الحكومة المصرية تتعهد بـ«رد حاسم» لمواجهة أي نزوح

مدبولي أكد أمام البرلمان رفض مساعي إسرائيل لتهجير الفلسطينيين «قسرياً»

رئيس الوزراء المصري خلال كلمته أمام مجلس «النواب» المصري (الحكومة المصرية)
رئيس الوزراء المصري خلال كلمته أمام مجلس «النواب» المصري (الحكومة المصرية)
TT

الحكومة المصرية تتعهد بـ«رد حاسم» لمواجهة أي نزوح

رئيس الوزراء المصري خلال كلمته أمام مجلس «النواب» المصري (الحكومة المصرية)
رئيس الوزراء المصري خلال كلمته أمام مجلس «النواب» المصري (الحكومة المصرية)

قال رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، خلال جلسة استثنائية لمجلس «النواب»، (الثلاثاء)، إن «مصر لن تتوانى عن اتخاذ الإجراءات كافة التي تضمن أمن وصون حدودها». متعهداً بأنه «حال حدوث أي نزوح إلى الأراضي المصرية سيكون لها رد حاسم وفق القانون الدولي».

وتمسك مجلس النواب المصري (الغرفة الأولى للبرلمان) برفض دعوات «التهجير القسري» للفلسطينيين من قطاع غزة، خلال جلسته الاستثنائية، التي جاءت لمناقشة «الإجراءات والتدابير التي اتخذتها الحكومة المصرية إزاء التصدي لدعوات (التهجير القسري) للفلسطينيين من قطاع غزة، على خلفية طلبات إحاطة تقدم بها 16 نائباً لمناقشة رئيس الحكومة المصرية بشأن تلك الإجراءات».

وجدد مدبولي أمام النواب تأكيده أن «معبر رفح لم يُغلق ثانية واحدة منذ بداية الحرب على غزة»، واصفاً الأحاديث عن إغلاقه بأنها «أكاذيب» و«جزء من حروب الجيل الرابع للتشكيك في الجهود التي تتم وتقوم بها مصر». مشيراً إلى أن «معبر رفح من الجانب الفلسطيني تعرض للقصف أكثر من مرة لمنع خروج الجرحى ودخول المساعدات، ونسعى لتحديث وإعادة تأهيل المعبر مع الجانب الفلسطيني».

رئيس الوزراء المصري أكد كذلك أن «مصر قادرة على حماية أمنها القومي»، محذراً من أن «السياسات الإسرائيلية القائمة على إغلاق الأفق أمام الفلسطينيين ستكون عواقبها وخيمة، ليس فقط في المنطقة بل في العالم كله».

وعد مدبولي الحديث عن دعوات «التهجير القسري» بأنها «تصفية للقضية الفلسطينية»، موضحاً أن «مصر استقبلت 9 ملايين ضيف (في إشارة إلى اللاجئين من جنسيات عدة)، لكن قبول 2.5 مليون فلسطيني في هذا التوقيت يعني إنهاء وتصفية القضية الفلسطينية».

جانب من جلسة مجلس «النواب» المصري الثلاثاء (الحكومة المصرية)

ومنذ بداية الحرب في غزة الشهر الماضي، أكدت مصر «مراراً» رفضها «التهجير القسري» للفلسطينيين.

وقال رئيس الهيئة البرلمانية لحزب «التجمع»، النائب عاطف مغاوري، إن حديث رئيس مجلس الوزراء بمجلس «النواب» يحمل الكثير من الرسائل المهمة، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الرسالة الأهم مفادها بأن جميع الاحتمالات قائمة في إطار حق مصر في تأمين حدودها والدفاع عن أمنها القومي»، موضحاً أن «ثمة رسالة أخرى تتعلق بأن موقف مصر ليس فقط برفض تهجير الفلسطينيين، بل الحيلولة دون ذلك بكل السبل».

وأكد مجلس «النواب» المصري في بيان ختامي لجلسته، ألقاه رئيسه حنفي جبالي، الثلاثاء، «رفض (النواب) القاطع لإكراه الفلسطينيين على النزوح داخلياً، أو تهجيرهم قسرياً خارج أراضيهم وتحديداً صوب الأراضي المصرية في سيناء».

وقال جبالي إن «البيئة التشريعية المصرية تتضمن مجموعة من التشريعات الكفيلة بردع أي محاولات للاعتداء على أمنها».

