لقاء البرهان وحميدتي... هل بات مستبعَداً؟

مصدر في «إيغاد» لـ«الشرق الأوسط»: لم نحدد موعداً للاجتماع

قائد الجيش عبد الفتاح البرهان (يسار) وقائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي (أرشيفية)
قائد الجيش عبد الفتاح البرهان (يسار) وقائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي (أرشيفية)
TT

لقاء البرهان وحميدتي... هل بات مستبعَداً؟

قائد الجيش عبد الفتاح البرهان (يسار) وقائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي (أرشيفية)
قائد الجيش عبد الفتاح البرهان (يسار) وقائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي (أرشيفية)

يعلق سودانيون آمالاً على اجتماع مباشر بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وقائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي)، يُنهي الحرب المشتعلة منذ أبريل (نيسان) الماضي، في البلاد. وكان مُرتقباً أن تنظم «الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)» خلال أول أسبوعين من يناير (كانون الثاني) الجاري للقاء بين الرجلين، بعد تعثر محاولة مماثلة لاجتماعهما في 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي بسبب ما قيل إنها «أسباب فنية». وتراجعت التوقعات بشأن لقاء البرهان - حميدتي في ظل صمت «إيغاد» عن إعلان موعد جديد رغم قرب نهاية المدى الزمني الذي حددته سابقاً. وقال مصدر في «إيغاد» لـ«الشرق الأوسط» إن «الهيئة لم تحدد بعد الموعد الجديد للاجتماع، ولم تتواصل مع الطرفين منذ تأجيل اجتماع ديسمبر الماضي». موضحاً أن «(إيغاد) تواجه هي الأخرى صعوبات جديدة نتجت عن التوترات الجديدة في الإقليم، والتي قد تنقل «ملف السودان» لأولوية ثانية، فضلاً عن تأثير موسم الأعياد في تحركات قادة دول مجموعة الهيئة». وازدادت صعوبات إقامة اللقاء واحتمالات وقف الحرب، بعد تصريحات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، قبل أيام، في منطقة «جبيت» العسكرية شرقي السودان، التي وضع فيها شروطاً جديدة للقاء غريمه.

تمسك بالحرب

ورفض البرهان توقيع أي اتفاق أو صلح مع «الدعم السريع» قبل ما سماه «استرداد السودان من الدعم السريع». كما أظهر قائد الجيش تمسكاً بمواصلة الحرب، موجهاً انتقادات حادة إلى لقاء حميدتي مع رئيس الهيئة القيادية لـ«تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)» رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك. وكان حميدتي وحمدوك قد وقّعا الأسبوع الماضي، «إعلان أديس أبابا» الهادف لوقف الحرب، والذي تضمَّن موافقة حميدتي على لقاء البرهان «دون أي شروط» لكنه طالب بأن يكون اللقاء بحضور قادة دول «إيغاد».

رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (يمين) وقائد «قوات الدعم السريع» خلال مباحثات في أديس أبابا (تويتر)

كما زاد بيان صادر عن «الخارجية السودانية» من مصاعب عقد اللقاء، إذ اشترط تنفيذ «الدعم السريع» التزاماته في «إعلان جدة الإنساني»، المتمثلة في إخلاء منازل المواطنين والأعيان المدنية. وتحدث خبير عسكري سوداني إلى «الشرق الأوسط» مشترطاً عدم ذكر اسمه، وقال إن «اجتماع حمدوك وحميدتي في أديس أبابا زاد الحساسيات بشأن لقاء البرهان - حميدتي، إذ إن قائد الجيش ربما عدَّه (ماساً) بكرامته، لأن حمدوك اجتمع بحميدتي قبله، وتناسى متعمداً أنه لم يردّ على الطلب بالسلب أو الإيجاب». وأضاف الخبير العسكري أن «مؤسسة الجيش ترى أن حميدتي استقوى بالقوى المدنية ضدها، وبذلك ربما لا تسمح لقائدها بلقاء خصمه». كما يواجه قائد الجيش ضغوطاً قوية من حلفائه الإسلاميين وأنصار نظام الرئيس السابق عمر البشير، الذين يرفضون لقاء الرجلين ويتمسكون، حسب إفاداتهم، بـ«حسم» المعركة عسكرياً. ورجّح الخبير العسكري أن «البرهان ربما ينتظر (تحقيق نصر ميداني) يقوّي موقفه التفاوضي، بعد تعقد موقفه الذي نجم عن اجتياح (الدعم السريع) مدينة ود مدني بولاية الجزيرة».

تأجيل متوقع

ومع تأكيد القيادي في «تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)»، شهاب إبراهيم، لـ«الشرق الأوسط»، أن «ترتيبات عقد لقاء الرجلين مكتملة»، فإنه رأى أن «الموقف الذي ظهر به البرهان في خطابه الأخير (خطاب منطقة جبيت العسكرية) قد ينتج عنه شكل من أشكال التأجيل». ويعتقد إبراهيم أن «دولاً إقليمية –لم يسمها– دخلت على الخط، تسعى لخلق واقع جديد مغاير لموقف (إيغاد)، ومواقف هذه الدول تهدد بنقل الحرب في السودان إلى حرب إقليمية». ويطالب إبراهيم المجتمع الدولي بـ«ممارسة ضغوط قوية على تلك الدول التي تدفع البرهان إلى المماطلة والتسويف بشأن اللقاء»، وفق قوله. ويستكمل: «مع استمرار تجييش المواطنين وتدريبهم وتسليحهم من هذه الدول، فإن ذهاب البرهان إلى جيبوتي (مقر إيغاد) قد يصبح غير ممكن».

