توافق مصري - يوناني على خطورة الوضع في غزة وضرورة التهدئة

تزامناً مع جهود مكثفة بالقاهرة لتدفق مزيد من المساعدات إلى القطاع

السيسي خلال لقاء وزير الدفاع اليوناني في القاهرة (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال لقاء وزير الدفاع اليوناني في القاهرة (الرئاسة المصرية)
TT

توافق مصري - يوناني على خطورة الوضع في غزة وضرورة التهدئة

السيسي خلال لقاء وزير الدفاع اليوناني في القاهرة (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال لقاء وزير الدفاع اليوناني في القاهرة (الرئاسة المصرية)

في وقت تكثف فيه القاهرة جهودها لتدفق مزيد من المساعدات إلى قطاع غزة، توافقت مصر واليونان على «خطورة الوضع في قطاع غزة، وضرورة التهدئة والسعي لإيجاد حلول سياسية للأزمة الحالية، حرصاً على أمن واستقرار الإقليم الذي تزداد مؤشرات الخطر به».

والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في القاهرة، الثلاثاء، وزير الدفاع اليوناني، نيكولاوس ديندياس، بحضور القائد العام للقوات المسلحة المصرية وزير الدفاع والإنتاج الحربي، محمد زكي، وسفير اليونان في القاهرة. ووفق إفادة للمتحدث باسم الرئاسة المصرية، أحمد فهمي، فإن اللقاء تناول «سبل تعزيز العلاقات الثنائية لا سيما في مجال الدفاع والتعاون العسكري»، كما تطرق إلى الأوضاع الإقليمية خصوصاً في الأراضي الفلسطينية. واستعرض السيسي خلال اللقاء الجهود المصرية للتوصل إلى «وقف إطلاق النار في قطاع غزة ونفاذ المساعدات الإنسانية بلا عوائق». وشدد على أهمية «حماية أهالي القطاع من الوضع الإنساني المأساوي الذي يعانون منه»، مؤكداً «استمرار مصر في تقديم المساعدات الإغاثية للشعب الفلسطيني بالقطاع، بالإضافة إلى تنسيق وإيصال المساعدات المقدمة من المجتمع الدولي». ودعا الرئيس المصري إلى «ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتنفيذ قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة».

كما أكد السيسي في اتصال هاتفي مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الثلاثاء، «مواصلة مصر العمل على التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية». في حين أشار عبد الله إلى «حرص الأردن على مواصلة تعميق وتعزيز العلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار التشاور والتنسيق بشأن مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة وعلى رأسها العمل على إيجاد الأفق السياسي للقضية الفلسطينية».

شاحنة مساعدات مصرية أثناء مغادرة معبر رفح في وقت سابق (الهلال الأحمر المصري)

وجددت مصر أخيراً دعوتها إلى «ضرورة إزالة العوائق التي تحول دون نفاذ المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ لقطاع غزة وبصورة مستدامة». وأشار السيسي خلال اتصال هاتفي، مساء الاثنين، مع سكرتير عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى «ضرورة نفاذ المساعدات الإنسانية بكميات كافية»، وحذر «من الخطورة البالغة لاستمرار الأمور على وتيرتها الحالية، بما سيكون له من تبعات إنسانية وأمنية وتأثير على استقرار المنطقة». في حين أكد غوتيريش حرصه على «التنسيق المستمر مع مصر للخروج من الأزمة الجارية، والعمل على تحقيق الاستقرار بالمنطقة».

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الاثنين، دخول شاحنات محمّلة بضائع تجارية إلى غزة، هي الأولى من نوعها منذ اندلاع الحرب. وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في بيان إلى «دخول قوافل منذ يوم الأحد إلى غزة عبر معبري رفح الحدودي مع مصر، وكرم أبو سالم الحدودي مع إسرائيل»، لكن الوكالة أعربت عن أسفها «لعدم توافر الظروف اللازمة لتنفيذ عمليات إنسانية على المستوى اللازم».

ويشار إلى أن شاحنات المساعدات الإنسانية تدخل قطاع غزة، منذ 21 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عبر معبر رفح البري، حيث خصصت مصر المعبر لإدخال المساعدات الإنسانية، كما خصصت مطار العريش الدولي، وميناء بورسعيد، لاستقبال المساعدات الإغاثية الدولية.

