لماذا يتجدد الحديث عن معبر رفح الحدودي في كل حرب بغزة؟

«منظمة الصحة العالمية» دعت لفتح «ممر إنساني» إلى القطاع

معبر رفح الحدودي (رويترز)
معبر رفح الحدودي (رويترز)
TT

لماذا يتجدد الحديث عن معبر رفح الحدودي في كل حرب بغزة؟

معبر رفح الحدودي (رويترز)
معبر رفح الحدودي (رويترز)

مع كل حرب في غزة يتجدد الحديث بشأن أهمية معبر رفح الحدودي بين مصر وفلسطين، الذي يصفه خبراء بأنه «شريان حياة لسكان القطاع». مشيرين إلى أنه «مع ارتفاع وتيرة الاشتباكات، تبرز أهمية المعبر من الناحية الإنسانية بوصفه متنفسا لدخول المساعدات اللوجيستية والصحية، التي تقرها القوانين الدولية».

وبينما استهدفت إسرائيل المعبر من الجانب الفلسطيني مرتين خلال 24 ساعة منذ اندلاع أحداث غزة (السبت) الماضي، تواصل مصر إغلاق المعبر لـ«أجل» لم تحدده السلطات المصرية، وفق إفادات رسمية في القاهرة.

وتم تشييد معبر رفح بعد إبرام اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، وكان الجانب الواقع داخل الأراضي المحتلة تحت السيطرة الإسرائيلية حتى نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2005؛ حيث تم إبرام اتفاقية المعابر بين إسرائيل وفلسطين، التي أقرت بأن «يخضع المعبر للسيطرة الفلسطينية - الإسرائيلية برعاية أوروبية تراقب حق الجانب الفلسطيني في العبور والتبادل التجاري بما لا يمس الأمن الإسرائيلي».

ونصت الاتفاقية حينها التي جاءت تحت إشراف وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، كوندوليزا رايس، على أنه «يتم تسيير آلية العمل في المعبر على نحو يسمح لمسؤولين أمنيين فلسطينيين وإسرائيليين بمراقبة المعبر بكاميرات يجري التحكم فيها عن بُعد من غرفة مراقبة يديرها الاتحاد الأوروبي».

ويُحيط بقطاع غزة 7 معابر، بينها 6 تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، ويبقى المعبر السابع هو رفح الحدودي، الذي يربط بين قطاع غزة ومصر، وينظر له بوصفه (المتنفس الوحيد للفلسطينيين).

وزير الخارجية المصري الأسبق، نبيل فهمي، يرى أن أهمية معبر رفح «تأتي من قيمته السياسية». ويشرح أن «المعبر له اعتبار سياسي لدى مصر، وطالما أكدت السلطات المصرية حرصها على أن يتم إدارته بأفضل سُبل ممكنة للتفاهم كجزء من مسؤولية مصر تجاه القضية الفلسطينية».

فهمي شدد على «الأهمية الإنسانية للمعبر»، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إنه «مع ارتفاع وتيرة الاشتباكات ووقوع غزة تحت حصار كامل، تبرز أهمية المعبر من الناحية الإنسانية، التي تقرها القوانين الدولية، فهو المتنفس لدخول المساعدات اللوجيستية والصحية، وكذلك استقبال المصابين وما إلى ذلك من دور، لا تلتزم به مصر فحسب بل العالم أجمع».

وأشار مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا في مصر، محمد الغباري، إلى أن «أهمية معبر رفع الاستراتيجية تأتي من كونه حلقة الوصل بين الجانب المصري والفلسطيني».

وقال الغباري لـ«الشرق الأوسط» إنه «دون المعبر تختنق غزة، ووجوده تحت إطار تنظيمي من قبل سلطات (مصر وفلسطين وإسرائيل) يضمن مد القطاع بجميع الاحتياجات، لا سيما وقت الأزمات والحروب».

يُشار إلى أنه في يونيو (حزيران) عام 2006 أغلق الجانب الإسرائيلي المعبر بشكل جزئي، وتحقق الإغلاق الكامل للمعبر بعد عام من هذا التاريخ (أي في 2007) لـ«دواعٍ أمنية»، بحسب إفادات من السلطات الإسرائيلية حينها، ثم تم فتح المعبر بعد «ثورة 25 يناير (كانون الثاني)» في مصر عام 2011. ومنذ ذلك الحين «ظل المعبر بين الفتح والإغلاق وفقاً لقرارات مصرية تتعلق بالوضع الأمني»، بحسب المراقبين.

