قالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجييفا، الأحد، بمراكش، إن المغرب يعد «نقطة مضيئة» و«مثالاً ممتازاً» يقتدى به بالنسبة لباقي بلدان القارة، خاصة في مجال التعليم والبنى التحتية.
وفي حديثها خلال لقاء مع الصحافة، عشية الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي التي انطلقت أشغالها (الاثنين)، استعرضت جورجييفا «الوصفة» التي يتم اعتمادها، في كل مكان، لتحقيق الازدهار، مشيرة على الخصوص، إلى الدور المهم الذي يضطلع به التعليم والبنى التحتية «الجيدة»، بما في ذلك في المجال الرقمي، إلى جانب سمو القانون.
وقالت جورجييفا إن «المغرب يجسد هذه المقومات الثلاثة للتنمية»، معربة عن أملها في أن «تحذو بلدان أخرى حذو المملكة في سعيها لتحقيق الازدهار».
من جانب آخر، أعربت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي عن إعجابها «بروح الصمود والتضامن التي أبداها الشعب المغربي، بكافة فئاته، عقب الزلزال الذي ضرب بعض مناطق المملكة»، مرحبة بالشراكة الوثيقة التي تربط صندوق النقد الدولي بالمغرب.
ورداً على سؤال حول تنظيم المغرب وإسبانيا والبرتغال لكأس العالم لكرة القدم 2030، أبرزت جورجييفا أن المملكة «استحقت» هذا التنظيم، مذكرة بالأداء «الباهر» الذي قدمه كل من «أسود الأطلس» خلال مونديال قطر 2023 ومنتخب السيدات خلال النسخة الأخيرة من كأس العالم التي احتضنتها نيوزيلندا وأستراليا بشكل مشترك. وأضافت أن منافسات كأس العالم 2030 تعد «احتفاء بالقارات الثلاث».
من جهته، قال رئيس مركز التفكير الأميركي للسياسات العالمية (غلوبال بوليسي)، باولو فون شيراش، إن الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي بمراكش، تشكل فرصة لتسليط الضوء على الدور «الرائد» الذي يضطلع به المغرب في تحقيق التنمية في أفريقيا.
وصرح رئيس مركز التفكير الأميركي، ومقره واشنطن، لوكالة الأنباء المغربية، بأن المغرب ينخرط، «بفضل سياساته المبتكرة، في دينامية استثمارية في القارة، خاصة من خلال وساطة مؤسساته المالية»، مبرزاً أن المملكة «تضع خبراتها متعددة القطاعات، في خدمة العديد من البلدان الأفريقية». وأشار إلى أن المغرب «يعد من أكبر منتجي ومصدري الأسمدة في العالم، ويقدم كذلك المشورة لبلدان القارة الراغبة في تطوير إنتاجيتها الفلاحية».
وأبرز المحلل الأميركي الدور الذي يضطلع به المغرب «في تعزيز الكفاءات، وتنمية قدرات الطلاب المتحدرين من أفريقيا جنوب الصحراء»، مسجلاً أن العديد من شباب القارة يلتحقون بالجامعات المغربية للحصول على تكوين متطور. وعدّ أن «المغرب مؤهل لقيادة القارة الأفريقية، بشكل بنّاء، نحو المستقبل»، مشيراً إلى أن قرار المؤسستين الدوليتين عقد اجتماعاتهما السنوية بمراكش، «للمرة الأولى بأفريقيا منذ خمسين عاماً، يعكس بجلاء هذا الدور الذي تضطلع به المملكة لفائدة عمقها الاستراتيجي وامتدادها الطبيعي».
وأكد رئيس مركز السياسات العالمية، أن المغرب «يمثل نموذجاً للاقتصاد الناشئ الذي يستشرف المستقبل، وذلك بفضل سياسات رائدة». وذكّر بالاتفاقيات متعددة الصيغ التي تربط المملكة بالعديد من المجموعات والبلدان، من قبيل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لافتاً إلى أن المغرب يتوفر على اقتصاد «يتأقلم ويستفيد من الفرص التي يتيحها الاقتصاد العالمي».
وتشهد الاجتماعات السنوية بمراكش، التي تنعقد ما بين 9 و15 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، حضور نحو 12 ألفاً و200 مشارك وأزيد من 180 دولة عضواً في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، من بينهم مسؤولون في القطاع العام (البنوك المركزية، ووزارات المالية والتنمية، وبرلمانيون) والقطاع الخاص، ومنظمات من المجتمع المدني، والشباب، ووسائل الإعلام، وباحثون جامعيون، من أجل التداول بشأن قضايا ذات طابع دولي.
وينعقد هذا الملتقى الدولي المهم لسنتين متتاليتين بمقري المؤسستين الماليتين في واشنطن، وكل ثلاث سنوات في بلد عضو آخر.
وعشية انعقاد اجتماعات مراكش، أقيمت، مساء الأحد بالملعب الكبير بمراكش، تظاهرة كروية ودية نظمتها «الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم»، وتخللها إقامة مباراتين وديتين، مدة كل منهما 30 دقيقة في نصف الملعب، جمعتا بين ثلة من اللاعبين المغاربة السابقين من كلا الجنسين، وفريقين مختلطين مكونين من العاملين بالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
وتميزت هذه التظاهرة بمشاركة وحضور مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا، ورئيس مجموعة البنك الدولي أجاي بانغا، ووالي بنك المغرب عبد اللطيف الجواهري، ووزيرة الاقتصاد والمالية نادية فتاح، فضلاً عن الوزير المنتدب المكلف بالموازنة فوزي لقجع (رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم - رئيس لجنة كأس العالم 2030)، ووزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد، ومدرب المنتخب الوطني وليد الركراكي.
وجرت هذه التظاهرة الكروية في أجواء مفعمة بالحيوية والمتعة؛ إذ توشح جل الحضور بقمصان المنتخب الوطني المغربي، وتحت تشجيعات وهتافات أكثر من ألفي تلميذة وتلميذ من منطقة الحوز، الذين تم تحويلهم من المناطق المتضررة للإيواء ومتابعة الدراسة بعدد من المؤسسات التعليمية بالمدينة الحمراء.