الحكومة المغربية تتوصل لاتفاق مع نقابات التعليم

من شأنه إنهاء الإضرابات ونزع فتيل الأزمة المستمرة منذ شهرين

جانب من إضرابات الأساتذة أمام مقر وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالرباط (إ.ب.أ)
جانب من إضرابات الأساتذة أمام مقر وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالرباط (إ.ب.أ)
TT

الحكومة المغربية تتوصل لاتفاق مع نقابات التعليم

جانب من إضرابات الأساتذة أمام مقر وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالرباط (إ.ب.أ)
جانب من إضرابات الأساتذة أمام مقر وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالرباط (إ.ب.أ)

أسفر اجتماع عقدته لجنة وزارية مع النقابات الأكثر تمثيليةً في قطاع التعليم بالمغرب، مساء أمس الخميس، عن الاتفاق على مجموعة من التدابير، التي من شأنها نزع فتيل أزمة الإضرابات المتكررة في المدارس، والمستمرة منذ ما يناهز شهرين. جاء ذلك في وقت ستتوقف فيه الدراسة لمدة أسبوع، بدءاً من الاثنين المقبل بمناسبة حلول العطلة المدرسية. وجرى الاتفاق بين اللجنة الوزارية المكونة من شكيب بنموسى وزير التربية الوطنية، ويونس السكوري وزير الإدماج الاقتصادي والتشغيل، والوزير المنتدب المكلف الميزانية فوزي لقجع، من جهة، ومن جهة أخرى النقابات الأربع، وهي الاتحاد المغربي للشغل، والاتحاد العام للشغالين بالمغرب، والفيدرالية المغربية للشغل، والكونفدرالية الديموقراطية للشغل، على أن تصدر الحكومة مذكرة وزارية لأجرأة إيقاف العمل بالنظام الأساسي بكل مواده، تنفيذاً لاجتماع سبق أن ترأسه رئيس الحكومة عزيز أخنوش، خلال لقائه مع النقابات، وجرى فيه الاتفاق على تجميد العمل بالنظام الأساسي.

كما انطلق الحوار بشأن رفع أجور الأساتذة والمعلمين، من خلال عقد اجتماع مع الوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية المكلف الميزانية، يوم الأربعاء المقبل لهدف دراسة المقترحات المتعلقة بتحسين الدخل، والزيادة في الأجور، على أساس أن تدخل حيز التنفيذ ضمن قانون مالية سنة 2024. وبخصوص التعديلات على النظام الأساسي المثير للجدل، جرى الاتفاق على حذف العقوبات في النظام الأساسي الجديد، واعتماد العقوبات السابقة المنصوص عليها في النظام الأساسي للوظيفة العمومية.

وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى (الشرق الأوسط)

في السياق نفسه، جرى الاتفاق على الشروع في تعديل بعض بنود النظام الأساسي في اجتماع لاحق. وقال وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، في تصريح للصحافة، عقب اللقاء، إنه «تم الاتفاق على عقد اجتماع خلال الأسبوع المقبل، بحضور الوزارات المعنية والنقابات، من أجل التداول في تفاصيل رفع أجور الأساتذة»، مشيراً إلى أنه سيتم إصدار دورية للتوضيح بأن هذا التجميد سيعلق كل الإجراءات المتضمنة في النظام الأساسي الحالي، باستثناء مباراة التوظيف المتعلقة بالدخول المدرسي المقبل، وذلك من أجل فتح المجال لالتحاق الأساتذة الجدد بالفصول الدراسية في سبتمبر (أيلول) المقبل، قصد التخفيف من الاكتظاظ الحاصل في المؤسسات التعليمية.

وأشار الوزير بنموسى إلى أن الاتفاق من شأنه «تحسين الأجواء، والمساعدة على الرجوع للفصول الدراسية». ويعيش قطاع التعليم في المغرب منذ الخامس من أكتوبر (تشرين الثاني) الماضي على إيقاع إضرابات متتالية للأساتذة والمعلمين، بسبب رفض موظفي القطاع لنظام أساسي للموظفين أصدرته الحكومة، وتضمن إجراءات عدها الأساتذة تمس حقوقهم، ولا تراعي مكانتهم، من قبيل الزيادة في العقوبات الموجهة لهم في حالة الإخلال بالواجب المهني، وزيادة المهام، وعدم تحسين الأجور.


