مسؤول بارز يطالب برفع حظر التسليح عن الجيش الليبي

الساعدي أكد أن الاتحاد الأوروبي هو أكثر المتضررين من هذا القرار بسبب تدفقات المهاجرين

المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني خلال لقاء سابق مع قيادات عسكرية في بنغازي (الجيش الوطني الليبي)
المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني خلال لقاء سابق مع قيادات عسكرية في بنغازي (الجيش الوطني الليبي)
TT

مسؤول بارز يطالب برفع حظر التسليح عن الجيش الليبي

المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني خلال لقاء سابق مع قيادات عسكرية في بنغازي (الجيش الوطني الليبي)
المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني خلال لقاء سابق مع قيادات عسكرية في بنغازي (الجيش الوطني الليبي)

حذر رئيس جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، التابع لوزارة الداخلية بالحكومة الليبية المكلفة من البرلمان، اللواء نوري الساعدي، من أن الاتحاد الأوروبي سيقع عليه الضرر الأكبر من حظر التسليح المفروض على الجيش الليبي، وذلك بسبب عدم القدرة على منع جميع عمليات الهجرة غير الشرعية من السواحل الليبية.

وقال الساعدي في حديث لوكالة «سبوتنيك» الروسية، نشرته اليوم الأربعاء، إن «وجود المجموعات المسلحة يعوق بكل تأكيد عمل الجيش الليبي، فالحدود الليبية مترامية الأطراف، وتحتاج إلى حراسة ومراقبة، رغم أن الجيش الليبي يخضع لحظر التسليح، وهذا بكل تأكيد له تأثير خطير على قضية الهجرة، وإن كانت المنطقة التي تحت سيطرة الجيش الليبي تكاد تخلو من هذه المجموعات المسلحة».

وأضاف الساعدي موضحاً: «نطالب المجتمع الدولي برفع حظر التسليح المفروض على الجيش الليبي لكي يقوم بواجباته في حماية الحدود، ومحاربة ظاهرة الهجرة غير الشرعية العابرة للقارات، وإلا سوف يدفع الاتحاد الأوروبي الثمن بتدفق المهاجرين غير الشرعيين والمجرمين إلى دوله».

وتابع الساعدي: «نحن نحرس حدودنا حسب إمكانياتنا المتاحة لدينا، ونبذل قصارى جهدنا للحد من هذه الظاهرة، وبالنسبة لوزارة الداخلية نحن نفتقر لكل الإمكانيات، ولذلك نحن عاجزون عن مكافحة هذه الظاهرة»، مشدداً على أن ملف الهجرة «قضية تضامنية، ويجب على الجميع التضامن لحل هذه الأزمة معاً، وخاصة دول الاتحاد الأوروبي المتضرر الأكبر من هذه الظاهرة».

الساعدي أكد أن الاتحاد الأوروبي سيكون أكبر المتضررين من حظر التسليح المفروض على الجيش الليبي بسبب عدم القدرة على منع عمليات الهجرة غير الشرعية من السواحل الليبية (أ.ف.ب)

كما أشار رئيس جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية إلى أن «الاتحاد الأوروبي لم يدعم ليبيا بأي إمكانيات، لا مالياً ولا لوجيستياً، لمكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وبالنسبة للحكومة الليبية، وجهاز الهجرة غير الشرعية، فنحن لم نتلق أي دعم من الاتحاد الأوروبي، أو الأمم المتحدة».

في سياق ذلك، أوضح الساعدي: «ينقصنا دعم معنوي ومالي ولوجيستي، وتنقصنا العربات والملابس، وصيانة مراكز الإيواء الخاصة بالمهاجرين»، مبرزاً أن جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في المنطقة الشرقية «لديه 11 مركز إيواء، وكل هذه المراكز تحت إشراف الأمم المتحدة، ولكن الأمم المتحدة لا تقدم شيئاً، باستثناء المساعدة العينية، وهي مواد تعقيم صحية وأغطية فقط».

وفيما يتعلق بإلغاء سلطات النيجر قانون تجريم تهريب البشر، قال الساعدي إن هذا القرار «يؤثر أولاً على دولة النيجر لأنها دولة مصدر، وبهذا القرار ستكون دولة عبور أو محطة عبور، وهو مناف للعديد من الاتفاقيات الإقليمية بشأن الهجرة، والتعاون الدولي بين ليبيا ودولة النيجر».

وأضاف الساعدي أن النيجر «دولة ملاصقة لليبيا وتربطهما حدود مشتركة، وبالتالي فإن هذا القرار يؤثر سلبياً على الأمن القومي الليبي، وحماية الحدود بدلاً من أن تكون من جانبنا وجانب دولة النيجر، ستكون من جانب ليبيا فقط، وبكل تأكيد هذا الوضع مرهق جداً لنا، كما يؤثر على النظام السياسي في النيجر».

