بوريطة وباتيلي يجريان محادثات في الرباط حول الأزمة الليبية

المغرب عبَّر عن استعداده لفتح مجال التحاور بين أطراف النزاع للتوافق حول النقاط الخلافية

بوريطة وباتيلي يجريان مباحثات حول الأزمة الليبية (الخارجية المغربية)
بوريطة وباتيلي يجريان مباحثات حول الأزمة الليبية (الخارجية المغربية)
TT

بوريطة وباتيلي يجريان محادثات في الرباط حول الأزمة الليبية

بوريطة وباتيلي يجريان مباحثات حول الأزمة الليبية (الخارجية المغربية)
بوريطة وباتيلي يجريان مباحثات حول الأزمة الليبية (الخارجية المغربية)

أجرى ناصر بوريطة وزير خارجية المغرب، مساء الخميس، مباحثات مع عبد الله باتيلي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثتها إلى ليبيا. وقال مصدر في وزارة الخارجية المغربية لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة باتيلي للرباط تندرج في إطار المشاورات الدائمة للأمم المتحدة وبعثتها إلى ليبيا مع المملكة المغربية، للتداول باستمرار حول الوضع السياسي في هذا البلد المغاربي.

وأضاف المصدر ذاته أن زيارة باتيلي للرباط «فرصة للتشاور وتبادل الرؤى حول السبل الكفيلة بدفع العملية السياسية في ليبيا؛ قصد التوصل لتوافقات ضرورية لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، كسبيل لتجاوز الأزمة الحالية».

بوريطة خلال استقباله المبعوث الأممي باتيلي في الرباط (الخارجية المغربية)

وكان باتيلي قد أطلق مبادرة لإجراء الانتخابات في ليبيا خلال شهر يونيو (حزيران) المقبل، بهدف وضع حد للأزمة والانقسام في ليبيا. تجدر الإشارة إلى أن المغرب يظل منخرطاً في الجهود الأممية الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية، كما أنه يظل منفتحاً على كل الأفكار والآراء والمبادرات التي من شأنها تحقيق هذا الهدف.

وأوضح المصدر ذاته أنه من هذا المنطلق، فإن المغرب يجدد استعداده لمواصلة التعاون مع البعثة الأممية، ومع كل الأطراف الليبية، لتسهيل تقريب وجهات النظر، وتوفير الأجواء المناسبة لذلك، في أفق إيجاد التوافقات الضرورية للوصول إلى حل سياسي، وإجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة، بوصفها محطة مهمة في الحل السياسي، وللحسم في مسألة الشرعية. ويُعد لقاء بوريطة باتيلي الثاني من نوعه خلال سنة 2023.

بوريطة مستقبلاً باتيلي في مقر الخارجية بالرباط (الخارجية المغربية)

وقال بوريطة، في مؤتمر صحافي مشترك مع باتيلي، إن هذا اللقاء «يأتي في إطار التشاور الدائم بين المملكة المغربية والبعثة الأممية في ليبيا، للتداول حول الوضع السياسي في هذا البلد المغاربي الشقيق». كما جدد وزير خارجية المغرب لباتيلي تأكيد المملكة المغربية، بقيادة الملك محمد السادس، على مواصلة دعمها للجهود الأممية، الرامية لإيجاد حل للانسداد السياسي الذي يعرفه هذا الملف، مشدداً على استعداد المغرب الدائم للعمل مع باتيلي من أجل تنفيذ مهامه في ليبيا.

وأضاف بوريطة موضحاً أن اللقاء مع باتيلي شكَّل أيضاً فرصة لمناقشة آخر التطورات المتعلقة بالملف الليبي، مشيراً إلى أن «هناك تطابقاً في وجهات النظر بشأن ضرورة توافق الأطراف السياسية الرئيسية الليبية على التوصل إلى اتفاق سياسي شامل بعيداً عن أي تدخلات أو أجندات خارجية، كما أكدنا على استمرار التزام المغرب بدعم جهود المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي في هذا الملف».

كما كشف بوريطة أيضاً أن اللقاء شكَّل مناسبة للحديث حول مخرجات اجتماع أعضاء اللجنة المشتركة المكلفة من مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة الليبيَّيْن (6+6) إعداد القوانين الانتخابية، في يونيو (حزيران) 2023، بمدينة بوزنيقة المغربية (جنوب الرباط)، التي أفضت إلى توافقات مهمة بشأن تنظيم الانتخابات التشريعية والرئاسية في هذا البلد.

في سياق ذلك، أشار بوريطة إلى أن المملكة المغربية تتابع باهتمام بالغ مآلات تنفيذ هذا الاتفاق، وما تبعته من إشكالات قد تهدد تنظيم الانتخابات التي تطمح إليها جميع مكونات الشعب الليبي ويتابعها المجتمع الدولي باهتمام بالغ، مؤكداً مرة أخرى استعداد المغرب، وبتعليمات من الملك محمد السادس، لفتح المجال لليبيين للتحاور من جديد حول النقاط الخلافية، والوصول إلى توافقات بشأنها، وإنهاء حالة الانقسام التي تشهدها البلاد حالياً، وإقامة مؤسسات شرعية تخدم الليبيين وتحافظ على المصالح العليا للبلاد. كما جدد بوريطة التأكيد أن المغرب يرى أن الانتخابات هي الحل الأسلم في ليبيا، موضحاً أن المسار الانتخابي لا يمكن أن ينجح إلا بانخراط الأفرقاء الليبيين أنفسهم، وعبَّر عن أسفه للعراقيل التي تعوق تنظيمها، آملاً تجاوزها بفضل حكمة الأشقاء الليبيين وتبصرهم.


