دول غربية تتحرك لتقصي انتهاكات الحرب في السودان

عودة جزئية للنازحين إلى أحياء جنوب العاصمة

أثار الحرب المدمرة في الفاشر حاضرة شمال دارفور (أ.ف.ب)
أثار الحرب المدمرة في الفاشر حاضرة شمال دارفور (أ.ف.ب)
TT

دول غربية تتحرك لتقصي انتهاكات الحرب في السودان

أثار الحرب المدمرة في الفاشر حاضرة شمال دارفور (أ.ف.ب)
أثار الحرب المدمرة في الفاشر حاضرة شمال دارفور (أ.ف.ب)

تقدمت 4 دول غربية باقتراح أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، لإرسال بعثة خبراء تابعة للأمم المتحدة إلى السودان لمراقبة خروقات حقوق الإنسان وإبلاغ المجلس عنها.

وتقدمت كل من الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا والنرويج بالطلب، ودعت المجلس لتعيين بعثة لتقصي الحقائق مؤلفة من 3 أشخاص للبحث في جرائم محتملة ارتُكبت ضد اللاجئين والنساء والأطفال وغيرهم في السودان منذ أن بدأت الاقتتال في أبريل (نيسان) الماضي.

ومن المفترض أن يناقش أعضاء مجلس حقوق الإنسان المؤلف من 47 عضواً والمنعقد في جنيف، مشروع القرار الغربي واتخاذ قرار فيه قبل نهاية الأسبوع المقبل عندما تنتهي جلساته لهذا الفصل. وتأمل الدول الغربية بأن تتمكن بعثة تقصي الحقائق من جمع أدلة على الجرائم والانتهاكات التي تُرتكب في السودان، على أمل أن تتم محاسبة المتورطين في هذه الجرائم، يوماً ما.

مواطن يتفقد الدمار الذي أصاب منزله في الخرطوم جراء الحرب (أ.ف.ب)

ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن السفير البريطاني في جنيف جيمس مانلي قوله إن هناك «تقارير تشير إلى انتهاكات وتجاوزات هي الأكثر فظاعة ترتكبها كل الأطراف في هذا الصراع غير الضروري على الإطلاق». وأضاف أنه «من المهم أن تقوم هيئة مستقلة تابعة للأمم المتحدة بالكشف عن الحقائق حتى يمكن محاسبة المسؤولين عنها وحتى تتوقف الأعمال الشنيعة».

وتقدّر الأمم المتحدة عدد الذين قُتلوا بالصراع في السودان منذ بدايته بخمسة آلاف شخص إضافة إلى 12 ألف مصاب. كما تقدر منظمات الأمم المتحدة تشريد أكثر من 5 ملايين سوداني بسبب الصراع، من بينهم مليون هجروا إلى الدول المجاورة. وتقدر الأمم المتحدة كذلك أن نصف سكان السودان، أي ما يقارب 25 مليون شخص، بحاجة إلى مساعدات إنسانية.

الخرطوم ترفض

من جانبها، رفضت وزارة الخارجية السودانية، الأربعاء، القرار الذي وصفته بـ«المتطرف» في التحامل على القوات المسلحة السودانية. وقالت الخارجية، في بيان، إن هذه التحركات تأتي في ظل استمرار قوات «الدعم السريع المتمردة» في ارتكاب فظائع ضد المدنيين؛ مِن تطهير عرقي ومجازر جماعية في دارفور، وجرائم القتل والاغتصاب والتعذيب والتشريد لآلاف المدنيين. وأوضحت الخارجية السودانية أن بعض الدوائر الغربية شرعت، منذ أغسطس (آب) الماضي، في حملة سياسية وإعلامية منظَّمة سخّرت لها العديد من المنظمات غير الحكومية، للضغط باتجاه إصدار قرار بشأن الأزمة الراهنة في السودان، ووصفته بأنه يفتقد الموضوعية والإنصاف، لأنه يساوي بين القوات المسلحة وقوات «الدعم السريع المتمردة».

وقال بيان الخارجية إن مشروع القرار يُقدَّم بينما تضطلع القوات المسلحة السودانية بمسؤولياتها الدستورية والقانونية والأخلاقية في الدفاع عن البلاد، ضد ما يشبه الغزو الأجنبي. وأضاف البيان أنه رغم الرفض الجماعي من كل المجموعات الجغرافية والسياسية التي ينتمي إليها السودان (المجموعة العربية، منظمة التعاون الإسلامي والمجموعة الأفريقية) مضت بريطانيا في طرح مشروع القرار على مجلس حقوق الإنسان.

