«الدعم السريع» تتفق مع فصائل مسلحة على تشكيل قوة لتأمين دارفور

قوة من «الدعم السريع» (أرشيفية - أ.ب)
قوة من «الدعم السريع» (أرشيفية - أ.ب)
TT

«الدعم السريع» تتفق مع فصائل مسلحة على تشكيل قوة لتأمين دارفور

قوة من «الدعم السريع» (أرشيفية - أ.ب)
قوة من «الدعم السريع» (أرشيفية - أ.ب)

في تطور لافت في المشهد السوداني، جرى (الخميس)، لقاء بين قادة قوات «الدعم السريع» والفصائل المسلحة الموقِّعة على اتفاق «سلام جوبا»، التي اتخذت منذ اندلاع الحرب الجارية بين الجيش و«الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) الماضي، موقف الحياد بعدم التدخل في الصراع إلى جانب أي طرف من الطرفين، وتم خلال اللقاء الاتفاق على عدد من القضايا، أبرزها تشكيل قوة مشتركة لتأمين إقليم دارفور.

وترأس وفد «الدعم السريع» القائد الثاني، عبد الرحيم حمدان دقلو، مع عدد من القادة الميدانيين بقطاعات دارفور، في حين ضمّ وفد الحركات المسلحة، الفريق صالح عثمان جبل عن حركة «تحرير السودان المجلس الانتقالي»، والفريق عبود أدم خاطر عن تجمع «قوى تحرير السودان»، واللواء جابر إسحاق عن حركة «تحرير السودان» بقيادة مني أركو مناوي، واللواء حامد إدريس عن حركة «العدل والمساواة».

وقالت قوات «الدعم السريع»، في بيان نُشر على منصة «إكس»، إن اللقاء جاء في إطار سعي وحرص «الدعم السريع» على تحقيق الأمن والاستقرار في إقليم دارفور، وإبداءً لحُسن النوايا.

وذكر البيان أنه «بعد نقاش بنّاء، اتفقت الأطراف على العمل والتنسيق المشترك، من أجل أمن واستقرار الإقليم، وحماية المواطنين، وعدم السماح لدعاة الفتنة بالعبث باستقرار الإقليم، لا سيما في مدينة الفاشر».

جانب من الدمار الذي سببته الاشتباكات بين الجيش وقوات «الدعم السريع» في دارفور الملاصقة لمنطقة كردفان (أرشيفية - أ.ف.ب)

كما تمّ الاتفاق على تشكيل قوة مشتركة مع قوات «الكفاح المسلح» لتأمين الإقليم، ومحاربة الظواهر السالبة التي تهدد الأمن والاستقرار.

وأكد الطرفان التمسك باتفاق «سلام جوبا» الموقَّع بين الحكومة المدنية المقالة والفصائل المسلحة في أغسطس (آب) 2020، وتطويره للوصول لاتفاق سلام شامل ودائم.

ووفق البيان يعمل الجانبان على «تأمين الأنشطة الإنسانية وقوافل الإغاثة كلها».

واتفق قادة «الدعم السريع» والفصائل الدارفورية على العمل معاً؛ لتفويت الفرصة على الوكلاء الذين يسعون للإيقاع بينهما، وأن يتواصل التنسيق والعمل المشترك لمصلحة الوطن والمواطن.

وأشادت «الدعم السريع» بمواقف قوات «الكفاح المسلح»، مؤكدة أن الحل الشامل لقضايا البلاد يتطلب تضافر الجهود وتقديم التضحيات من أجل بناء الدولة السودانية على أسس جديدة وعادلة.

وكانت «الدعم السريع» استولت على 3 ولايات بدارفور (جنوب ووسط وغرب)، وكررت محاولات عدة للسيطرة على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، التي تحرسها قوات مشتركة من الفصائل المسلحة.

ودعا القائد الثاني لـ«الدعم السريع»، عبد الرحيم دقلو، (الثلاثاء) الماضي، الفصائل المسلحة الدارفورية للقيام بواجبها مع قوات «الدعم السريع» في توفير الأمن والاستقرار لإنسان دارفور.

وقطع دقلو بأن وحدة السودان خط أحمر لن يُسمح المساس بها، مؤكداً أن قوات «الدعم السريع» ستقف بالمرصاد لكل مَن يسعى للفتنة في دارفور.