مقالات ذات صلة

«الأوكار السرّية»... مقارٌ للاتجار في المهاجرين بليبيا

شمال افريقيا عدد من مهاجرين غير نظاميين بعد تحريرهم من عصابة للاتجار بالبشر في جنوب شرق ليبيا (جهاز البحث الجنائي)

«الأوكار السرّية»... مقارٌ للاتجار في المهاجرين بليبيا

داهمت السلطات الأمنية في بنغازي وكراً كان خاضعاً لإحدى عصابات الاتجار في البشر بمدينة الكفرة (جنوب شرق)، وحررت 109 مهاجرين غير نظاميين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من مباحثات رئيسة الحكومة الإيطالية مع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي (إ.ب.أ)

الدبيبة وميلوني يبحثان في طرابلس إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا

أجرت رئيسة الحكومة الإيطالية، جورجيا ميلوني، زيارة مفاجئة وقصيرة إلى ليبيا استهلتها بمحادثات في العاصمة مع رئيس حكومة «الوحدة»، قبل أن تنتقل إلى بنغازي.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا اجتماع المنفي مع الوفد الأممي (المجلس الرئاسي)

خوري تبحث تطورات الملف السياسي مع الأفرقاء الليبيين... وإشادات بباتيلي

قال رئيس حكومة «الوحدة» عبد الحميد الدبيبة إنه بحث مع مسؤولي البعثة الأممية في ليبيا تطورات الملف السياسي، وما وصفه بـ«الدور المهم للبعثة».

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا أمين الجامعة العربية أحمد أبو الغيط يتوسط صالح والمنفي وتكالة في اجتماع سابق بمقر الجامعة في القاهرة (مجلس الدولة)

هل يحسم اجتماع المنفي وصالح وتكالة في القاهرة مصير «الحكومة الليبية»؟

ترغم الأزمة الليبية المعقدة بعض أطراف الصراع على العودة لاستكمال التفاوض بالجامعة العربية في القاهرة، وسط تساؤلات حول ما يمكن أن تُقدمه هذه الأطراف لحل الأزمة.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا خفر السواحل بغرب ليبيا خلال عملية إنقاذ عدد من المهاجرين (وزارة الداخلية بحكومة الوحدة)

اتهامات حقوقية ليبية لأجهزة أمنية بـ«استغلال» المهاجرين

تصاعدت الاتهامات في ليبيا لأجهزة أمنية بـ«استغلال» المهاجرين غير النظاميين عقب الإعلان عن إنقاذ 87 مهاجراً في البحر المتوسط كانوا قد أبحروا من مدينة الزاوية

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

تونس: إيقاف متهمين بالإرهاب والمخدرات والتهريب

الرئيس التونسي يلتقي وزير الداخلية الليبي ونظيره التونسي قبل أيام لبحث ملفات المعابر والحدود والتهريب (موقع رئاسة الجمهورية)
الرئيس التونسي يلتقي وزير الداخلية الليبي ونظيره التونسي قبل أيام لبحث ملفات المعابر والحدود والتهريب (موقع رئاسة الجمهورية)
TT

تونس: إيقاف متهمين بالإرهاب والمخدرات والتهريب

الرئيس التونسي يلتقي وزير الداخلية الليبي ونظيره التونسي قبل أيام لبحث ملفات المعابر والحدود والتهريب (موقع رئاسة الجمهورية)
الرئيس التونسي يلتقي وزير الداخلية الليبي ونظيره التونسي قبل أيام لبحث ملفات المعابر والحدود والتهريب (موقع رئاسة الجمهورية)

أعلنت مصادر أمنية تونسية عن إيقافات جديدة شملت متهمين بجرائم أمنية خطيرة، بينها «الانتماء إلى تنظيم إرهابي» وإلى «التكفيريين» وشبكات تهريب البشر والسلع والأموال، بما في ذلك تهريب مزيد من المهاجرين القادمين من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء نحو تونس ومنها نحو سواحل جنوب أوروبا.

ونشرت المواقع الرسمية لوزارة الداخلية والإدارة العامة للحرس الوطني والإدارة العامة للأمن الوطني بلاغات عن عمليات قامت بها قوات مختصة أسفرت عن إيقاف أشخاص كانوا محل تفتيش في المحافظات الحدودية مع الجزائر، وبينها محافظة القصرين، حيث أبرز الغابات الجبلية والتي كانت خلال العشرية مسرحاً لعدد كبير العمليات الإرهابية والمواجهات بين قوات الأمن والإرهابيين المسلحين.

تكثيف الرقابة الأمنية في المحافظات الحدودية بين تونس وليبيا والجزائر (صور متداولة)

إيقاف إرهابي «خطير»

وفي هذا السياق، أعلنت المصادر نفسها عن إيقاف متهم رئيسي بالإرهاب في منطقة القصرين، كان محل تفتيش.

وأورد مصدر أمني رفيع لـ«الشرق الأوسط»، أن بعض الموقوفين الجدد بتهم الإرهاب في المحافظات الحدودية التونسية - الجزائرية والليبية أعضاء في «مجموعات صغيرة جداً» كانت تابعة للتنظيمات المسلحة التي نجحت قوات الأمن والجيش الوطني في تفكيكها ما بين 2012 و2015.

