هل ما زالت المنقوش تدير وزارة خارجية الدبيبة رغم إقالتها؟

تقارير تتحدث عن مباحثات أجرتها هاتفياً مع مسؤول يوناني

نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية المُقالة بحكومة الدبيبة (وزارة الخارجية)
نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية المُقالة بحكومة الدبيبة (وزارة الخارجية)
TT

هل ما زالت المنقوش تدير وزارة خارجية الدبيبة رغم إقالتها؟

نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية المُقالة بحكومة الدبيبة (وزارة الخارجية)
نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية المُقالة بحكومة الدبيبة (وزارة الخارجية)

أعاد اتصال أجرته نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية (المُقالة) بحكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة، بمسؤول يوناني، سيرتها إلى واجهة الأحداث في البلاد مجدداً، وسط تساؤل حول ما إذا كانت «تدير الوزارة سراً من منفاها الاختياري».

وأجرت المنقوش محادثة هاتفية مع جورج جيرابيتريتيس وزير الخارجية اليوناني، وفق وسائل إعلام محلية، تناولت فيها بحث تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع الحكومة في العاصمة طرابلس.

وأقال الدبيبة، المنقوش في 28 سبتمبر (أيلول) 2023، عقب الأزمة التي أحدثها اجتماعها «السري» بنظيرها الإسرائيلي حينها إيلي كوهين، في روما، وأحالها إلى التحقيق، كما شكّل لجنة للتحقيق برئاسة وزيرة العدل حليمة عبد الرحمن.

وبعد غياب عن البلاد، أفادت تقارير إعلامية، بأن المنقوش «تلعب دوراً راهناً» لجهة تفعيل علاقة حكومة الدبيبة باليونان، وهو ما نُقل أيضاً عن صحيفة «كاثيميريني» اليونانية.

واستغرب ليبيون مما أسموه بـ«عودة المنقوش إلى واجهة الأحداث، رغم أن ملف قضيتها أمام النائب العام لا يزال مفتوحاً دون إصدار حكم حتى الآن». وقال أحمد عبد الحكيم حمزة رئيس «المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان» في ليبيا: «في الوقت الذي ينتظر فيه الليبيون إعلان نتائج التحقيق مع المنقوش، تخرج علينا وهي تُجري اتصالات عمل، وتنسق للعلاقات بين حكومتها واليونان».

ورأى حمزة، في تصريح صحافي، أن هذا اللقاء، الذي نقلته وسائل إعلام محلية، يعطي إشارة إلى أنها «تمارس مهام عملها في الخفاء، بإظهار أنه تمت إقالتها»، مشيراً إلى دفاع الدبيبة أخيراً، عن المنقوش.

الدبيبة في لقاء سابق مع المنقوش (حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة)

وتطرق الدبيبة في فعاليتَين سابقتين، إلى اجتماع (المنقوش- كوهين) في روما، وقال: «إنه كان لقاءً عرضياً، ولم يكن لديه علم به». ورأى أن المنقوش «شخصية وطنية ولم تكن تقصد التطبيع... التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي لم ولن يكون يوماً من أجندات حكومتنا».

ودعا حمزة، إلى «رفع سقف مطالب الشارع للتحقيق مع المنقوش؛ لارتكابها جريمة الخيانة العظمى بفتحها ملف التطبيع مع دولة الاحتلال، وجرّ ليبيا لهذا المستنقع».

والتزمت وزارة الخارجية التابعة للدبيبة، الصمت حيال ما يتردد عن حديث المنقوش باسم حكومة «الوحدة»، رغم إقالتها، لكن مصدراً بالوزارة نفى علمه بذلك، وقال: «أي أخبار لم تصدر رسمياً عن وزارتنا، لا يعول عليها».

وتمكّنت المنقوش من مغادرة طرابلس عبر «مطار معيتيقة الدولي» بطرابلس. وأمام تصاعد التساؤلات عن مصير قضية المنقوش، قال النائب العام إن «التحقيقات لا تزال مستمرة بشأن لقائها إيلي كوهين»، ولفت حينها إلى أن «النيابة العامة اتخذت إجراءات عدة في هذه القضية، منها طلب تقييم المخابرات العامة، ونتائج التحقيق الإداري، كما جرى استدعاء الوزيرة للتحقيق لكنها موجودة في الخارج حالياً».

وسبق للنائب العام الليبي، التحذير من خطورة ما أسماه «تسييس بعض القضايا». وقال إن النيابة «تسعى إلى العمل في مناخ مستقل بعيداً عن حالة الانقسام التي تعيشها البلاد، في محاولة للمحافظة على سير العمل بشكل يحفظ الحقوق جميعها».