في السياق، أشار وزير الخارجية المصري الأسبق إلى أن «السيطرة على المعبر مشتركة»، موضحاً أن «هناك شقين للمعبر، أحدهما من الداخل الفلسطيني يتم تنظيمه وفقاً لاتفاقات دولية تحت سيطرة مشتركة بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي، أما الشق المصري فيخضع بشكل كامل للسيادة المصرية، ويتم التوافق بين الأطراف الثلاثة لـ(ضبط آلية) العمل وفقاً للاعتبارات الأمنية».

وبشأن القواعد التي تنظم العمل في المعبر. قال الغباري: «يتم التنسيق بين مصر وفلسطين وإسرائيل من خلال مركز للمعلومات في منطقة معبر (كرم أبو سالم) وتشمل هذه الآلية الأفراد والبضائع وكذلك المساعدات».

ويرفض الغباري ما أثير بشأن قدرة إسرائيل على استمرار منع مرور المساعدات إلى داخل قطاع غزة. موضحاً: «صحيح أن إسرائيل تملك جانبا من السيطرة على المعبر، غير أنها لا يحق لها الإغلاق الكامل، أو منع دخول المساعدات الإنسانية، وإلا تعرضت لمساءلة بموجب القانون الدولي».

ودعت منظمة الصحة العالمية أخيراً إلى فتح «ممر إنساني» إلى قطاع غزة. وأشارت المنظمة إلى «نفاد الإمدادات الطبية التي كانت مخزنة في غزة».



«النواب» الليبي يكرّس خلافاته مع «الرئاسي» و«الوحدة»

اجتماع صالح مع نورلاند وبرنت في بنغازي (السفارة الأميركية)
اجتماع صالح مع نورلاند وبرنت في بنغازي (السفارة الأميركية)
TT

«النواب» الليبي يكرّس خلافاته مع «الرئاسي» و«الوحدة»

اجتماع صالح مع نورلاند وبرنت في بنغازي (السفارة الأميركية)
اجتماع صالح مع نورلاند وبرنت في بنغازي (السفارة الأميركية)

كرّس مجلس النواب الليبي، مجدداً، الخلافات مع المجلس الرئاسي وحكومة «الوحدة» المؤقتة، بإعادة نشر قراره بِعَدِّ رئيسه عقيلة صالح، «القائد الأعلى للجيش الليبي»، وحكومة أسامة حماد، السُّلطة الوحيدة للبلاد، حتى انتخاب «حكومة موحدة».

وبالتزامن مع بدء مجلس النواب جلسته بمقره في بنغازي بشرق البلاد، الاثنين، لبحث تعديل مجموعة من القوانين، نشرت الجريدة الرسمية للمجلس، قراره القاضي بنزع صلاحيات المجلس الرئاسي برئاسة محمد المنفي قائداً أعلى للجيش، وعدّ حكومة «الوحدة» برئاسة عبد الحميد الدبيبة، منتهية الولاية، وهو القرار الذي سبق أن اتخذه من قبل.

بدوره، قال السفير والمبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، إنه ناقش، الاثنين، مع صالح في بنغازي، برفقة القائم بأعمال السفارة الأميركية جريمى برنت، «أهمية تعزيز استقلالية ونزاهة مصرف ليبيا المركزي والمؤسسات الاقتصادية الرئيسية الأخرى، وأهمية تبني سياسات مالية وميزانية قائمة على التوافق لتحقيق استقرار الاقتصاد الليبي».

كما أكد «الدعم الأميركي الكامل لما وصفه بالدور الحيوي الذي تقوم به بعثة الأمم المتحدة في تسهيل العملية السياسية المؤدية إلى تحقيق الحكم الموحد، ووضع خريطة طريق موثوق بها للانتخابات الوطنية الناجحة».

وكان نورلاند، قد ناقش في سبها، مساء الأحد، مع رئيس أركان القوات البرية بـ«الجيش الوطني»، الفريق صدام حفتر، وعدد من كبار المسؤولين الأمنيين، «الدور الحاسم» الذي تلعبه منطقة جنوب ليبيا في تحقيق الاستقرار الإقليمي، بالإضافة إلى أهمية حماية سيادة ليبيا، والتغلب على انقساماتها.

وتعهد بمواصلة الولايات المتحدة، «الانخراط مع القادة العسكريين الليبيين من جميع أنحاء البلاد، لدعم الجهود الليبية لتوحيد المؤسسات الأمنية».

من جهتها، أدرجت شعبة الإعلام بـ«الجيش الوطني»، الاجتماع في إطار التنسيق والتعاون في مجالات عدة، بما يخدم المصالح المشتركة.