لكن ميزة هذه التنظيمات أنها تعتمد على خلايا صغيرة جداً، يسمون الواحدة منها «الزمرة»، وهي تختلف عن التنظيمات «الهرمية» التي يمكن الكشف عن كل عناصرها والقضاء عليهم في وقت وجيز بمجرد إيقاف عدد من القياديين أو المقاتلين.

وبسبب المضايقات الكبيرة التي فرضتها قوات الأمن على كل المشتبه بانتمائهم إلى «التكفيريين» و«التنظيمات الإرهابية» وشبكات التهريب والاتجار في المخدرات، فإن بعض عناصر المجموعات الإرهابية القديمة هربوا غالباً إلى الجبال والمناطق الريفية في الولايات الحدودية غربي البلاد وجنوبها، وبينها محافظة القصرين التي اعتقلت قوات الأمن والجيش فيها مؤخراً عدداً من المهربين والفارين من القضاء.

يذكر أن المدير العام آمر الحرس الوطني الحالي حسين الغربي كان خلال العشرية الماضية تولى مسؤوليات أمنية عليا، بينها رئاسة إدارة «العمليات الخاصة» التي أشرفت على أبرز عمليات المواجهات مع الإرهابيين التونسيين والجزائريين في المحافظات الحدودية، وبينها عملية اغتيال الإرهابي الجزائري الشهير لقمان أبو صخر و8 من مساعديه في محافظة قفصة الحدودية التونسية - الجزائرية بعد سنوات من مطاردته من قِبل قوات مكافحة الإرهاب الجزائرية والتونسية.

قوات النخبة المختصة في مكافحة الإرهاب والتهريب والمخدرات (الموقع الرسمي للحرس الوطني)

تهريب... ومخدرات

من جهة أخرى، أعلنت مصادر رسمية تونسية أن قوات تابعة للإدارة العامة للأمن الوطني في محافظات تونس الكبرى والساحل والوسط والساحل قامت بإجهاض عشرات عمليات تهريب المهاجرين غير النظاميين الأفارقة أثناء محاولة تهريبهم براً إلى تونس، أو خلال رحلات بحرية غير نظامية كان مقرراً أن تنقلهم خارج المسالك الرسمية من سواحل محافظتي صفاقس، 270 كلم جنوبي العاصمة، ونابل، 100 كلم شرقي العاصمة، نحو سواحل اوربا وغالبا نحو جزيرة لمبادوزة الإيطالية، التي يمكن التنقل إليها في ظرف ساعتين على مركب صيد عادي عندما تكون الأحوال الجوية عادية.

تحذير رسمي

من جهة أخرى، وجّه الرئيس التونسي قيس سعيّد مجدداً تحذيرات رسمية للمتهمين «بالتآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي» و«بمحاولة تخريب الدولة والمجتمع» من مخاطر استفحال ظواهر تهريب الأموال والبشر وترويج المخدرات.

وجاءت تحذيرات قيس سعيّد بمناسبة ترؤسه اجتماعاً لمجلس الأمن القومي بحضور رئيسَي الحكومة والبرلمان ووزراء الداخلية والدفاع والعدل وقادة أركان الجيش الوطني، وأبرز قيادات الأمن والشرطة والحرس.

كما صدرت مواقف مماثلة للرئيس قيس سعيّد بمناسبة استقباله وزير الداخلية الليبي عماد الطرابلسي الذي أدى زيارة عمل إلى تونس بحث خلالها مع نظيره التونسي كمال الفقي وكبار كوادر وزارة الداخلية في البلدين «التحديات الأمنية الجديدة»، وبينها حركة المسافرين والمهاجرين بعد مرور نحو شهرين على غلق «المعبر البري رأس الجدير» الرابط بين جنوب تونس وغربي ليبيا.

في السياق نفسه، شنّ الرئيس التونسي حملة انتقادات جديدة ضد المتهمين بـ«التامر على أمن تونس من داخل البلاد وخارجها»، وأورد أن «البعض يسعى لتدمير الدولة بينما يسعى آخرون إلى تدمير المجتمع والشباب عبر ترويج المخدرات والممنوعات وحثّه على مخالفة القانون والدستور»، بما في ذلك قوانين الهجرة والتعبير عن الرأي في سياق الاحترام.


تحضيرات موسعة بالجامعة العربية لـ«قمة المنامة»

صورة جماعية للقادة المشاركين في القمة العربية - الإسلامية الأخيرة بالرياض (واس)
صورة جماعية للقادة المشاركين في القمة العربية - الإسلامية الأخيرة بالرياض (واس)
TT

تحضيرات موسعة بالجامعة العربية لـ«قمة المنامة»

صورة جماعية للقادة المشاركين في القمة العربية - الإسلامية الأخيرة بالرياض (واس)
صورة جماعية للقادة المشاركين في القمة العربية - الإسلامية الأخيرة بالرياض (واس)

بينما تستعد البحرين لاستضافة القمة العربية الثالثة والثلاثين، المقرر عقدها في 16 مايو (أيار) المقبل بالمنامة، كثّفت جامعة الدول العربية من استعداداتها للتحضير للقمة. ووصل وفد الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، (الخميس)، إلى المنامة، في إطار الاستعدادات الخاصة بالقمة.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي تستضيف فيها البحرين اجتماعاً من هذا النوع، سواء على مستوى القمم العربية العادية أو الطارئة. وكان العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أعلن رغبة المنامة في استضافة الاجتماع خلال فعاليات «قمة جدة» في السعودية العام الماضي.

