مصر تترقب تغييراً وزارياً مع ولاية جديدة للسيسي

تباين بشأن حجمه… وترجيحات بالتركيز على «الاقتصاديين»

السيسي خلال اجتماع سابق مع مدبولي وعدد من الوزراء (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال اجتماع سابق مع مدبولي وعدد من الوزراء (الرئاسة المصرية)
TT

مصر تترقب تغييراً وزارياً مع ولاية جديدة للسيسي

السيسي خلال اجتماع سابق مع مدبولي وعدد من الوزراء (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال اجتماع سابق مع مدبولي وعدد من الوزراء (الرئاسة المصرية)

تترقب مصر تغييراً وزارياً مع بداية ولاية جديدة للرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أُعيد انتخابه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لمدة 6 سنوات. وبينما تباينت تقديرات إعلامية وبرلمانية بشأن حجم التغيير وموعده، أكد مصدر مصري مطلع، لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك مقترحات عدة بهذا الشأن على مكتب الرئيس عبد الفتاح السيسي، بينها تغيير حكومي كامل يشمل رئيس الوزراء، وآخر بتعديل محدود يتعلق بعدد من الوزارات، لا سيما المجموعة الاقتصادية؛ بهدف مواجهة الأزمة الراهنة».

وأوضح المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، أن «تحديد موعد إجراء التعديل أو التغيير بيد الرئيس»، مرجّحاً أن «يتم إجراؤه قريباً، دون الحاجة إلى الانتظار لموعد حلف اليمين الدستورية في أبريل (نيسان) المقبل».

ووفق الدستور المصري، تبدأ الولاية الجديدة للسيسي، في الثالث من أبريل المقبل، حيث يُنتظر أداؤه اليمين أمام البرلمان، قبل انتهاء الولاية الحالية في 2 أبريل. ولا يلزم القانون الحكومة بتقديم استقالتها مع بداية الولاية الجديدة، وإن أشار إلى أن يكلف الرئيس رئيساً للوزراء تشكيل الحكومة؛ ما عزز التكهنات بشأن «تغيير مرتقب».

وشهدت الفترة الأخيرة، التي تلت الانتخابات الرئاسية، جدلاً سياسياً وإعلامياً بشأن التعديل الوزاري، مع تكهنات بأسماء مرشحين لوزارات معينة أو لمنصب رئيس الوزراء نفسه، بديلاً عن مصطفى مدبولي، الذي يترأس الحكومة منذ يونيو (حزيران) 2018.

وقال الإعلامي وعضو مجلس النواب المصري، مصطفى بكري، في تصريحات متلفزة بداية الأسبوع الحالي: إن «الشارع المصري يترقب تعديلاً أو تغييراً وزارياً في ظل معاناته من أزمة اقتصادية دفعت إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير»، مرجحاً أن «يتم إجراء التعديل قريباً»، وقال: إنه «إدراكاً من القيادة السياسية للظروف الراهنة، فقد يلجأ الرئيس إلى التغيير أو التعديل الوزاري قبل أداء اليمين الدستورية في أبريل».

وبينما تحدث بكري عن «انتهاء الأجهزة الرقابية في الدولة من مراجعة تقارير نحو 15 وزارة مطروح تعديلها»، نقلت الإعلامية المصرية قصواء الخلالي، عن مصادر مطلعة قولها: إن «التعديل سيشمل ست أو سبع وزارات حيوية»، وقالت في برنامجها المذاع على قناة «سي بي سي» المصرية: إن «الفترة المقبلة قد تشهد رحيل بعض الوزراء وقدوم آخرين في بعض الوزارات المرتبطة بشكل مباشر باحتياجات المواطنين، مثل التموين»، وأشارت إلى استمرار رئيس الوزراء الحالي على رأس الحكومة.

عضو مجلس النواب المصري عن حزب «التجمع» عاطف مغاوري، أكد أن «كل ما يتردد حالياً بشأن التعديل أو التغيير الوزاري هو محض تكهنات، لم يصل منها شيء للبرلمان». وقال مغاوري لـ«الشرق الأوسط»: إن «الرئيس لم يؤدِ اليمين الدستورية لولاية جديدة بعد، ومن المتوقع أن يكون التعديل عقب بداية الولاية الجديدة في أبريل المقبل».

وأضاف، أن «حزب (التجمع) يطالب بتعديل حقيقي وليس مجرد تغيير للأسماء»، موضحاً أنه «لا بد من تشكيل حكومة جديدة تقدم برنامجاً اقتصادياً بخطوات تنفيذية واضحة للخروج من الأزمة الاقتصادية الراهنة»، وتابع: «مصر تحتاج إلى برنامج اقتصادي مرن، يوضح كيف يمكن تحصين الاقتصاد إزاء المتغيرات الدولية، مثل الجائحة والحرب الروسية - الأوكرانية، وأخيراً حرب غزة».