دخان تصاعد عقب قصف إسرائيلي بقطاع غزة في وقت سابق (أ.ب)

وصلت إلى مطار العريش الدولي بمصر، الثلاثاء، الطائرة الإغاثية السعودية الـ33، والتي يسيّرها مركز «الملك سلمان للإغاثة» تحمل على متنها مواد طبية بوزن إجمالي يبلغ 18 طناً، تمهيداً لنقلها إلى المتضررين من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة. كما استقبل مطار العريش، الثلاثاء، طائرة أخرى من بلجيكا تحمل 41 طناً من الأدوية والمستلزمات الطبية مقدمة من منظمتي الصحة العالمية و«اليونيسيف». ووفق رئيس فرع «الهلال الأحمر المصري» بشمال سيناء، خالد زايد، الثلاثاء، فإن «عدد الطائرات التي وصلت إلى مطار العريش الدولي منذ 12 أكتوبر الماضي بلغت نحو 319 طائرة، حملت نحو 8600 طن من المساعدات الإنسانية الطبية والغذائية والإغاثية المتنوعة، وسيارات الإسعاف، ومحطات تحلية المياه والخيام، والمولدات الكهربائية».


مقالات ذات صلة

فلسطين وإسرائيل... 3 انقلابات ونكبة في ربع قرن

خاص رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت (يمين) مع رئيس الوزراء الحالي بنيامين في الكنيست 2009 (غيتي)

فلسطين وإسرائيل... 3 انقلابات ونكبة في ربع قرن

«بيت القصيد» أن إسرائيل في العهد الطويل لبنيامين نتنياهو، لم تعد ناجحة وهي تواجه خطر الانزلاق إلى الهاوية؛ إذ بات يتمسك بالكرسي خوفاً من المغادرة إلى السجن.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي القوات الإسرائيلية تقتحم مخيم طولكرم للاجئين بالضفة الغربية (د.ب.أ)

الجيش الإسرائيلي يقتل فلسطينيين اثنين في مخيم للاجئين بالضفة

كشف مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون عن أن قوات إسرائيلية قتلت فلسطينيين اثنين في مداهمة بمخيم للاجئين قرب مدينة طولكرم في الضفة الغربية.

«الشرق الأوسط» (الضفة الغربية)
المشرق العربي أطفال مصابون ينظرون من منزل مدمر تعرض لغارة إسرائيلية في دير البلح وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

«الأونروا»: طفل يُقتل كل ساعة في غزة

أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن هناك طفلاً واحداً يُقتل كل ساعة في غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية صور محتجزات إسرائيليات في غزة خلال تجمع للمطالبة بإطلاق سراحهن في تل أبيب يوم 14 نوفمبر (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يعترف بتسليم عائلات مجندات أسيرات تسجيلات صوتية معدلة لهن

اعترف الجيش الإسرائيلي بأنه سلَّم عائلات جنديات مراقبة إسرائيليات تم أسرهن من قبل حركة «حماس» في 7 أكتوبر 2023، تسجيلات صوتية معدلة لبناتهم.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي تصاعد الدخان بعد غارات إسرائيلية على منطقة غرب خان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)

مقتل 7 فلسطينيين وإصابة العشرات في غارات إسرائيلية جنوب قطاع غزة

 قتل سبعة فلسطينيين وأصيب العشرات في غارة إسرائيلية على منطقة المواصي غرب خان يونس جنوب قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)

العاهل المغربي يترأس جلسة عمل لمراجعة قانون الأسرة

العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال ترؤسه جلسة عمل لمراجعة قانون الأسرة الذي أمر قبل عامين بمراجعته (ماب)
العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال ترؤسه جلسة عمل لمراجعة قانون الأسرة الذي أمر قبل عامين بمراجعته (ماب)
TT

العاهل المغربي يترأس جلسة عمل لمراجعة قانون الأسرة

العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال ترؤسه جلسة عمل لمراجعة قانون الأسرة الذي أمر قبل عامين بمراجعته (ماب)
العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال ترؤسه جلسة عمل لمراجعة قانون الأسرة الذي أمر قبل عامين بمراجعته (ماب)

أفاد بيان للقصر الملكي بالدار البيضاء، أمس الاثنين، بأن العاهل المغربي الملك محمد السادس ترأس جلسة عمل لمراجعة قانون الأسرة الذي أمر قبل عامين بمراجعته. وتأتي هذه الجلسة في أعقاب رفع الهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة، بعد انتهاء مهامها داخل الأجل المحدد لها، إلى العاهل المغربي تقريراً يتضمن أكثر من مائة مقترح تعديل، وبعد إحالة الملك تلك المرتبطة منها بنصوص دينية على نظر المجلس العلمي الأعلى الذي أصدر بشأنها رأياً شرعياً، وأيضاً بعد قيامه بالتحكيمات الضرورية بالنسبة للقضايا التي اقترحت فيها الهيئة أكثر من رأي، أو تلك التي تطلّب الأمر مراجعتها في ضوء الرأي الشرعي، والتي رجح فيها الملك الخيارات التي تنسجم مع المرجعيات والغايات المحددة في مضمون الرسالة الملكية الموجهة إلى رئيس الحكومة، وكذا تلك الواقعة في دائرة الضوابط المحددة لعمل الهيئة، وفي مقدمتها ضابط «عدم تحريم حلال ولا تحليل حرام».