غارات جوية دمرت منازل ومباني في وسط الخرطوم (من مقطع فيديو)

وأعلنت الخارجية السودانية في البيان رفضها القاطع لمشروع القرار، لكونه يجانب الصواب في توصيفه لما يجري في السودان، وتطرفه في التحامل على القوات المسلحة السودانية، دون أن يراعي الأولويات الحقيقية للسودان في هذه المرحلة؛ بإنهاء التمرد. وقالت إن النقاش يدور حول القرار في الوقت الذي يواجه فيه السودان حرباً تستهدف وحدته واستقلاله وأمنه واستقراره، بوصفه دولة عضواً في الأمم المتحدة، تشنها «ميليشيا» قوات «الدعم السريع»، التي تضم أعداداً مقدَّرة من «المرتزقة»، من بعض دول المنطقة، وتدعمها دوائر خارجية.

عودة عكسية للنازحين

وأفادت مصادر محلية بعودة للنازحين إلى ضواحي العاصمة السودانية الخرطوم، رغم استمرار القتال بلا هوادة بين الجيش وقوات «الدعم السريع»، لكنهم يصطدمون بعدم توفر الخدمات الضرورية من العلاج والكهرباء والمياه، والنقص الحاد في الغذاء.

ووفقاً لأحدث إحصائية للأمم المتحدة، نزح نحو 6 ملايين منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل الماضي، 5 منهم داخل البلاد، ومليون شخص عبروا الحدود إلى دول الجوار.

سودانيون ينتظرون الطعام في مأوى لنازحين فارين من الحرب، في وادي حلفا شمال السودان (أ.ف.ب)

وقال مقيمون إن هناك تزايداً في عودة العائلات إلى عدد من أحياء جنوب الخرطوم، رغم القصف المدفعي المتبادل بين طرفي القتال، الذي تسبب في مقتل وجرح المئات في الأشهر الماضية.

وأشارت المصادر المحلية إلى أن المناطق التي عاد إليها النازحون تفتقر إلى المتاجر والأسواق التي أغلقت أبوابها قسراً بسبب الاشتباكات، ما يدفعهم لمواجهة ظروف معيشية صعبة في توفير الأكل ومياه الشرب. وقالت المصادر ذاتها إن الأوضاع صعبة، وستواجه العوائل العائدة الظروف الأمنية ذاتها التي أجبرتها على الفرار عند اندلاع القتال قبل أكثر من 5 أشهر.

تواصل المعارك في الخرطوم

وفي موازاة ذلك، أفاد شهود عيان بأن انفجارات قوية هزَّت محيط القيادة العامة للجيش السوداني، جراء هجوم جديد شنَّته قوات «الدعم السريع» التي تواصل لأكثر من 3 أسابيع على التوالي استهداف المقر بهدف السيطرة عليه.

وبدوره، أطلق الجيش قذائف مدفعية من قاعدة «وادي سيدنا» العسكرية شمال أمدرمان، استهدفت مواقع لـ«الدعم السريع» في عدة مناطق بالمدينة. وقال سكان إن الجيش قصف بالمدفعية الثقيلة مواقع تابعة لـ«الدعم السريع» في الأحياء المتاخمة لمقر قيادة سلاح المدرعات، في منطقة الشجرة جنوب الخرطوم.

وأفادت أنباء بتجدد المعارك الضارية بين الجيش وقوات «الدعم السريع» في مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور.

ووفق ما يُتداول، شنَّت «الدعم السريع» هجمات من عدة محاور على المدينة.


مقالات ذات صلة

6 قتلى في قصف لـ«الدعم السريع» على مخيم للنازحين في شمال دارفور

شمال افريقيا تصاعد الدخان فوق المباني بعد قصف جوي، خلال اشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في الخرطوم 1 مايو 2023 (رويترز)

6 قتلى في قصف لـ«الدعم السريع» على مخيم للنازحين في شمال دارفور

قُتل 6 أشخاص على الأقل في قصف نفذته «قوات الدعم السريع» طال مخيماً للنازحين في شمال دارفور بغرب السودان، وفق ما أفاد ناشطون الاثنين.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا وزير الدفاع السوداني ياسين إبراهيم ياسين خلال المؤتمر الصحافي في بورتسودان الاثنين (أ.ف.ب)

«تقدم كبير» للجيش السوداني في وسط البلاد

أعلن وزير الدفاع السوداني ياسين إبراهيم ياسين، سيطرة الجيش على بلدة أم القرى شرق ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة بعد انسحاب «قوات الدعم السريع» منها.

