار في البلاد».
وأعرب قائد «الدعم السريع» عن أمله في «جهود إضافية من أشقاء وأصدقاء السودان جميعهم في المنطقة والعالم، لا سيما الاتحاد الأوروبي، والتطلع إلى دعمهم ومساندتهم الشعب السوداني في الظروف الاستثنائية التي يواجهها؛ بسبب الحرب، خصوصاً تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين في ولايات الخرطوم، والجزيرة، وكردفان، ودارفور... وغيرها من الولايات المتأثرة بالأزمة».
في غضون ذلك، بدأت البعثة الدولية لتقصي الحقائق في السودان عملها، هذا الأسبوع، بزيارة أولية إلى جنيف، حيث دعت طرفَي الصراع إلى «وقف القتال وحماية المدنيين ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات والجرائم الجسيمة لحقوق الإنسان».
وعقب محادثات مع المسؤولين الدوليين ومنظمات المجتمع المدني، صرح محمد شاندي عثمان رئيس البعثة الدولية، (الخميس)، بأن «التحقيقات جارية في انتهاكات حقوق الإنسان في السودان، وقد بدأت البعثة في حوار مع منظمات المجتمع المدني وجمع الشهادات»، مؤكداً ضرورة «الإنهاء الفوري للعنف، وأهمية المحاسبة».
وأنشأ «مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان البعثة الدولية لتقصي الحقائق في السودان» في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؛ للتحقيق في «انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة في النزاع بين القوات المسلحة السودانية وقوات (الدعم السريع) والأطراف المتحاربة الأخرى منذ 15 أبريل (نيسان) الماضي؛ بهدف ضمان محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات».