«أمازيغ ليبيا» يهددون الدبيبة بالحرب والسيطرة على «رأس جدير»

«الجيش الوطني» لتأمين الحدود مع النيجر والجزائر

تأمين وحدات عسكرية مناطق الحدود مع النيجر والجزائر (اللواء 128 المعزز)
تأمين وحدات عسكرية مناطق الحدود مع النيجر والجزائر (اللواء 128 المعزز)
TT

«أمازيغ ليبيا» يهددون الدبيبة بالحرب والسيطرة على «رأس جدير»

تأمين وحدات عسكرية مناطق الحدود مع النيجر والجزائر (اللواء 128 المعزز)
تأمين وحدات عسكرية مناطق الحدود مع النيجر والجزائر (اللواء 128 المعزز)

سعى محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، لاحتواء توترات عسكرية مفاجئة بمطالبته، السبت، بـ«عدم تحرك أي آلية عسكرية تابعة للقوات الموالية لحكومة الوحدة (المؤقتة) برئاسة عبد الحميد الدبيبة إلى غرب البلاد»، بعدما اتهم «المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا»، الدبيبة، بـ«جمع التشكيلات المسلحة بهدف الهجوم على معبر (رأس جدير) الحدودي مع تونس». في وقت أكد «الجيش الليبي» استمرار وحداته في «تسيير دوريات عسكرية أمنية مشتركة لتأمين الحدود مع الجزائر والنيجر».

وطالب المنفي، باعتبار مجلسه الرئاسي بمثابة القائد الأعلى للجيش الليبي، في رسالة وجهها إلى الوحدات العسكرية التابعة لحكومة الدبيبة، بـ«عدم التحرك نحو الغرب، وعودة كل المسلحين التي خرجوا من العاصمة طرابلس إلى مقراتهم». ودعا قادة هذه الوحدات إلى «التقيد بهذه التعليمات، واعتبارها في غاية الأهمية، ومتابعة تنفيذها الدقيق دون تأخير». وطالب في الرسالة، التي تسربت لوسائل إعلام محلية، رئاسة أركان الجيش وإدارة الاستخبارات العسكرية، بـ«الإبلاغ عن أي وحدة مخالفة لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد آمرها».

جاء هذا التحرك وسط احتدام الخلافات بين الدبيبة و«مجلس الأمازيغ»، الذي طالب رئيسه الهادي برقيق، حكومة الوحدة، في بيان متلفز ومفاجئ، السبت، بـ«حل الغرفة المشتركة التي أمرت بتشكيلها فوراً وسحبها». ودعا جميع الأطراف للتحلي بالروح الوطنية، محذراً من «أي تحرك عسكري يجر المنطقة لأحداث لا يمكن توقع نتائجها». كما حذر من الوصول إلى «نقطة لا عودة فيها ولا رجعة أمام واقع صراع وجودي، حيث لا يوجد دستور يضمن حقوق الأمازيغ غير الممثلين في كل الحوارات السابقة».

وكان «المجلس الأعلى للأمازيغ»، الذي وصف الدبيبة، في بيان له، برئيس حكومة تصريف الأعمال منتهية الولاية، حذر «كل من يحاول الهجوم على زوارة أو المدن التابعة له بحرب شعواء لن تنتهي إلا بإنهاء وجود الأمازيغ»، معتبراً أن «حربه دفاع عن شرف وأرض». وقال: «بينما نعيش حالة من عدم الاستقرار الأمني في ظل التخبط الاقتصادي وارتفاع في السلع والعملات الأجنبية وانهيار الاقتصاد الليبي، نفاجأ بمحاولة الدبيبة جمع تشكيلات مسلحة بهدف الهجوم على معبر رأس جدير بحجج واهية وكيدية لا أساس لها».

وخلص اجتماع عقدته مساء الجمعة مكونات المدن الأمازيغية المدنية والعسكرية، إلى إعلان حالة الطوارئ والنفير القصوى بين كل الكتائب والسرايا العسكرية وتمركزها على طول منطقة طوق مدينة زوارة من مليته شرقاً إلى رأس جدير غرباً. وحسب «قناة الأمازيغ» فقد دخل أول رتل عسكري تابع لمجلس نالوت العسكري إلى قرية رأس جدير، فضلاً عن قوات أخرى ستتمركز داخل مدينة زوارة. ورصدت تقارير محلية تعطلاً مفاجئاً لمنظومة الجوزات في معبر رأس جدير من الجانب الليبي أدى إلى ازدحام شديد.