وحول كيفية التعامل مع من يتم ضبطهم من المهاجرين غير الشرعيين، لفت الساعدي إلى أن «أغلب المهاجرين، الذين يتم ترحيلهم من مصر والسودان وتشاد وباكستان وبنغلاديش والنيجر وإريتريا والصومال، جميعهم يتم ترحيلهم عن طريق القنصليات»، وقال بهذا الخصوص: «نقوم بمخاطبة القنصلية المعنية، فيأتي وفد لحل مشكلة المهاجر، ليتم ترحيله، أو إتمام إجراءاته الرسمية للإقامة في ليبيا». مضيفاً أن «مشكلتنا لا تقتصر فقط على قضية اللاجئين، ونحن نرحب ونمد يد العون لهم، لكن قضيتنا الكبيرة هي عصابات مهربي البشر، وهي عصابات أجنبية ومحلية، ولدينا أوامر ضبط من النيابة العامة، لكننا نعجز عن القبض عليهم لأنهم يملكون التسليح، ولديهم الأسلحة المتوسطة والخفيفة والثقيلة».


مقالات ذات صلة

«البلديات الليبية» ساحة صراع محتدم بين حكومتَي الدبيبة وحمّاد

شمال افريقيا الدبيبة يلتقي عمداء البلديات بشرق ليبيا وجنوبها (حكومة الوحدة)

«البلديات الليبية» ساحة صراع محتدم بين حكومتَي الدبيبة وحمّاد

أظهر اجتماع نظّمته حكومة عبد الحميد الدبيبة، في طرابلس لعدد من عمداء المجالس البلديات «صراعاً محتدماً» مع نظيرتها بشرق ليبيا.

جاكلين زاهر (القاهرة)
شمال افريقيا زيارة اللافي والنمروش مدينة يفرن (المجلس الرئاسي)

«الرئاسي» يدخل على خط احتجاجات أمازيغ ليبيا

وسط استمرار تجاهل حكومة الوحدة الليبية «المؤقتة»، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، دخل المجلس الرئاسي على خط أزمة الاحتجاجات، التي شهدتها بعض مناطق الأمازيغ.

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا من عملية إنقاذ عدد من المهاجرين من طرف خفر السواحل بغرب ليبيا (وزارة الداخلية بحكومة الوحدة)

غرق 12 مصرياً أمام طبرق الليبية خلال محاولتهم «الهجرة»

أعلنت مؤسسة حقوقية ليبية انقلاب قارب كان يقل 13 مصرياً، أمام ساحل مدينة طبرق (شرق)، غرق منهم 12 فرداً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الدبيبة وميلوني على هامش افتتاح أعمال الدورة الـ30 لمنتدى الأعمال الليبي - الإيطالي (الوحدة)

الدبيبة وميلوني يفتتحان منتدى الأعمال الليبي - الإيطالي في طرابلس

دشن عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة مع نظيرته الإيطالية المنتدى الاقتصادي الليبي - الإيطالي.

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا الساعدي القذافي (أرشيفة من أ.ف.ب)

دفاع الساعدي القذافي عن الوجود التركي في ليبيا يفجر انتقادات

يرى الساعدي نجل الرئيس الراحل معمر القذافي أن «وجود الأتراك أو المصريين أو أي دولة مسلمة في ليبيا؛ شرط التنسيق مع السلطات أمر محمود ومفيد استراتيجياً ودينياً».

جمال جوهر (القاهرة)

«الرئاسي» يدخل على خط احتجاجات أمازيغ ليبيا

زيارة اللافي والنمروش مدينة يفرن (المجلس الرئاسي)
زيارة اللافي والنمروش مدينة يفرن (المجلس الرئاسي)
TT

«الرئاسي» يدخل على خط احتجاجات أمازيغ ليبيا

زيارة اللافي والنمروش مدينة يفرن (المجلس الرئاسي)
زيارة اللافي والنمروش مدينة يفرن (المجلس الرئاسي)

وسط استمرار تجاهل حكومة الوحدة الليبية «المؤقتة»، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، دخل المجلس الرئاسي على خط أزمة الاحتجاجات، التي شهدتها بعض مناطق ومدن الأمازيغ، خصوصاً مدينة يفرن، في محاولة لإنهاء التوترات التي عاشتها المدينة أخيراً.

وفي زيارة كانت مقررة، الأربعاء، لرئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، إلى يفرن، زار نائبه عبد الله اللافي، رفقة معاون رئيس أركان القوات التابعة لحكومة الوحدة، صلاح النمروش، المدينة بهدف «مناقشة الاحتجاجات التي شهدتها أخيراً رفضاً لوجود وانتشار عناصر المنطقة العسكرية الغربية في شوارعها».

وقال المجلس في بيان مقتضب إن اللافي وصل إلى المدينة مع النمروش للوقوف على الأوضاع الحالية والتقاء مختلف مكوناتها.

