رئيس «الوحدة» يدعو لإبعاد ملف إعمار درنة عن الصراعات

سيف الإسلام: موافقة النواب على قوانين الانتخابات مرحلة جديدة في تاريخ ليبيا

الدبيبة خلال مشاركته في مؤتمر بطرابلس (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال مشاركته في مؤتمر بطرابلس (حكومة الوحدة)
TT

رئيس «الوحدة» يدعو لإبعاد ملف إعمار درنة عن الصراعات

الدبيبة خلال مشاركته في مؤتمر بطرابلس (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال مشاركته في مؤتمر بطرابلس (حكومة الوحدة)

وسط تأكيد أميركي وغربي على دعم دعوة المبعوث الأممي لدى ليبيا، عبد الله باتيلي، إلى «توحيد جهود إعمار مدينة درنة» بعد الكارثة التي حلت بها بسبب العاصفة «دانيال»، ناشد رئيس حكومة الوحدة «المؤقتة»، عبد الحميد الدبيبة، «المؤسسات الحكومية والأطراف السياسية ألا يكون ملف إعمار درنة محلاً للصراع، بل يكون للمّ الشمل». في حين تعهدت حكومة «الاستقرار» «الموازية»، برئاسة أسامة حماد، بتوفير كل متطلبات ضحايا الإعصار.

وقال الدبيبة في كلمة ألقاها (مساء الاثنين) خلال مشاركته في لقاء «تعزيز التضامن الوطني لدعم البلديات المنكوبة»: «لن يكون في ملف إعمار درنة وضواحيها مكان للفساد، وستحمل مشاريعه عنوان الإفصاح والشفافية»، مؤكداً ما وصفه بـ«التزام الحكومة الوطني والتاريخي والديني تجاه الأهالي في كل المناطق المنكوبة»، ولافتاً إلى تنفيذ حزمة من الإجراءات الحكومية العاجلة، تشمل الإيواء، وتلبية احتياجات المواطنين المختلفة؛ الصحية والعلاجية والخدمية والمصرفية، وتقديم دعم مستمر لذوي الشهداء بضمان حصول أحد الأقارب على فرصة الذهاب للحج والعمرة.

رحبت حكومة «الوحدة» بكل الجهود لتجاوز تداعيات كارثة الإعصار (رويترز)

كما أوضح الدبيبة أن «إجراءات الحكومة للمناطق المتضررة تتمثل في صرف المعاشات الأساسية للمتقاعدين، ومنحة الزوجة والأبناء، وتوفير العلاج للمتضررين بالداخل والخارج، وفق ما تتطلبه الحالة»، معلناً إطلاق الحكومة أيضاً آلية وطنية لعمل فرق الدعم النفسي للمتضررين بالمناطق المنكوبة، وللعاملين بالمهام الإغاثية والإنسانية، ومشيراً إلى أن حزمة الإجراءات تتضمن أيضاً صرف الدعم المادي الطارئ، على هيئة بدل إيجار سكن لكل النازحين، وصرف مرتب إضافي للعاملين بالقطاع الحكومي، بالإضافة إلى مشروع صيانة 114 مدرسة بكل المناطق المتضررة.

كما رحبت حكومة «الوحدة» على لسان رئيس فريقها للطوارئ والاستجابة السريعة، وزير الحكم المحلي بدر الدين التومي، خلال لقائه في طرابلس (الثلاثاء) مع مسؤولين من مدينة درنة، بالتعاون مع كل الخبرات المحلية في شتى المجالات المرتبطة بدعم جهود التعافي، والتعامل مع تداعيات كارثة الإعصار على المدى القريب والمتوسط». وأكدت انتهاء عمليات حصر وتقييم جميع الأضرار التي لحقت بالمؤسسات التعليمية والمراكز الصحية والطرق والجسور، وأنها بصدد الشروع في إنجاز أعمال الصيانة اللازمة للمؤسسات التعليمية، والتعامل مع الأضرار التي أصابت شبكة الطرق العامة، وتنفيذ حزمة من الإجراءات المرتبطة بالرعاية الاجتماعية والدعم النفسي لسكان المناطق المنكوبة.

وبدوره، قال رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، إنه ناقش (الثلاثاء) في طرابلس مع رئيس مجلس الدولة، محمد تكالة، الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد، ومتابعة آخر مستجدات دعم مدينة درنة وبقية المناطق المتضررة.