في السياق، أشار وزير الخارجية المصري الأسبق، محمد العرابي، إلى أن بيان مجلس «النواب» وحديث رئيس مجلس الوزراء المصري تضمنا «رسائل دبلوماسية هامة». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «أبرز الرسائل الدبلوماسية هي التفريق بين أمرين: الأول هو استقبال مصر للجرحى الفلسطينيين، ودور القاهرة المحوري سواء في إدخال المساعدات أو التحركات المكثفة للتوصل إلى هدنة، وهذا موقف مصري ثابت لمساندة الشعب الفلسطيني، لكن يجب فصله عن الأمر الثاني، وهو حق مصر في تأمين حدودها والدفاع عن أمنها القومي، وإن أي اعتداء على الأراضي المصرية سيواجه بكل حزم».


مقالات ذات صلة

صرخة جندي عائد من غزة: متى سيستيقظ الإسرائيليون؟

شؤون إقليمية جنود في مقبرة بالقدس خلال تشييع رقيب قُتل في غزة يوم 20 نوفمبر (أ.ب)

صرخة جندي عائد من غزة: متى سيستيقظ الإسرائيليون؟

نشرت صحيفة «هآرتس» مقالاً بقلم «مقاتل في جيش الاحتياط»، خدم في كل من لبنان وقطاع غزة. جاء المقال بمثابة صرخة مدوية تدعو إلى وقف الحرب.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شمال افريقيا جانب من محادثات وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره الإيراني في القاهرة الشهر الماضي (الخارجية المصرية)

مصر تطالب بخفض التوترات في المنطقة و«ضبط النفس»

أعرب وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الإيراني، عباس عراقجي، مساء الخميس، عن قلق بلاده «من استمرار التصعيد في المنطقة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شؤون إقليمية وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير (رويترز)

ماذا نعرف عن «الخلية الفلسطينية» المتهمة بمحاولة اغتيال بن غفير؟

للمرة الثانية خلال ستة شهور، كشفت المخابرات الإسرائيلية عن محاولة لاغتيال وزير الأمن القومي الإسرائيلي، المتطرف إيتمار بن غفير، الذي يعيش في مستوطنة بمدينة…

نظير مجلي (تل ابيب)
تحليل إخباري فلسطينيون يبحثون عن ضحايا عقب غارة إسرائيلية وسط مدينة غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري حديث إسرائيلي عن «إدارة عسكرية» لغزة يعقّد جهود «الهدنة»

الحديث الإسرائيلي عن خطط لإدارة غزة يراه خبراء، تحدثوا مع «الشرق الأوسط»، بمثابة «تعقيد خطير لجهود التهدئة المتواصلة بالمنطقة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي المندوب الأميركي البديل لدى الأمم المتحدة روبرت وود يرفع يده لنقض مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال اجتماع لمجلس الأمن (أ.ف.ب)

أميركا تحبط الإجماع الدولي على المطالبة بوقف إطلاق النار فوراً في غزة

خرجت الولايات المتحدة عن إجماع بقية أعضاء مجلس الأمن لتعطيل مشروع قرار للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.

علي بردى (واشنطن)

الجيش السوداني يعلن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من «قوات الدعم السريع»

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

الجيش السوداني يعلن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من «قوات الدعم السريع»

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

أعلن الجيش السوداني، اليوم السبت، «تحرير» مدينة سنجة، عاصمة ولاية سنار، من عناصر «قوات الدعم السريع».

وأكد الناطق باسم الجيش السوداني على منصة «إكس» أن «القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى نجحت في تحرير سنجة... وسنستمر في التحرير، وقريباً سننتصر على كل المتمردين في أي مكان».

وفي وقت لاحق، قال رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، إن «الانتصار الكبير والعظيم سيكون له ما بعده».

وأضاف المجلس، في حسابه على «تلغرام»، أن البرهان أكد عزم القوات المسلحة على تحرير كل شبر من البلاد «ودحر الميليشيا التي تستهدف وحدة السودان».

واندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع»، في منتصف أبريل (نيسان) 2023، بعد خلاف حول خطط لدمج «الدعم السريع» في القوات المسلحة خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للانتقال إلى حكم مدني، وبدأ الصراع في الخرطوم وامتد سريعاً إلى مناطق أخرى.

وأدى الصراع إلى انتشار الجوع في أنحاء البلاد، وتسبب في أزمة نزوح ضخمة، كما أشعل موجات من العنف العرقي في أنحاء السودان.