المغرب: «العدل والتشريع» النيابية تستعد للمصادقة على «العقوبات البديلة»

الغالبية تقترح «شراء أيام السجن»

البرلمان المغربي (الشرق الأوسط)
البرلمان المغربي (الشرق الأوسط)
TT

المغرب: «العدل والتشريع» النيابية تستعد للمصادقة على «العقوبات البديلة»

البرلمان المغربي (الشرق الأوسط)
البرلمان المغربي (الشرق الأوسط)

ينتظر أن تصادق لجنة العدل والتشريع في مجلس النواب المغربي، الأربعاء، على مشروع قانون العقوبات البديلة الذي ينص على تدابير المراقبة بالسوار الإلكتروني، والعمل من أجل المنفعة العامة وتدابير أخرى بديلة عن العقوبات الحبسية.

ويأتي ذلك في وقت اقترحت فيه الغالبية النيابية تعديلا يقضي بإدراج «شراء أيام السجن» ضمن خيارات العقوبات البديلة في مشروع قانون العقوبات البديلة.

وجاء في التعديل أنه يرمي إلى «إضافة عقوبة الغرامة اليومية» إلى العقوبات البديلة، تماشياً مع توجهات السياسات الجنائية لبعض الدول التي تعتمد هذا الصنف من العقوبات في أنظمتها الجنائية.

وحسب نص التعديل، فإن الغرامة اليومية البديلة عن السجن تمثل آلية حديثة للزجر والعقاب كخيار تشريعي أظهر فاعليته في مكافحة بعض أنواع الجنح، كما يتميز بالبساطة والسرعة في التنفيذ على مستوى الممارسة.

ونص التعديل أيضاً على أنه يمكن للمحكمة أن تحكم بعقوبة الغرامة اليومية بديلاً للعقوبة الحبسية النافذة. وتتمثل الغرامة اليومية في مبلغ مالي تحدده المحكمة عن كل يوم من المدة الحبسية المحكوم بها، ويمكن الحكم بعقوبة الغرامة اليومية على الأحداث في حالة موافقة أوليائهم أو من يمثلهم. لكن لا يمكن الحكم بعقوبة الغرامة اليومية إلا بعد الإدلاء بما يفيد بوجود صلح أو تنازل صادر عن الضحية أو ذويه أو قيام المحكوم عليه بتعويض أو إصلاح الأضرار الناتجة عن الجريمة.

وحدد مقترح التعديل مبلغ الغرامة اليومية بين 100 درهم (10 دولارات) و2000 درهم (200 دولار)، عن كل يوم من العقوبة الحبسية المحكوم بها. وتراعي المحكمة في تحديد الغرامة اليومية الإمكانيات المادية للمحكوم عليه وتحملاته المالية وخطورة الجريمة المرتكبة والضرر المترتب عنها. ويجب أن يلتزم المحكوم عليه بأداء المبلغ المحدد له في أجل لا يتجاوز ستة أشهر من تاريخ صدور المقرر التنفيذي بالأداء.

وتتضمن العقوبات البديلة، المنصوص عليها في مشروع القانون العمل من أجل المنفعة العامة، وحمل السوار الإلكتروني قصد المراقبة، وتقييد بعض الحقوق أو فرض تدابير رقابية.

وكانت مسودة مشروع قانون العقوبات البديلة تضمنت أيضا الغرامة المالية لشراء أيام السجن، لكن النص الذي صادقت عليه الحكومة عرف حذفها بعد جدل أثير بشأنها داخل الحكومة.

ومن شأن تقديم فرق الغالبية لهذا التعديل أن يعيد الجدل حول شراء أيام السجن من جديد، خاصة أن المنتقدين يرون أن هذه العقوبة سيستفيد منها الأثرياء الذين يرتكبون جرائم.


مقالات ذات صلة

المغرب: وزير العدل يكشف عن أبرز مقترحات تعديل مدونة الأسرة

شمال افريقيا عبد اللطيف وهبي يكشف للحاضرين عن أبرز التعديلات المقترحة في إطار مراجعة مدونة الأسرة (الشرق الأوسط)

المغرب: وزير العدل يكشف عن أبرز مقترحات تعديل مدونة الأسرة

وزير العدل المغربي، عبد اللطيف وهبي، يكشف في لقاء تواصلي، اليوم الثلاثاء، بالرباط، عن أبرز التعديلات المقترحة في إطار مراجعة مدونة الأسرة.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
شمال افريقيا العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال ترؤسه جلسة عمل لمراجعة قانون الأسرة الذي أمر قبل عامين بمراجعته (ماب)

العاهل المغربي يترأس جلسة عمل لمراجعة قانون الأسرة

أفاد بيان للقصر الملكي بالدار البيضاء بأن العاهل المغربي الملك محمد السادس ترأس جلسة عمل لمراجعة قانون الأسرة الذي أمر قبل عامين بمراجعته.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
رياضة عربية البرتغالي ريكاردو سابينتو رحل عن تدريب الرجاء (نادي الرجاء)

رحيل سابينتو مدرب الرجاء البيضاوي

أعلن الرجاء حامل لقب الدوري المغربي للمحترفين لكرة القدم الجمعة رحيل المدرب البرتغالي ريكاردو سابينتو بالتراضي.

«الشرق الأوسط» (الدار البيضاء)
الخليج ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (واس)

ولي العهد السعودي يطمئن هاتفياً على صحة ملك المغرب

اطمأن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال اتصال هاتفي، على صحة العاهل المغربي الملك محمد السادس.