إضافة إلى ذلك، استبعد النائب العام الليبي، الصديق الصور، إجراء تحقيقات دولية في كارثة درنة، ورأى في مؤتمر صحافي (الثلاثاء) بمصراتة (غرب) أنه «لا حاجة للقضاء الدولي في التحقيق، والقضاء الليبي قادر على ذلك»، موضحاً أنه «سيجري إعلان تفاصيل التحقيقات المتعلقة بانهيار سدي درنة حين تسمح الظروف»، لافتاً إلى أن النتائج ستأخذ بعض الوقت لحين جمع كل الأدلة التي تحدد المتورطين في هذه الحادثة.

الصديق الصور النائب العام الليبي (مكتب النائب العام)

وأكد الصور أن «التحقيقات تسير بشكل جيد وفق أوامر النيابة، بتعاون كل الأجهزة الأمنية والتنفيذية في البلاد، ولم تواجهنا أي عقبات إلى الآن»، مضيفاً أن «القضاء عازم على الوصول إلى الحقيقة، وهوية المتسببين بانهيار سدي درنة»، ومؤكداً أن النيابة العامة عازمة ولديها الإرادة الصلبة لمحاسبة كل المسؤولين عن هذه الكارثة.

وفي السياق نفسه، أكد بيان مشترك لرؤساء البعثات الدبلوماسية لأميركا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا، مساء (الاثنين)، دعمه دعوة باتيلي إلى إرساء آلية وطنية ليبية موحدة بالتنسيق مع الشركاء المحليين والوطنيين والدوليين، تكون قادرة على تقديم إغاثة شفافة وخاضعة للمساءلة تتجاوب مع احتياجات إعادة الإعمار إثر كارثة الفيضانات.

وفي المقابل، تعهد وفد من حكومة «الاستقرار» «الموازية» خلال اجتماع مع بلديات الجنوب الغربي، بتوفير كل متطلبات البلديات في نطاق المنطقة بشكل عاجل، وكشفت حكومة حماد النقاب، مساء (الاثنين) عن استعداد الصين للتعاون معها في تنفيذ محطات طاقة شمسية بمنطقة الجبل الأخضر، والمساهمة في إعادة إعمار المدن المتضررة من كارثة الإعصار.

ومن جهته، تفقد القائد العام للجيش الليبي، المشير خليفة حفتر (الثلاثاء) الأوضاع في مدينة درنة، في زيارة هي الثانية من نوعها للاطلاع على انطلاق عمليات الصيانة والترميم، واستمرار البحث عن المفقودين.

سيف الإسلام عدّ موافقة مجلس النواب على قوانين الانتخابات مرحلة جديدة في تاريخ ليبيا (أ.ف.ب)

ومن جهة ثانية، وجّه نجل العقيد الراحل معمر القذافي، سيف الإسلام، الشكر لرئيس مجلس النواب عقيلة صالح، وأعضاء لجنة «6+6» على إصدار ما وصفه بـ«القوانين غير الإقصائية للانتخابات الرئاسية». ورأى في بيان منسوب إليه، مساء (الاثنين) أن «موافقة مجلس النواب على القوانين المنظمة للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة تعد بمثابة مرحلة جديدة في تاريخ ليبيا».


مقالات ذات صلة

المشري يرفض مجدداً حكماً قضائياً ببطلان رئاسته لـ«الأعلى» الليبي

شمال افريقيا لقاء سابق للمشري وتكالة (الأعلى للدولة)

المشري يرفض مجدداً حكماً قضائياً ببطلان رئاسته لـ«الأعلى» الليبي

رفض خالد المشري، المتنازع على رئاسة المجلس الأعلى للدولة في ليبيا مجددا حكما أصدرته الدائرة الإدارية بمحكمة استئناف جنوب طرابلس ببطلان إعلان نفسه رئيساً للمجلس.

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا ستيفاني خوري خلال اجتماعها مع عدد من الشخصيات السياسية بليبيا في وقت سابق (البعثة)

«محاور رئيسية» في مبادرة خوري لإنهاء الانقسام تُفجر خلافاً بين الليبيين

أثارت «محاور رئيسية» في مبادرة المبعوثة الأممية بالإنابة إلى ليبيا، ستيفاني خوري، لإنهاء الانقسام، تبايناً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا عمداء البلديات المنتخبون خلال أداء اليمين القانونية (وزارة الحكم المحلي بحكومة الوحدة)

أميركا تؤكد أهمية استكمال الانتخابات البلدية في ليبيا

أكدت السفارة الأميركية في ليبيا أن «الجولة القادمة من الانتخابات البلدية‬ تمثل فرصة ثمينة لمزيد من الليبيين لممارسة حقهم في اختيار قياداتهم المحلية».

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا لقاء عبد العاطي مع خوري في القاهرة (الخارجية المصرية)

مصر تطالب بـ«مدى زمني محدد» لخروج القوات الأجنبية من ليبيا

طالبت مصر بـ«مدى زمني محدد» لخروج جميع القوات الأجنبية و«المقاتلين الأجانب» و«المرتزقة» من ليبيا.