وكان عميد بلدية يفرن، حسين كافو، قد أعلن استمرار احتجاز عضو من مجلسها، وخمسة أشخاص من سكان المدينة من قِبل جهات أمنية خارج المدينة، على خلفية المظاهرة السلمية لأهالي يفرن، الرافضة لتمركز مجموعات مسلحة داخل المدينة، مشيراً إلى مغادرة اثنين من المتظاهرين المستشفى بعد تلقى العلاج، إثر الاعتداء عليهم بالسلاح، فيما يعالَج اثنان آخران، أحدهما حالته حرجة، بسبب إصابته برصاصة في صدره.

إلى ذلك، أعلن المجلس العسكري لثوار الزنتان، حالة النفير القصوى لكل الكتائب والسرايا التابعة له بشكل عاجل وعلى وجه السرعة، لافتاً إلى اجتماع طارئ كان مقرراً عقده، الأربعاء، في مقره. وذكرت وسائل إعلام محلية أن الاجتماع يأتي على خلفية معلومات بشأن وصول تعزيزات عسكرية إلى عدد من مدن الجبل، بينها ككلة والشقيقة.

الدبيبة مع رئيسة وزراء إيطاليا (حكومة الوحدة)

وتجاهل الدبيبة هذه التطورات، لكنه أكد دور القطاع الخاص في تعزيز التعاون مع إيطاليا. وشدد خلال مشاركته، مساء الثلاثاء، في عدد من المنتديات الاقتصادية ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي الليبي - الإيطالي، على أهمية مساهمة الجامعات والكليات التقنية الإيطالية في تعزيز كفاءة العناصر الفنية في عدد من القطاعات، من خلال تنفيذ برامج تدريبية متطورة، وتطوير برامج البحث العلمي بين البلدين.

وقالت حكومة الوحدة، في بيان لها، الأربعاء، إن الدبيبة ورئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، بحثا عدداً من القضايا والملفات المشتركة، بهدف تعزيز التعاون الثنائي، وتطوير الشراكات الاستراتيجية، بالإضافة إلى أوضاع السجناء الليبيين في إيطاليا، حيث شدد الدبيبة على أهمية تفعيل اتفاقية تبادل السجناء لضمان حقوقهم.

وأوضحت «الوحدة» أن اللقاء تطرق أيضاً إلى تفعيل اتفاقية الصداقة والتعاون بين البلدين، خصوصاً مشروع الطريق الساحلي الممول من الحكومة الإيطالية، وتأكيد أهمية متابعة تنفيذ هذا المشروع الاستراتيجي، مشيرةً إلى بحث مخرجات قمة الهجرة عبر المتوسط، التي استضافتها طرابلس مؤخراً، وسبل تعزيز التنسيق والتعاون مع الاتحاد بشأن مكافحة الهجرة غير الشرعية.

البعثة الأممية خلال ورشة عمل حول تعزيز الأمن الانتخابي في طرابلس (البعثة الأممية)

في غضون ذلك، نظمت البعثة الأممية، الأربعاء، بشراكة مع وزارتي الداخلية والشباب، ومنظمات المجتمع المدني، ورشة عمل حول دور المجتمع المدني في تعزيز الأمن الانتخابي. ورأت في بيان لها أن المشاركة الفعالة لمنظمات المجتمع المدني من جميع أنحاء ليبيا، بمن في ذلك الكشافة والنساء والشباب، تسهم في تأكيد ضرورة ضمان نزاهة العملية الانتخابية، ورفع وعي الناخبين وتثقيفهم، وبناء قدرات الأطراف الرئيسية المعنية، فضلاً عن تعزيز المشاركة الواسعة في بيئة آمنة لانتخابات شفافة، وذات مصداقية في ليبيا.

وانضمت الولايات المتحدة إلى البعثة الأممية في الترحيب بإعلان المفوضية العليا للانتخابات عن الجولة الأولى من الانتخابات البلدية، المقرر إجراؤها في 16 من الشهر المقبل. وعدَّت السفارة الأميركية، في بيان مساء الثلاثاء، أن هذه الانتخابات «تشكل فرصة مهمة لليبيين في 58 بلدية لاختيار قادتهم على المستوى المحلي»، وتعهدت بمواصلة الولايات المتحدة تقديم الدعم الفني للمفوضية، إلى جانب المؤسسات التكنوقراطية الليبية الحيوية الأخرى.

ريتشارد نورلاند في لقاء سابق مع رئيس المفوضية العليا للانتخابات الليبية (الشرق الأوسط)

وقال ريتشارد نورلاند، السفير والمبعوث الأميركي الخاص، إنه استضاف بحضور نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي، جوش هاريس، محافظ مصرف ليبيا المركزي، ناجي عيسى، في مقر وزارة الخارجية الأميركية، حيث رحّبا بالتعيين الأخير لمجلس إدارة المصرف، كما أكّدا التزام الولايات المتحدة دعم جهود المصرف الإصلاحية لتعزيز الحوكمة والشفافية.