اجتماع سابق للدبيبة والمنفي بحضور قادة عسكريين (المجلس الرئاسي)

وتجاهل الدبيبة هذه التطورات؛ لكنه أكد خلال حضوره مؤتمر ومعرض شمال أفريقيا الدولي للموانئ والمناطق الحرة المنعقد بمصراتة، غرب البلاد، السبت، أن «تطوير الموانئ من الأولويات التي عملت عليها حكومته بالتزامن مع تطوير البنية التحتية».

وكان عماد الطرابلسي، وزير الداخلية المكلف بحكومة الوحدة، قد أعلن ما وصفه ببدء السيطرة على الحدود الليبية مع تونس من قبل وزارة الداخلية رسمياً ومراقبتها بالكاميرات، مشيراً إلى أن الفترة المقبلة ستشهد السيطرة أيضاً على الحدود مع الجزائر. وقال مساء الجمعة إن كل من يدخل بشكل غير نظامي سنعيده إلى بلاده، ومن أراد دخول ليبيا والاستفادة من خيراتها فعليه الدخول بشكل قانوني، موضحاً أنه لا يجب على الليبيين أو خفر السواحل إرجاع المهاجرين من البحر إلى ليبيا. وقال إن الدبيبة أوصاه برفض التوطين.

وأكد الطرابلسي خلال زيارته مساء الجمعة لمقر جهاز مكافحة «الهجرة غير المشروعة» أن المسؤولية كبيرة على منتسبي الجهاز في الحد من ظاهرة تدفقات الهجرة، التي سببت تراكم الديون على الجهاز بسبب إعاشة المضبوطين وإيوائهم وترحيلهم.

وتستعد حكومة الوحدة لعقد مؤتمر قبل نهاية الشهر الحالي في العاصمة طرابلس بمشاركة وزراء العمل من دول الساحل والصحراء، حول الهجرة القانونية، بعنوان «بحر متوسط آمن وجنوب مستقر».

في السياق، أعلن اللواء 128 المعزز التابع للجيش الوطني، بقيادة المشير خليفة حفتر، استمرار وحداته في تسيير دوريات عسكرية أمنية مشتركة لتأمين الحدود مع الجزائر والنيجر، مشيراً إلى تحرك قوة من وحداته المتمركزة في مدينة سبها نحو تمركزات وحدات اللواء بمنطقة سليطة شلمة وإلى رملة دهان مرزق وكامل الشريط الحدودي مع النيجر، قبل أن تتجه نحو مثلث السلفادور الواقع على الحدود المشتركة لليبيا مع النيجر والجزائر.

إلى ذلك، أعلنت حكومة الاستقرار «الموازية» برئاسة أسامة حماد، مواصلتها عملية تسليم الصكوك للأسر المتضررة والمسجلة في منظومة الحصر بمدينة درنة. وتعهدت بالاستمرار في توزيع الصكوك وتسليم جميع المتضررين لمستحقاتهم.


مقالات ذات صلة

هل يؤثر تقارب سلطات بنغازي مع أنقرة على حكومة «الوحدة» الليبية؟

شمال افريقيا وزير الخارجية التركي مستقبلاً بلقاسم نجل حفتر في أنقرة (صندوق تنمية وإعادة إعمار ليبيا)

هل يؤثر تقارب سلطات بنغازي مع أنقرة على حكومة «الوحدة» الليبية؟

خلَّفت زيارة بلقاسم، نجل المشير خليفة حفتر، إلى تركيا، نهاية الأسبوع الماضي، التي التقى خلالها وزير الخارجية، هاكان فيدان، قدراً من التساؤلات.