غير أن ذلك لم يمنع أطرافاً ليبية عدة، من بينها «المجلس الأعلى للدولة»، من المسارعة بنشر تفاصيل التحقيقات في قضية «المنقوش- كوهين».

وتوترت العلاقة بين حكومة الدبيبة واليونان خلال الفترة الماضية، إثر عملية تنقيب عن النفط والغاز بالبحر المتوسط. وكانت الحكومة أبدت انزعاجها من «تعاقد السلطات اليونانية مع بعض الشركات الدولية لأعمال البحث والتنقيب عن النفط والغاز، تقوم بها سفينة مختصة في البحث والمسح، في شرق المتوسط».

جانب من احتجاجات سكان طرابلس على اجتماع نجلاء المنقوش مع إيلي كوهين في روما (أ.ف.ب)

ونددت الحكومة حينها بما أسمته «تصرف السلطات اليونانية»، الذي وصفته بـ«غير المسؤول»، خصوصاً أنه «يعنى بأعمال البحث والتنقيب عن النفط والغاز في الحدود البحرية الليبية - اليونانية».

وفي مطلع أكتوبر (تشرين الأول) 2022 وقّعت حكومة «الوحدة» في طرابلس مع تركيا، مذكرة تفاهم تتيح للأخيرة البدء في أعمال الاستكشاف والتنقيب في منطقة الحدود البحرية بين البلدين، والمرسومة ضمن الاتفاق المبرم بين البلدين نهاية عام 2019، لكن اليونان أعلنت رفضها ترسيم الحدود الليبية - التركية، محتجة بأن حكومة الوحدة الوطنية «منتهية الولاية، ولا يحق لها إبرام العقود والاتفاقيات ذات الأثر الدولي».

في شأن مختلف، أصدر «المجلس الأعلى للقضاء» في ليبيا (الأحد)، قراراً بتشكيل لجنة للفصل في الطعون وفقاً للمادة الرابعة من القانون رقم 32 لسنة 2023 بشأن تعديل بعض أحكام قانون نظام القضاء.

وأضاف المجلس في الاجتماع، الذي حضره النائب العام الصديق الصور، بطرابلس، أنه بحث في التظلمات المقدمة أخيراً، وموضوعات أخرى تتعلق بالتعيينات في السلك القضائي.


مقالات ذات صلة

تحرك دبلوماسي فرنسي «نشط» في ليبيا... ماذا يستهدف؟

شمال افريقيا المبعوث الفرنسي بول سولير في لقاء مع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي في طرابلس (السفارة الفرنسية)

تحرك دبلوماسي فرنسي «نشط» في ليبيا... ماذا يستهدف؟

تكثَّفت المساعي الدبلوماسية الفرنسية بين الأفرقاء الليبيين، على مدار شهر أكتوبر الحالي عبر سلسلة لقاءات أجراها بول سولير مبعوث الرئيس إيمانويل ماكرون إلى ليبيا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا المشاركون في الاجتماع مع البعثة الأممية في صورة مشتركة (البعثة الأممية)

الدبيبة يتعهد مكافحة «الفساد» في قطاع الصحة

قال عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة، إن جهاز الإمداد الطبي في بلده كان لسنوات «محطةً استُغلت للفساد والاحتكار».

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا صورة أرشيفية متداوَلة لعدد من الليبيين الذي كانوا قد نُفوا إلى جزر بجنوب إيطاليا عام 1911

قصة نفي 5 آلاف ليبي إلى جنوب إيطاليا

أرجع مؤرخون عمليات نفي آلاف الليبيين إلى إيطاليا إلى اشتداد ضربات المقاومة الليبية للقوات الغازية، منذ معركة شارع «الشط - الهاني» في طرابلس عام 1911.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا من اجتماع سابق للمجلس الرئاسي مع وفد من الأمازيغ (أرشيفية)

أمازيغ ليبيا يطالبون «الرئاسي» بسحب التشكيلات العسكرية من مدنهم

وسط صمت رسمي من حكومة الوحدة الليبية «المؤقتة»، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، حذر المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا من أي «تحركات لميليشيات قبلية داخل المدن التابعة له».

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة (حكومة الوحدة)

غموض وتساؤلات بعد تعهد الدبيبة بـ«خطوات حازمة» لإجراء الانتخابات الليبية

تعهد عبد الحميد الدبيبة خلال مشاركته في احتفالية أقيمت بمسقط رأسه بمدينة مصراتة باتخاذ «خطوات حازمة» للوصول إلى الانتخابات العامة.