ووفق إفادة لـ«الجامعة العربية»، (الخميس)، فقد عقدت الأمانة العامة للجامعة العربية بالتعاون مع البحرين اجتماعات عدة؛ للتحضير للقمة التي تعقد في «ظرف دولي استثنائي»، حيث تم عقد اجتماعات تنسيقية - تشاورية مكثفة بين الأمانة العامة، والبحرين، شُكّلت من خلالها لجنة عامة للإعداد للقمة برئاسة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي.

ومن المقرر أن ينطلق أول التحضيرات لـ«قمة المنامة» باجتماع كبار المسؤولين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة.

وأكد بيان «الجامعة العربية» أنه «من المقرر أن يعقد، الاثنين المقبل، اجتماع هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات على مستوى المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين للإعداد لاجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة». كما يعقد، (الثلاثاء)، اجتماع هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات على المستوى الوزاري، واجتماع وزراء الخارجية العرب؛ لمناقشة بنود جدول الأعمال والاتفاق على القضايا والموضوعات التي سيتم طرحها على القادة العرب خلال قمتهم المقبلة.

وبحسب بيان لـ«الجامعة العربية»، (الخميس)، تكتسب القمة الثالثة والثلاثون زخماً دولياً، في ظل الظروف والتحديات الأمنية التي تشهدها المنطقة، و«ضرورة التوصل إلى قرارات بنّاءة تسهم في تعزيز التضامن العربي، ودعم جهود إحلال السلام والأمن والاستقرار في المنطقة».

فلسطينيون خلال تجمعهم في وقت سابق عقب غارة إسرائيلية على منزل بغزة (رويترز)

ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عقدت جامعة الدول العربية اجتماعات عدة سواء على مستوى المندوبين أو وزراء الخارجية؛ لبحث الوضع في غزة.

وكانت القمة العربية - الإسلامية التي عُقدت في الرياض 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قررت «تكليف وزراء خارجية المملكة العربية السعودية، بصفتها رئيسة القمتين العربية والإسلامية، وكل من الأردن، ومصر، وقطر، وتركيا، وإندونيسيا، ونيجيريا وفلسطين، والأمين العام لكل من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، بدء تحرك فوري باسم جميع الدول الأعضاء لبلورة تحرك دولي لوقف الحرب على غزة، والضغط من أجل إطلاق عملية سياسية جادة وحقيقية لتحقيق السلام الدائم والشامل وفق المرجعيات الدولية المعتمدة».

وذكر بيان «الجامعة العربية»، (الخميس)، أن «استضافة البحرين أعمال القمة العربية تُشكّل أهمية كبرى وحدثاً سياسياً بارزاً له دلالاته من حيث المكان، وأهميته من حيث التوقيت؛ إذ ستكون المرة الأولى التي تستضيف فيها مملكة البحرين أعمال قمة عربية، وهو ما يكسب هذه الدورة مزيداً من الخصوصية، من حيث التأكيد على أهمية الدور الذي تقوم به الدبلوماسية البحرينية العريقة في العمل على توطيد وتعزيز العلاقات العربية - العربية، وتوسعة آفاقها».


«مباحثات غزة»: إشارات على نضوج اتفاق لهدنة في القطاع

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)
TT

«مباحثات غزة»: إشارات على نضوج اتفاق لهدنة في القطاع

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)

نقلت قناة «القاهرة الإخبارية» المصرية عن مصدر لم تسمّه وإن وصفته بالمطلع، اليوم (الخميس)، القول إن هناك ما وصفها بإشارات على نضوج اتفاق تستضيف القاهرة مفاوضات غير مباشرة بشأنه سعياً لإنهاء 7 أشهر من الحرب في قطاع غزة.

وقال المصدر إن المفاوضات تستكمل، اليوم (الخميس)، للعمل على تذليل «النقاط الخلافية».

وأشار المصدر إلى مشاركة كل من «حماس» و«الجهاد» و«الجبهة الشعبية» في المفاوضات، مشيراً إلى موافقة «الجبهة الشعبية» على تعديل مراحل التوصل لوقف إطلاق النار.

وتابع المصدر أن نائب الأمين العام لـ«الجبهة الشعبية» جميل مزهر قد عدّل بنداً خاصاً بوقف إطلاق النار ليصبح «العودة للهدوء المستدام وصولاً لوقف إطلاق نار دائم».

وأشار إلى أن هذا البند سيتم تنفيذه خلال مراحل الاتفاق على مدى 135 يوماً.

وقال إن ذلك يمثل «تنازلاً عن شرط تنفيذ هذا البند خلال المرحلة الأولى»، مشيراً أيضاً إلى أن إسرائيل حذفت جملة «وقف إطلاق نار دائم» وأبقت «مستدام» مما يتيح لها العودة في أي وقت دون التزام.


ملاعب كرة القدم في بلدان المغرب العربي منبر لدعم الفلسطينيين

جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (رويترز)
جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (رويترز)
TT

ملاعب كرة القدم في بلدان المغرب العربي منبر لدعم الفلسطينيين

جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (رويترز)
جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (رويترز)

أصبحت مدرّجات ملاعب كرة القدم في بلدان المغرب الكبير منذ اندلاع الحرب في غزة، إحدى أبرز منصات التعبير عن التضامن مع القضية الفلسطينية، ومن المنابر القليلة التي يعبّر فيها شباب «الألتراس» عن غضبهم، وفق ما أفادت به «وكالة الصحافة الفرنسية».

في المغرب، تشهد العديد من المدن منذ اندلاع الحرب في غزة مظاهرات منتظمة كل أسبوع لدعم الفلسطينيين والمطالبة بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.

ويجد هذا التضامن صداه في ملاعب الكرة، حيث ترتفع الأعلام الفلسطينية. ففي اليوم التالي للهجوم غير المسبوق الذي نفّذته حركة «حماس» من قطاع غزة على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) وتعهّدت إسرائيل على أثره بـ«القضاء» على «حماس»، ردّدت جماهير نادي الرجاء البيضاوي أنشودة «رجاوي فلسطيني».

وهو أحد أشهر الأناشيد التي أطلقتها مجموعات «ألتراس» هذا النادي المغربي الكبير في عام 2019 واشتهرت مذاك في العالم العربي. وتقول الأنشودة في أحد مقاطعها بالعامية المغربية: «الحبيبة فلسطين يا زينة البلدان قاومي، ربي يحميك».

أما في الجزائر العاصمة، فرفع مشجّعون لنادي المولودية في نوفمبر (تشرين الثاني) تيفو (لافتة تغطي مدرّج الملعب) عملاقاً لملثم فلسطيني كُتبت عليه عبارة «المولودية الثورية فداك يا أرض الثوار».

ويذكّر عالم الاجتماع المغربي المتخصّص في ظاهرة «الألتراس» عبد الرحيم بورقية بأن «القضية الفلسطينية توحّد الجميع، والألتراس يقفون بشكل عام إلى جانب المظلومين، فالتضامن مع فلسطين أمر بديهي بالنسبة لهم».

«واجب»

من أمثلة هذا التضامن، رفع مشجعون في الجزائر خلال شهر رمضان الماضي لافتة كتبوا عليها: «صاموا قبل شهر الصوم، جوع وظمأ في غزة كلّ يوم».

بينما رفع مشجّعون في تونس لافتة جاء فيها: «سننتقم للأطفال (الفلسطينيين)».

وحملت جماهير الوداد البيضاوي لافتة تحيي فيها «المقاومين في قلب الأنفاق»، في إشارة إلى مقاتلي حركة «حماس».

ويقول سيف، وهو أحد أعضاء «ألتراس زاباتيستا» المشجّعة لنادي الترجي التونسي، إن «القضية الفلسطينية جزء من من المواضيع التي تتشاركها مجموعات الألتراس، تماماً مثل التنديد بالفساد الرياضي والسعي للحرية».

ويستطرد رفيقه علي قائلاً: «أقل ما يمكننا القيام به هو توجيه رسالة» تضامن إلى الفلسطينيين، مؤكداً أن دعم «القضية الفلسطينية ليس أمراً يحدث فقط في المناسبات بل هو واجب».

ويقول شباب من «الألتراس» تحدثوا إلى الوكالة إنهم يشعرون بارتياح أكبر في مدرجات الملاعب للتعبير عن آرائهم.

ويرى عبد الرحيم بورقية، مؤلف كتاب «ألتراس في المدينة»، أن «الملعب يظلّ المكان الوحيد الذي يتمّ فيه التسامح مع التعبير بعواطف فياضة».

«الحقيقة تخرج من الملاعب»

ويتابع بورقية: «يبدو أن الشباب وجدوا في الألتراس منبراً ليسمعوا أصواتهم ويعبّروا بحريّة، رداً على شعورهم بالتهميش»، زيادة على كونها «فرصة لتكوين أنفسهم والمشاركة في عمل جماعي ملتزم».

ويقول مشجّع نادي مولودية الجزائر عبد الحميد: «نحن لا نمارس السياسة لكن الحقيقة تخرج من الملاعب (...) إنها صوت الأحياء الشعبية».

ويرى عالم الاجتماع التونسي محمد جويلي أن هؤلاء الشباب «يريدون أن يظهروا أنهم يفعلون شيئاً ما وأنهم يملكون رأياً، وليسوا مجرّد مجموعة من المشجّعين المتهوّرين».

مثل باقي أعضاء الألتراس الذين قابلتهم الوكالة، يدافع حمزة في الدار البيضاء عن نفسه بأنه لا يتوّرط في أي أعمال شغب، ويأسف لأن السلطات تقضي بأحكام تصل إلى السجن «لتهدئتهم»، وفق ما يقول.

وشهدت الملاعب في الأعوام الأخيرة أعمال شغب عدّة تسبّب فيها مشجّعو فرق مختلفة، انتهت بمحاكمات وعقوبات في حق النوادي.

لكن المشجّع الشاب يرى أن «ممارسة الكثير من الضغط على شباب لا يريدون سوى التعبير عن أنفسهم ليس الحلّ الجيد، بل هو حافز أكبر لهم»، مضيفاً: «لن نتوقف عن ترديد ما نريد وعن الغناء (لفلسطين)».


مدير المخابرات الأميركية يعود إلى القاهرة بعد اجتماعات مع نتنياهو ورئيس الموساد

مدير المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز (رويترز)
مدير المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز (رويترز)
TT

مدير المخابرات الأميركية يعود إلى القاهرة بعد اجتماعات مع نتنياهو ورئيس الموساد

مدير المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز (رويترز)
مدير المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز (رويترز)

عاد مدير المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز اليوم الأربعاء، إلى العاصمة المصرية القاهرة، بعد اجتماعات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس الموساد ديفيد بارنياع في إسرائيل، وفق شبكة «سي إن إن».