جاكلين زاهر (القاهرة )
شمال افريقيا صورة نشرتها سلطات جنوب أفريقيا لعدد من الليبيين الذين اعتقلتهم (أ.ب)

تباين بين «الوحدة» و«الاستقرار» حول الليبيين المعتقلين في جنوب أفريقيا

أكدت حكومة الوحدة، في بيان مساء الجمعة، أنه «لا صلة لها بإجراءات إرسال 95 شخصاً من حملة الجنسية الليبية»

خالد محمود (القاهرة )
المشرق العربي 
من مخلفات اشتباكات عنيفة بين ميليشيات مسلحة وسط طرابلس (أ.ف.ب)

ليبيا: انفجارات ضخمة تهز مدينة زليتن

هزّت انفجارات ضخمة مدينة زليتن الساحلية، الواقعة غرب ليبيا، إثر انفجار مخزن للذخيرة، تملكه ميليشيا «كتيبة العيان»، وسط تضارب الروايات حول أسباب الحادث، الذي.

شمال افريقيا عملية ترحيل مهاجرين أفارقة من ليبيا إلى النيجر (جهاز مكافحة الهجرة غير النظامية)

ما حقيقة طرد ليبيا مئات المهاجرين النيجريين إلى الصحراء؟

اشتكى مصدر ليبي مسؤول من أن «منطقة أغاديز بوسط النيجر أصبحت نقطة انطلاق ومحطة عبور لتهريب المهاجرين الراغبين في الوصول إلى الشواطئ الأوروبية عبر بلده».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا انفجارات زليتن أعادت مطالبة الليبيين بإخلاء المناطق السكنية من التشكيلات المسلحة (أ.ف.ب)

انفجارات ضخمة تهز مدينة زليتن الساحلية الليبية

هزّت انفجارات ضخمة متتالية مدينة زليتن الساحلية بغرب ليبيا إثر انفجار مخزن للذخيرة تمتلكه ميليشيا «كتيبة العيان» بمنطقة كادوش، وسط تضارب الروايات.

جمال جوهر (القاهرة)

واقعة جديدة لفتاة تقفز من سيارة «تطبيق نقل ذكي» بمصر

الفتاة حبيبة الشماع ضحية أحد تطبيقات النقل الذكي (فيسبوك)
الفتاة حبيبة الشماع ضحية أحد تطبيقات النقل الذكي (فيسبوك)
TT

واقعة جديدة لفتاة تقفز من سيارة «تطبيق نقل ذكي» بمصر

الفتاة حبيبة الشماع ضحية أحد تطبيقات النقل الذكي (فيسبوك)
الفتاة حبيبة الشماع ضحية أحد تطبيقات النقل الذكي (فيسبوك)

شهدت مصر واقعة جديدة لقفز فتاة من سيارة تابعة لأحد تطبيقات النقل الذكي أثناء سيرها، لتعيد إلى الأذهان وقائع سابقة في هذا الصدد، وضعت شركات النقل الذكي في مصر أمام مسؤوليات بسبب اشتراطات السلامة والأمان.

وكشفت وزارة الداخلية المصرية، السبت، عن ملابسات الواقعة التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، حول سقوط فتاة من سيارة خاصة بأحد تطبيقات النقل الذكي بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة) وتعرضها لإصابات.

وذكرت الوزارة في بيان على صفحتها بموقع «فيسبوك»، أن فحص الواقعة المتداولة أفاد بأنه في تاريخ 26 يوليو (تموز) الحالي، أبلغت إحدى الفتيات التي تحمل جنسية دولة أفريقية بأنها حال استقلالها سيارة «تابعة لإحدى تطبيقات النقل الذكي» لتقلها من منطقة المهندسين إلى محل إقامتها بمنطقة بولاق الدكرور، حاول قائد السيارة التحرش بها، فألقت بنفسها من السيارة أثناء سيرها، مما أدى لإصابتها بسحجات وكدمات متفرقة بالجسم، وذكر البيان أن قائد السيارة فر هارباً.

وأضافت الوزارة أنه بعد تقنين الإجراءات، تمكنت الجهات المعنية من تحديد وضبط مرتكب الواقعة، وأنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية حياله، مع الإشارة إلى أنه حين ضبطه كان مصاباً (إثر تعديها عليه عقب محاولته التحرش بها)، وفق الوزارة.