مقالات ذات صلة

بعد 6 سنوات من الجفاف... المغاربة يروون عطشهم من مياه البحر

شمال افريقيا أطفال من قرية سيدي بوشتة يتزودون بالمياه الصالحة للشرب بعد تحليتها (أ.ف.ب)

بعد 6 سنوات من الجفاف... المغاربة يروون عطشهم من مياه البحر

بدأ سكان قرية سيدي بوشتة المغربية يروون عطشهم بمياه المحيط الأطلسي بعد تحليتها بفضل محطات متنقلة.

«الشرق الأوسط» (بدوزة (المغرب))
شمال افريقيا الملك محمد السادس مستقبلاً الرئيس ماكرون خلال زيارته للرباط في نوفمبر 2018 (رويترز)

ماكرون يزور المغرب لإعادة إطلاق العلاقات الثنائية

أعلن قصر الإليزيه لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيزور المغرب في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

«الشرق الأوسط» (باريس)
شمال افريقيا وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف (إ.ب.أ)

الجزائر تعيد فرض تأشيرات دخول على مواطني المغرب

قررت الجزائر «إعادة العمل الفوري» بفرض تأشيرات دخول على حاملي جوازات السفر المغربية، وفق ما أكدت وزارة الخارجية، على خلفية نشاطات «تمسّ باستقرار» البلاد.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا مهاجرون ينزلون من زورق مطاطي على شاطئ ديل كانويلو بإسبانيا بعد عبورهم مضيق جبل طارق إبحاراً من سواحل المغرب (رويترز)

المغرب منع 45 ألف مهاجر من العبور إلى أوروبا منذ بداية العام

أحبط المغرب محاولات 45 ألفاً و15 شخصاً الهجرة بطريقة غير شرعية إلى أوروبا منذ يناير الماضي، كما فكك 177 شبكة لتهريب المهاجرين، حسب بيانات وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
شمال افريقيا عشرات الأسر تضررت منازلها وأصبحت تبيت في الشارع بسبب الزلزال المدمر (أ.ف.ب)

عام على زلزال المغرب والمتضررون ينتظرون بناء منازلهم

كشفت بيانات حكومية عن أن المغرب أكمل بناء نحو ألف منزل فقط من أصل 55 ألف منزل لا تزال قيد الإنشاء.

«الشرق الأوسط» (الرباط)

النيابة الفرنسية تحفظ شكوى الجزائر ضد برلمانية يمينية

الرئيسان الجزائري والفرنسي في أغسطس 2022 (الرئاسة الجزائرية)
الرئيسان الجزائري والفرنسي في أغسطس 2022 (الرئاسة الجزائرية)
TT

النيابة الفرنسية تحفظ شكوى الجزائر ضد برلمانية يمينية

الرئيسان الجزائري والفرنسي في أغسطس 2022 (الرئاسة الجزائرية)
الرئيسان الجزائري والفرنسي في أغسطس 2022 (الرئاسة الجزائرية)

قرر القضاء الفرنسي حفظ شكوى من الحكومة الجزائرية لديه ضد البرلمانية الأوروبية من حزب «الاسترداد» اليميني الفرنسي، سارة خنافو، إثر ادعائها بأن حكومة بلادها تُقدم مساعدات سنوية للجزائر، في إطار مشروعات للتنمية، بقيمة 800 مليون يورو.

وعدّت الجزائر -من خلال الشكوى التي أودعتها لدى النيابة في باريس الأسبوع الماضي- تصريحات سارة خنافو بهذا الخصوص «كاذبة». في حين رأت النيابة عن طريق قرارها حفظ الدعوى أن الأمر يتعلق «بمعلومة غير مدققة بشكل كافٍ، وليست كاذبة عن عمد»، وفق ما نشرته صحف فرنسية، الخميس.

البرلمانية الأوروبية سارة خنافو (متداولة)

وتضمن قرار النيابة بأن النائبة الأوروبية ذكرت أن فرنسا «تمنح الجزائر 800 مليون يورو سنوياً، في حين الشكوى المقدمة من الجزائر تفيد بأن ادعاءها كاذب».

وأكدت النيابة أن «الجريمة غير ثابتة» في تصريحات سارة خنافو، مشيرة إلى أن جريمة نشر أخبار كاذبة «تتطلب توافر عنصرين: كذب المعلومة، واحتمال إحداث اضطراب في النظام العام». مستبعدة «وجود سوء نية» في كلام البرلمانية، مشيرة إلى أنه «لا توجد حالة تشهير فيما صرحت به، حتى إن كانت المعلومة غير مدققة بما فيه الكفاية»، وفق ما نقلته الصحافة.

