منصب «الرئيس» يفجر الصراع في «جبهة التحرير» الجزائرية

بعد إعلان وزير سابق منافسة الأمين العام على اللقب

صورة آخر اجتماع للجنة المركزية لجبهة التحرير (الإعلام الاجتماعي للحزب)
صورة آخر اجتماع للجنة المركزية لجبهة التحرير (الإعلام الاجتماعي للحزب)
TT

منصب «الرئيس» يفجر الصراع في «جبهة التحرير» الجزائرية

صورة آخر اجتماع للجنة المركزية لجبهة التحرير (الإعلام الاجتماعي للحزب)
صورة آخر اجتماع للجنة المركزية لجبهة التحرير (الإعلام الاجتماعي للحزب)

يحتدم التنافس على منصب الأمانة العامة لـ«جبهة التحرير الوطني» الجزائرية (الحزب الواحد سابقاً) هذه الأيام، تحسباً لمؤتمرها المرتقب أيام 11 و12 و13 من الشهر الحالي، خصوصاً بعد إعلان الوزير السابق بوجمعة هيشور الترشح للمنصب، وعزمه إزاحة الأمين العام الحالي بعجي أبو الفضل، الذي لم يصرح برغبته بالبقاء في القيادة، لكن غالبية المراقبين يرجحون استمراره.

وبث هيشور فيديو قصيراً على وسائط الإعلام الاجتماعي، قال فيه إنه يطمح ليكون أمين عام الحزب الأول في البرلمان والمجالس المحلية المنتخبة، مؤكداً أنه «يملك تجربة متواضعة كمناضل في الحزب منذ عام 1966»، وأنه «وفي له ولتاريخه ومناضليه»، و «على يقين بأن (جبهة التحرير) ستكون لها مكانة مرموقة في مصف الأحزاب المعاصرة»، إن هو أخذ زمام قيادتها.

بوجمعة هيشور الثاني إلى اليسار مع مؤيديه في «جبهة التحرير» (حسابات ناشطين)

وظل هيشور (70 سنة) بعيداً عن الحزب منذ عزله وزيراً للبريد وتكنولوجيا الإعلام عام 2008، وهو آخر منصب له، لذلك عدَّ ترشحه مفاجأة بالنسبة للكثيرين داخل التشكيل السياسي وخارجه. فيما قال بعض المراقبين إن حظوظه تبقى ضعيفة بالنظر لعدم امتلاكه نفوذاً بـ«اللجنة المركزية»، وهي أعلى هيئة في الحزب ومحطة ضرورية للوصول إلى قمة «جبهة التحرير»، التي أظهر اجتماعها الأخير، المنعقد الثلاثاء الماضي، ميل أعضائها الـ360 للأمين العام الحالي أبو الفضل بعجي، على الرغم من أنه لم يعلن ترشحه بشكل صريح.

وقال بعجي في الاجتماع إن المؤتمر المرتقب «سيكون محطة للتلاحم وتعزيز وحدة الصفوف، وتجديد العهد مع رسالة الشهداء وقيم الثورة التحريرية المجيدة»، وتعهد بأن تواصل جبهة التحرير «مسيرتها في خدمة الدولة، وتحقيق مطالب الشعب»، كما قال إن المؤتمر «سيعبد الطريق للحزب ليصل إلى آفاق جديدة»، مؤكداً دعم حزبه للقضية الفلسطينية، وعاداً «المقاومة حقاً مشروعاً للشعب الفلسطيني في مواجهة المحرقة الصهيونية، بتواطؤ مكشوف من الغرب».

أبو الفضل بعجي (يمين) الأمين العام لـ«جبهة التحرير» (حساب الحزب بالإعلام الاجتماعي)

وكان الحزب قد قرر من قبل عقد مؤتمره نهاية أكتوبر (تشرين الثاني) الماضي، ثم أعلن إرجاءه في بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، في سياق إلغاء الحكومة الاحتفالات السنوية بثورة التحرير (1 نوفمبر) للسبب ذاته.

