«النواب» الليبي يصعّد مجدداً ضد باتيلي وحكومة الدبيبة

صالح يبحث مستجدات الأوضاع السياسية مع السفير الألماني

مجلس النواب الليبي قبيل انعقاده في بنغازي برئاسة صالح (حكومة الاستقرار)
مجلس النواب الليبي قبيل انعقاده في بنغازي برئاسة صالح (حكومة الاستقرار)
TT

«النواب» الليبي يصعّد مجدداً ضد باتيلي وحكومة الدبيبة

مجلس النواب الليبي قبيل انعقاده في بنغازي برئاسة صالح (حكومة الاستقرار)
مجلس النواب الليبي قبيل انعقاده في بنغازي برئاسة صالح (حكومة الاستقرار)

عدّ رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، أن «الحكومة الوحيدة المعتمدة في البلاد، هي المنبثقة عن البرلمان برئاسة أسامة حماد»، تزامناً مع سعى الأخير لحشد البلديات في مختلف مناطق البلاد، ضد بعثة الأمم المتحدة وحكومة «الوحدة» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة.

وجاءت هذه التطورات فيما أعلنت وزارة الدفاع التركية، في بيان مقتضب عبر منصة «إكس» تنفيذ طاقم الفرقاطة التركية «تي سي جي جوكوفا»، تدريباً على إطلاق النار بالأسلحة الصغيرة، قبالة سواحل ليبيا ضمن نطاق مجموعة المهام البحرية التركية.

بدوره، شنّ صالح ترؤسه جلسة عقدها مجلس النواب في مدينة بنغازي بشرق البلاد، (الاثنين) بحضور حماد، هجوماً مبطناً ضد الدبيبة والمبعوث الأممي عبد الله باتيلي، بعدما عدّ أن حماد هو رئيس الحكومة الشرعية والخاضعة للرقابة، وتابع: «نقول لباتيلي، هذه هي الحكومة الليبية صاحبة الشرعية، والتي تخضع للمساءلة والرقابة من قبل المجلس»، لافتاً إلى «أن وجود حكومة أخرى غير هذه، هو فساد واضح».

وأعلن صالح، رفع جلسة مجلس النواب إلى الثلاثاء لإحاطة أعضائه بنتائج لقاءاته الأخيرة، بما في ذلك اجتماعه في القاهرة مع رئيس مجلس الدولة محمد تكالة، وسفراء فرنسا وألمانيا ووزير الخارجية المغربي.

وزير الداخلية بحكومة «الاستقرار» يجاوره حماد وأعضاء من مجلس النواب (حكومة حماد)

ومن جهته، قال أسامة حماد رئيس حكومة «الاستقرار»، إن البعثة الأممية «زادت الأمر تعقيدا وعمّقت الأزمة باختيارها السيئ لبعض ممثليها في البلاد»، واتهمها بـ«الانحياز لطرف دون آخر»، واعتناق ما وصفه بـ«سياسة الإقصاء».

وبعدما وصف باتيلي، بأنه «شخصية جدلية لا تهدف لتحقيق نتيجة إيجابية للأزمة الليبية»، عدّ أن تصريحات باتيلي بشأن عدم وجود «جيش وطني»، بمثابة «تقليل من أهمية ودور الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر، المتمركز في شرق البلاد.

وقال حماد، إن مجلس النواب تعامل بمهنية مع حكومته، رغم رفض الدبيبة تسليم السلطة، لافتا إلى أن حكومة الدبيبة «مُنتهية الولاية، وارتكبت أخطاء مالية وإدارية لا تغتفر»، على حد تعبيره.

وأشاد حماد، الذي دافع عن دور حكومته في التعامل مع كارثة الفيضانات، التي اجتاحت مدن المنطقة الشرقية بسبب العاصفة المتوسطية «دانيال»، برفض مجلس النواب لمقترحات باتيلي الأخيرة، التي قال إنها «تعقد عملية حل الأزمة الليبية».

وكانت حكومة حماد، قد وزعت بيانين منفصلين مساء الأحد، لحوالي 76 من عمداء بلديات مناطق شرق وغرب وجنوب البلاد، لإعلان تأييدهم لها ورفضهم لم وصفوه بـ«مساعي البعثة الأممية لترسيخ عوامل التشظي والانقسام بين الليبيين».