صورة وزعها نجل حفتر للقائه مع الوفد الأميركي

كما أكد نورلاند مجدداً خلال اجتماعه، مع المسؤولين والشركاء الليبيين، «الالتزام المشترك بدعم الجهود المبذولة في جميع أنحاء البلاد لتحقيق الاستقرار والازدهار على المدى الطويل»، مشيراً إلى أنه ناقش مع عميد بلدية سبها بالحاج علي، مساهمة الولايات المتحدة في الجهود المبذولة لتحسين حياة المواطنين في جنوب ليبيا، وأعلن سعي بلاده من خلال «الوكالة الأميركية للتنمية» مجدداً للتعاون مع مجلس سبها البلدي، لتحسين تقديم الخدمات، وتوفير المعدات التقنية الحيوية التي ستعزز عمله المهم.

في غضون ذلك، رحبت سفارات دول فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة، بنتائج الانتخابات البلدية في ليبيا، مطالبة باستغلال ما وصفته بـ«الخطوة المهمة» لتطوير خريطة طريق لإجراء انتخابات وطنية في البلاد.

ورحبت سفارات الدول الخمس، في بيان مشترك، بإعلان المفوضية الوطنية عن نتائج الانتخابات البلدية في 58 بلدية في مختلف ليبيا.

وحددت المفوضية العليا للانتخابات، يومي الاثنين والثلاثاء، موعداً للطعن في النتائج الأولية لانتخابات المرحلة الأولى من المجالس البلدية، أمام المحاكم الجزئية، وفقاً للائحة التنفيذية للانتخابات.

وكانت بعثة الأمم المتحدة قد رحبت بإعلان المفوضية للنتائج الأولية للبلديات الـ58، والتي أظهرت مشاركة كبيرة تجاوزت 77 في المائة من الناخبين، وهنأت في بيان لها، مساء الأحد، الشعب الليبي وجميع الجهات المعنية، على مشاركتهم ومساهمتهم الإيجابية في عملية انتخابية سلمية وشفافة.

إضافة إلى ذلك، نقل الدبيبة، عن المبعوث الخاص للحكومة الألمانية كرستيان بوك، الذي التقاه، مساء الأحد، بالعاصمة طرابلس، تهنئته بنجاح المرحلة الأولى من الانتخابات، مشيداً بتأمين الحكومة لها بالشكل المطلوب، وتحقيق الشفافية والنزاهة.

وأكد الدبيبة أهمية الدور الألماني في دعم استقرار ليبيا، مشدداً على حرص حكومته على تعزيز العلاقات الثنائية.

وأوضح أنهما بحثا مستجدات العملية السياسية، وسبل تعزيز التعاون الثنائي، كما ناقشا الوضع الاقتصادي، والتعاون في ملف الهجرة غير الشرعية، واستئناف حركة الطيران بما يعزز العلاقات الاقتصادية والتواصل المباشر.

لقاء المنفي مع أعضاء لجنة المصالحة الوطنية (المجلس الرئاسي الليبي)

كما بحث المنفي مع المبعوث الألماني أهمية التوافق لإجراء الانتخابات وفق أسس يتفق عليها الجميع وضرورة الوصول بالبلاد إلى مرحلة الاستقرار التام والبناء.

ونقل عن بوك، اهتمام بلاده بضرورة إحلال السلام والاستقرار في ليبيا وتحقيق مخرجات مسارات برلين، ودعم كل الجهود المحلية والإقليمية والدولية في الوصول لدولة مستقرة، عبر انتخابات نزيهة وشفافة، يشارك فيها الجميع دون إقصاء.

ورأى المنفي، عقب لقائه مع سفير فرنسا مصطفى مهراج، أن الشعب الليبي قادر على المشاركة والمساهمة وتقرير المصير في الوصول لدولة مستقرة، عبر الاستطلاعات والاستفتاءات والانتخابات العامة.

كما بحث المنفي مع أعضاء باللجنة التحضرية لمؤتمر «المصالحة الوطنية»، نتائج اجتماعات الأعضاء المعلقين لمشاركتهم، تمهيداً لاستئناف أعمالها.

فى شان آخر، نفت بلدية الكفرة، ما تردد عن وفاة أسرة كانت تائهة في الصحراء نتيجة قصف جوي، وقالت في بيان، إن السيارة التي كانت تقلها انقلبت واشتعلت النيران بها، وهو ما أكده جهاز الإسعاف والطوارئ في الكفرة الذي أعلن وفاة العائلة المفقودة في الصحراء بعد 5 أيام من البحث.