ووصل بيرنز إلى الشرق الأوسط أواخر الأسبوع الماضي ضمن جولة سريعة في المنطقة في إطار محاولته وضع اللمسات النهائية على اتفاق لوقف إطلاق النار حيث زار القاهرة والدوحة وتل أبيب.

وأعرب مسؤولون أميركيون عن تفاؤلهم هذا الأسبوع بشأن اتجاه مناقشات وقف إطلاق النار.

و قال مسؤول في حركة «حماس» لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، اليوم، إنه لم يتبق الكثير للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار إذا لم تعرقله إسرائيل وأضاف أن الساعات القادمة في المفاوضات ستكون حاسمة.

وتتواصل المفاوضات في العاصمة المصرية القاهرة للوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل المحتجزين بعد رفض إسرائيل موافقة «حماس» على مقترح مصري-قطري تقول إسرائيل إنه لا يلبي مطالبها الضرورية.


مسؤول في «حماس»: نقترب من التوصل لاتفاق إذا لم تعرقله إسرائيل

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)
TT

مسؤول في «حماس»: نقترب من التوصل لاتفاق إذا لم تعرقله إسرائيل

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)

قال مسؤول في حركة «حماس» لـ«وكالة أنباء العالم العربي» إنه لم يتبق الكثير للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار إذا لم تعرقله إسرائيل، مشيرا إلى أن أجواء المفاوضات إيجابية.

وأضاف المسؤول أن الساعات القادمة في المفاوضات ستكون حاسمة وإن «حماس» تتعامل «بروح إيجابية لوقف العدوان»، مؤكدا أن العمل جار على «قطع الطريق على (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو» الذي يحاول «التهرب من استحقاق التهدئة»، وأن الوسطاء قللوا الفجوة في غالبية الملفات.

ونقلت قناة «القاهرة الإخبارية»، في وقت سابق اليوم، عن مصدر رفيع قوله إن المحادثات بشأن المقترح المصري لوقف إطلاق النار في غزة تجري «وسط توافق ملحوظ مع بعض النقاط الخلافية».

وقال المصدر إن المباحثات ما زالت مستمرة بحضور الوفود القطرية والأميركية وحركة «حماس»، مشيراً إلى أن مصر تكثّف جهودها «للحفاظ على المسار التفاوضي».

كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال إنه طلب من وفده المفاوِض الإصرار على الشروط المطلوبة للإفراج عن المحتجزين، بينما قال وزير الدفاع يوآف غالانت إن بلاده مستعدة لتقديم تنازلات لاستعادة المحتجزين، لكنها ستكثّف عملياتها إن لم يتم التوصل لاتفاق.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم، أنه سيطر بالكامل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المصرية في عملية عسكرية بدأها أمس.


ترجيحات بمزيد من الانفتاح بين مصر وإيران

لقاء شكري وعبداللهيان في نيويورك سبتمبر الماضي بحث العلاقات بين البلدين (الخارجية المصرية)
لقاء شكري وعبداللهيان في نيويورك سبتمبر الماضي بحث العلاقات بين البلدين (الخارجية المصرية)
TT

ترجيحات بمزيد من الانفتاح بين مصر وإيران

لقاء شكري وعبداللهيان في نيويورك سبتمبر الماضي بحث العلاقات بين البلدين (الخارجية المصرية)
لقاء شكري وعبداللهيان في نيويورك سبتمبر الماضي بحث العلاقات بين البلدين (الخارجية المصرية)

عكست الإشارات الإيرانية الجديدة بشأن استعادة العلاقات مع مصر، ترجيحات في القاهرة بمزيد من الانفتاح بين البلدين على طريق عودة السفراء.

ففي إشارة إيرانية جديدة بشأن إعادة العلاقات مع مصر، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، الأربعاء، أن «إيران ومصر تسيران على مسار ترسيم خريطة طريق لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى مجراها الطبيعي».

وكان البلدان قد قطعا العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1979، قبل أن تُستأنف العلاقات من جديد بعد ذلك بـ11 عاماً، لكن على مستوى القائم بالأعمال ومكاتب المصالح. وشهدت الأشهر الماضية لقاءات بين وزراء مصريين وإيرانيين في مناسبات عدة، لبحث إمكانية تطوير العلاقات بين البلدين. وفي مايو (أيار) الماضي، وجّه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وزارة الخارجية باتخاذ الإجراءات اللازمة لـ«تعزيز العلاقات مع مصر».

طريق ممهد

وأكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، رخا أحمد حسن، الأربعاء، أن «الطريق أصبح ممهداً لاتخاذ قرار إعادة العلاقات بين مصر وإيران، خصوصاً عقب اتصالات دبلوماسية ولقاءات وزارية تمت بين البلدين خلال الفترة الماضية، تم فيها التشاور حول العديد من نقاط ومسائل الخلاف».

وتوقع حسن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «تكون هناك حالة انفراجة قريبة في العلاقات بين القاهرة وطهران خلال الأشهر القليلة المقبلة، ورفع مستوى العلاقات إلى مستوى السفراء».

وبحسب ما أوردت وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء، نقلاً عن وزير الخارجية الإيراني، الأربعاء، فإن «إيران ومصر مصممتان على إقامة علاقات دبلوماسية بينهما». وتحدث عبداللهيان عن المباحثات التي جرت مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال الآونة الأخيرة.