واستنكر عمداء البلديات ما وصفوه بـ«انحياز البعثة لطرف بعينه ومؤازرته في اغتصاب السلطة بقوة السلاح، ودعوة أطراف منتهية الولاية للحوار السياسي»، كما أعلنوا رفضهم الانصياع لأي جسم غير منتخب.

صالح مستقبلاً السفير الألماني لدى ليبيا (مكتب صالح)

وبحث صالح مع سفير ألمانيا لدى ليبيا مِيخائيل أونماخت، الذي التقاه (الاثنين) بمقر ديوان مجلس النواب في مدينة بنغازي، مستجدات الأوضاع السياسية في ليبيا، وإجراءات تنفيذ الانتخابات، وتشكيل حكومة موحدة في أنحاء البلاد كافة مهمتها تنفيذ الاستحقاق الانتخابي، بالإضافة إلى مناقشة مساعي عقد لقاء ليبي في القريب العاجل برعاية أممية بهدف الوصول إلى الانتخابات بما يحقق إرادة الشعب الليبي.

وكان صالح بحث في مدينة القبة، مع أعضاء بالمجلس الأعلى للقضاء رفقة عدد من رؤساء المحاكم والنيابات، مستجدات الأوضاع على الأصعدة كافة بالإضافة إلى مناقشة أوضاع القضاء وزيادة مرتبات أعضاء الهيئات القضائية.

وإلى ذلك، بدأ محمد تكالة رئيس مجلس الدولة، زيارة مفاجئة إلى العاصمة الروسية موسكو، لم يسبق الإعلان عنها، لكن أعضاء فى المجلس أبلغوا وسائل إعلام محلية أن تكالة ونائبا له وصلا في زيارة رسمية إلى موسكو بدعوة من البرلمان الروسي، لإجراء مباحثات مع مسؤولين روس حول سبل حل الأزمة الليبية للوصول إلى الانتخابات المرتقبة.

المنفي مستقبلاً وفداً من الزنتان (المجلس الرئاسي)

بدوره، قال رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، إنه بحث مساء الأحد مع وفد من أعيان وحكماء قبيلة الزنتان، تطورات الأوضاع السياسية في ليبيا، ودورهم في مشروع المصالحة الوطنية، بالإضافة لتوحيد الجهود من أجل ضمان استقرار المنطقة الغربية.

ونقل المنفي عن الوفد، إشادته بالدور الفاعل الذي يقوم به «في لمّ الشمل وجمع الأفرقاء الليبيين، والعمل على إنهاء المراحل الانتقالية، تلبيةً لرغبة أبناء الشعب الليبي والمُضي قدماً نحو الانتخابات».

الدبيبة خلال اجتماعات اللجنة المكلفة بمراجعة آلية سداد المحروقات (الحكومة)

في شأن مختلف، أكد الدبيبة، مساء الأحد، خلال حضوره بالعاصمة طرابلس، اجتماعات اللجنة المكلفة بمراجعة آلية سداد المحروقات ومتابعة كمياتها المحالة لشركات التوزيع، ضرورة «أن تتناقش اللجنة مع مؤسسات الدولة كافة، لضمان قابلية التنفيذ لنتائجها»، كما دعا إلى وجود معالجة لكل المشاكل التي سببها ارتفاع المخصصات المالية لشراء المحروقات، ووضع ضوابط ليستفيد المواطن من الكميات الموردة، وأن تنهي أعمالها قبل نهاية العام الحالي.

وقال بيان حكومي إن الاجتماع استعرض منظومة توزيع المحروقات المُعدَّة لتنظيم توزيع الوقود وتتبعه، والتي تساهم في ضبط الكميات الموردة وتقديم خدمة مناسبة للمواطنين.