«الشرق الأوسط» (العلا)
شمال افريقيا العاهل المغربي مستقبلاً الرئيس ماكرون خلال زيارته الأخيرة للمغرب (أ.ف.ب)

وساطة مغربية تفرج عن 4 فرنسيين معتقلين في بوركينا

قالت وزارة الخارجية المغربية، اليوم الخميس، إن المغرب توسط في إطلاق سراح أربعة فرنسيين كانوا محتجزين منذ عام في بوركينا فاسو.

«الشرق الأوسط» (الرباط)

اختصاصيون ليبيون يقترحون حلولاً لمواجهة العنف المجتمعي

المشاركون في ملتقى ليبي رعته البعثة الأممية وعُقد بتونس لمناقشات منع نشوب النزاعات (البعثة الأممية)
المشاركون في ملتقى ليبي رعته البعثة الأممية وعُقد بتونس لمناقشات منع نشوب النزاعات (البعثة الأممية)
TT

اختصاصيون ليبيون يقترحون حلولاً لمواجهة العنف المجتمعي

المشاركون في ملتقى ليبي رعته البعثة الأممية وعُقد بتونس لمناقشات منع نشوب النزاعات (البعثة الأممية)
المشاركون في ملتقى ليبي رعته البعثة الأممية وعُقد بتونس لمناقشات منع نشوب النزاعات (البعثة الأممية)

وضعت شخصيات قيادية ليبية مجموعة من الحلول لجهة «تعزيز سبل الحد من العنف المجتمعي ومنع نشوب النزاعات»، في البلد الذي يعاني الانقسام والإخفاء القسري، ويبحث عن «المصالحة الوطنية».

والحلول المعنية انتهت إليها «قيادات مؤثرة» من المجتمع الليبي، خلال ملتقى رَعَته البعثة الأممية على مدار يومين في تونس، وحضره أيضاً أعيان وحكماء وأكاديميون ونساء وشباب ونشطاء من جميع الأنحاء.

جانب من مناقشات أطياف ليبية مختلفة سبل منع نشوب النزاعات في البلاد (البعثة الأممية)

وقالت البعثة الأممية، في تصريح صحافي، إن« المبادرة تصب في إطار الجهود التي تبذلها البعثة لتعزيز سبل التخفيف من حدة العنف المجتمعي بوصفها وسيلة أساسية من وسائل بناء السلام من أجل سلام مستدام في ليبيا».

وتعاني ليبيا نزاعات تجاوزت عقداً من الزمن وأدت إلى نشوب صراعات جمة بين التشكيلات المسلَّحة، نجَمَ عنها خسائر في الأرواح وتهجير ونزوح وضوائق اقتصادية. لذا قالت البعثة إن الملتقى جمع «شخصيات قيادية مؤثرة» في المجتمع وحكماء وأكاديميين ونساء وشباباً ونشطاء، بقصد «الوقوف على هذه الإشكاليات التي تعانيها ليبيا».

وفي معرِض المناقشات التي جرت بين المجموعات، بتيسير من شعبة المؤسسات الأمنية التابعة للبعثة، بالإضافة إلى خبراء ليبيين في مجال الوساطة، تَدارس المشاركون بواعث النزاعات، باحثين في إمكانية إيجاد حلول لها.

ونقلت البعثة أنهم «وقفوا كذلك على المهارات والمعارف التي يجدر بقيادات المجتمعات التحلي بها ليتسنى لهم الاضطلاع بدور الوساطة وحل النزاعات التي قد تنشب على الصعيد المحلي».

وفي حين شدد المشاركون على «كون الوساطة وسيلة ناجعة لمنع نشوب النزاعات، أكد أحد المشاركين من الوجاهات الاجتماعية أهمية إحكام الدولة سيطرتها على السلاح، وضرورة توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية».

وأوضحت البعثة أن المشاركين «سلَّطوا الضوء على أهمية الاستفادة من تجارب الوساطة في الماضي»، وذلك بمعرض طرحهم وسائل عملية للتفاوض، كما «رحّبوا بالاستراتيجيات التي عرضت، والتي تركز على بناء أواصر الثقة بين الأطراف المتنازعة، وتعزيز حوار بنّاء، والنهوض بسبل منع نشوب النزاعات».

جانب من مناقشات أطياف ليبية مختلفة سبل منع نشوب النزاعات في البلاد (البعثة الأممية)

ونوهت البعثة بأن الملتقى انتهى إلى مجموعة من المُخرَجات؛ من بينها «إعداد ميثاق استرشادي حول الوساطة وحل الخلافات والنـزاعات في المـجتمع الليبي، ويحدد خطوات يمكنها أن تساعد القائمين على الوساطة. وسيجري نشر هذا الميثاق في وقت لاحق». كما دعا إلى «العمل على صياغة تشريعات تنظم آليات الوساطة وفض النزاعات، وتعزيز دور الوسطاء، والنهوض بتنفيذ النتائج التي تخلص إليها جهود الوساطة».

ودعا المشاركون البعثة «لتكثيف عملها في بناء القدرات بمجال الحد من العنف المجتمعي والوساطة وتسخير الخبرات الدولية عبر مزيد من الملتقيات لتكثيف البحث في الموضوعات التي تناولها هذا الملتقى»، كما أكدوا أهمية «تعزيز قدرات المؤسسات الوطنية بالوقوف على التحديات التي تحُول دون حصر الاستخدام المسؤول للقوة بالدولة، وتوحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية».

وشدد المشاركون على «تعزيز المناخ الملائم للعملية السياسية»، ومطالبة السلطات بالبلاد بـ«دعم جهود الوساطة، والنتائج التي تخلص إليها».