الرئيسان المصري والإيراني خلال محادثاتهما في الرياض نوفمبر الماضي (الرئاسة المصرية)

والتقى شكري وعبداللهيان، قبل أيام، على هامش مشاركتهما في أعمال الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر «القمة الإسلامي» في عاصمة غامبيا، بانجول؛ إذ ناقش الوزيران «العلاقات الثنائية بين البلدين». ووفق إفادة رسمية لوزارة الخارجية المصرية حينها، اتفق شكري وعبداللهيان على «مواصلة التشاور بهدف معالجة الموضوعات كافة والمسائل العالقة سعياً نحو الوصول إلى تطبيع العلاقات».

الإشارة الإيرانية الأخيرة جاءت استكمالاً لسلسلة من الاتصالات المصرية - الإيرانية التي تكثّفت منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إذ التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نظيره الإيراني للمرة الأولى على هامش القمة العربية - الإسلامية الطارئة التي استضافتها المملكة العربية السعودية، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. ومنذ ذلك الحين، تعدّدت الاتصالات الهاتفية بين الجانبين، سواء على المستوى الرئاسي أو الوزاري. وركزت تلك الاتصالات على «الوضع في قطاع غزة، والمخاوف من تصاعد التوتر الإقليمي»، وفق ما أفادت به بيانات رسمية صادرة عن الجانبين.

كما التقى وزيرا خارجية البلدين على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، في سبتمبر (أيلول) الماضي، والتقيا أيضاً في فبراير (شباط) الماضي، على هامش المشاركة في الشق رفيع المستوى لاجتماعات مجلس حقوق الإنسان في مدينة جنيف السويسرية؛ إذ ناقش الوزيران «مسار العلاقات الثنائية بين البلدين». ووفق بيان لـ«الخارجية المصرية» حينها، أكد الوزيران تطلع بلادهما لاستعادة المسار الطبيعي للعلاقات الثنائية، «اتساقاً مع الإرث التاريخي والحضاري للدولتين ومحورية دورهما في المنطقة». وأكدت «الخارجية المصرية» أن لقاء شكري وعبداللهيان تطرق إلى مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، في إطار متابعة توجيهات رئيسي البلدين، التي قضت بأهمية «العمل المُشترك نحو تسوية القضايا العالقة بهدف تطبيع العلاقات، استناداً إلى مبادئ الاحترام المتبادل وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وبما يحقق مصالح الشعبين المصري والإيراني، ويدعم الاستقرار، وتعزيز الأمن في محيطهما الإقليمي».

شكري خلال مباحثات مع وزير خارجية إيران على هامش «القمة الإسلامية» في بانجول الشهر الحالي (الخارجية المصرية)

في سياق ذلك، أكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق أنه «لم تعد هناك عوائق لإعادة العلاقات بين البلدين؛ إلا بعض الاعتبارات السائدة في المنطقة حالياً وفي مقدمتها الحرب في غزة، وأنه عقب تسوية الوضع في قطاع غزة، ووقف إطلاق النار، وتحقيق الهدنة بين إسرائيل وحركة (حماس)، قد يتم الاتجاه إلى إعلان البلدين عن عودة السفراء وإعادة العلاقات إلى مستوى السفراء».

وأكد شكري وعبداللهيان، في آخر لقاء جمعها، قبل أيام، على «الرفض الكامل لقيام إسرائيل بعمليات عسكرية برية في رفح الفلسطينية لما ينطوي عليه ذلك من تعريض حياة أكثر من مليون فلسطيني لخطر داهم، وتفاقم الوضع الإنساني في القطاع».

حول وجود مسائل خلافية الآن بين مصر وإيران، أشار مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق إلى أنه «تقريباً تم حل أغلب المسائل العالقة، حتى أمر التدخل في شؤون الدول العربية تم حله بين إيران والدول العربية، ولم تصبح هناك مشكلات كبيرة تعوق إعادة العلاقات بين القاهرة وطهران».

وكان رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة، محمد سلطاني فرد، قد قال خلال احتفال بالذكرى الـ45 للثورة الإيرانية، في وقت سابق، إن هناك «انفراجة في العلاقات المصرية - الإيرانية خصوصاً بعد انضمام البلدين صاحبي التاريخ والحضارة إلى مجموعة (بريكس)».


البرهان: لا سلام ولا وقف إطلاق نار إلا بعد دحر «الدعم السريع»

رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان (رويترز)
رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان (رويترز)
TT

البرهان: لا سلام ولا وقف إطلاق نار إلا بعد دحر «الدعم السريع»

رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان (رويترز)
رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان (رويترز)

قال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، اليوم (الأربعاء)، إنه لا مفاوضات ولا سلام ولا وقف لإطلاق النار إلا بعد دحر ما وصفه «بتمرد» قوات «الدعم السريع»، وفق ما أوردته «وكالة أنباء العالم العربي».

وأضاف البرهان أثناء زيارة للخطوط الأمامية للجيش بولاية نهر النيل شمالي الخرطوم: «لن نوقف القتال حتى هزيمة هؤلاء المجرمين الذين دمروا هذا البلد الكريم والذين استباحوا ممتلكات المواطنين ومارسوا أبشع الانتهاكات»، على حد قوله.

وتابع البرهان: «قتالنا لميليشيا (الدعم السريع) الإرهابية المتمردة لن يتوقف إلا بتحرير هذا الوطن من هؤلاء المتمردين».

