«الاستقرار» الليبية تعفي متضرري الإعصار من رسوم الخدمات الحكومية

ارتفاع إجمالي ضحايا كارثة «دانيال» إلى 4201 قتيل

رئيس حكومة «الاستقرار» أسامة حماد يتفقد مقرات الإغاثة في درنة (حكومة الاستقرار)
رئيس حكومة «الاستقرار» أسامة حماد يتفقد مقرات الإغاثة في درنة (حكومة الاستقرار)
TT

«الاستقرار» الليبية تعفي متضرري الإعصار من رسوم الخدمات الحكومية

رئيس حكومة «الاستقرار» أسامة حماد يتفقد مقرات الإغاثة في درنة (حكومة الاستقرار)
رئيس حكومة «الاستقرار» أسامة حماد يتفقد مقرات الإغاثة في درنة (حكومة الاستقرار)

أعلن عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الليبية «المؤقتة»، مساء الأربعاء، تلقيه دعوة رسمية من جورجيا ميلوني، رئيسة الحكومة الإيطالية، لحضور مؤتمر أفريقيا-إيطاليا، المزمع عقده في العاصمة الإيطالية روما، خلال الشهر المقبل.

في غضون ذلك، تفقد أسامة حماد، رئيس حكومة الاستقرار «الموازية»، رفقة غرفة درنة العسكرية والأمنية، مقرّات لجان الإغاثة والهلال الأحمر والوحدات العسكرية، المُكلفة بتوزيع السلع وتقديم المساعدات للمواطنين بمدينة درنة، بهدف الاطلاع على آلية توزيع السلع على مُستحقيها. كما أصدرت حكومة حماد، اليوم (الخميس)، قراراً بإعفاء المواطنين المقيمين في مدينة درنة والمدن والمناطق المتضرّرة من دفع بعض الرسوم المفروضة للدولة لمدّة عام.

ويشمل الإعفاء الرسوم المتعلقة باستخراج وتجديد كتيّبات العائلة والبطاقات الشخصية، وجوازات السفر ورخص القيادة، بالإضافة إلى رسوم استخراج وتجديد وتسجيل المركبات الآلية، واِستخراج وتجديد الرُخص التجارية والصناعية والحرفية والمهنية.

في سياق ذلك، بدأ وفد وزاري من حكومة حماد، اليوم (الخميس)، زيارة إلى مدينة غات (جنوب)؛ لبحث استعدادات المنطقة لمواجهة السيول والفيضانات، وللوقوف على احتياجات بلديات الجنوب الغربي؛ بغية توفيرها بشكل عاجل.

من جهته، أوضح الدبيبة أنه بحث هاتفياً، مساء الأربعاء، مع ميلوني تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتنسيق الجهود الإيطالية في دعم المناطق المنكوبة شرق البلاد.

ونقل الدبيبة عن ميلوني إعرابها عن سعادتها باستئناف الرحلات المباشرة بين طرابلس وروما، وتأكيدها رغبة بلادها في فتح وجهات جديدة مع ليبيا، وأشار في هذا السياق إلى اتفاق الطرفين على عقد اجتماع على مستوى وزيري داخلية البلدين، يخصص لبحث نتائج الاجتماعات الأخيرة في روما بشأن ملف الهجرة وآليات تنظيمه.

وكانت الشركة القابضة للاتصالات، التابعة لحكومة الدبيبة، قد أعلنت، مساء الأربعاء، تمكن فرق الصيانة، التابعة لشركة الاتصالات الدولية الليبية، من إصلاح القطع بالكابل البحري الرابط بين ليبيا وإيطاليا (كابل طرابلس - مازارا).

ارتفاع إجمالي ضحايا كارثة «دانيال» إلى 4201 حالة وفاة (أ.ف.ب)

إلى ذلك، أعلنت حكومة «الوحدة» أن لجنة الطوارئ والاستجابة السريعة، التابعة لجهاز دعم وتطوير الخدمات العلاجية، تابعت حالة 134 من المصابين جراء الفيضانات والسيول، لافتة إلى إشراف الجهاز بشكل مباشر على توفير الخدمات العلاجية لهم.

ووفقاً لإحصائية جديدة أعلنها، مساء الأربعاء، اللواء أحمد المسماري، الناطق باسم الجيش الوطني المتمركز في شرق البلاد، فقد تم «انتشال 26 جثماناً في مدينة درنة خلال اليومين الماضيين، ليرتفع بذلك إجمالي عدد ضحايا العاصفة (دانيال) إلى 4201 حالة وفاة.


مقالات ذات صلة

اليابان: 6 قتلى مع استمرار زحف الإعصار شانشان شرقاً

آسيا سيارة مغمورة بالمياه بسبب الأمطار الغزيرة الناجمة عن إعصار شانشان في يوفو بمحافظة أويتا في جنوب غربي اليابان في 29 أغسطس 2024 (رويترز)

اليابان: 6 قتلى مع استمرار زحف الإعصار شانشان شرقاً

لقي ما لا يقل عن ستة أشخاص حتفهم في اليابان جراء الإعصار شانشان الذي زحف، اليوم (السبت)، شرقاً محمّلاً بأمطار غزيرة على أنحاء شاسعة من البلاد.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
آسيا غمرت مياه الأمطار الشوارع في يوفو جنوب غربي اليابان بفعل تقدم الإعصار «شانشان» (رويترز)

«شانشان» يجتاح اليابان... ويخلف خسائر بشرية ومادية (صور)

تحذيرات من حدوث سيول وانهيارات أرضية على مسافة مئات الأميال من مركز العاصفة «شانشان».

«الشرق الأوسط» (فوكوكا)
آسيا الإعصار تسبب في تعطيل حركة الطيران وانقطاع الكهرباء عن أكثر من ربع مليون منزل (أ.ب)

مقتل 3 وإصابة 40 جراء إعصار «شانشان» في اليابان

لقي 3 أشخاص على الأقل حتفهم، وأُصيب ما لا يقل عن 40 في جنوب غربي اليابان، اليوم (الخميس)، عندما ضرب الإعصار «شانشان» إقليم كاجوشيما.

«الشرق الأوسط» (طوكيو )
آسيا أمواج عالية على طول الشاطئ مع اقتراب إعصار «شانشان» من جنوب غربي اليابان في إيبوسوكي بمحافظة كاغوشيما (رويترز)

اليابان تتأهب لأقوى إعصار هذا العام... وتطلب من عشرات الآلاف إخلاء مناطقهم

تستعد اليابان الأربعاء لمواجهة أقوى إعصار يضرب هذا العام؛ إذ طلبت السلطات من عشرات آلاف السكان إخلاء مناطقهم.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
العالم أمواج سبّبها اقتراب الإعصار «إرنستو» من الساحل الجنوبي لبرمودا (رويترز)

الإعصار «إرنستو» يجتاح جزر برمودا ويحرم معظم سكانها من الكهرباء

اجتاح الإعصار «إرنستو» برمودا في ساعة مبكرة اليوم مصحوبا بأمطار غزيرة ورياح قوية، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن معظم أنحاء الأرخبيل الواقع في المحيط الأطلسي.

«الشرق الأوسط» (ميامي)

خلاف الجزائر وفرنسا الجديد حول الصحراء يعقّد أكثر حلّ قضايا الذاكرة

الخلاف الجديد بين الجزائر وفرنسا حول الصحراء المغربية يعقّد مرة أخرى حلّ قضايا الذاكرة (أ.ف.ب)
الخلاف الجديد بين الجزائر وفرنسا حول الصحراء المغربية يعقّد مرة أخرى حلّ قضايا الذاكرة (أ.ف.ب)
TT

خلاف الجزائر وفرنسا الجديد حول الصحراء يعقّد أكثر حلّ قضايا الذاكرة

الخلاف الجديد بين الجزائر وفرنسا حول الصحراء المغربية يعقّد مرة أخرى حلّ قضايا الذاكرة (أ.ف.ب)
الخلاف الجديد بين الجزائر وفرنسا حول الصحراء المغربية يعقّد مرة أخرى حلّ قضايا الذاكرة (أ.ف.ب)

يرى خبراء أن الخلاف الجديد بين الجزائر وفرنسا حول الصحراء المغربية، الذي يأتي مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الجزائرية، المقررة في السابع من سبتمبر (أيلول) المقبل، يعقّد مرة أخرى حلّ قضايا الذاكرة، التي تتحدّث عنها الدولتان بانتظام.

يقول الباحث حسني عبيدي من مركز الدراسات حول العالم العربي والمتوسط في جنيف لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «الرواية الوطنية حول حرب الجزائر ما زالت مهيمنة (في البلاد)، وخلال حملة الانتخابات الرئاسية، الجزائريون حساسون تجاه هذه القضايا في خياراتهم السياسية الداخلية».

الرئيس الجزائري مع الوزيرة الأولى الفرنسية بالجزائر في 10 أكتوبر 2022 (الرئاسة الجزائرية)

وأشار الرئيس المنتهية ولايته، عبد المجيد تبون، المرشح لولاية ثانية، إلى ذلك في ذكرى يوم المجاهد (قدماء المحاربين) في 20 من أغسطس (آب) الحالي، مذكّراً بالماضي الاستعماري لفرنسا التي «راهنت على إخماد ثورة الشعب بقوة الحديد والنار». وحسب عبيدي، سيتعيّن على تبون «تعديل خطابه الانتخابي إلى حدّ ما لحماية نفسه من الانتقادات المحتملة في السياسة الخارجية»، بعد «الفشل الذريع» لاستراتيجيته في التقارب مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول قضايا الذاكرة بين البلدين، علماً بأن الرئيسين سبق أن قرّرا في صيف عام 2022 تشكيل لجنة مشتركة من المؤرخين لوضع حد لأزمة دبلوماسية كانت بدأت قبل عام تقريباً، بسبب تصريحات أدلى بها ماكرون، انتقد فيها «نظاماً سياسياً عسكرياً» في الجزائر «مبنياً على ريع الذاكرة».

