هل استبدلت مصر سيارات الإسعاف الكويتية المرسلة لغزة؟

قافلة مساعدات إنسانية أمام معبر رفح متجهة إلى قطاع غزة (إ.ب.أ)
قافلة مساعدات إنسانية أمام معبر رفح متجهة إلى قطاع غزة (إ.ب.أ)
TT

هل استبدلت مصر سيارات الإسعاف الكويتية المرسلة لغزة؟

قافلة مساعدات إنسانية أمام معبر رفح متجهة إلى قطاع غزة (إ.ب.أ)
قافلة مساعدات إنسانية أمام معبر رفح متجهة إلى قطاع غزة (إ.ب.أ)

شنت بعض منصات التواصل الاجتماعي في مصر، هجوماً عنيفاً على باحث مصري، ظهر في مقطع فيديو، وردد «مزاعم» بشأن «استبدال سيارات إسعاف مصرية قديمة بتلك التي أرسلتها الكويت إلى قطاع غزة عن طريق معبر رفح».

ووفق ما ذكره الباحث المصري، ويدعى أحمد عبده ماهر، في الفيديو الذي انتشر على منصات التواصل، أنه «نقل روايته عن السيارات من أحد الأشخاص، بأن الكويت أرسلت 8 سيارات جديدة مجهزة لقطاع غزة، وتم (استبدالها) في مصر»، على حد قوله. ولم يوضح «أكثر من ذلك في الفيديو».

وما ردده الباحث المصري، دفع أدمن صفحة «شؤون إسلامية» على منصة «إكس» للتحذير مما احتواه الفيديو. واتهم صاحب الفيديو بـ«نشر الأكاذيب»... كما انهالت المنشورات والتعليقات عبر «إكس» تنفي ما زعمه الباحث المصري.

ويرى عضو هيئة الاستشاريين بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، عزت إبراهيم، أن «هناك نوعية من الشائعات تعتمد على خبر صحيح (أي وجود سيارات إسعاف كويتية مرسلة لغزة)، ثم يتم التلاعب بمضمون الخبر، بحيث يكون قابلاً للتصديق في صيغته الجديدة». وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك تلاعباً كبيراً في الأخبار المتصلة بتضامن مصر مع الفلسطينيين خلال الحرب في غزة». ولفت إبراهيم إلى أن «من يطلق مثل هذه الشائعات يرغب في إحداث تأثير فوري لدى الرأي العام المصري والعربي، وخلق مساحات من المشاحنات على مواقع التواصل».

في السياق، نشر متابعون على «إكس» فيديوهات لـ«سيارات الإسعاف الكويتية، وهي موجودة في قطاع غزة»، وذكر حساب باسم مشاري العنزي أن «سيارات الإسعاف الكويتية في غزة»، كما أكد حساب آخر باسم توفيق الصايغ أن «سيارات الإسعاف الكويتية قد وصلت لأهلنا في غزة بحمد الله». ونشر حساب آخر باسم عبد الحكيم طلعت فيديو على «إكس» أظهر «سيارات الإسعاف الكويتية وهي في غزة، ولا يوجد بينها وبين سيارات الإسعاف المصرية أي تشابه»، وغرد على صفحته بقوله: «هذا يثبت الكذب».

وكان أكثر الفيديوهات تأثيراً، فيديو نشره حساب موثق على «إكس» باسم سعاد الشيخ، نقلاً عن المشرف على حملات الإغاثة الكويتية لفلسطين، عمر الثويني، وهو ينفي «ادعاءات تبديل السيارات الكويتية».

من جانبها، حاولت «الشرق الأوسط» التواصل مع بعض المسؤولين في «الهلال الأحمر المصري»، حول «ادعاءات الباحث بشأن سيارات الإسعاف»، ولم تتلق رداً.

يذكر أن أحمد عبده ماهر يُعرف نفسه على صفحته الشخصية بـ«فيسبوك» بأنه باحث إسلامي ومُفكر، وهو معروف بـ«آرائه الجريئة في القضايا الدينية»، وتعرض لهجوم شديد أكثر من مرة بسبب هذه الآراء، وسبق اتهامه في قضية «ازدراء أديان» بمصر، لكنه «حصل على البراءة منها في 2022»، وفق ما ذكره على صفحته بـ«فيسبوك».


مقالات ذات صلة

صرخة جندي عائد من غزة: متى سيستيقظ الإسرائيليون؟

شؤون إقليمية جنود في مقبرة بالقدس خلال تشييع رقيب قُتل في غزة يوم 20 نوفمبر (أ.ب)

صرخة جندي عائد من غزة: متى سيستيقظ الإسرائيليون؟

نشرت صحيفة «هآرتس» مقالاً بقلم «مقاتل في جيش الاحتياط»، خدم في كل من لبنان وقطاع غزة. جاء المقال بمثابة صرخة مدوية تدعو إلى وقف الحرب.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شمال افريقيا جانب من محادثات وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره الإيراني في القاهرة الشهر الماضي (الخارجية المصرية)

مصر تطالب بخفض التوترات في المنطقة و«ضبط النفس»

أعرب وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الإيراني، عباس عراقجي، مساء الخميس، عن قلق بلاده «من استمرار التصعيد في المنطقة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شؤون إقليمية وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير (رويترز)