وجدان طلحة (بورتسودان)
المشرق العربي دورية لـ«الدعم السريع» في إحدى مناطق القتال بالسودان (أرشيفية - رويترز)

السودان: «الدعم السريع» يستهدف مطار عطبرة بولاية نهر النيل

نقلت صحيفة «السوداني»، اليوم (الأحد)، عن بيان للجنة أمن ولاية نهر النيل القول إن «قوات الدعم السريع» استهدفت مطار عطبرة بالولاية بمسيّرات «انتحارية».

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا مفاوضات جنيف لحل الأزمة في السودان (أرشيفية - حساب المبعوث الأميركي للسودان توم بيرييلو)

محادثات سويسرا: إعلان لوقف الحرب وبناء جيش سوداني موحد

أعلنت قوى سياسية ومدنية وحركات مسلحة سودانية عن اتفاق لوقف الحرب، وبناء جيش سوداني موحد، وتفكيك نظام الإنقاذ الوطني، وتسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا محمد حمدان دقلو (حميدتي) في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»

«الدعم السريع» تكوّن حكومة مدنية موازية في الخرطوم

أعلنت «قوات الدعم السريع» تشكيل إدارة مدنية (حكومة ولائية) في العاصمة السودانية الخرطوم، وذلك بعد تسعة عشر شهراً من سيطرتها على معظم أنحاء ولاية الخرطوم

أحمد يونس (كمبالا)

مؤتمر القاهرة لـ«إغاثة غزة»... مساعٍ لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية

صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية بغزة (الخارجية المصرية)
صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية بغزة (الخارجية المصرية)
TT

مؤتمر القاهرة لـ«إغاثة غزة»... مساعٍ لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية

صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية بغزة (الخارجية المصرية)
صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية بغزة (الخارجية المصرية)

شهدت العاصمة المصرية، الاثنين، مؤتمر «القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة»، بتنظيم مصري - أممي وحضور فلسطيني، ومشاركة 103 وفود للدول والمنظمات والهيئات الدولية والمؤسسات المالية.

ويهدف المؤتمر، وفق بيان صحافي لوزارة الخارجية المصرية، إلى «تأمين التزامات واضحة بتقديم المساعدات لغزة، وتعزيز الدعم الدولي لضمان استدامة الاستجابة للأزمة الإنسانية في غزة، وحشد الجهود لتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة لأهل غزة، والتخطيط للتعافي المبكر داخل القطاع».

وهو ما يراه المحلل السياسي الفلسطيني والقيادي بحركة «فتح»، الدكتور أيمن الرقب، في حديث مع «الشرق الأوسط»، بأنه يحمل أهمية كبيرة لدعم مسار المساعدات الإغاثية بهذا التوقيت، مؤكداً أن المؤتمر نقل رسالة قوية بأنه لا بديل عن «الأونروا» التي كان مفاوضها فيليب لازاريني أحد المتحدثين.

وباعتقاد الرقب، فإن المؤتمر شهد زخماً كبيراً، خاصة في ظل تنامي الاهتمام بقضية المساعدات، متوقعاً أن تكون التعهدات المالية على مستوى الكارثة الإنسانية التي أشارت لها مصر وكلمات الحضور بوضوح خلال المؤتمر.

وكان وضع غزة حاضراً بقوة في المؤتمر؛ حيث تحدث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي عن «استمرار المأساة، غير الإنسانية، وغير المسبوقة، التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة نتيجة للعدوان الغاشم الإسرائيلي المستمر».

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال افتتاح مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة (الخارجية المصرية)

و«فاق العدوان على قطاع غزة كل الحدود»، بحسب عبد العاطي، «إذ تواصل إسرائيل ارتكاب الفظائع على مرأى ومسمع من العالم منذ أكثر من عام دون رادع، وفي مشاهد مُرَوعة تعجزُ الكلماتُ عن وصفها، كما تستخدم إسرائيل التجويع والحصار سلاحاً، والتهجير عقاباً جماعياً للفلسطينيين، بالمخالفة الفادحة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي».

