استنكرت وزارة الخارجية السودانية دعوة الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) لقائد قوات الدعم السريع للمشاركة في القمة الطارئة المنتظر عقدها في أوغندا 18 يناير (كانون الأول) الحالي، وعدّتها «انتهاكاً صارخاً» لمقررات الهيئة، واستخفافاً بالغاً بـ«ضحايا الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والعنف الجنسي وكل الفظائع، وتوعدت بإبقاء خيارات التعامل معها مفتوحة». وقالت وزارة الخارجية في بيان صحافي «غاضب»، إنها لا تحتاج للتذكير بأن «إيغاد» منظمة لحكومات ذات سيادة، وإن هدفها تعزيز السلم والأمن الإقليميين، وتحقيق التكامل بين الدول الأعضاء، ولا مكان فيها للجماعات الإرهابية والإجرامية.
ونددت الوزارة بما سمّته «صمت إيغاد... صمت القبور» على فظائع الميليشيا التي أدانتها المنظمات الدولية والإقليمية بما فيها الأمم المتحدة، بل وسعت لمنحها الشرعية بدعوة قائدها لاجتماع من المفترض ألا يشارك فيه سوى رؤساء الدول والحكومات بالدول الأعضاء.
وتوعدت «الخارجية» السودانية بإبقاء خيارات السودان «مفتوحة»، ملمحة إلى مقاطعتها أو الخروج منها، حال إصرارها على ما سمّته التنكر لنظامها الأساسي والقانون الدولي، وقبولها بأن تكون أداة «تآمر على السودان وشعبه». وعدّت الدعوة «سابقة مشينة» تدمر مصداقية «إيغاد» كمنظمة إقليمية لا تحترم وثائقها ونظمها الأساسية، وتعمل على تقويض سيادة الدول الأعضاء، بما يجعلها ممثلاً لـ«رعاية الإرهاب والإبادة الجماعية والتطهير العرقي».
كما رفض مجلس السيادة الانتقالي السوداني تلبية رئيسه عبد الفتاح البرهان لدعوة قمة الهيئة الحكومية للتنمية «إيغاد» للمشاركة في القمة المقرر عقدها بأوغندا في 18 الشهر الحالي، متذرعاً بفشل القمة في تنفيذ مقرراتها السابقة.
وقال إعلام مجلس السيادة الانتقالي الذي يترأسه قائد الجيش في نشرة صحافية السبت، إنه تلقى دعوة من «إيغاد»، لحضور قمة الهيئة المقرر عقدها بأوغندا في 18 يناير الحالي، لمناقشة مشكلة الصومال وما يدور في السودان.
وأوضح أنهم ظلوا يتعاطون بإيجابية مع كل المبادرات، خصوصاً جهود «إيغاد» في الوصول إلى سلام بالسودان، بيد أن «إيغاد» لم تلتزم بتنفيذ مخرجات «القمة الأخيرة في جيبوتي»، بلقاء رئيس مجلس السيادة وقائد التمرد، دون تقديم تبرير يوضح أسباب إلغاء اللقاء الذي دعت له في ديسمبر (كانون الأول) 2024، تحت الزعم بأن قائد التمرد لم يتمكن من الحضور لأسباب فنية، بينما كان يقوم بجولة في عدد من دول «إيغاد» في التاريخ ذاته.
وبناء عليه، قطعت نشرة المجلس بعدم وجود ما يستوجب «عقد قمة» لمناقشة أمر السودان قبل تنفيذ مخرجات القمة السابقة، وتابع: «نجدد تأكيدنا بأن ما يدور في السودان هو شأن داخلي، وأن استجابتنا للمبادرات الإقليمية لا تعني التخلي عن حقنا السيادي في حل مشكلة السودان بواسطة السودانيين».
من جهته، أعلن قائد قوات الدعم السريع ترحيبه بالدعوة التي تلقاها للمشاركة في القمة الاستثنائية 42 المقررة في عنتيبي الأوغندية، وقال: «اتساقاً مع موقفنا الثابت والداعم للحل السلمي الشامل، الذي ينهي مرة واحدة وللأبد الحروب في السودان، وحرب 15 أبريل (نيسان) خاصة...»، وتابع: «أكدت اليوم قبولي دعوة الحضور والمشاركة في الدورة».
وكانت «إيغاد» قد قررت عقد لقاء مباشر بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو «حميدتي»، في 28 ديسمبر 2023، بيد أنها قررت تأجيل اللقاء لأسباب فنية لم تشرحها، وحددت موعداً جديداً في الأسبوع الأول من الشهر الحالي، بيد أن اللقاء لم يتم، وذلك بسبب الموقف المتشدد الذي تبناه قائد الجيش، وأكد فيه أن الحرب لن تنتهي إلّا بـ«القضاء على الدعم السريع أو القضاء على الجيش».