مقالات ذات صلة

تقرير: معدل وفيات الحوامل جنوب درافور «صادم»

شمال افريقيا ملايين الأطفال والنساء في السودان يعانون من سوء التغذية الحاد (رويترز)

تقرير: معدل وفيات الحوامل جنوب درافور «صادم»

قالت منظمة «أطباء بلا حدود» إن «النساء الحوامل والأمهات والأطفال حديثي الولادة يموتون بمعدل صادم في ولاية جنوب دارفور بالسودان».

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
العالم العربي الرئيس السوداني السابق عمر البشير (أرشيفية - رويترز)

محامي البشير: نقل الرئيس السوداني السابق إلى مدينة شمالية لتلقي العلاج

قال محامي الرئيس السوداني السابق عمر البشير اليوم الثلاثاء إن موكله نُقل من العاصمة السودانية التي مزقتها الحرب إلى مدينة مروي بشمال البلاد لتلقي العلاج.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
العالم العربي المدير العام المساعد لمنظمة «فاو» وممثلها الإقليمي عبد الحكيم الواعر يتوسط الصورة (الشرق الأوسط)

ممثل «فاو»: إنهاء المجاعة في السودان ممكن إذا توقفت العدائيات

يواجه السودان راهناً أزمة أمن غذائي غير مسبوقة تسجل أسوأ المستويات تاريخياً، حسب تصنيفات أممية.

هلا صغبيني (الرياض)
شمال افريقيا مدينة الفاشر السودانية تعاني وضعاً إنسانياً متدهوراً (أ.ب)

اشتباكات في دارفور غداة تجديد حظر تسليح الإقليم

تجددت الاشتباكات، بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في الفاشر بولاية شمال دارفور، بعد ساعات من تجديد مجلس الأمن الدولي حظر السلاح في الإقليم.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
الخليج مدينة الفاشر السودانية تعاني وضعاً إنسانياً متدهوراً (أ.ب)

السعودية ترحب بفتح معبر لإيصال المساعدات لـ«الفاشر»

رحّبت السعودية بقرار رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، تكليف مفوضية العون الإنساني بفتح معبر أدري لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الفاشر.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

السلطات الجزائرية تعلن مناطق شاسعة «بؤرة وباء»

السكان المتضررون طالبوا الرئيس تبون بـ«تدخل سريع لإنقاذهم من الوباء» (د.ب.أ)
السكان المتضررون طالبوا الرئيس تبون بـ«تدخل سريع لإنقاذهم من الوباء» (د.ب.أ)
TT

السلطات الجزائرية تعلن مناطق شاسعة «بؤرة وباء»

السكان المتضررون طالبوا الرئيس تبون بـ«تدخل سريع لإنقاذهم من الوباء» (د.ب.أ)
السكان المتضررون طالبوا الرئيس تبون بـ«تدخل سريع لإنقاذهم من الوباء» (د.ب.أ)

أعلنت السلطات الجزائرية، السبت، مناطق شاسعة بأقصى الجنوب الشرقي «بؤرة وباء»، وذلك إثر تفشي الملاريا والدفتيريا وسط السكان. وفيما أكدت وزارة الصحة أن «عدوى وصلت إلينا من بلدان مجاورة»، قالت مصادر طبية محلية إن الأضرار التي لحقت بشبكة توزيع المياه الصالحة للشرب في الأيام الأخيرة، بعد الفيضانات التي اجتاحت المنطقة، كانت سبباً في انتشار أوبئة.

لم يجد سكان تيمياوين وتين زاوتين، وبرج باجي مختار، إلا حساباتهم بالإعلام الاجتماعي لإبراز مدى خطورة الوضع الوبائي في مناطقهم، وذلك بنشر صور المصابين منتشرين في الشوارع وعند مداخل المشافي. ووفق ما جاء في هذه الحسابات، فإن هذه المناطق تواجه الدفتيريا والملاريا منذ 25 من سبتمبر (أيلول) الحالي. وأبرز أصحابها أن الأمطار الغزيرة التي هطلت على هذه المناطق الصحراوية، الأسبوع الماضي، تسببت في اختلاط مياه الشرب مع مياه الصرف الصحي، ما أدى إلى مئات الإصابات، حسبهم، مبرزين أن عدداً من المصابين توفوا بسبب عدم توفر الرعاية الصحية اللازمة.