مقالات ذات صلة

تباين ليبي بشأن تفعيل مخرجات «اجتماع بوزنيقة»

شمال افريقيا جانب من اجتماع أعضاء بمجلسي «النواب» و«الأعلى للدولة» في بوزنيقة بالمغرب (المتحدث باسم مجلس النواب)

تباين ليبي بشأن تفعيل مخرجات «اجتماع بوزنيقة»

أعلن ممثلون عن مجلسَي النواب و«الأعلى للدولة» في ليبيا، نهاية الأسبوع الماضي، توصلهم إلى اتفاق يستهدف إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في البلاد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا جانب من أشغال مؤتمر «قادة دول الاستخبارات العسكرية لدول الجوار» في طرابلس (الوحدة)

الدبيبة: لن نسمح بأن تكون ليبيا ساحة لتصفية الحسابات

الدبيبة يؤكد أن بلاده «لن تكون ساحة لتصفية الصراعات الإقليمية، ولن تستخدم ورقة ضغط في الصراعات الدولية والإقليمية».

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا جانب من اجتماع اللجنة العسكرية الليبية المشتركة «5+5» في روما الخميس (البعثة الأوروبية)

ليبيا: خوري تسارع لتفعيل مبادرتها وسط صراع على ديوان المحاسبة

تسعى المبعوثة الأممية بالإنابة في ليبيا ستيفاني خوري إلى جمع الأفرقاء السياسيين على «المبادرة» التي أطلقتها أمام مجلس الأمن الدولي منتصف الأسبوع الماضي.

جمال جوهر (القاهرة)
تحليل إخباري بلقاسم حفتر ملتقياً القائم بالأعمال الأميركي (السفارة الأميركية)

تحليل إخباري لماذا تَكثّفَ الحراك الدبلوماسي الأميركي في بنغازي؟

تتخذ مباحثات المبعوث الأميركي الخاص السفير ريتشارد نورلاند، والقائم بالأعمال برنت جيرمي، طابعاً دورياً مع الأفرقاء الليبيين، إلا أن هذه المرة لها وقع مختلف.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا النائب العام الليبي (وسط) مع المدعي العام لدى المحكمة العليا الإيطالية (مكتب الصور)

قصة 5 ليبيين حُكم عليهم بالسجن 30 عاماً بإيطاليا

كانت محكمة إيطالية قضت عام 2015 بالسجن 30 عاماً على خمسة لاعبين ليبيين بتهمة «الاتجار بالبشر»، ومنذ ذاك التاريخ وهم قيد الحبس إلى أن تحركت السلطات الليبية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الخريجي يؤكد للبرهان: السعودية حريصة على استقرار السودان

البرهان لدى استقباله نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي السبت (مجلس السيادة السوداني/إكس)
البرهان لدى استقباله نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي السبت (مجلس السيادة السوداني/إكس)
TT

الخريجي يؤكد للبرهان: السعودية حريصة على استقرار السودان

البرهان لدى استقباله نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي السبت (مجلس السيادة السوداني/إكس)
البرهان لدى استقباله نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي السبت (مجلس السيادة السوداني/إكس)

تشهد العاصمة السودانية المؤقتة بورتسودان حراكاً دبلوماسياً مطرداً لإنهاء الاقتتال ووقف الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، وتوحيد الاتفاقات الدولية ومبادرات السلام.

ووصل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، رمطان لعمامرة، إلى المدينة لعقد سلسلة لقاءات مع المسؤولين السودانيين، وفي الوقت نفسه اجتمع نائب وزير الخارجية السعودي، وليد الخريجي، مع رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، الذي وصل البلاد في زيارة قصيرة استغرقت عدة ساعات.

لعمامرة الذي تمتد زيارته إلى يومين ينتظر أن يلتقي خلالها نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار، وعضو المجلس إبراهيم جابر، وتختتم بلقاء رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان.

وتأتي الزيارة عقب الاجتماع التشاوري الذي عُقد في العاصمة الموريتانية نواكشوط، الأربعاء الماضي، وشارك فيه ممثلون عن الاتحاد الأفريقي، والاتحاد الأوروبي، وجيبوتي (الرئيس الحالي للهيئة الحكومية المعنية بالتنمية «إيغاد»)، والأمم المتحدة، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والبحرين والولايات المتحدة الأميركية.