تأتي زيارة البرهان بعد أيام من إعلان الجيش تكثيف عملياته في منطقة الكدرو العسكرية شمال الخرطوم لقطع الإمدادات عن قوات «الدعم السريع».

وذكر الجيش في بيانه السبت الماضي أنه دمر عدداً من شاحنات الوقود والمركبات القتالية لـ«الدعم السريع».

واندلعت الاشتباكات بين قوات الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) 2023 إثر خلافات حول خطط دمج «الدعم السريع» في الجيش.

إلى ذلك، أعلنت قوى سياسية سودانية من 48 حزباً وحركة، اليوم، التوقيع على «ميثاق السودان» في العاصمة المصرية القاهرة، وذلك لإدارة الفترة التأسيسية الانتقالية في البلاد، حسبما أفادت وكالة «أنباء العالم العربي».

وقال مبارك أردول رئيس المكتب السياسي للتحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية عبر «فيسبوك»: «تشرفت اليوم بالتوقيع نيابة عن الرفاق والرفيقات في التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية ضمن 48 حزباً وحركة على ميثاق السودان».

ووصف أردول الميثاق بأنه «رؤية للقوى السياسية والمدنية لإدارة الفترة التأسيسية الانتقالية»، وأنه سيكون بداية لتأسيس جديد للدولة السودانية بعد 15 أبريل (نيسان).


موريتانيا: مرشح «تواصل» المعارض يعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية

حمادي ولد سيد المختار (الشرق الأوسط)
حمادي ولد سيد المختار (الشرق الأوسط)
TT

موريتانيا: مرشح «تواصل» المعارض يعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية

حمادي ولد سيد المختار (الشرق الأوسط)
حمادي ولد سيد المختار (الشرق الأوسط)

قدم رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية «تواصل» الإسلامي المعارض، أكبر حزب معارض في موريتانيا، اليوم الأربعاء، حمادي ولد سيد المختار، إلى المجلس الدستوري (المحكمة الدستورية) أوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها في 29 من يونيو (حزيران) القادم.

وقال رئيس الحزب ومرشحه للرئاسة في تصريح صحافي، بعد خروجه من المجلس الدستوري، وتسليم ملف ترشيحه، إن ما دفع حزبه لترشيحه هو «تدهور الأوضاع في موريتانيا على جميع المستويات، متمثلة في قمع الحريات وغياب العدالة، وبطالة الشباب الذي هاجر خارج الوطن».

وأوضح ولد سيد المختار أن «برنامجه للرئاسة يقوم على رؤية اجتماعية وسياسية واقتصادية واجتماعية، وفق رؤية يمكنها تغيير واقع هذا البلد».

وكان كل من الرئيس الحالي المنتهية ولايته، محمد ولد الشيخ الغزواني، ومحمد الأمين ولد المرتجي الوافي قد تقدما بأوراق ترشيحهما، وينتظر أن تنتهي المهلة القانونية لإيداع ملفات الترشح في 15 من مايو (أيار) الحالي.


فقدان أثر نحو 60 مهاجراً تونسياً في البحر منذ 5 أيام

مهاجرون تم اعتراضهم من قبل خفر السواحل التونسي (أ.ف.ب)
مهاجرون تم اعتراضهم من قبل خفر السواحل التونسي (أ.ف.ب)
TT

فقدان أثر نحو 60 مهاجراً تونسياً في البحر منذ 5 أيام

مهاجرون تم اعتراضهم من قبل خفر السواحل التونسي (أ.ف.ب)
مهاجرون تم اعتراضهم من قبل خفر السواحل التونسي (أ.ف.ب)

أكد رئيس جمعية تونسية تهتم بقضايا الهجرة والمهاجرين، اليوم الأربعاء، أن نحو 60 مهاجراً تونسياً من بينهم امرأة فقد أثرهم في البحر منذ يوم الجمعة الماضي.

وقال رئيس جمعية «الأرض للجميع»، عماد سلطاني، لوكالة «الأنباء الألمانية» إن قاربين انطلقا من سواحل مدينة قربة بولاية نابل (شرق)، ليل الجمعة - السبت، وعلى متن كل قارب نحو 30 مهاجراً. وأضاف سلطاني أن عائلات المهاجرين تواصلوا مع الجمعية، وقالوا إنهم لا يملكون معلومات عن مصير أبنائهم، ولم يحصلوا على اتصال من جانبهم. كما لا توجد أنباء مؤكدة حول ما إذا كان القاربان قد وصلا السواحل الإيطالية. وتابع الناشط في تصريحه: «اتصلنا بشركائنا من منظمات المجتمع المدني في الجزر الإيطالية، فقالوا إنه لا معلومات لديهم بشأن المهاجرين التونسيين». ولم يتسن الحصول على رد من السلطات الأمنية بشأن القاربين، وما إذا كانت هناك عمليات تمشيط في البحر لتعقب أثرهما. وتقول جمعية «الأرض للجميع» إن المئات من التونسيين، ممن شاركوا في موجات الهجرة غير الشرعية منذ أحداث الانتفاضة الشعبية التي شهدتها البلاد عام 2011، لا يزالون حتى اليوم في عداد المفقودين. وتصنف المنظمة الدولية للهجرة «البحر الأبيض المتوسط» كأحد أخطر طرق الهجرة غير النظامية على حياة البشر. ومن جهتها، قدرت منصة «مفقودون» التي تتبع المنظمة، أعداد الضحايا والمفقودين منذ 2014 بأكثر من 29 ألفاً.