وشهدت تطبيقات النقل الذكي أكثر من واقعة أدت لتحركات برلمانية تطالب بتقنين أوضاعها والتأكد من وسائل السلامة والأمان بها، بالإضافة إلى «دعوات سوشيالية» لمقاطعة هذه التطبيقات بعد تكرار الحوادث.

وكان القضاء المصري قد أصدر حكماً بالسجن 15 عاماً، على سائق يعمل لدى إحدى شركات النقل الذكي، وإلغاء رخصة القيادة الخاصة به، بعد إدانته بالشروع في خطف الفتاة حبيبة الشماع، في قضية اشتهرت باسم «فتاة الشروق»، وكانت قد قفزت من سيارة النقل الذكي في فبراير (شباط) الماضي، وذكرت لأحد المارة أن السائق كان يحاول اختطافها، وسقطت في غيبوبة لأيام إثر الحادث وتوفيت في مارس (آذار) الماضي.

كما وقع حادث آخر للفتاة نبيلة عوض التي صدر حكم قبل أيام لصالحها في قضية مشابهة ضد سائق لأحد تطبيقات النقل الذكي بالسجن المشدد 15 عاماً، بعد أن تعرضت لمحاولة خطف واغتصاب، مما أدى إلى إصابتها بجروح.

وتناول مجلس النواب المصري هذه القضية بعد أكثر من طلب إحاطة من أعضائه، وعقدت لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالمجلس جلسة استماع في مايو (أيار) الماضي، لمسؤولين حكوميين وآخرين من ممثلي تطبيقات النقل الذكي.

وقال النائب أحمد بدوي، رئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، إن هذه الجلسة قد خرجت بـ4 توصيات من شأنها ضمان عنصر الأمان لمستخدمي هذه التطبيقات، وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن هذه التوصيات تمثلت في «التأكيد على أن الشركات العاملة في مجال النقل البري باستخدام تكنولوجيا المعلومات هي شركات خدمات نقل وليست شركات عاملة في مجال التطبيقات الرقمية؛ وبالتالي فهي تعد ناقلاً، ومعنية بضمان سلامة الركاب، وهو التزام وجوبي لا تجوز مخالفته أو التحلل منه».

وأشار إلى أن «التوصية الثانية تلزم وزارة النقل بسرعة إنفاذ جميع أحكام قانون تنظيم خدمات النقل البري للركاب باستخدام تكنولوجيا المعلومات الصادر بالقانون رقم (87) لسنة 2018».

وتؤكد التوصية الثالثة «إلزام الحكومة بتعزيز سبل سلامة الركاب من خلال استحداث وسائل حماية إضافية، وبصفة خاصة مراقبة عملية النقل البري باستخدام تكنولوجيا المعلومات عبر الكاميرات والتسجيل الصوتي».

أما التوصية الرابعة بحسب رئيس لجنة الاتصالات بالنواب، فتشدد على «قيام جميع الشركات الراغبة في العمل بالمجال بتوفير مركز لخدمة العملاء لاستقبال الشكاوى وتسجيلها بشكل منتظم على أن تكون قاعدة بيانات الشكاوى مرتبطة إلكترونياً عند طلبها بأي وسيلة من الوسائل بوزارة النقل، وتقوم الوزارة بمتابعة التنفيذ».

وكان مسؤول بإحدى شركات النقل الذكي قال إنهم قد اتخذوا عدداً من الإجراءات عقب الحادثة الأولى لفتاة الشروق حبيبة الشماع، أولها استحداث زر استغاثة عاجلة (sos) على جميع تطبيقات النقل التشاركي، بالإضافة إلى إلزام السائقين بتقديم السجل الجنائي (فيش وتشبيه) بشكل سنوي، بالإضافة إلى فصل الراكب عن السائقين بألواح زجاجية داخل المركبات.

بينما ذكر رئيس جهاز النقل الذكي، سيد متولي، خلال جلسة الاستماع، أنه «ليس هناك ترخيص لشركات النقل الذكي، وأن هناك لجنة من الجهاز المركزي لتنظيم الاتصالات والنقل لتقنين أوضاع الشركات».