وأطلقت الحكومة المصرية، أخيراً، وثيقة توجهات استراتيجية مقترحة للاقتصاد المصري (2024 - 2030)، ترسم أولويات التحرك على صعيد السياسات الاقتصادية والاجتماعية للدولة خلال السنوات الست المقبلة. وتضمنت الوثيقة، التي أعدّها مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، 8 استراتيجيات تستهدف في مجملها تحقيق نمو اقتصادي شامل ومستدام ومتوازن، تتراوح نسبته ما بين 6 و8 في المائة، مع العمل على توفير ما بين 7 و8 ملايين فرصة عمل، وتحقيق مستهدفات للنقد الأجنبي بقيمة 300 مليار دولار بنهاية 2030؛ ما يمثل ثلاثة أضعاف المستويات الحالية. وهي الوثيقة التي وصفها مغاوري بأنها «وثيقة أمانٍ لا تتضمن خطوات تنفيذية حقيقية».

ومع إطلاق الوثيقة، زادت التكهنات بشأن بقاء رئيس الحكومة الحالية في منصبه، ورأى مراقبون أن توقيت إطلاقها «يدل على استمراره لتنفيذها»، لكن آخرين رجّحوا أن يشمل التعديل رئيس الحكومة للدفع بقيادة اقتصادية قادرة على إدارة الأزمة الحالية، لا سيما بعد وصول معدلات التضخم إلى 40 في المائة في سبتمبر (أيلول) الماضي، بحسب البيانات الرسمية.


مقالات ذات صلة

الرئيس المصري وملك الأردن يؤكدان ضرورة الوقف الفوري للحرب على غزة

العالم العربي خلال لقاء سابق بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال قمة في القاهرة 27 ديسمبر 2023 (رويترز)

الرئيس المصري وملك الأردن يؤكدان ضرورة الوقف الفوري للحرب على غزة

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اليوم الأربعاء، ضرورة الوقف الفوري للحرب الإسرائيلية على غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة المصرية وزير الدفاع والإنتاج الحربي (متداولة)

قائد الجيش المصري يتفقد جاهزية الوحدات العسكرية «المخطط إشراكها بإحدى مهام الاتحاد الأفريقي»

قال بيان للمتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية، إن قائد الجيش المصري تفقد جاهزية الوحدات العسكرية «المخطط إشراكها بإحدى مهام الاتحاد الأفريقي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا رجل يُلوح بعلم لبنان في مدينة صيدا في حين يتجه النازحون إلى منازلهم بعد سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» (أ.ف.ب)

مصر ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

أفاد بيان لوزارة الخارجية المصرية، الأربعاء، بأن القاهرة تُرحب بوقف إطلاق النار في لبنان، مشيرة إلى أنه «سيسهم في بدء مرحلة خفض التصعيد بالمنطقة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الفعاليات تنوّعت ما بين مختلف الثقافات المصرية (الشرق الأوسط)

الثقافات المصرية تحصد تفاعلاً في «حديقة السويدي» بالرياض

شهدت فعاليات «أيام مصر» في «حديقة السويدي» بالعاصمة السعودية الرياض، حضوراً واسعاً وتفاعلاً من المقيمين المصريين في السعودية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا محاكمة سابقة لمتهمين من «الإخوان» في أحداث عنف بمصر (أ.ف.ب)

مصر: ترحيب الأزهر باستبعاد المئات من «قوائم الإرهابيين» يثير تفاعلاً على مواقع التواصل

أثار ترحيب الأزهر باستبعاد المئات من «قوائم الإرهابيين» في مصر تفاعلاً «سوشيالياً»، امتزج بحالة من الجدل المستمر بشأن القرار.

فتحية الدخاخني (القاهرة)

أفورقي يبلغ البرهان بوقوف بلاده مع استقرار ووحدة السودان

أفورقي والبرهان لدى لقائهما الثلاثاء (موقع مجلس السيادة السوداني على إكس)
أفورقي والبرهان لدى لقائهما الثلاثاء (موقع مجلس السيادة السوداني على إكس)
TT

أفورقي يبلغ البرهان بوقوف بلاده مع استقرار ووحدة السودان

أفورقي والبرهان لدى لقائهما الثلاثاء (موقع مجلس السيادة السوداني على إكس)
أفورقي والبرهان لدى لقائهما الثلاثاء (موقع مجلس السيادة السوداني على إكس)

أعلن الرئيس الإريتري آسياس أفورقي وقوف حكومته مع السودان لتحقيق الأمن والاستقرار، في أعقاب جولة مباحثات أجراها في العاصمة أسمرة مع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، الذي وصل إلى بلاده في زيارة رسمية.