رئيس الحكومة عزيز أخنوش (ماب)

وخلال هذه الجلسة، قدّم وزير العدل عبد اللطيف وهبي، بصفته عضواً بالهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة، بين يدي الملك، عرضاً حول طريقة ومنهج عمل الهيئة، لا سيما ما تعلّق منها بجلسات الإنصات والاستماع التي نظّمتها، وأهم المقترحات التي انبثقت عنها، والتي ضمنتها في تقريرها المذكور، بالإضافة إلى الغايات المرجوة منها.

ولتوضيح المضامين الرئيسة لمراجعة مدونة الأسرة، كلّف العاهل المغربي رئيس الحكومة والوزراء بالتواصل مع الرأي العام، وإحاطته علماً بمستجدات هذه المراجعة التي ستسهر الحكومة، داخل آجال معقولة، على حسن بلورتها وصياغتها في مبادرة تشريعية، طبقاً للأحكام الدستورية ذات الصلة.

وبخصوص المبادرة التشريعية لمراجعة مدونة الأسرة، وما سيليها من مناقشة وتصويت في مجلسي البرلمان، فقد ذكر العاهل المغربي بالمرجعيات والمرتكزات التي ستؤطرها، والمتضمنة في الرسالة الملكية المذكورة. ويتعلّق الأمر بمبادئ العدل والمساواة والتضامن والانسجام، النابعة من ديننا الإسلامي الحنيف، وكذا القيم الكونية المنبثقة من الاتفاقيات الدولية التي صادق عليها المغرب.

وزير العدل عزيز وهبي (أ.ف.ب)

كما أكد الملك ضرورة استحضار إرادة الإصلاح والانفتاح على التطور التي دشنها من خلال إطلاق هذه المبادرة الإصلاحية، بعد مرور 20 سنة على تطبيق مدونة الأسرة، وضمان الحماية الحقوقية والاجتماعية والاقتصادية للأسرة، والنظر إلى مضامين المراجعة في تكامليتها، وأنها لا تنتصر لفئة دون أخرى، بل تهم الأسرة المغربية التي تشكّل «الخلية الأساسية للمجتمع»، وهو ما يتطلّب الحرص على بلورة كل ما تقدّم في قواعد قانونية واضحة ومفهومة، لتجاوز تضارب القراءات القضائية، وحالات تنازع تأويلها.

وكان المغرب قد شهد تعديلاً لهذا القانون الذي يُعرف أيضاً بمدونة الأسرة، في عام 2004، مغيّراً بذلك قانوناً يعود إلى عام 1958، أي بعد عامين من استقلال المملكة. ووصف تعديل 2004 بـ«الثورة الاجتماعية الهادئة»؛ إذ أعطى حقوقاً للمرأة في الزواج والطلاق وحضانة الأطفال. لكن في خطاب العرش (عيد الجلوس) لعام 2022، قال العاهل المغربي إنه «إذا كانت مدونة الأسرة قد شكّلت قفزة إلى الأمام، فإنها أصبحت غير كافية». وأضاف العاهل المغربي موضحاً أن «التجربة بيّنت أن هناك عدة عوائق تقف أمام استكمال هذه المسيرة، وتحول دون تحقيق أهدافها». وأسند في سبتمبر (أيلول) 2023 مراجعة مدونة الأسرة إلى وزارة العدل والمجلس الأعلى للسلطة القضائية، ورئاسة النيابة العامة، وذلك «بالنظر إلى الأبعاد القانونية والقضائية لهذا الموضوع». كما دعا العاهل المغربي هذه الهيئات إلى أن «تشرك بشكل وثيق في هذا الإصلاح الهيئات الأخرى المعنية بهذا الموضوع بصفة مباشرة، وفي مقدمتها: المجلس العلمي الأعلى، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان (هيئة حقوقية رسمية)، والسلطة الحكومية المكلفة بالتضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة مع الانفتاح على هيئات المجتمع المدني والباحثين والمختصين».