جاكلين زاهر (القاهرة)

الفساد يُهيمن على النقاش السياسي في موريتانيا

صورة عامة لندوة حزب «الإنصاف» عن الفساد (حزب الإنصاف)
صورة عامة لندوة حزب «الإنصاف» عن الفساد (حزب الإنصاف)
TT

الفساد يُهيمن على النقاش السياسي في موريتانيا

صورة عامة لندوة حزب «الإنصاف» عن الفساد (حزب الإنصاف)
صورة عامة لندوة حزب «الإنصاف» عن الفساد (حزب الإنصاف)

عاد الحديث عن الفساد إلى واجهة النقاش السياسي في موريتانيا؛ حيث نظّم حزب «الإنصاف» الحاكم، السبت والأحد، ندوة لنقاش «الحكامة الجيدة، وخطورة انتشار الفسادين الإداري والمالي على تحقيق التنمية».

وتصنف موريتانيا من بين الدول التي تعاني الفساد، وسبق أن اعترفت الحكومة باستعادة أموال من المفسدين، في حين تضيع سنوياً أموالاً هائلة في صفقات تحوم حولها شبهات فساد، وفق تقارير رسمية صادرة عن الحكومة ومنظمات دولية كثيرة.

وكان الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني، قد التزم بعد إعادة انتخابه يونيو (حزيران) الماضي، بأن تكون ولايته الرئاسية الثانية خاصة بالحرب على الفساد والمفسدين، وحماية المال العام.

جانب من نقاشات محاربة الفساد في موريتانيا (حزب الإنصاف)

في غضون ذلك، وبعد مرور 3 أشهر على تعيين حكومة جديدة مهمتها الأولى الحرب على الفساد، جاءت ندوة حزب «الإنصاف» الحاكم تحت عنوان: «الحكامة الجيدة بين التزام الدولة القوي والانخراط الصادق من طرف النخب والمجتمع»، وقال رئيس الحزب الحاكم، سيد أحمد ولد محمد، إن النقاش حول الفساد «يدخل في إطار سلسلة النشاطات السياسية والفكرية الموازية والداعمة لتنفيذ برنامج فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني».

وأضاف ولد محمد: «أن الجميع مطالب بالانخراط في مواجهة الفساد، الذي يتسبب استشراؤه في تهديد مستقبلنا»، مشيراً إلى أن رئيس البلاد «تعهّد بمحاربته، بوصف هذه المحاربة عملاً استراتيجياً ومصيرياً بالنسبة لنا».

وجرى النقاش حول تعريف الفساد ومفهومه، وأهم التجارب الناجحة لمحاربته، إضافة إلى دور النخب السياسية والإدارية في الحرب على الفساد، وأهمية تبني السلوك المدني بصفته من مفاتيح نجاح سياسة الشفافية ومكافحة الفساد.

وتناول النقاش أيضاً، الإطار القانوني والمؤسسي للحكامة الرشيدة ومكافحة الفساد، وضرورة وجود «آليات الرقابة المختلفة الضامنة لمحاربة الفساد وفقاً للقانون»، مع التركيز على أهمية «شفافية الحياة العامة وواجب المحاسبة، بصفتها ضمانات أساسية للحكامة الرشيدة والتخفيف من ممارسات الفساد».

الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني (أ.ف.ب - أرشيفية)

النقاش حول محاربة الفساد لم يقتصر على الأحزاب السياسية الموالية للسلطة، وإنما كان محورياً في خطاب المعارضة؛ حيث قال حزب «التجمع الوطني للإصلاح والتنمية» (تواصل)، إن ما تقوم به الحكومة من محاربة للفساد لا يزال «مجرد شعارات».

«تواصل» الذي يوصف بأنه الحزب المعارض الأكثر تمثيلاً في البرلمان، ويتولى زعامة مؤسسة المعارضة الديمقراطية، قال في بيان صحافي عقب انعقاد دورة مجلسه الوطني الأسبوع الماضي: «إن محاربة الفساد لا تزالُ في طور الشعارات، ولم نشاهد آثارها على الوقائع».

وأضاف الحزب أنه «لم تتم إدانة مسؤولين بتهم الفساد، رغم اعتراف السلطات بأن الفساد من كبرى عقبات التنمية، وإعلانها العزم على وقفه»، وشدد على أن «كثيراً ممن أثيرت حولهم شبه فساد أُعيد تعيينهم، في تحدٍّ صارخ للشعب المغلوب على أمره».

وخلُص الحزب إلى «أن ممارسات الفساد هي سبب استمرار أوضاع المواطنين في التردي، رغم وعود كثيرة وشعارات براقة متداولة»، مشيراً إلى أن «أسعار السلع الأساسية لا تزالُ فوق متناول المواطن البسيط وحتى متوسط الدخل، وما زالت الخدمات الأساسية من صحة وتعليم ونقل وكهرباء وماء بعيدة كل البُعد عن تلبية أبسط متطلبات العيش الكريم»، وفق تعبير الحزب.