وأشارت النيابة العامة في باريس، أيضاً، إلى أن تصريح سارة خنافو «جرى نشره في سياق نقاش عام حول المساعدات التنموية للدول الأجنبية، في ضوء العجز المالي الوطني، في حين ستتم قريباً مناقشة قانون المالية». وقالت إن كلامها «لم يتسبب في اضطراب أو ذعر، أو مشاعر جماعية من القلق».

إيريك زمور رئيس حزب «الاسترداد» اليميني (حسابه بالإعلام الاجتماعي)

واتهمت سارة خنافو خلال استضافتها في «راديو مونت كارلو» في 20 من سبتمبر (أيلول) الماضي، الحكومة الفرنسية بـ«تبذير المال العام» من خلال المساعدات التي تقدمها لعدة بلدان، ذكرت من بينها الجزائر.

وانتشرت المعلومات التي قدمتها على نطاق واسع عبر منصات الإعلام الاجتماعي، مثيرة بذلك ضجة كبيرة في فرنسا، قياساً بضخامة المبالغ التي تحدثت عنها. علماً بأن المساعدات التي تتلقاها الجزائر من فرنسا تخص برامج لدعم التعليم والتكوين المهني، وتشجيع الثقافة والفنون.

وجرى دحض هذا الرقم بسرعة من قبل عدد من وسائل الإعلام الفرنسية، التي تحرّت في الأرقام الخاصة بالمساعدات الفرنسية الخارجية. ونقلت قناة «تي إف 1»، عن مجلة «شالنجز»، أن تقريراً لـ«منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية»، يعود إلى أبريل (نيسان) الماضي، يؤكد أن مبلغ 800 مليون يورو يخص 5 سنوات (من 2017 إلى 2021)، وليس سنوياً كما زعمت سارة خنافو، التي ذكرت هذا المبلغ مرتين: الأولى في يونيو (حزيران) الماضي، والثانية الشهر الماضي.

يشار إلى أن حزب «الاسترداد» المعارض يعد من أشد المؤيدين لاقتراحات اليمين التقليدي واليمين المتطرف، التي تتعلق بقطع المساعدات الفرنسية عن البلدان «غير المتعاونة، أو التي تتردد في التعاون مع سلطات البلاد»، بخصوص «استعادة مهاجريها غير النظاميين». علماً بأن رئيس «الاسترداد»، إيريك زمور، ينتمي لعائلة يهودية عاشت في الجزائر، وغادرتها في خمسينات القرن الماضي، وله مواقف تتصف بالعنصرية تجاه المهاجرين، الذين يحملهم مسؤولية زيادة «الإجرام والتطرف الإسلامي في ضواحي المدن الفرنسية الكبيرة»؛ إذ يقيم أكثرية المهاجرين من أصول مغاربية.

وزير الداخلية برونو روتايو (رويترز)

وعادت «قضية قطع المساعدات» لتطرح بشكل أكثر جدية، بعد أن أظهرت الحكومة الجديدة ذات التوجه اليميني عزماً على اتخاذ إجراءات صارمة في ملف الهجرة النظامية والسرية.

وطرح وزير الداخلية برونو روتايو احتمالات عدة ضمن هذا التوجه، على رأسها إلغاء كل أشكال الدعم المالي للدول مصدر المهاجرين غير الشرعيين، وتقليص حصة التأشيرات الممنوحة لرعاياها، خصوصاً وجهاءها، ومراجعة اتفاقات الهجرة التي تربطها مع فرنسا على أساس أنها «تفضيلية لها»، في حال لم توافق هذه الدول على إصدار التصاريح القنصلية، التي تسمح بتنفيذ أوامر الإبعاد من التراب الفرنسي.

وفهمت تصريحات روتايو على أنها موجهة ضد الجزائر لسببين: الأول، أنها الوحيدة التي تجمعها بفرنسا اتفاقية للهجرة (تعود إلى 1968). والسبب الثاني، أن أزمة حادة نشبت بين الحكومتين في 2021، بسبب مزاعم فرنسية بأن الجزائريين «يرفضون التعاون في مجال التصاريح القنصلية»، ولا تزال هذه المشكلة مستمرة.