ووصل بعجي إلى الأمانة العامة في مايو (أيار) 2020، خلال انتخابات غير عادية أجريت داخل «اللجنة المركزية»، حيث استخلف محمد جميعي، الذي سجن في قضية فساد. وجرت تزكية بعجي برفع الأيدي بـ«قصر المؤتمرات» بالعاصمة، بعد أن تم إقصاء المرشح الأوفر حظاً للمنصب يومها، جمال بن حمودة، الذي منع من حضور الاجتماع من طرف أنصار منافسه بعجي، بذريعة «ظهور أعراض الإصابة بـ(كورونا) عليه».

يشار إلى أنه تم سجن أمين عام سابق آخر للحزب بتهمة «الفساد» هو جمال ولد عباس.

وتعرض بعجي لحملة شديدة بعد هذه الأحداث، استهدفت تنحيته، قادها عضو «مجلس الأمة» محمد زبيري، الذي اقتحم مقر الحزب مع عدد كبير من أنصاره، ووقعت مشادات جسدية عنيفة. وتمت متابعة زبيري وإدانته بالسجن بسبب هذه الواقعة، وما كان لافتاً، حسب المتتبعين، هو أن السلطات ليست متحمسة لمسألة رحيل بعجي.

الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة رئيس الحزب سابقاً (الشرق الأوسط)

وجرى آخر مؤتمر للحزب عام 2015، على أن تكون نسخته الموالية في 2020، حسب ما ينص عليه قانون الأحزاب. غير أن الحراك الشعبي الذي قام في 22 فبراير (شباط) 2019 خلط أوراق الحزب وأدخل قياداته في صراعات حادة، حيث واجهوا رفضاً شعبياً كبيراً لاستمرار وجوده، على اعتبار أن «جبهة التحرير» ظلت منذ الاستقلال عام 1962 عنواناً لكل الخيارات السياسية والاقتصادية الخاطئة في البلاد، التي وضعها كل رؤساء الجمهورية، الذين خرجوا من عباءته، وبعضهم ترأس الحزب مثل الراحلين الشاذلي بن جديد (1979 - 1992)، وعبد العزيز بوتفليقة (1999 - 2019).

يشار إلى أن «جبهة التحرير» حصلت على 98 مقعداً بالبرلمان في انتخابات 12 يونيو (حزيران)، محققة بذلك المرتبة الأولى، رغم المقاطعة الواسعة للاستحقاق (نسبة تصويت بلغت 23 في المائة). وكانت فازت في انتخابات 2017 بـ164 مقعداً.


مقالات ذات صلة

الشرطة الفرنسية توقف ثلاثة جزائريين في حملة على المؤثرين

أوروبا عنصر من الشرطة الفرنسية (أ.ف.ب)

الشرطة الفرنسية توقف ثلاثة جزائريين في حملة على المؤثرين

قالت وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية للأنباء إن الشرطة الفرنسية ألقت القبض على ثلاثة جزائريين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عربية شباب قسنطينة الجزائري تصدر مجموعته بالكونفدرالية (نادي شباب قسنطينة)

«الكونفدرالية الأفريقية»: قسنطينة الجزائري ينتزع صدارة مجموعته برباعية

حقق فريق شباب قسنطينة الجزائري فوزاً عريضاً على ضيفه أونزي برافوش الأنجولي بنتيجة 4 - صفر في الجولة الرابعة بالمجموعة الأولى لكأس الكونفدرالية الأفريقية.