خالد محمود (القاهرة )
تحليل إخباري جانب من احتجاجات مواطنين في طرابلس ضد حكومة الدبيبة بعد تصريحات المنقوش (أ.ف.ب)

تحليل إخباري لماذا تنتهي الاحتجاجات ضد «الوحدة» الليبية إلى «لا شيء»؟

شهدت بعض مناطق بغرب ليبيا مظاهرات متكررة بعضها جاء الأسبوع الماضي على خلفية اتهام حكومة «الوحدة» المؤقتة بـ«التطبيع مع إسرائيل».

جاكلين زاهر (القاهرة)

المشري يرفض مجدداً حكماً قضائياً ببطلان رئاسته لـ«الأعلى» الليبي

لقاء سابق للمشري وتكالة (الأعلى للدولة)
لقاء سابق للمشري وتكالة (الأعلى للدولة)
TT

المشري يرفض مجدداً حكماً قضائياً ببطلان رئاسته لـ«الأعلى» الليبي

لقاء سابق للمشري وتكالة (الأعلى للدولة)
لقاء سابق للمشري وتكالة (الأعلى للدولة)

رفض خالد المشري، المتنازع على رئاسة المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، مجدداً حكماً أصدرته الدائرة الإدارية بمحكمة استئناف جنوب طرابلس، يقضي ببطلان إعلان نفسه رئيساً للمجلس، وعدّته تجاوزاً للصلاحيات واغتصاباً للسلطة.

وأكد المشري، مساء الخميس، استمرار المكتب الرئاسي المنتخب للمجلس في عمله، حتى تفصل المحكمة العليا في اختصاص هذه المحكمة الإدارية بالنظر في مثل هذه القضايا من عدمه.

ورداً على إعلان المحكمة إلغاء الانتخابات، التي جرت في 6 أغسطس (آب) الماضي، وفوز المشري فيها بمنصب رئاسة المجلس، عدّ المشري أن ما صدر هو إيداع لأسباب حكمها السابق منذ شهر، وجادل بأن المحكمة غير مختصة، مشيراً إلى تقديمه طعناً للمحكمة العليا في أحكام هذه المحكمة، وأنه لا وجود لأي حكم قضائي جديد بشأن قضية رئاسة المجلس، بانتظار رأي المحكمة العليا بشأن هذه القضية.

وكان محمد تكالة، غريم المشري وعضو مجلس الدولة، قد أعلن فوزه برئاسته بعدما حصل على 67 صوتاً، مقابل 62 للمشري في الجولة الثانية من انتخابات مثيرة للجدل، جرت في أغسطس (آب) عام 2023.

ورفض المشري الاعتراف بنتائج هذه الانتخابات، ودخل في صراع قضائي مع تكالة، وذلك في أحدث انقسام يصيب مجلس الأعلى للدولة، الذي يتخذ من العاصمة طرابلس مقراً له، ويتمتع بسلطة عليا في الأمور السياسية الرئيسية بموجب بنود الاتفاق السياسي لعام 2015، ويجري مفاوضات مع مجلس النواب الذي يتخذ من شرق البلاد مقراً له.

من جهة أخرى، قال مجلس النواب إن سفير هولندا، جوست كلارينك، بحث مساء الخميس، مع أعضائه في لجنتي شؤون المرأة والطفل والحريات العامة، قضية اللاجئين السودانيين في ليبيا، ودور المنظمات الدولية، والدور الهولندي في مثل هذه الأزمات، بالإضافة إلى سبل تمكين المرأة ودعمها، وكذلك تعزيز دورها في التنمية الاقتصادية من خلال دعم المشروعات الصغرى، وقانون مكافحة العنف ضد المرأة، وملف «الهجرة غير المشروعة» وتأثيراته.

بدورها، أبرمت مصلحة الآثار الليبية والسفارة الأميركية، مساء الخميس، برنامج عمل لمذكرة التفاهم بين الجانبين في مجال حماية التراث الثقافي ومكافحة تهريب الآثار.

ويتضمن البرنامج خطة عمل استراتيجية تمتد إلى عام 2027، لتعزيز الجهود المشتركة لحماية التراث الثقافي الليبي من التهريب والدمار، مع التركيز على تعزيز الدور الدولي في صون الهوية الحضارية لليبيا.

وأكد وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية بحكومة الوحدة، وليد اللافي، نجاحها في استرجاع 21 قطعة أثرية مسروقة ومهربة إلى خارج ليبيا، في إطار جهودها المستمرة لحماية الإرث الثقافي.