البرهان مستقبلاً المبعوث الأممي إلى السودان رمطان لعمامرة في يناير الماضي (وكالة السودان للأنباء)

وتُعد زيارة لعمامرة إلى بورتسودان الثانية له لبورتسودان منذ اتخاذها عاصمة مؤقتة للحكومة السودانية، ويُنتظر أن تتناول مباحثاته هناك تطور الأوضاع واستمرار الحرب والحركات الدولية الهادفة لوقفها، وذلك عقب اجتماع نواكشوط التشاوري بشأن السودان، تحت اسم «المنظمات متعددة الأطراف الراعية لمبادرات السلام في السودان»، وهدفه توحيد مبادرات السلام الإقليمية والدولية.

ويُنتظر أن يبحث لعمامرة مجدداً محاولة «إحياء» استئناف المفاوضات المباشرة بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، على أن يقودها «شخصياً»، والوصول في الحد الأدنى لاتفاق لحماية المدنيين، ما يفتح الباب أمام مباحثات لوقف الأعمال العدائية، وإنهاء الحرب سلمياً.

حرص سعودي على السودان

وفي السياق ذاته، قال إعلام مجلس السيادة الانتقالي إن البرهان التقى ببورتسودان، السبت، نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي الذي وصل البلاد في زيارة قصيرة، لبحث العلاقات السودانية - السعودية وتعزيزها وترقيتها، والتعاون المشترك بين البلدين. ونقل الإعلام السيادي عن الخريجي قوله إن المملكة العربية السعودية حريصة على استتباب الأمن والاستقرار في السودان.

البرهان لدى لقائه الوفد السعودي برئاسة نائب وزير الخارجية وليد الخريجي السبت (مجلس السيادة السوداني/إكس)

ولم تكشف بورتسودان عما دار في الاجتماع، بيد أن المسؤول السعودي كان قد ذكر إبان مشاركته في اجتماع نواكشوط التشاوري الأسبوع الماضي، وفقاً لما نقلته «الشرق الأوسط»، أن بلاده تبذل جهوداً حثيثة لحل الأزمة السودانية، مشيراً إلى «مباحثات جدة 1» التي تمخضت عن «إعلان جدة الإنساني» و«مباحثات جدة 2» التي استهدفت إيجاد حل سياسي مستدام، يضمن أمن واستقرار السودان وتماسك الدولة ومؤسساتها، ومواصلة التنسيق بين الدول العربية والإسلامية والصديقة من أجل وقف القتال في السودان، ورفع المعاناة عن شعب السودان.الخريجي: وقف القتال أولوية

وأكد الخريجي أن حل الأزمة السودانية يبدأ بوقف القتال وتعزيز الاستجابة الإنسانية، والتمهيد لمستقبل سياسي يضمن أمن واستقرار البلاد ووحدتها وسيادتها ووقف التدخلات الخارجية.

وكان اجتماع نواكشوط قد دعا للتنسيق الإقليمي والدولي، وعقد اجتماعات تشاورية، تتناول الأوضاع في السودان والجهود والمساعي والمبادرات من أجل وضع حد للاقتتال في السودان، وفي الوقت نفسه كانت مجموعة «متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح وتحقيق السلام في السودان»، المعروفة اختصاراً بـ«ALPS» في سويسرا، منتصف الشهر الحالي، قد أجرت مشاورات مع فاعلين في المجتمع المدني والنساء والشباب لبحث تصوراتها بشأن خطط من أجل استئناف المباحثات بين الجيش و«قوات الدعم السريع».

وتأتي الجهود الدبلوماسية التي يقودها مبعوث غوتيريش في بورتسودان، في ظل تصاعد العمليات القتالية بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في عدة محاور بما في ذلك الخرطوم والجزيرة ودارفور.

ولا توجد إحصائيات رسمية عن أعداد الضحايا المدنيين بسبب الحرب التي توشك على إكمال عامها الثاني، وتقدرها منظمات دولية بعشرات الآلاف من القتلى والجرحى، بينما يقدر عدد النازحين داخل البلاد بأكثر من 11 مليوناً، وعدد الذين لجأوا لبلدان الجوار بنحو 3 ملايين، من جملة سكان البلاد البالغ عددهم 45 مليوناً، ويعاني نحو 25 مليوناً منهم كارثة إنسانية غير مسبوقة في التاريخ حسب الأمم المتحدة.