ماذا نعرف عن «الخلية الفلسطينية» المتهمة بمحاولة اغتيال بن غفير؟

للمرة الثانية خلال ستة شهور، كشفت المخابرات الإسرائيلية عن محاولة لاغتيال وزير الأمن القومي الإسرائيلي، المتطرف إيتمار بن غفير، الذي يعيش في مستوطنة بمدينة…

نظير مجلي (تل ابيب)
تحليل إخباري فلسطينيون يبحثون عن ضحايا عقب غارة إسرائيلية وسط مدينة غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري حديث إسرائيلي عن «إدارة عسكرية» لغزة يعقّد جهود «الهدنة»

الحديث الإسرائيلي عن خطط لإدارة غزة يراه خبراء، تحدثوا مع «الشرق الأوسط»، بمثابة «تعقيد خطير لجهود التهدئة المتواصلة بالمنطقة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي المندوب الأميركي البديل لدى الأمم المتحدة روبرت وود يرفع يده لنقض مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال اجتماع لمجلس الأمن (أ.ف.ب)

أميركا تحبط الإجماع الدولي على المطالبة بوقف إطلاق النار فوراً في غزة

خرجت الولايات المتحدة عن إجماع بقية أعضاء مجلس الأمن لتعطيل مشروع قرار للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.

علي بردى (واشنطن)

الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»

الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»
TT

الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»

الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»

تشرع الحكومة المصرية في إعداد مساكن بديلة لأهالي مدينة «رأس الحكمة»، الواقعة في محافظة مرسى مطروح (شمال)، وشددت على «ضرورة سرعة تنفيذ الطرق والمرافق بمنطقة شمس الحكمة»، المخصصة لإقامة الأهالي.

و«رأس الحكمة»، مدينة ساحلية تقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، على بُعد 350 كيلومتراً تقريباً شمال غربي القاهرة، وتبلغ مساحتها نحو 170 مليون متر مربع.

ودشّن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مطلع الشهر الماضي، مشروع «رأس الحكمة»، وأكد الرئيسان حينها «أهمية المشروع في تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين، لكونه يُمثل نموذجاً للشراكة التنموية البناءة بين مصر والإمارات»، وفق إفادة رسمية لـ«الرئاسة المصرية».

ووقّعت مصر اتفاقاً لتطوير وتنمية مدينة «رأس الحكمة» بشراكة إماراتية، في فبراير (شباط) الماضي، بـ«استثمارات قدرت بنحو 150 مليار دولار خلال مدة المشروع»، (الدولار الأميركي يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية).

وزير الإسكان ومحافظ مطروح خلال تفقد أعمال الطرق والمرافق بـ"شمس الحكمة" (مجلس الوزراء المصري)

وتفقد وزير الإسكان المصري، شريف الشربيني، ومحافظ مطروح، خالد شعيب، السبت، أعمال الطرق والمرافق للأراضي البديلة لـ«رأس الحكمة» بمنطقة «شمس الحكمة».

وأوضح الوزير المصري أن الأراضي البديلة بمنطقة «شمس الحكمة» مخصصة لأصحاب الأراضي بمدينة «رأس الحكمة»، وتشتمل المنطقة البديلة، وفقاً للمخطط، على مناطق سكنية وخدمية، وأنشطة تجارية واستثمارية، إضافة إلى شبكة الطرق الرئيسية.

ونهاية الشهر الماضي، أكدت الحكومة المصرية أنها تتابع مستجدات تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع «رأس الحكمة» مع الشريك الإماراتي. وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، في وقت سابق، إنه يتابع بصورة يومية مستجدات الموقف في مدينة «رأس الحكمة»، والعقود الخاصة بالمستحقين للتعويضات من أهالي المنطقة.

مصطفى مدبولي خلال زيارته لـ«رأس الحكمة» اغسطس الماضي (مجلس الوزراء المصري)

كما زار مدبولي مدينة «رأس الحكمة» منتصف أغسطس (آب) الماضي للوقوف على «سير إجراءات تسليم التعويضات المخصصة للمستحقين». وقال حينها إن رأس الحكمة «تحظى بمقومات مميزة، تجعل منها نقطة جذب للاستثمارات ومختلف المشروعات على مدار العام».

وأكدت الشركة القابضة الإماراتية (ADQ) من جانبها في وقت سابق أن مشروع تطوير منطقة «رأس الحكمة» يستهدف ترسيخ مكانتها، بوصفها وجهة رائدة لقضاء العطلات على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، ومركزاً مالياً، ومنطقة حرة مجهزة ببنية تحتية عالمية المستوى، لتعزيز إمكانات النمو الاقتصادي والسياحي في مصر، وفق بيان لـ«وكالة الأنباء الإماراتية».

وشدد وزير الإسكان المصري، اليوم السبت، على ضرورة الإسراع بمعدلات تنفيذ أعمال الطرق والمرافق بمنطقة «شمس الحكمة»، وتكثيف أعداد العمالة والمعدات، مؤكداً «اهتمام الدولة المصرية بتوفير الخدمات لأهالي المنطقة، وتوفير حياة كريمة لهم في مجتمعات حضارية».