محمد عثمان رئيساً للجنة التحقيق الدولية للسودان

لكشف الانتهاكات في سياق الحرب بين الأطراف المتحاربة

محمد شاندي عثمان (صور الأمم المتحدة)
محمد شاندي عثمان (صور الأمم المتحدة)
TT

محمد عثمان رئيساً للجنة التحقيق الدولية للسودان

محمد شاندي عثمان (صور الأمم المتحدة)
محمد شاندي عثمان (صور الأمم المتحدة)

أعلن رئيس «مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان» فاكلاف باليك، الاثنين، تعيين التنزاني محمد شاندي عثمان رئيساً لمهمة تقصي الحقائق الدولية المستقلة للسودان، مع العضوين الآخرين النيجيرية جوي إيزيلو، والسويسرية - الأردنية منى رشماوي.

وكان مجلس حقوق الإنسان أنشأ هذه البعثة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لمدة عام كامل قابل للتجديد، بهدف «التحقيق وإثبات الحقائق والظروف والأسباب الجذرية لكل الانتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان والتجاوزات والانتهاكات للقانون الإنساني الدولي»، بما فيها المرتكبة ضد اللاجئين، والجرائم ذات الصلة في سياق النزاع المسلح الذي بدأ في 15 أبريل (نيسان) 2023، بين القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان من جهة، و«قوات الدعم السريع» بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، الملقب «حميدتي»، من الجهة الأخرى، بالإضافة إلى الأطراف المتحاربة الأخرى.

وستقوم المهمة بجمع الأدلة وتحليلها في ضوء أي إجراءات قانونية مستقبلية، وتحديد الأفراد والكيانات المسؤولين، وتقديم توصيات بهدف وضع حد للإفلات من العقاب وضمان المساءلة ووصول الضحايا إلى العدالة.

سودانيون يشاركون الأحد في مسيرة داعمة للجيش في ود مدني بولاية الجزيرة (أ.ف.ب)

وتولى عثمان منصب رئيس المحكمة العليا في تنزانيا بين عامي 2010 و2017. وبعد ذلك، اختاره الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كـ«شخصية بارزة». وكلفه بدراسة المعلومات الجديدة المتعلقة بمقتل الأمين العام الثاني للأمم المتحدة داغ همرشولد عام 1961.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عينه عام 2015، رئيساً لفريق الخبراء المستقل المعني بتحقيقات همرشولد. وبين عامي 2019 و2020، عمل عضواً في لجنة مراجعة الخبراء المستقلة للمحكمة الجنائية الدولية ونظام روما الأساسي.

وتشمل الخبرات السابقة لعثمان العمل مدعياً عاماً لتيمور الشرقية بين عامي 2000 و2001، ورئيس هيئة الادعاء في «المحكمة الجنائية الدولية» لرواندا بين عامي 1998 و2000، ومستشاراً أول لقطاع القانون والعدالة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في كمبوديا.

وعمل أيضاً عضواً في اللجنة الرفيعة المستوى التابعة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للتحقيق في الوضع بلبنان بعد حرب عام 2006، وخبيراً مستقلاً لمجلس حقوق الإنسان المعني بحالة حقوق الإنسان في السودان بين عامي 2009 و2010، ورئيساً للجنة خبراء حقوق الإنسان المعنية بإثيوبيا بين عامي 2022 و2023.

وتتمتع عضوة المهمة إيزيلو، وهي أستاذة قانون متميزة ومحامية أولى في نيجيريا، بخبرة في مجال حقوق الإنسان الدولية والقانون الجنائي والدستور المقارن وحقوق المرأة والطفل في أفريقيا.

أما رشماوي فهي مسؤولة كبيرة سابقة في الأمم المتحدة، عملت أخيراً رئيسة لمكتب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا في دمشق.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم

شمال افريقيا شاحنة تحمل لاجئين سودانيين من مدينة رينك الحدودية في جنوب السودان (د.ب.أ)

الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم

أفاد تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الأحد، بأن السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا: استهداف إسرائيل لـ«حماس» و«حزب الله» غايته إجبار الفلسطينيين على الهجرة

أكدت تركيا أن هدف إسرائيل الرئيسي من ضرب حركة «حماس» في غزة و«حزب الله» في لبنان هو جعل الفلسطينيين غير قادرين على العيش في أرضهم وإجبارهم على الهجرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي جندي من قوات «اليونيفيل» في برج مراقبة قرب قرية مارون الراس اللبنانية (إ.ب.أ)

إصابة 4 من جنود «اليونيفيل» الإيطاليين في لبنان وروما تُحمّل «حزب الله» المسؤولية

أصيب 4 جنود إيطاليين في هجوم على مقر قوة الأمم المتحدة المؤقتة بلبنان «اليونيفيل» ببلدة شمع جنوب لبنان، وفق ما أعلن مصدران حكوميان، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الولايات المتحدة​ مسعفون من جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني» ومتطوعون في الفريق الوطني للاستجابة للكوارث (أ.ب)

الأمم المتحدة: عمال الإغاثة الذين قُتلوا في 2024 أعلى من أي عام آخر

أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن عدد عمال الإغاثة والرعاية الصحية الذين قُتلوا في 2024 أعلى من أي عام آخر، بحسب «أسوشييتد برس».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي الدخان يتصاعد من موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت حياً في الضاحية الجنوبية لبيروت - 22 نوفمبر 2024 وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل و«حزب الله» (أ.ف.ب)

الاتحاد الأوروبي يجدد الدعوة لوقف إطلاق نار فوري في لبنان والالتزام بالقرار «1701»

دعت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى لبنان، اليوم (الجمعة)، مجدداً إلى التوصل لوقف فوري لإطلاق النار والالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن «1701» بشكل كامل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

الدبيبة متحدياً من «يريدون السلطة» في ليبيا: لن تحكمونا

الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)
الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)
TT

الدبيبة متحدياً من «يريدون السلطة» في ليبيا: لن تحكمونا

الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)
الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)

أثار عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة، حفيظة وغضب أنصار نظام الرئيس الراحل معمر القذافي، وعدد من أطياف المجتمع الراغبين في السلطة، بعدما تعهّد «بعدم إعادتهم إلى حكم البلاد مرة ثانية».

الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)

وكان الدبيبة يلقي كلمة أمام فعاليات ختام «ملتقى شباب ليبيا الجامع» في مصراتة، مساء السبت، وتطرَّق فيها إلى «الذين يريدون العودة إلى السلطة»، مثل النظام السابق ومؤيدي «الملكية الدستورية»، بالإضافة إلى من يريد «العسكر»، وقال متحدياً: «لن يحكمونا».

ووجّه حديثه لليبيين، وقال: «هناك 4 مكونات هي أسباب المشكلة في ليبيا».

وتُعدّ هذه المرة الأولى التي يوجه فيها الدبيبة انتقادات لاذعة لكل هذه الأطراف مجتمعة، من منطلق أن «الحكم في ليبيا يحدَّد بالدستور وليس بخشم البندقية».

حفتر في لقاء سابق مع عدد من قادة قواته ببنغازي (الجيش الوطني)

ودون أن يذكر أسماء أشخاص، قال: «هناك من يريد الحكم بالسلاح، وآخرون يتخذون من الدين شعاراً ويريدون السلطة، بجانب من يدعون للعودة إليها مرة ثانية؛ سواء الملكية أم نظام القذافي»؛ في إشارة إلى سيف الإسلام القذافي، وأنصار «الملكية الدستورية» الذين يستهدفون تنصيب الأمير محمد السنوسي ملكاً على البلاد.

واستطرد الدبيبة: «النظام العسكري لن يحكمنا مرة أخرى، ولا تفكروا فيمن تجاوز الثمانين أو التسعين عاماً وما زال يحلم بحكم ليبيا»؛ في إشارة إلى المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني.

وخرجت صفحات، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، موالية للنظام السابق، تنتقد الدبيبة، وتتهم حكمه بـ«الفساد»، رافضة تلميحاته بشأن المشانق التي كانت تُعلَّق بالمدن الرياضية إبان عهد القذافي. وذلك في معرض تعليقه على هتاف مجموعة من الشباب للقذافي، بعد خسارة منتخبهم أمام بنين في تصفيات «أمم أفريقيا».

سيف الإسلام نجل الرئيس الراحل معمر القذافي (أ.ف.ب)

وبجانب انتقاده النظم السابقة، التي قال إنها «تريد العودة لحكم ليبيا»، تطرّق الدبيبة أيضاً إلى من «يستخدمون الشعارات الدينية»، ومن «ينادون بحكم القبيلة».

وتحدّث الدبيبة أمام جموع الشباب في أمور مختلفة؛ من بينها المجموعات المسلَّحة، التي كرر رغبته في «دمجها في مؤسسات الدولة، ومنح عناصرها رواتب»، مذكّراً بأن عماد الطرابلسي «كان زعيم ميليشيا، والآن لديه مسؤوليات لحفظ الأمن والاستقرار بصفته وزيراً للداخلية في حكومتي الشرعية».

وللعلم، أتى الدبيبة إلى السلطة التنفيذية في ليبيا، وفق مخرجات «حوار جنيف» في 5 فبراير (شباط) 2021 بولاية مؤقتة مدتها عام واحد فقط، للإشراف على الانتخابات العامة، لكنه يؤكد عدم تخليه عن السلطة إلا بإجراء انتخابات عامة في البلاد.

محمد السنوسي يتوسط شخصيات ليبية من المنطقة الغربية (حساب محمد السنوسي على «إكس»)

وكثّف الأمير محمد الحسن الرضا السنوسي لقاءاته بشخصيات ليبية في إسطنبول مؤخراً، ما طرح عدداً من الأسئلة حينها حول هدف الرجل المقيم في بريطانيا من مشاوراته الكثيرة مع أطياف سياسية واجتماعية مختلفة.

ومحمد الحسن هو نجل الرضا السنوسي، الذي عيَّنه الملك إدريس السنوسي ولياً للعهد في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1956، وتُوفي في 28 من أبريل (نيسان) 1992.

ولوحظ أن السنوسي، الذي لم يزرْ ليبيا منذ كان صبياً، يكثّف لقاءاته في الخارج بشخصيات ليبية مختلفة، بعضها ينتمي لقبائل من المنطقة الغربية، بالإضافة إلى الأمازيغ والطوارق؛ وذلك بهدف «إنجاح المساعي نحو حوار وطني شامل، تحت مظلة الشرعية الملكية الدستورية».

ولا تزال شروط الترشح لمنصب الرئيس في ليبيا عائقاً أمام التوافق بشأن القوانين اللازمة للاستحقاق المؤجل، في ظل وجود معارضة بشكل كامل لترشح مزدوجي الجنسية والعسكريين، والذين عليهم أحكام جنائية لهذا المنصب.