«الشرق الأوسط» (قسنطينة)
شمال افريقيا الحراك الجزائري في فبراير 2019 (الشرق الأوسط)

اعتقال جزائريين في فرنسا بتهمة «التحريض على العنف»

اعتقلت الشرطة الفرنسية «مؤثرين» جزائريين لتحريضهما على قتل مواطنين لهما يقيمون بفرنسا، بحجة أنهم «يبحثون عن زرع الاضطرابات في الجزائر»

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا شل نشاط 51 إرهابياً في الجزائر خلال عام 2024

شل نشاط 51 إرهابياً في الجزائر خلال عام 2024

أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية، السبت، عبر حساباتها بالإعلام الاجتماعي، أن قوات الجيش شلت نشاط 51 إرهابياً واعتقلت 457 شخصاً بشبهة دعم المتطرفين المسلحين، في…

شمال افريقيا ممثل السياسة الخارجية في «الاتحاد الأوروبي» سابقاً جوزيب بوريل في لقاء سابق مع الرئيس تبون (الرئاسة الجزائرية)

الجزائر و«بروكسل» لبحث «أزمة اتفاق الشراكة»

يبحث وفد من الاتحاد الأوروبي مع مسؤولين جزائريين، مطلع العام الجديد، «أزمة اتفاق الشراكة»، بغرض حل «تعقيدات إدارية» تواجه صادرات دول الاتحاد إلى الجزائر.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

«الأمم المتحدة»: 3 ملايين طفل سوداني يواجهون خطر سوء تغذية حاد

TT

«الأمم المتحدة»: 3 ملايين طفل سوداني يواجهون خطر سوء تغذية حاد

صورة ملتقطة في يناير 2024، تظهر نساءً وأطفالاً في مخيم زمزم للنازحين، بالقرب من الفاشر في شمال دارفور، السودان (رويترز)
صورة ملتقطة في يناير 2024، تظهر نساءً وأطفالاً في مخيم زمزم للنازحين، بالقرب من الفاشر في شمال دارفور، السودان (رويترز)

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، اليوم (الجمعة)، إن نحو 3.2 ملايين طفل دون الخامسة يواجهون خطر الإصابة بسوء التغذية الحاد في السودان الذي يشهد حرباً عنيفة.

وأوضحت إيفا هيندز، مسؤولة المناصرة والاتصال في فرع السودان في منظمة «يونيسف» لوكالة الصحافة الفرنسية: «من هذا العدد، يتوقع أن يعاني 772 ألف طفل من سوء التغذية الحاد».

وترى «يونيسف» أن صعوبة الوصول إلى الرعاية الطبية ومياه الشرب، بالإضافة إلى انعدام النظافة الصحية، والعادات الغذائية غير المناسبة، خصوصاً للرضع والأطفال والنساء، فضلاً عن انعدام الأمن الغذائي، أسباب هيكلية رئيسية لانتشار سوء التغذية الحاد.

وانتشرت المجاعة في 5 مناطق في السودان، وفقاً لوكالات أممية استندت إلى التقرير المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الذي صدر حديثاً وتدعمه الأمم المتحدة.

وتوقع التقرير أن تعاني 5 مناطق إضافية من المجاعة في منطقة دارفور في غرب السودان بين الشهر الحالي ومايو (أيار) 2025.

إلى ذلك، تواجه 17 منطقة أخرى في غرب السودان ووسطه خطر انتشار المجاعة.

وقالت هيندز: «من دون تأمين إمكانية وصول المساعدات الإنسانية فوراً، وبلا عوائق، ما يسهل تعزيز الاستجابة في قطاعات عدة بشكل كبير، من المرجح أن يتفاقم سوء التغذية في هذه المناطق».

ومنذ أبريل (نيسان) 2023 تدور حرب في السودان بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و«قوات الدعم السريع» بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو، المعروف بـ«حميدتي». وأدى القتال إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح 12 مليون شخص وتسبب بأزمة إنسانية حادة.

ووصفت الأمم المتحدة الوضع في السودان بأنه أكبر أزمة نزوح في العالم.

ورفضت الحكومة السودانية التقارير التي تؤكد انتشار المجاعة، في حين تشكو وكالات الإغاثة من صعوبة إيصال المساعدات بسبب العنف المستمر وعقبات بيروقراطية.