صورة لمصابين بالملاريا ضاقت بهم المصحات والمشافي (متداول)

وأطلق أحد سكان تيمياوين عبر حسابه بـ«فيسبوك»، الجمعة، نداء استغاثة إلى «جميع السلطات العليا في البلاد، من رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، إلى وزارة الصحة ورئيس الجمهورية»، مطالباً بـ«تدخل سريع في الشريط الحدودي مع مالي، خصوصاً في تين زاوتين تيمياوين، و إن قزام، وبرج باجي مختار، لإنقاذنا من الوباء». مبرزاً أن هذه المناطق «تشهد إصابات كثيرة بحمى الملاريا والدفتيريا، وانتشاراً سريعاً للمرض». ووفق صاحب الحساب، «يتم إحصاء 50 وفاة كل يوم في مناطقنا».

وكتبت صفحة «كل شيء عن تمنغست» (أشهر مدن الصحراء)، أن الملاريا والدفتيريا والبوحمرون «تضرب بقوة... وفيات بالعشرات يومياً، وغياب تام لمخطط استعجالي من الجهات المختصة والمسؤولين لإنقاذ الأرواح، وتوفير المستلزمات الضرورية للعيادات المحلية لتقديم خدمات أفضل للمرضى».

وأرفق مسير الصفحة المنشور بعدة صور لعشرات المصابين وهم ملقون على الأرض، في محيط المشافي والمصحات، التي لم تعد قادرة على تقديم خدماتها، بسبب كثرة المرضى وزيادة أعدادهم بمرور الساعات. وحتى سيارات الإسعاف المتوفرة لم تعد كافية لنقل المصابين إلى مصحات المحافظات المجاورة، التي تبعد نحو 600 كيلومتر.

سيارات الإسعاف المتوفرة لم تعد كافية لنقل المصابين إلى مصحات المحافظات المجاورة (الشرق الأوسط)

من جهتها، قالت وزارة الصحة في بيان إنها «تطمئن» سكان المناطق المتضررة من الوباء، بأنها «ستتكفل بكل حالات الإصابة، وفق بروتوكولات العلاج المعمول بها».

وأكدت أنها «تتابع يومياً الوضع الوبائي على المستويين المركزي و المحلي». موضحة أن ما تشهده هذه المناطق، هو «دفتيريا وملاريا وافدة»، في إشارة إلى أن المصابين بالمرضين ينحدرون من بلدان جنوب الصحراء، وهم من نقلوهما إلى مدن الصحراء الجزائرية المتاخمة لحدود هذه البلدان.

وأوضح بيان الوزارة بأن الجزائر «حصلت على شهادة منظمة الصحة العالمية للقضاء على الملاريا»، مشدداً على أن «الحالات التي تم إحصاؤها هي حالات وافدة من بلدان موبوءة»، من دون ذكر أي بلد.

كما أشار إلى أن الوزارة أوفدت، الجمعة، «لجنة طبية متكونة من 14 خبيراً للمناطق المنكوبة، إلى جانب إرسال طائرة محملة بكميات كبيرة من الأدوية، والأمصال المضادة للدفتيريا، ووسائل الحماية اللازمة إلى مناطق تمنراست و إن قزام و برج باجي مختار».

مصاب بالملاريا في مصحة طبية تواجه ضغطاً شديداً بسبب تفشي الوباء (متداول)

وأضافت الوزارة أنها «أوفدت، الخميس، بعثة خبراء إلى ولايتي تمنراست وإن قزام للوقوف على الوضع السائد، وتوفير حصة من الأدوية والأمصال المضادة للدفتيريا. ومن المقرر أيضاً إرسال مهمة ثانية، الأحد، إلى ولاية برج باجي مختار، مجهزة أيضاً بحصة من الأدوية والأمصال المضادة للدفتيريا».

وأوضح بيان الوزارة أن المنتجات والأدوية التي تحدث عنها «يجري توزيعها على مدار السنة (بالمنطقة)، في إطار تقديم الدعم للمؤسسات الصحية، وما يتم نقله خلال هذه المهمات ما هو إلا مكملات إضافية».