والي ولاية القضارف السودانية (الأحد) وسط تجمع من مؤيدي الجيش (سونا)

وفي يونيو (حزيران) الماضي، اقترحت «إيغاد» عقد اجتماع مباشر بين البرهان وحميدتي، وشكَّلت لجنة رباعية برئاسة كينية، لكنَّ الجيش السوداني اعترض على رئاسة اللجنة، واتهم كينيا بالانحياز لـ«الدعم السريع» واشترط إبعادها للموافقة على الوساطة. لكنَّ تطورات الأحداث في السودان دفعت البرهان إلى القيام بجولة في دول عدة زار خلالها كينيا، في نوفمبر (تشرين الثاني)، وأنهى القطيعة مع الرئيس ويليام روتو.

كما أبدى البرهان رغبته، حينها في تدخل «إيغاد» لحل الأزمة السودانية، وذلك خلال لقاء مع رئيس الدورة الحالية للهيئة، الرئيس الجيبوتي إسماعيل جيلة، والسكرتير التنفيذي، وأبدى لهما رغبته في عقد قمة تحل الأزمة السودانية. وفي 9 ديسمبر الماضي، انعقدت قمة «إيغاد» الاستثنائية بشأن السودان، وأبدى كل من البرهان وحميدتي التزامهما وقفاً «غير مشروط» لإطلاق النار، ووافقا على اقتراح القمة بعقد اجتماع مباشر بينهما، بيد أن الخارجية السودانية رفضت الاعتراف بالبيان الختامي للقمة، وقالت إنه «لا يعني السودان»، واحتجَّت على تواصل قادة «إيغاد» مع قائد «الدعم السريع».


مقالات ذات صلة

السودان: دفعة رابعة في حكومة إدريس وجدل واسع على تعيين وزير للمعادن

شمال افريقيا كامل إدريس خلال مراسم أداء اليمين رئيساً للوزراء أمام عبد الفتاح البرهان (وكالة الأنباء السودانية)

السودان: دفعة رابعة في حكومة إدريس وجدل واسع على تعيين وزير للمعادن

أصدر رئيس الوزراء السوداني، كامل إدريس، قراراً عيَّن بموجبه 5 وزراء جدد، بينهم وزير للمعادن أثار جدلاً واسعاً وتسريبات بعدم اجتيازه الفحص الأمني اللازم للمنصب.

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا «سد النهضة» الإثيوبي (أ.ف.ب)

السودان: مطالِبُ بالتحرك الفوري للحفاظ على حقوقه المائية

التزمت السلطات الرسمية في السودان الصمت إزاء إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، افتتاح «سد النهضة» رسمياً في سبتمبر (أيلول) المقبل.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا نازحون من الخرطوم لجأوا إلى إقليم كردفان (أ.ف.ب)

قوات حليفة للجيش السوداني تستعيد بلدة في كردفان

نفذت «القوة المشتركة» عملية التفاف تكتيكية مباغتة، استعادت بها بلدة أم صميمة بعد ساعات من سيطرة «الدعم السريع».

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا مواطن يحاول تصريف المياه من أمام مسكنه في مدينة أم درمان (الشرق الأوسط)

أمطار غزيرة في الخرطوم تجرف جثثاً متحللة

هطلت أمطار غزيرة في عدد من المناطق بولاية الخرطوم، مما أدّى إلى تراكم المياه في الأحياء والشوارع، كما جرفت بعض مخلفات الحرب، بما في ذلك جثث متحللة.

وجدان طلحة (الخرطوم)
شمال افريقيا قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو أيام تحالفهما (أرشيفية)

طرفا الحرب في السودان يتبادلان الاتهامات بارتكاب مجازر

تبادل طرفا الحرب في السودان اتهامات بارتكاب مجازر في إقليم كردفان بغرب البلاد، إثر عمليات برية وجوية خلال اليومين الماضيين أدت إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين.

أحمد يونس (كمبالا)

«الجامعة العربية»: الغارات الإسرائيلية على سوريا «بلطجة» تستهدف زرع الفوضى

مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة (الجامعة العربية)
مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة (الجامعة العربية)
TT

«الجامعة العربية»: الغارات الإسرائيلية على سوريا «بلطجة» تستهدف زرع الفوضى

مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة (الجامعة العربية)
مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة (الجامعة العربية)

شددت جامعة الدول العربية على أن الهجمات الإسرائيلية على سوريا تمثل «بلطجة» لا يُمكن للمجتمع الإقليمي أو الدولي القبول بها أو تمريرها، ويتعين وقفها فوراً، وأضافت أن «غارات الاحتلال تستهدف زرع الفوضى في سوريا مستغلة في ذلك بعض الأحداث التي وقعت أخيراً في محافظة السويداء، والتي أدانتها السلطات السورية نفسها ووصفتها في بيان لها بـ(الأعمال المشينة)، وتعهدت بالتحقيق فيها وتوقيع الجزاء على من يثبت ارتكابه لأي انتهاكات أو مخالفات».

وأدانت الأمانة العامة للجامعة، الأربعاء، «بأشد العبارات الغارات التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على سوريا، بما في ذلك تلك التي طالت مقر هيئة الأركان في دمشق، ومحيط القصر الرئاسي». واعتبرت أن هذه الغارات «تُمثل اعتداء صارخاً على سيادة دولة عربية عضو في (الجامعة) وفي منظمة الأمم المتحدة، بما يُمثل انتهاكاً للقانون الدولي واستهانة بقواعد النظام الدولي».

وأعربت الجامعة العربية عن «كامل التضامن مع سوريا إزاء تلك الهجمات الإسرائيلية»، مناشدة الحكومة «العمل بسرعة على نزع فتيل الفتنة، ومعالجة الاحتقانات القائمة عبر الحوار، والعمل على احتواء كافة مكونات الشعب السوري في الإطار الوطني».