وفي هذا الصدد، قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في كلمته، إن «الناس في قطاع غزة جوعى ولا بد من التحرك الآن».

وأضاف الصفدي: «تجب ممارسة كل أشكال الضغط الممكنة لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة».

وقالت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد إن الكارثة في غزة تمثل تهديداً للإنسانية ويجب إنهاؤها بشكل فوري.

وأكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني ضرورة توفير استجابة طارئة في غزة وإنهاء الوضع الكارثي في القطاع.

دور «الأونروا»

وشهد المؤتمر تأكيداً على دور «الأونروا»، التي حظرت إسرائيل أعمالها في فلسطين الشهر الماضي، وسط مطالبات بوقف ذلك الحظر.

وأعرب الوزير المصري، في كلمته، عن إدانة مصر بشكل كامل إقرار التشريع غير القانوني من إسرائيل لحظر عمل وكالة «الأونروا»، مؤكداً أنه يمثل سابقة خطيرة بحظر دولة عضو بالأمم المتحدة عمل إحدى وكالاتها، ويعكس استخفافاً مرفوضاً بالمجتمع الدولي ومؤسساته.

وشدد على أن «(الأونروا) لا بديل لها ولا يمكن الاستغناء عنها داخل القطاع. ولا يمكن أن يحل محلها أو يقوم بدورها أي طرف آخر أياً كان».

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى إن دور «الأونروا» غير قابل للاستبدال أو التقويض، وإن لها دوراً محورياً في مرحلة ما بعد الحرب، داعياً إلى رفض كل القوانين الإسرائيلية التي تستهدفها، شاكراً كل الدول الشقيقة والصديقة التي تدعم «الأونروا»، وتساعد على تقديم وتسهيل دخول المساعدات.

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى الاثنين خلال مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية بغزة (وفا)

مطالب محددة

وشهد المؤتمر مطالب عدة بشأن الإغاثة وسبل وقف الحرب، ودعا الوزير المصري في كلمته جميع الوفود المشاركة إلى «الإعلان عن تقديم الدعم اللازم لأهل غزة والإعلان عن تعهدات مالية ملائمة وقابلة للتنفيذ الفوري، لإنقاذهم من الكارثة الإنسانية وبما يمهد الطريق أمام التعافي المبكر ثم إعادة الأعمار، حتى لا نخذلهم إنسانياً كما خذلناهم سياسياً».

كما طالب رئيس الوزراء الفلسطيني، في كلمته، بسرعة العمل على تنفيذ قرارات الأمم المتحدة، خاصة قرار مجلس الأمن 2735 من أجل وقف العدوان وتأمين دخول المساعدات ووصولها بشكل فوري وعاجل، وبما يمهد لعودة الخدمات الأساسية كالرعاية الصحية والتعليم، والبدء بالعمل من أجل إعادة الحياة إلى طبيعتها، وصولاً إلى إعادة الإعمار والتنمية، وإعادة قطاع غزة إلى فضائه الطبيعي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من دولة فلسطين، بدعم المجتمع الدولي.

وكشف المسؤول الفلسطيني، في كلمته، عن خطط مستقبلية بشأن الوضع في فلسطين، موضحاً أن الحكومة تضع حالياً خططاً للتعافي المبكر وإعادة الإعمار، تمهيداً لإطلاق عملية التنمية الشاملة، لافتاً إلى أنها وضعت خطة لإعادة توحيد وتطوير المؤسسات الوطنية في قطاع غزة والضفة الغربية، بما يمكّن من توسيع وتطوير الخدمات المدنية القائمة، لتلبية احتياجات المواطنين بعد الحرب.

كما وضعت الحكومة الفلسطينية خطة لإطلاق أعمال التعافي في قطاع غزة واستعادة الخدمات الأساسية الحيوية، وتمهيد الطريق لإنعاش الاقتصاد، بالشراكة مع أطراف دولية عدة، وشكلت فريقاً حكومياً لإعداد الخطط التفصيلية لإعادة إعمار غزة وبناء اقتصادها، بالشراكة مع المؤسسات الوطنية، والبنك الدولي، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وفق مصطفى.