وتأتي زيارة البرهان إلى إريتريا، بعد وقت قصير من إعلان أفورقي دعمه المباشر للجيش السوداني في حربه ضد قوات «الدعم السريع»، وعدّ أفورقي الحرب الدائرة بأنها حرب إقليمية تهدد أمن بلاده، وهدد بالتدخل بجيشه وإمكانياته لنصرة الجيش السوداني، حال اقتراب الحرب من ولايات «البحر الأحمر، وكسلا، والقضارف، والنيل الأزرق»، كونها امتداداً للأمن القومي لبلاده.

وأجرى البرهان جولة مباحثات مع أفورقي، تناولت علاقات البلدين، وتطور الأوضاع في السودان، وجهود إحلال الأمن والاستقرار، واستمع خلالها المضيف لتنوير من البرهان بشأن مستجدات الأوضاع في السودان، والانتهاكات التي «ارتكبتها الميليشيا الإرهابية المتمردة ضد المواطنين، والتدمير الممنهج للدولة السودانية ومؤسساتها»، وعزمه على «القضاء على الميليشيا ودحرها وهزيمتها»، وذلك وفقاً لنص إعلام مجلس السيادة.

أفورقي لدى استقباله البرهان في مطار أسمرة الثلاثاء (موقع مجلس السيادة السوداني على إكس)

ونقل إعلام السيادة عن الرئيس أفورقي، أن بلاده تقف بثبات ورسوخ إلى جانب السودان من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، وهو ما يعد امتداداً للعلاقات الأزلية بين شعبي البلدين: «سنعمل على تعزيز آفاق التعاون المشترك بما يخدم مصالح البلدين والشعبين».

إريتريا لن تقف على الحياد

وكان الرئيس آسياس أفورقي قد هدد قبل أيام، بأن بلاده ستتدخل لصالح الجيش السوداني إذا اقتربت الحرب من أربع ولايات حدودية، هي: القضارف وكسلا والبحر الأحمر والنيل الأزرق، وأضاف في تصريحات نقلتها صحيفة «التيار» السودانية: «إذا وصلت الحرب إلى هذه الولايات، فإن إريتريا لن تقف مكتوفة الأيدي، وستصبح طرفاً في الحرب بكل ما تملك من جيوش وإمكانيات، لأن أمنها القومي سيصبح في المحك».

ووفق عثمان ميرغني رئيس تحرير صحيفة «التيار» السودانية، الذي زار أسمرة، ضمن وفد صحافي سوداني، الشهر الماضي، فإن الرئيس الإريتري أبلغهم بأن بلاده «تنظر إلى الحرب الدائرة بوصفها حرباً إقليمية تستهدف السودان»، داعياً للتعامل معها بالجدية الكافية، وقال أيضاً: «ما كان يجب السماح بقيامها (الحرب) ابتداءً، سواء كان ذلك سلماً أو حرباً، وعدم السماح باستمرارها لأكثر من عام ونصف العام، وكان يجب توجيه ضربة استباقية لـ(الدعم السريع)».

وأوضح ميرغني على «فيسبوك»، أن أفورقي أبلغهم بأهمية بلوغ الدولة السودانية ما سماه «بر الأمان»، عادّاً ذلك «أولوية الأولويات»، وقال أفورقي أيضاً: «الدولة السودانية تواجه تحدي البقاء أو الفناء، وإنقاذها من هذا المصير يتطلب اتحاد كلمة الشعب السوداني مع الجيش».

دعوة بوتين لزيارة بورتسودان

من جهة أخرى، سير مئات السودانيين في العاصمة الإدارية «بورتسودان» موكباً إلى السفارة الروسية، تأييداً وشكراً على «الفيتو» الروسي في مجلس الأمن، وإسقاط مشروع القرار الذي تقدمت به بريطانيا وسيراليون، لوقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية، وحملوا لافتات كتب عليها: «شكراً روسيا، روسيا تدعم السلام والاستقرار في السودان».

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان لدى لقائهما في منتجع سوتشي على البحر الأسود أكتوبر 2019 (أ.ب)

وقال السفير الروسي في بورتسودان، أندريه تشيرنوفول، لدى استقباله المسيرة، إن حكومته صديقة وستظل صديقة للشعب السوداني، وأضاف: «الكل يعرف الوضع الداخلي في السودان، وأن الشعب يقف مع الجيش ومع الحكومة الشرعية، وهذا واقع معروف في كل العالم».

وأوضح أن استخدام بلاده لحق النقض «فيتو» يأتي احتراماً لخيار الشعب السوداني، وأضاف: «نحترم خيار الشعب السوداني، ومن أجل ذلك رفعنا صوتنا في مجلس الأمن ضد الوجود الأجنبي على أراضي السودان». ووجهت «المبادرة السودانية الشعبية»، وهي الجهة التي نظمت الموكب الدعوة للرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، لزيارة السودان لتكريمه من قبل الشعب، وكرّمت سفير بلاده في بورتسودان.