الرئيسان الجزائري والفرنسي بمتحف الجيش بالعاصمة الجزائرية عام 2022 (الرئاسة الجزائرية)

وتكمن المشكلة، وفقاً عبيدي، في أن ملف الذاكرة «لم يصل أبداً إلى السرعة القصوى، ولم يتمكّن من التحرّر من السلطة السياسية».

تفاقم الخلافات

في نهاية شهر يوليو (تموز) الماضي، أعلنت باريس دعمها لخطة الحكم الذاتي المغربية لإقليم الصحراء المتنازع عليه، ما سيوجّه، في رأي عبيدي، «ضربة جديدة لقضية الذاكرة»، ويهدّد بـ«إعادة إيقاظ جراح الماضي الاستعماري»، في ظلّ دعم الجزائر لجبهة البوليساريو الانفصالية. ومن هذه الجراح الاستعمار الفرنسي الطويل للجزائر منذ عام 1830، وتدمير بناها الاجتماعية والاقتصادية من خلال عمليات ترحيل جماعي، وقمع شرس لثورات عدّة قبل حرب الاستقلال الدامية، حيث يؤكد مؤرخون جزائريون أن الحرب بين 1945 و1962 أوقعت مليوناً ونصف مليون قتيل، بينما يتحدّث مؤرخون فرنسيون عن 500 ألف قتيل، بينهم 400 ألف جزائري.

صورة لأحد التفجيرات النووية في الجزائر (مؤسسة الأرشيف الجزائري)

وقال المؤرخ حسني قيطوني لوكالة الصحافة الفرنسية إن هذه القضية «أصبحت محور خطاب يعود بانتظام، وتستغله السُلطتان بحسب متطلبات المرحلة ومصالح كل منهما». غير أن النزاع حول الذاكرة، حسب قيطوني، هو قبل كل شيء «قضية فرنسية فرنسية بحتة»، منذ أن تمّ نقل مختلف مكونات المستعمرة السابقة إلى التراب الفرنسي بعد الاستقلال سنة 1962. ويتعلق الأمر، حسب قيطوني، بـ«الأقدام السود (فرنسيو الجزائر الذين عادوا إلى فرنسا)، والحركي (قوات شبه عسكرية ساندت القوات الاستعمارية) وأحفاد المستعمرين (هاجروا إلى فرنسا من أجل العمل)، ولكل منهم علاقة مختلفة مع الماضي، وكل منهم يطالب بالاعتراف بمعاناته وتعويضات من الدولة» الفرنسية، ما يفتح الباب لنقاشات سياسية كبيرة، كما حدث عندما ندّد نواب الجمعية الوطنية رسمياً بقتل المتظاهرين الجزائريين في باريس في أكتوبر (تشرين الأول) 1962.

أعضاء لجنة الذاكرة خلال اجتماع لهم بالرئيس تبون نهاية 2022 (الرئاسة الجزائرية)

وخلال عمل اللجنة المشتركة للمؤرخين، طلبت الجزائر من باريس إعادة جماجم قادة المقاومة في بداية الاستعمار، بالإضافة إلى قطع تاريخية ورمزية من القرن التاسع عشر، بما في ذلك قطع تعود للأمير عبد القادر المناهض للاستعمار (1808 - 1883). وأشارت أميرة زاتير، المستشارة في «مؤسسة الأمير عبد القادر»، إلى أن العديد من هذه القطع سُرقت عندما سقطت الزمالة (عاصمة الأمير المتنقلة مع قواته وحاشيته) في 16 من مايو (أيار) 1843، وعندما نُهبت مكتبته. وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية إن هذه القطع «موجودة في متاحف في فرنسا، ووجودها هناك غير قانوني».

صورة أرشيفية لمظاهرات 08 مايو 1945 بشرق الجزائر (مؤسسة الأرشيف الجزائري)

وتطالب الجزائر أيضاً بإعادة وثائق الأرشيف الأصلي للفترة الاستعمارية (1830 - 1962)، التي تم نقلها إلى فرنسا بعد خروج القوات الفرنسية عام 1962، وكذلك تلك المتبقية من الفترة العثمانية، والتعويض عن الأعمال التي ارتكبتها الدولة المستعمرة السابقة، مثل التجارب النووية الـ17 التي أجريت بين عامي 1960 و1966 في الصحراء الجزائرية. وطالب مصطفى بودينة، رئيس الجمعية الوطنية للمحكوم عليهم بالإعدام في زمن الحكم الاستعماري، بأكثر من ذلك، قائلاً: «يجب الضغط على أعدائنا (فرنسا) للاعتذار وطلب الصفح عن جرائمهم الكثيرة». ويرى العديد من المؤرخين أن الاعتراف بالاستعمار، باعتباره «جريمة ضد الإنسانية»، سيكون أكثر ملاءمة أكثر، وهو المصطلح الذي استخدمه ماكرون خلال حملته للانتخابات الرئاسية في ولايته الأولى في 2017، ما أثار حملة انتقادات بين اليمين الفرنسي.